الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
يلجأ بعض المعالِجين بسؤال بعض الأرواح الخبيثة التي تصرع وتسكن بعض الحالات المرضية ، عن الأسباب الحقيقة وراء مرض حالات أخرى ، وهذا خطأ جسيم يرتكبه هؤلاء المعالِجون لأسباب كثيرة أذكر منها :
1)- يعتبر ذلك إقرارا وموافقة من المعالِج بصرع تلك الأرواح للإنسي 0
2)- يعتبر ذلك تقديرا ورفعا لشأن تلك الأرواح مع اقترافها لأمر عظيم حرمته الشريعة الإسلامية 0
3)- الفتنة المترتبة عن ذلك الفعل ، خاصة بالنسبة للعوام ممن لا يدركون خطورة مثل ذلك الأمر 0
4)- اعتبار المعلومات والإجابات المقدمة من تلك الأرواح الخبيثة أمورا مسلما بها عند بعض المعالِجين ، وقد أكد الشارع أن مطية الأرواح الخبيثة الكذب والافتراء 0
5)- مشابهة تلك الطريقة لما يفعله السحرة والمشعوذون من استحضار الأرواح الخبيثة وسؤالها وتصديقها 0
6)- قد يكون ذلك بداية لطريق الاستعانة بالأرواح الخبيثة ، وقد أسلفت كلاما مطولا حول هذا الموضوع ، وخلاصته عدم جواز ذلك مطلقا 0
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم ذلك فأجاب – رحمه الله - :
( أما اتخاذ الممسوس ، أو الممسوسة من الجن ، ليسأله ، هذا لا يجوز وهذا من عمل السحرة والكهنة ، فالواجب علاجها بما يخرجه ويبين له ، أنه ظالم ، أو متعد إن كان فيه خير ) ( جزء من فتوى مسجلة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - الطرق الحسان في علاج أمراض الجان - ص 87 ) 0
قال الشيخ عبدالله السدحان : ( وبعض القراء هداهم الله يتعمد سؤال هذا الجان المتلبس بهذا المريض عن بعض حالات المرضى عنده ويأخذ بكلامه ، ويحمله على التصديق به ، وكل هذا مخالف للحقيقة لأن هدف الشيطان هو التفريق وزرع الشجار بين الأقرباء ، فلا يؤخذ بكلام الشيطان نهائيا ، وقطعا لبذور الفتنة ) ( قواعد الرقية الشرعية – ص 44 ) 0
ومن هنا يتضح جلياً عدم جواز سؤال الجان المتلبس ، لما قد يترتب على هذا الأمر من مفاسد شرعية لا يعلم بضررها إلا الله سبحانه وتعالى 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0