عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-06-2007, 10:56 AM   #5
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

حد العفة أن تغض بصرك وجميع جوارحك عن الأجسام التي لا تحل لك فما عدا هذا فهو عهر وما نقص حتى يمسك عما أحل الله تعالى فهو ضعف وعجز
=============
حد العدل أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه وحد الجور أن تأخذه ولا تعطيه
==============
وحد الكرم أن تعطي من نفسك الحق طائعا وتتجافى عن حقك لغيرك قادرا وهو فضل أيضا وكل جود كرم وفضل وليس كل كرم وفضل جودا فالفضل أعم والجود أخص إذ الحلم فضل وليس جودا والفضل فرض زدت عليه نافلة
===========================================
إهمال ساعة يفسد رياضة سنة
=================
وأنا أوصي بذلك كل من يبلغه كلامي فلن ينفعه اتباعه الناس في الباطل والفضول إذا أسخط ربه تعالى وغبن عقله أو آلم نفسه وجسده وتكلف مؤونة لا فائدة فيها
==================
النائل مني لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما إما أن يكون كاذبا وإما أن يكون صادقا فإن كان كاذبا فلقد عجل الله لي الانتصار منه على لسان نفسه بأن حصل في جملة أهل الكذب وبأن نبه علي فضلي بأن نسب إلي ما أنا منه بريء العرض وما يعلم أكثر السامعين له كذبه إما في وقته ذلك وإما بعد بحثهم عما قال وإن كان صادقا فإنه لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه إما أن أكون شاركته في أمر استرحت إليه استراحة المرء إلى من يقدر فيه ثقة وأمانة فهذا أسوأ الناس حالة وكفى به سقوطا وضعة وإما أن يكون عابني بما يظن أنه عيب وليس عيبا فقد كفاني جهله شأنه وهو المعيب لا من عاب وإما أن يكون عابني بعيب هو في على الحقيقة وعلم مني نقصا أطلق به لسانه فإن كان صادقا فنفسي أحق بأن ألوم منه وأنا حينئذ أجدر بالغضب على نفسي مني على من عابني بالحق وأما أمر إخواني فإني لست أمسك عن الامتعاض لهم لكني امتعض امتعاضا رقيقا لا أزيد فيه أن أندم القائل منهم بحضرتي وأجعله يتذمم ويعتذر ويخجل ويتنصل وذلك بأن أسلك به طريق ذم من نال من الناس وأن نظر المرء في أمر نفسه والتهمم بإصلاحها أولى به من تتبع عثرات الناس وبأن أذكر فضل صديقي فأبكته على اقتصاره على ذكر العيب دون ذكر الفضيلة وأن أقول له إنه لا يرضى بذلك فيك فهو أولى بالكرم منك فلا ترض لنفسك بهذا أو نحو هذا من القول وأما أن أهارش القائل فأحميه وأهيج طباعه وأستثير غضبه فينبعث منه في صديقي أضعاف ما أكره فأنا الجاني حينئذ على صديقي والمعرض له بقبيح السب وتكراره فيه وإسماعه من لم يسمعه والإغرار به وربما كنت أيضا في ذلك جانيا على نفسي ما لا ينبغي لصديقي أن يرضاه لي من إسماعي الجفاء والمكروه وأنا لا أريد من صديقي أن يذب عني بأكثر من الوجه الذي حددت فإن تعدى ذلك إلى أن يساب النائل مني حتى يولد بذلك أن يتضاعف النيل وأن يتعدى أيضا إليه بقبيح المواجهة وربما إلى أبوي وأبويه على قدر سفه النائل ومنزلته من البذاءة وربما كانت منازعة بالأيدي فأنا مستنقص لفعله في ذلك زار عليه متظلم منه غير شاكر له لكني ألومه على ذلك أشد اللوم وبالله تعالى التوفيق
========================

وذمني أيضا بعض من تعسف الأمور دون تحقيق بأني أضيع مالي وهذه جملة بيانها أني لا أضيع منه إلا ما كان في حفظه نقص ديني أو إخلاق عرضي أو إتعاب نفسي فإني أرى الذي أحفظ من هذه الثلاثة وإن قل أجل في العوض مما يضيع من مالي ولو أنه كل ما ذرت عليه الشمس ووجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه وعلى الحق وإيثاره فما استعنت على قمع هذه الطوالع الفاسدة وعلى كل خير في الدين والدنيا إلا بما في قوتي من ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى وأما من طبع على الجور واستسهاله وعلى الظلم واستخفافه فلييأس من يصلح أن نفسه أو يقوم طباعه أبدا وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود وأما الزهو والحسد والكذب والخيانة فلم أعرفها بطبعي قط وكأنني لا حمد لي في تركها لمنافرة جبلتي إياها والحمد لله رب العالمين
=========================
لو علم الناقص نقصه لكان كاملا
=====================
لا يخلو مخلوق من عيب فالسعيد من قلت عيوبه ودقت أكثر ما يكون ما لم يظن فالحزم هو التأهب لما يظن فسبحان من رتب ذلك ليري الإنسان عجزه وافتقاره إلى خالقه عز وجل

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة