عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-09-2004, 09:27 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالكِ أخي المكرم ( الساري ) حول ما ذكرت من أعراض تتعلق بأختكم الفاضلة ، فيعتقد وعلم ذلك عند الله أن هذا الأمر يتعلق بالجن والشياطين ، وهو ما يطلق عليه بالهواتف ، وقد ذكرته في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت انواع الجن والشياطين ، وأذكره على النحو التالي :

قال المسعودي : ( فأما الهواتف فقد كانت كثرت في العرب واتصلت بديارهم ، وكان أكثرها أيام مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفي أولية مبعثه ، ومن حكم الهاتف أن يهتف بصوت مسموع وجسم غير مرئي 0
وقد تنازع الناس في الهواتف والجان ، فذكر فريق أن ما تذكره العرب وتنبئ به من ذلك إنما يعترض لها من قبل التوحّد في القفار والتفرد في الأودية 00 لأن المتفرد في القفار 00 مستشعر للمخاوف متوهم للمتالف ، متوقع للحتوف 00 فيتوهم ما يحكيه من هتف الهواتف واعتراض الجان له ) ( مروج الذهب – 2 / 295 ) 0

قال إبراهيم بن عبدالله الحازمي : ( وهواتف الجان تحصل لكثير من الناس في الجاهلية والإسلام قديماً وحديثاً 0 في بقاع الدنيا 00 وهذا أمر اشتهر بين الناس وذاع 00 فكل من كتب في التاريخ القديم والسيرة النبوية والدلائل يعقد فصلاً لهواتف الجان ) ( مقدمة كتاب " هواتف الجان " لأبي بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي - ص 13 ) 0

وتجدر الإشارة تحت هذا العنوان إلى إيضاح مسألة هامة متعلقة بهذه الظاهرة التي لها علاقة بهذا الموضوع وهي اتصال الجن بالإنس دون الرؤية بالنظر وهذا ما يطلق عليه بـ ( الهواتف ) ، وسوف أستعرض بعض الأقوال المتعلقة بذلك :

أخرج ابن هشام في كتابه " سيرة النبي " ما نصه : روي عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أنها قالت : ( لما خرج رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر - رضي الله عنه 0 أتانا نفر من قريش ، فيهم أبو جهل بن هشام ، فوقفوا على باب أبي بكر ، فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟ قالت قلت : لا أدري والله أين أبي ؛ قالت : فرفع أبو جهل لعنه الله يده ، وكان فاحشا خبيثا ، فلطم خدي لطمة ، فطرح منها قرطي ، قالت : ثم انصرفوا ، فمكثنا ثلاث ليال وما ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب ، وأن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه ، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول :

جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حـلا خيمتي أم معبـد
هما نزلا بالبر ثم تروحــــا فأفلح من أمسـى رفيق محمــــــــد
ليهن بني كعب مكان فتاتهـم ومقعدهـا للمؤمنين بمرصــــــد

قالت أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى المدينة ) ( أنظر سيرة النبي لابن هشام – 2 / 100 - 102 – فقه السيرة للغزالي – 167 – 168 ، وقال الألباني في تحقيقه لفقه السيرة : إسناده معضل ، وقال معلقا على إيراد الغزالي – رحمه الله - لهذه الرواية في كتابه " فقه السيرة " : خير للمؤلف أن يعرض عن ذكر هذه الرواية مطلقا – ولا سيما وهي ضعيفة ) 0

قلت : وقد تقصدت أن أذكر تلك الرواية في هذا الموضع بالذات حيث أن الكثير من المسلمين يعتقد بصحة خبرها مع ضعفه وعدم ثبوته عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - كما أشار لذلك العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، أما المعنى الذي تشير إليه القصة من حيث سماع أصوات الجن دون رؤيتهم فهذا هو الواقع وقد أيد ذلك العقل والنقل والمشاهدة ، ويستأنس في إيضاح هذا المعنى ببعض الروايات ، وهي على النحو التالي :

ذكر البلوي قصة عن سعيد بن المسيب التابعي الجليل هذا نصها : ( كان سعيد بن المسيب يلزم الصلاة في المسجد النبوي في المدينة ، فنظر ذات يوم في المسجد فلم ير فيه أحدا ممن يعرفه فنادى بأعلى صوته :

ألا ذهب الحماة وأسلموني فوا أسفي على فقد الحمــــــاة
هم كانوا الثقات لكل أمــــر وهم زين المحافل في الحيــاة
تولوا للقبـور وخلفونــــي فوا أسفي على موت الثقــاة

فأجابه هاتف من ناحية المسجد يسمع صوته ولا يرى شخصه :

فدع عنك الثقات وقد تولوا ونفسك فابكها حتى الممات
وكل جماعة لا بد يومــــــا يفرق جمعهم وقع الشتـــات

فقال له " سعيد بن المسيب " من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا رجل من الجن كنا في هذا المسجد تسعين رجلا فأتى الموت على جماعتنا كما أتى على جماعتكم ولم يبق منا أحد غيري كما لم يبق منكم أحد غيرك ، ونحن يا أبا محمد لاحقون بهم عن قريب 0
قال ابن المسيب : وقد لقيته بعد ذلك بمكة وظهر لي وسلم علي ثم لم أره بعد ذلك ) ( عالم الجن والشياطين من القرآن الكريم وسنة خاتم المرسلين - ص 36 - نقلا عن كتاب ألف باء للبلوي ) 0

ذكر الشبلي - رحمه الله - في كتابه المنظوم " أحكام الجان " : ( قال أحمد بن سليمان النجاد في أماليه : حدثنا علي بن الحسن بن سليمان أبي الشعثاء الحضرمي أحد شيوخ مسلم ، حدثنا معاوية ، سمعت الأعمش يقول : تزوج إلينا جني فقلت له : ما أحب الطعام إليكم ؟
فقال : الأرز 0 قال : فأتيناه به فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا فقلت : فيكم من هذه الأهواء التي فينا ؟ قال : نعم 0 قلت : فما الرافضة فيكم ؟ قال : شرنا 0 قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي تغمده الله برحمته : هذا إسناد صحيح إلى الأعمش ) ( أحكام الجان – ص 95 ) 0

وقال : ( قال ابن أبي الدنيا : عن يزيد الرقاشي : أن صفوان بن محرز المازني كان إذا قام إلى تهجده من الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته واستمعوا لقراءته 0
قال السري : فقلت ليزيد : كان إذا قام سمع لهم ضجة فاستوحش لذلك ، فنودي لا تفزع يا عبدالله فإنا نحن إخوانك نقوم بقيامك للتهجد فنصلي بصلاتك 0 قال : فكأنه أنس بعد ذلك إلى حركتهم ) ( أحكام الجان – ص 76 ) 0

وقال أيضا : ( قال ابن أبي الدنيا : عن سوادة بن الأسود قال : سمعت أبا خليفة العبدي قال : مات ابن لي صغير فوجدت عليه وجدا شديدا وارتفع عني النوم فوالله إني ذات ليلة لفي بيتي على سريري وليس في البيت أحد وإني لمفكر في ابني إذ ناداني مناد من ناحية البيت : السلام عليكم ورحمة الله يا خليفة 0 قلت : وعليكم السلام ورحمة الله 0 قال : فرعبت رعبا شديدا ثم قرأ آيات من آخر سورة آل عمران حتى انتهى إلى قوله تعالى : ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ) ( آل عمران – الآية 198 ) ثم قال : يا خليفة0 قلت : لبيك 0 قال : ماذا تريد أن تخص بالحياة في ولدك دون الناس ، أفأنت أكرم على الله أم محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ابنه إبراهيم فقال : ( تدمع العين ويحزن القلب ) ، ولا نقول ما يسخط الرب ، أم تريد أن تدفع الموت عن ولدك وقد كتب على جميع الخلق ، أم تريد أن تسخط على الله وترد في تدبيره خلقه والله لولا الموت ما وسعتهم الأرض ، ولولا الأسى ما انتفع المخلوق بعيش 0 ثم قال : ألك حاجة ؟ قلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال : امرؤ من جيرانك الجن والله أعلم ) ( أحكام الجان – 111 ، 112 ) 0

قال الأصفهاني : ( قال محمد بن عبدالعزيز بن سلمان : كان أبي إذا قام من الليل ليتهجد سمعت في الدار جلبة شديدة ، واستقاء للماء الكثير ، قال : فنرى أن الجن كانوا يستيقظون للتهجد فيصلون معه ) ( حلية الأولياء - 6 / 245 ) 0

ومن هنا يتضح صحة هذا الأمر وأنه نوع من أنواع الاتصال بالجن والشياطين ، وخطورته أن قد يتحول مع مر الأيام إلى علاقة استعانة بالجن وعلماء المملكة على عدم جواز الاستعانة 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، فما أصبت فمن الله وحده وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان 0

وتقبل تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 12-09-2004 الساعة 05:04 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة