عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-04-2005, 09:34 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

لا شك أن نعمة الأمن والاطمئنان نعمة غالية، حتى أن الله -عز وجل- يقول في كتابه الكريم في سورة قريش: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف"، أسأل الله تعالى أن ينعم بها على قلب طفتلك الغالية، وأن يبارك الله لك فيها .

كل مرحلة عمرية لها خصائصها وماشاكلها فمن الطبيعي ان ينتاب الطفل بعد سن الثالثة الخوف ، وقد تستمر الي الرابعه من العمر، فالخوف عادة مايظهر في الاطفال الصغار لأنهم لايكونون قد اكتسبوا طرقاً اكثر لمقاومة المشاعر القوية ، فهي مشكلة عابرة لابد ان نحذر في تناولها حتى لاتتشعب وتصبح مشكلة ثابته ( فوبيا ).

الخوف عاطفة قوية ناتجة عن الوعي بالخطر أو توقعه والمخاوف تُعلم ولكن هناك مخاوف فطرية من الأصوات العالية أو اختلال الوزن أو الحركة المفاجئة.

ويشعر الاطفال بالخوف أو الرعب من أشياء أو مواقف عدة وعندما يستمر الخوف الذي لا تكون له أسباب منطقية لدى الطفل فإنه يتحول إلى فوبيا.
والمخاوف التقليدية في مرحلة الطفولة تشتمل على الظلام والهجران والأصوات المزعجة، والمرض والوحوش والحيوانات والأماكن المرتفعة والعواصف والغرباء ( مثل الحرامي )والمواقف غير المألوفة والتشوهات.
بينما لدى 10% منهم نوعان أو أكثر من المخاوف الجدية.
والخوف هو اكثر شيوعاً بين سن العامين والستة أعوام، فبين سن الثانية والرابعة يكون الخوف من الحيوانات والعواصف والظلام والغرباء متكرراً، وهذه المخاوف تتلاشى ببلوغ الطفل سن الخامسة وتختفي في سن التاسعة. وبين سن الأربعة والستة أعوام تكون المخاوف الوهمية كالوحوش والأشباح هي المسيطرة وتصل لذروتها في سن السادسة لكنها تختفي في سن العاشرة. وحوالي 90% من الأطفال ممن هم دون سن السادسة ينتابهم خوف من أشياء ما ثم يزول بصورة طبيعية.

دور الوالدين :
********
- ان يكون الآباء نموذجا للهدوء والاستقرار في تصرفاتهم وبشكل طبيعي ، ومن الافضل ان تكون مخاوف الآباء او قلقهم بعيداً عن مرآى الاطفال ومسمعهم ..وان يحرصوا على ان يكون جو الاسرة باعثا على الطمأنينه .
- ان يحرص على غرس الشعور بالأمن في نفس الطفل من خلال التعاطف معه ، وفهم افكاره ومشاعره ومشاركته فيها وتنمية حرية التفكير لديه .
إذا شعر الطفل بأن الآخرين يسخرون منه ، ويستهزئون من مخاوفه، فلن يشاركنا في بمشاعره المستقبل . وهكذا نكون قد ضررنا بالطفل . والعكس هو الصحيح.. فإذا فهمنا مشاعر الطفل وتفهمنا مخاوفه فسوف يشاركنا فيها ، ويتعلم منا طرقاً للتعامل مع هذه المخاوف .
أسئلة على سبيل المثال :
- قل لي ، ما الذي يخيفك ؟
- لماذا أنت خائفه ؟ كلميني فأنا أريد المساعدة .
- هل هناك شيء أستطيع أن أفعله من أجلك ؟
- هل هناك أشياء لم تفهميها ، أنا سأشرح الأشياء التي لم تفهميها ، وسأكون سعيداً بذلك.
- حين يحين وقت النوم لايصح ان ان نخيف الطفل ونهدده بأشياء غير محببه لديه ، بل نجعل هذا الوقت باعثاً على الطمأنينه والسرور بقصّ بعض الحكايات الايجابية المتضمنه للقيم الدينية والاخلاقيه وبعض الفكاهات المخصصه لدى الاطفال ( وعن تجربة شخصية خاصة إعداد شريط قرآني يحوي " سورة الفاتحه ، اول سورة البقرة ، آية الكرسي والأيتين بعدها ، آخر سورة البقرة ، آخر سورة الحشر ، سورة الصمد تكرر ثلاث مرات ن والفلق تكرر ثلاث مرااااات ، وسورة الناس ثلاث مرات ، صوت الآذان ، ثم تكرر اعادة السور السابقة وبنفس الترتيب الي نهاية الشريط وعلى الوجهين " هذه الطريقة تبعث في الطفل الطمأنينه والهدوء والأسترخاء ، كما ان هذه الطريقه تساعد الطفل وبطريق غير مباشرة في تخزين المعلومات في الحفظ فحين يطلب من الطفل حفظها فيما بعد يجد الحفظ سهلاً وسريعاً وصحيحاً ، وهي طريقه مجربة مع ابنائي وليست مجرد فكرة غير مطبقه . "
- لابد ان نساعد الطفل على تجاوز اية حادثة خوف يتعرض لها بهدوء وتعقَل شديدين ، فلا نترك الطفل دون مناقشه فيما حدث ، وفي نفس الوقت لانعطي اهتماما اكبر مما لم يحدث يأمرنا ديننا الحنيف ان ينشأ اطفالنا على الايمان بالله وعبادته ، والتسليم بقضائه ، فإذا نشأ الطفل على هذه الروح الايمانيه ، فإنه لا يخاف اذا ابتلي ولا يهلع اذا اصيب ، معتمداً على نصر الله له ، ومن الخير ان نقص عليهم قطوفاً من سيرة ابناء الصحابة الاولين في شجاعتهم وهم اطفال ، وعدم الخوف من احد سوى الله عز وجل ، مثل قصة معاذ بن عمرو بن الجموح ، ومعاذ بن عفراء ؤضي الله عنهما في قتلهما لأبي لهب في غزوة بدر الكبرى .
- محاولة إنعاش ثقتها بنفسها .
ـ من المهم عدم استخدام خوفها ضدها، كوسيلة لتهديدها من قبل أي كان من أفراد العائلة.
وأخيراً علينا أن ندرك أن خوف الطفل سيتقلص كلما ازداد تعرفه إلى طريقة سير العالم المحيط به.
تهدئة الطفل المذعور:

