عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 12:47 PM   #13
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

اعرف الله حتى تحبه
كلما زادت معرفة العبد بربه كلما زاد حبه له
وكلما فكر في نعم الله عليه
زاد حبه
واذا اردنا ان نعرف كيف يأتي حب الله الى قلوبنا
فلننظر كيف اتى حب الدنيا وملك قلوبنا

لقد تمكن حب الدنيا من قلوبنا بسبب انشغالنا بذكرها آناء الله وأطراف النهار حتى تعلقت قلوبنا بزخرفها وزينتها ومباهجها فتمكن حبها من قلوبنا....
مجالسنا تدور الأحاديث فيها حول الدنيا وطرق تحصيلها وأنواع متاعها والجديد من أخبارها .

وفي المقابل .......لانذكر الله إلا قليلاً ،
كم من أوقاتنا أمضيناه مع كتاب الله وتدبر آياته وتدارس تفسيره ؟
وكم من الوقت أمضيناه في استعراض سير الأنبياء والصالحين وحياة الزهاد والعباد من الصحابة والتابعين ؟
وكم من الوقت أمضيناه في التفكر في نعيم الجنة وحياة القبر والآخرة ...

قارن هذا بهذا ....
تجد الجواب ساطعاً سطوع الشمس في رابعة النهار.

فهل بعد هذا نلوم أنفسنا لماذا تتعلق بالدنيا وتزهد في الآخرة وتؤثر متاعها الزائل على حب الله ورسوله والدار الآخرة ؟

هل نلوم انفسنا بعد ذلك لماذا لا تلتزم ولا تنضبط بأوامر الله....

هل نلوم أنفسنا بعد ذلك لماذا لاتحب قيام الليل ولاتشتاق إلى الجهاد ولاتحب الإنفاق في سبيل الله ولا قراءة القرآن ولاولاولا ...من أعمال الخير.

إنها الدنيا ..

لايجتمع حبها مع حب الآخرة في قلب واحد .

أكثر من الدعاء الى الله اخي... أكثر من الدعاء ليحبب لك الاخرة ويسهل لك الطريق اليها.

وبهذا التناسق الداخلي .... تنعكس آثاره على التصرفات والسلوك والاراء

لينظر الشخص منا الى علاقته بربه ....

إذا أحسن المسلم عمله نحو ربه سبحانه، فسيحسن عمله مع نفسه، وإذا أحسن فعله وفعَّل نفسه، غدا فعله في المجتمع والآخرين نتاجًا حاصلاً لا محالة،

فعلاقة المرء بربِّه أمرٌ ينبغي أن يضعه المسلم نصب عينيه،
وأن يتذكَّر ليل نهار كيف ومع مَن يتعامل، وأن تبقى آيات رحمة الله تعالى به وفضله عليه أمام ناظريه، يتذكَّر: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ** (الأعراف:156)،
و( مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا ) (فاطر:2)،
وإذا مسَّه سوءٌ قرأ: ) أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ( (الزمر:36).
وعندما يرى مظاهر رحمة ربِّه سبحانه إذا بلسانه يذكر: ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) (الذاريات:21)،
( فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) (الروم:50).
وإذا يئس إذا بذهنه يذكِّره بسعة رحمته جل شأنه: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر:53)،
ثم يكتشف قول الله تعالى: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون َ) (البقرة:186)،
فيتقرب أكثر وأكثر، ولا يجد أمامه مفرًّا من أن يعمل ويعمل ويعمل، كي يقترب من مولاه وخالقه أكثر وأكثر وأكثر.

وعندما يحب المسلم إلهه وربه جلَّ وعلا حقَّ الحبِّ، تتحرك كل صغيرةٍ وكبيرةٍ فيه إلى طاعته وابتغاء رضوانه، وإذا بهذه الطاعة تتحول بذلاً وفعلاً للخير يلقي بثمره على كل من يدنو من فيء هذا المسلم وظله.

أما كيف نحب ربنا تعالى وتزداد صلتنا به فالأمر ليس سهلاً وليس صعبًا في الوقت ذاته؛ فالقرب من الله تعالى له عناءٌ لذيذٌ لا يستشعره إلا من سعى إليه، ولا يهنأ به إلا من وصله وناله. فيكون هذا عن طريق الالتزام الكامل بالعبادات والطاعات واعمال الخير والاكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن والدعاء.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة