عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-01-2009, 10:34 PM   #10
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

لست أدري ما الحياة غير أني ذات ليلة كان لي أب رؤوم
كان يضمني إلى صدره الدافئ و يمسح على رأسي بيده الحانية عندما كنت أخاف من الظلام
ما زلت أذكره و هو يقول لي إن ظلام الليل لا يخيف لأننا ننيره دائما بقلوبنا الطاهرة
عندما تدافع في النهار عن الدين عن العرض عن الحق عن الحرية و عن الكرامة
فتجد ذلك النورقبس يشع لنا تحرق أنواره كثب الظلام
ما زلت أذكره و هو يودعنا عندما إقتحم علينا الطغات
اختطفوا هدوء الليل منا فما وجدنا الأمن و لا الأمان
زرعوا الخوف في قلوبنا و بدخان نيرانهم حرقوا شذانا
ليطفؤا نور الأمن و يحطموا بالخوف هدانا
و لكن أبي وحيدا قابل الأعداء و رد هجومهم ردا
و لكنهم خرجوا كجراد مفترس في كل شبر انتشر
فلقاء رجل واحد و إن كانوا ألوفا يعدونه يوم عسر
إلتفوا حوله حاصروه قيدوه و لنا بكل حقد أحضروه
بقلوب ماكرة و ضحكات ساخرة قالوا أهذا البطل
و هذا المكبل تحت أيدينا ألم يكن لدربكم مثل
أشرت إلينا بيديك في شموخ باسم الثغر رافع الرأس
لتردد على أسماعنا كلمات لم أكن أعرف لها معنى
و الآن عرفت معناها يا أبتي
أخذوك يا أبتي من بيننا بعدما كبلوك بالقيود
و أحاطوا بك ليوجهوا عدتهم و عتادهم نحوك
رغم أنك كنت وحدك و كانوا عشرات
تكبيرك تهليلك تسبيحك الذي كان يجلجل
كان بقوة الجبار يهز كيانهم
و يزلزل بكلماته أركانهم
إستفردوا بك ويحهم خارج الدار ليكسروا عضامك
و يفكوا أسنانك و يهشموا رأسك و يغبروا وجهك في التراب
ذلك الوجه الذي أبى أن يسجد لغير الله
برغم جبروتهم برغم قسوتهم لم تخف منهم يا أبي
لأنك تعرف أنهم جبناء فأنت الصامد البطلُ وأنت بدربنا مثل
ثبت لهم بقوة يقينك بحبك و إيمانك ولم تهزم وحاشا يهزم الجبل
فلم يجدوا سبيلا لإطفاء أحقادهم الملتهبة
إلا وابل رصاصات الجبن تغرس في الصدر
فلم يسمع لك بعدعه صوت تقول بأنني مت
و لكن صحت في فرح أأبنائي لقد فزت
و صلتني رسالتك يا أبي و لكن رسالتي لم تصلك
و لعلك يا أبتي و أنت تحت الثرى تنتظر من ينتصر لك من أمة الإسلام
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة