يقول المفتي عبدالعزيز بن باز (رحمه الله واسع رحمته) في هذا الأمر
من شروط صحة الصلاة (((ستر العورة)))
الواجب على المصلي ستر عورته في الصلاة بإجماع المسلمين ، ولا يجوز له أن يصلي عريانا سواء كان رجلا أو امرأة .
والمرأة أشد عورة وأكثر . وعورة الرجل : ما بين السرة والركبة ، مع ستر العاتقين أو أحدهما إذا قدر على ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه : إن كان الثوب واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فأتزر به متفق عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء متفق على صحته . أما المرأة فكلها عورة في الصلاة إلا وجهها .
واختلف العلماء في الكفين :
فأوجب بعضهم سترهما ، ورخص بعضهم في ظهورهما ، والأمر فيهما واسع إن شاء الله ، وسترهما أفضل خروجا من خلاف العلماء في ذلك .
أما القدمان : فالواجب سترهما في الصلاة عند جمهور أهل العلم .
وخرج أبو داود رحمه الله ، عن إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام : ( وصحح الأئمة وقفه على أم سلمة رضي الله عنها ) .
وبناء على ما ذكرنا : فالواجب على الرجل والمرأة أن تكون الملابس ساترة ، فإن كانت خفيفة لا تستر العورة بطلت الصلاة ، ومن ذلك لبس الرجل السراويل القصيرة التي لا تستر الفخذين ، ولا يلبس عليها ما يستر الفخذين ، فإن صلاته والحال على ما ذكر غير صحيحة . وهكذا المرأة إذا لبست ثيابا رقيقة لا تستر العورة بطلت صلاتها ، والصلاة هي عمود الإسلام ، وهي أعظم أركانه بعد الشهادتين ، فالواجب على جميع المسلمين ذكورا وإناثا العناية بها واستكمال شرائطها ، والحذر من أسباب بطلانها؛ لقول الله عز وجل : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ولقوله سبحانه : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
ولا شك أن العناية بشرائطها وجميع ما أوجب الله فيها داخلة في المحافظة والإقامة المأمور بها ، وإذا كان عند المرأة أجنبي حين الصلاة وجب عليها ستر وجهها ، وهكذا في الطواف تستر جميع بدنها . لأن الطواف في حكم الصلاة . وبالله التوفيق .
أختكم / البرفسورة