أولاً: إظهار الوالدين للتفهم لمخاوف الطفل، وعدم السخرية أو الاستهانة بها، والإنصات لمشاعره وتركه يُعبِّر عنها بحرية، وإظهار الاهتمام لأن مجرد الإفصاح والحديث عن المخاوف يقلل من التوتر، ويساعد على مناقشتها والتماس سبل مواجهتها.

ثانيًا:عدم تغيير نمط التعامل مع الأشياء المألوفة؛ لأن ذلك قد يزيد الطفل وعيًا بمشروعية خوفه وأنه محق في ذلك، فتلافي المرور بجوار منزل به حيوان في الحديقة، أو تغيير المسار أثناء السير لتجنب المرور بجوار الشرطي الذي يخيف مظهره الطفل كلها تصرفات قد تكرس لدى الطفل أن خوفه مبرر؛ فيزيد هذا الخوف.

ثالثًا: علِّم الطفل كيف يتخلص من الخوف تدريجيًا، ففي المرة التالية عند إصابته بالخوف أو الذعر اسأله عن حجم الخوف، فربما قلَّ بعض الشيء، و يمكننا أن نرصد كيف أن التعرض لموضوع الخوف قد يقلل من كم الفزع ونلفت نظر الطفل لذلك ونلفت نظره على كون ذلك دليل على أن الخوف سيظل يتضاءل حتى يذهب تمامًا.

رابعاً: اجعل للطفل مركزًا ومساحة للأمان، ثم علِّمْه أن يقترب من المساحة التي تثير ذعره، ثم يعود إلى مركز الأمان ونقطة السلامة، كأن يكون في غرفة مضاءة ثم يقترب هو من غرفته المظلمة، ثم يعود. أو أن تسأله أن يأتي بشيء من غرفتك المظلمة، ويرجع لك بسرعة، وتنتظره أمام بابها، وبذا يحاول التغلب على خوفه فترة قصيرة تطول مع الوقت حتى يتخلص منه تمامًا.

خامسًا: حاول زيادة ثقة الطفل بنفسه من خلال الدعاء، ففي المناهج الغربية للتغلب على الخوف والذعر يعلمون الأطفال مجموعة من العبارات لِبَثِّ الأمان في نفسه مثل: سأكون بخير وأنا قادر على التغلب على المشكلة I can do it، ويمكن أن نعلم الطفل المسلم عبارات مثل: "الله معي" أو أن يقرأ آيات قرآنية مثل الفاتحة والمعوذتين.

سادسًا: عبر الرسوم والتلوين، ثم العرائس والألعاب التي تمثل الحيوانات التي تثير خوفه، ثم مراقبته لطفل يداعب الحيوان أو يتعامل معه دون خوف ثم الاقتراب الهادئ.. رويداً رويداً يطمئن الطفل ،ومن المهم عدم الاستعجال أو دفع الطفل لمواجهة موضوع الخوف بغتة حتى لا يأتي ذلك بنتائج عكسية.
سابعًا: امتداح أي نجاح يحققه الطفل في التغلب على خوفه.

وإذا لم تفلح المحاولات الأبوية الهادئة عبر فترة زمنية معقولة في حل المشكلة؛ فقد يكون اللجوء لمعالج أو طبيب نفسي مسألة ضرورية في حالات معنية لا مفر فيها من التماس العلاج المنظم.

لك التحايا / أختكم / لمار

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة