عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-05-2005, 11:41 PM   #4
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء
وأسأل الله أن ييسر لي ولك جليسا صالحا

فإن من أعظم ما يعين المسلم على تحقيق التقوى، والاستقامة على نهج الحق والهدى
مصاحبة الأخيار، ومصافاة الأبرار، والبعد عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار.

لأن الإنسان بحكم طبعه البشري يتأثر بصفيه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، والمرء إنما توزن أخلاقه، وتعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل))

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما من شيء أدل على شيء؛ من الصاحب على الصاحب)

ومن كلام بعض أهل الحكمة: (يظن بالمرء ما يظن بقرينه).

ولذلك اعتنى الإسلام بشأن الصحبة والمجالسة أيما عناية، وأولاها بالغ الرعاية، حيث وجه رسول الهدى كل فرد من أفراد الأمة إلى العناية باختيار الجلساء الصالحين، واصطفاء الرفقاء المتقين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) .

كما ضرب للأمة مثل الجليس الصالح والجليس السوء بشيء محسوس وظاهر، كل يدرك أثره وعاقبته، ومقدار نفعه أو ضرره.فقال: ((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة)).

وعلينا أن نضع نصب أعييننا حين اختيار الجلساء والأصفياء أن كل صحبة وخلة فمآلها إلى العداوة والبغضاء، إن عاجلاً أو آجلاً، إلا مؤاخاة المتقين، فإنها الباقية الدائمة لأصحابها في الدنيا والآخرة ، فقد قال سبحانه: ( الاْخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ) [الزخرف:67].

ومن تحرى صحبة الصالحين وحرص على مجالسة المتقين، وفق لذلك على قدر نيته واجتهاده.

ومن وفق لصحبة صالحة في هذا الزمان ، فذلك عنوان سعادته، وأمارة توفيقه، فليستمسك بغرزه، وليعض عليه بالنواجذ، وليرع له حق الصحبة بالوفاء والصدق معه، والتغاضي عن هفواته، والتغافل عن زلاته، إذ السلامة من ذلك أمر متعذر في طبع البشر، وحسب المرء فضلاً أن تعد مثالبه ومعائبه.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة