عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-08-2005, 08:50 AM   #3
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

قص الرؤيا على العلماء فقط
فصل في الرؤيا ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن طفيل وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح رواه الترمذي وصححه عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين مرفوعا الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال وأحسبه قال ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي وكيع تفرد عنه يعلى بن عطاء , ووثقه ابن حبان رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال : حسن صحيح وفي لفظ ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت . وكذا رواه أحمد .
قيل لمالك رحمه الله أيعبر الرجل الرؤيا على الخير , وهي عنده على الشر قال : معاذ الله أبالنبوة تلعب ؟ هي أجزاء النبوة
من كذب في رؤيا ففسرها العابر له أيلزمه حكمها
المسألة الأولى : فإن قيل : ومن كذب في رؤيا ففسرها العابر له , أيلزمه حكمها ؟ وهي : المسألة الثانية : قلنا : لا يلزمه ; وإنما كان كذلك في يوسف ; لأنه نبي . وقد قال : إنه يكون كذا ويقع كذا , فأوجد الله ما أخبر كما قال ; تحقيقا لنبوته . فإن قيل : إنما مخرج كلام يوسف في أنه يكون كذا إن كانا رأياه . قلنا : ذلك جائز ; ولكن الفتيان أرادا اختباره بذلك , فحقق الله قوله آية , وقابل الهزل بالجد , كما قال الله تعالى : الله يستهزئ بهم
فإن قيل : فقد روى عبد الرزاق , عن معمر عن قتادة , قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب , فقال له : إني رأيت كأني أعشبت , ثم أجدبت , ثم أعشبت , ثم أجدبت . فقال له عمر : أنت رجل تؤمن , ثم تكفر , ثم تؤمن , ثم تكفر , ثم تموت كافرا . فقال له الرجل : ما رأيت شيئا . فقال عمر : قد قضي لك ما قضي لصاحب يوسف .
قلنا : ليست لأحد بعد عمر ; لأن عمر كان محدثا , وكان إذا ظن ظنا كان , وإذا تكلم به وقع على ما ورد في أخباره , وهي كثيرة ; منها : أنه دخل عليه رجل فقال له : أظنك كاهنا , فكان كما ظن خرجه البخاري . ومنها : أنه سأل رجلا عن اسمه , فقال له أسماء فيها النار كلها , فقال له : أدرك أهلك فقد احترقوا ; فكان كما قال . والله أعلم .
تفسير الرؤيا إذ لم يأتها من بابها
المسألة الثانية : قالوا : أضغاث أحلام يعني : أخلاطا مجموعة , واحدها ضغث : وهو مجموع من حشيش أو حطب . ومنه قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث
وقد روي : الرؤيا لأول عابر . وقد قالوا أضغاث أحلام , ولم يكن من صحيح الكلام , ولا قطع تفسير الرؤيا إذ لم يأتها من بابها . ألا ترى أن الصديق لما أخطأ في تفسير الرؤيا لم يكن ذلك حكما عليها , وإنما ذلك إذا احتملت وجوها من التفسير , فعين بتأويله أحدها جاز , ومن تكلم بجهل لا يكون حكما عليها , وإن أصاب . والحديث الصحيح : الرؤيا على رجل طائر ما لم تتحدث بها , فإذا تحدثت بها سقطت , ولا تحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا . وهذا معنى الرؤيا لأول عابر , فإنه إذا تحدث بها ففسرت نفذ حكمها إذا كان بحق عن علم , لا كما قال أصحاب الملك , وأيضا فإنهم لم يقصدوا تفسيرا , وإنما أرادوا أن يمحوها عن صدر الملك حتى لا تشغل له بالا .
تفسير قوله تعالى قالوا أضغاث أحلام
تفسير قوله تعالى قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين فإنا قد علمنا أن الرؤيا كانت صحيحة ولم تكن أضغاث أحلام ; لأن يوسف عليه السلام عبرها على سني الخصب , والجدب وهو يبطل قول من يقول : إن الرؤيا على أول ما تعبر ; لأن القوم قالوا هي أضغاث أحلام ولم تقع كذلك ويدل على فساد الرؤيا بأن الرؤيا على رجل طائر , فإذا عبرت وقعت .
ما روي عن رسول الله في تعبير أبي بكر بأمره الرؤيا التي عبرها
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في تعبير أبي بكر رضي الله عنه بأمره الرؤيا التي عبرها ومن قوله له في عبارته إياها : أصبت بعضا وأخطأت بعضا . حدثنا بحر بن نصر حدثني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس كان يحدث أن رجلا أتى رسول الله عليه السلام فقال يا رسول الله إني أرى الليلة في منامي ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم فالمستكثر والمستقل وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ثم أخذ به رجل آخر فعلا ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم إنه وصل له فعلا فقال أبو بكر يا رسول الله بأبي أنت لتدعني فلأعبرنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعبر قال أبو بكر رضي الله عنه أما الظلة فظلة الإسلام وأما الذي ينطف من السمن والعسل فحلاوته ولينه وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه فأخذت به فيعليك الله عز وجل ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أو أخطأت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت بعضا وأخطأت بعضا قال فوالله يا رسول الله لتخبرني بالذي أخطأت قال لا تقسم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة