عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-08-2005, 01:38 PM   #6
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

* السؤال الخامس والثلاثون : يترتب على التردد على العرافين والسحرة والكهان العديد من المفاسد الخلقية والعقدية والاجتماعية ، فما هيَّ أبرز تلك المفاسد ؟ كما يشيع بين الناس أمراً مفاده أن التردد على السحرة والمشعوذين بهدف العلاج قد يعرض الإنسان للأذى والضرر من قبل هؤلاء الفجرة ، ما مدى صحة هذا الأمر ، وهل وردت لكم حالات من هذا النوع ؟

الجواب : أما أبرز المفاسد الخلقية والعقدية والاجتماعية للتردد على العرافين والسحرة والكهان أمور كثيرة ، أوجزها بالنقاط الهامة التالية :

1)- الكفر بالله عز وجل ، وقد وردت النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة تؤكد هذا المفهوم 0
2)- الوقوع في كثير من الأمور الشركية أو البدعية أو المعصية 0
3)- قد يلحق إيذاء بدني بالشخص الذي يتردد على السحرة والمشعوذين نتيجة تعاطيه بعض الأمور المتعلقة بالسحر والتي تؤثر تأثيراً مباشراً عليه من الناحية السيكلوجية ، ولا داعي للخوض في الكيفية لذلك الإيذاء 0
4)- إهدار المال بغير وجه حق شرعي 0
5)- ظلم الآخرين ، ومعلومٌ لدينا عاقبة الظلم في آيات محكمات ، ونصوص نقلية صريحة من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم 0
6)- الاعتداء على أعراض النساء المسلمات من قبل هذه الفئة الباغية ، وخاصة أن هناك معاونيين للسحرة من قبل شياطين الجن 0
7)- نشر العداوة والبغضاء بين الناس ، مما قد يؤدي إلى مفاسد شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0
8)- العقوبة الإلهية : فالذي يتردد على هؤلاء الفجرة ، لا بد أن ينال العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، والقصص والشواهد كثيرة على ذلك 0
9)- الخوف والرهبة ، وعدم الاستقرار النفسي ، وأحياناً يؤدي التردد إلى السحرة والمشعوذين إلى اضطرابات أو أمراض نفسية 0

أما بالنسبة للإيذاء الذي قد يلحقه السحرة والمشعوذين بالشخص الذي يتردد عليهم : فهذا مما لا شك فيه ، فالإيذاء قد يلحقه في نفسه أو أهله أو ماله ، خاصة أن السحرة أناس خوت قلوبهم من الإيمان ومن خشية الله ، ولو تمعنا في كافة النقاط التي تم ذكرها سابقاً لتبين معنا يقيناً أن الذي يذهب إلى تلك الفئة الباغية لا بد أن يتعرض لأصناف من الإيذاء ، ويكفي أن تكون خسارته في دينه وعقيدته ، وبذلك يخسر الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم0

أما بالنسبة لحصول إيذاء لبعض الحالات نتيجة التردد على السحرة والمشعوذين : فأنقل قصة حدثت منذ فترة من الزمن حيث أتت امرأة يبدو عليها سمات الصلاح والاستقامة ، وأخذت تبكي ، فهدأت من روعها وبدأت تشرح قصتها ، تقول : ذهب بي زوجي إلى إحدى المدن في المنطقة ، واعتقدت بذلك أنه طرق باب الرقية الشرعية لعلاجي من أعراض كانت تنتابني من فينة لأخرى ، وذهبنا سويا إلى منزل أحد أصدقائه ، وإذا برجل يدخل علينا ، فأوعز لي زوجي بأن الرجل يعالج بالرقية الشرعية 0 تقول : المرأة : عندما رأيت هذا الرجل لم ارتح له قط ، فأشار على زوجي بالخروج 0 فأنكرت ذلك لعلمي أن هذا الأمر مخالف لشرع الله ومنهجه ، ولا يجوز بأي حال ولأي ظرف أن يختلي رجل بامرأة لا تحل له ، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) ( صحيح الترمذي – 934 ) ، وكذلك تذكرت حديثا آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين خطورة الخلوة المحرمة حيث يقول : ( رأيت شابا وشابه ، فلم آمن من الشيطان عليهما ) ( صحيح الجامع – 3467 ) ، فخرج زوجي – مع معارضتي الشديدة لذلك الأمر - وكان يحاول أن يزرع ثقتي بالرجل باعتبار أنه شيخ ونحو ذلك ، ومع كل هذا لم اقتنع بهذا الفعل مطلقا ، وكنت أحدث نفسي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدد فيه معالم الخلوة ، وهذا المعنى يؤخذ على إطلاقه ، ولا فرق بين العامي والعالم والمتعلم وغير المتعلم ، وينطبق هذا على كافة الرجال على السواء ! ولكني لم أكن أملك من أمري شيئا ، فأغلق الرجل الباب وبدأ بقراءة بعض الآيات من كتاب الله عز وجل، وبعدها بدأ يتمتم بكلمات لم أفهمها ، وفجأة انقلبت عيناه إلى اللون الفضي ومن ثم لّلون الأسود ، عند ذلك أغمي علي ، وعندما بدأت أصحو وجدت أنه يضع يديه على مناطق في جسدي لا يحل له الشرع فعلها ، فدخل زوجي ، وقال له الرجل : سوف تكون بخير ، فأخذت أبكي وأبين لزوجي أن الرجل ساحر ومشعوذ وأشرح له حقيقة الأمر فلم يأبه لما أقول ، عند ذلك أوعز لزوجي مرة أخرى بالخروج ففعل ، وأنا أرجوه وأسأله أن لا يفعل ذلك ، وبعد خروجه صفعني صفعة قوية في صدري ، وقال سوف ترين من هو المشعوذ والساحر 0
وبعد رقية المرأة تبين حصول إيذاء لها من جراء ذلك الموقف من هذا الساحر اللعين ، وعلم ذلك عند الله ، والقصص كثيرة إنما يكتفي بتلك القصة للعبرة والعظة 0

* السؤال السادس والثلاثون : يتعرض بعض الناس إلى الإحساس بوجود جن في البيت ، وكذلك ظهور بعض المضايقات والإيذاءات منهم ، كيف يحصن الإنسان بيته من الجن ؟ وما الواجب على الإنسان في حال معرفته أن بيته مسكون بالجن ؟ وهل ينبغي ترك المنزل في حال التأكد من أنه مسكون بالجن ؟

الجواب : يعتبر هذا السؤال من الأسئلة المهمة التي لا بد من إيضاحها للقارئ الكريم ، حيث أنه كثيرا ما نسمع عن أحوال غريبة تحصل هنا وهناك من حرق للبيوت ، وعبث في الأثاث ، وسرقة من المحتويات ، أو سماع أصوات غريبة في بعض المنازل ، ونحو ذلك من أشكال الإيذاء التي قد يتعرض له ساكنو تلك البيوت ، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة ما يثبت وجود نوع من أنواع الجن يحلون ويظعنون وهم ما يطلق عليهم اسم ( العمار ) ، وهذا الصنف قد يصدر منه بعض المظاهر آنفة الذكر ، فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم اجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 3114 ) 0 أما الطريقة المتبعة في تحصين البيوت المسلمة من عبث الجن والشياطين فأوجزها بالنقاط الهامة التالية :
1)- المحافظة على الأدعية والأذكار وبخاصة أذكار الصباح والمساء ، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار الطعام ، وأذكار دخول الخلاء والخروج منه ، وفي ذلك وقاية وحصانة بإذن الله سبحانه وتعالى 0
2)- المحافظة على البيوت المسلمة وخلوها من أية مظاهر مخالفة للشريعة الإسلامية ، كالتصاوير والتلفاز والغناء ونحوه ، لا بد من إيضاح خطورة ذلك ، واعتبار أن وجود كافة تلك المظاهر تعتبر عاملا وأسبابا رئيسة تجعل لتلك الأرواح سبيلا ومنفذا لنفث سمومها وأفعالها ، وكذلك لا بد من إيضاح خطورة تلك المظاهر على البيت والأسرة والمجتمع المسلم 0
3)- المحافظة على قراءة القرآن وبخاصة سورة ، فقد ثبت من حديث أبو هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة ) وفي رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تقرأ فيه لا يدخله الشيطان ) ( صحيح الجامع - 7227 ) 0
4)- وفي بعض الأحيان يحتاج الأمر إلى تدخل معالج صاحب علم شرعي وخبرة وممارسة، بحيث يعالج هذا الوضع من منطلق شرعي ، ويحتاج الأمر عادة للرقية الشرعية ، وكذلك اتخاذ بعض الوسائل والأساليب الحسية الخاصة المساعدة لذلك 0

أما الواجب على الإنسان المسلم في حال معرفته أن بيته مسكون بالجن : فعليه أولاً أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ثم سؤال العلماء وطلبة العلم كي يوجه الوجه الشرعية الصحيحة في علاج هذه المشكلة ، وعليه إن يراجع نفسه في كل أحواله ، ويقبل على الطاعات ، ويبتعد عن المعاصي ، ويصبر في مصيبته ويحتسبها عند الله سبحانه وتعالى ، ويسأل عن الثقات في مجال الرقية الشرعية ليسترشد بتوجيهاتهم ، وليحذر أشد الحذر من سؤال العامة والجهلة ، وبخاصة بعض المتعالمين في الرقية الشرعية ، كل ذلك كفيل بإذن الله عز وجل في تفريج الكربة وإزالة الغمة 0

أما هل ينبغي ترك المنزل في حال التأكد من أنه مسكون بالجن : فهذا الأمر يتوقف على المصالح والمفاسد المترتبة على الموضوع بشكل عام ، وهذا يُترَكُ للمعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس الذي يستطيع القيام بدراسة المشكلة بكافة أبعادها وجوانبها ، ومن ثم يعطي توجيهاته لأهل البيت فيما يجب عمله وفعله ، وأحياناً قد يكون من المصلحة الشرعية ترك المنزل لما قد يتعرض فيه الأهل إلى خطر عظيم ، أو حصول أمور لا يحمد عقباها ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال السابع والثلاثون : ينصح بعض المعالجين المرضى بالاستماع إلى شريط مسجل لسورة البقرة ، وبعض السور الثابتة في الرقية الشرعية كعلاج لبعض حالات الإصابة بالجن والسحر ، فهل ثبت أن لذلك الأمر تأثير في شفاء الحالة والتسريع بعلاجها ؟

الجواب : هذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ، ولا بد أولاً من إيضاح مسألة هامة جداً تتعلق بالرقية الشرعية ، وهيَّ أن الأولى في الرقية المباشرة بحيث يُقرأ على المريض مباشرة دون وسائط ، فيضع يده مكان الألم ويقرأ آيات من كتاب الله ، وأحايث مأثورة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ينفث في يديه ويمسح على رأس المريض وما يلي جسده ، وهذه صورة من الصور الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية والاستشفاء ، أما بالنسبة لسماع آيات مسجلة من كتاب الله ، فهذا يعتمد على نفس الحالة المرضية ، فبعض الحالات يمكن أن ينطبق عليها الوصف المشار إليه ، أما البعض الآخر خاصة تلك الحالات التي تعاني من اقتران شيطاني أو سحر من النوع الخطير ، فمنع الصعوبة بمكان فعل ذلك معها ، لما قد يترتب على هذا الأمر من مفاسد شرعية عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، لأن القراءة المباشرة من المعالج على المريض تؤدي إلى أن يتحسس فيها المعالج أسباب المعاناة والألم ، وبالتالي يستطيع التعامل مع الحالة المرضية بناء على المعطيات التي قد تظهر له أثناء المعاينة والتشخيص ، أما في حالة استخدام أجهزة التسجيل فلا يمكن بأي حال من الأحوال التعامل مع المريض لعدم توفر الخبرة الكافية سواء بالنسبة له أو لغيره من الحاضرين ، وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى مفاسد تترتب على هذا الفعل ، وأذكر قصة حصلت قبل فترة من الزمن ، حيث أن مجموعة من الشباب كانت تقود سيارة ، ووضعوا في جهاز التسجيل شريط خاص بالرقية الشرعية ، وكان أحد هؤلاء مصاب باقتران شيطاني ، ولولا حفظ الله سبحانه وتعالى لوقع حادث مروع لهؤلاء الشباب 0 أما بالنسبة لمدى تأثير سماع تلك الأشرطة في شفاء وتسريع العلاج : فقد ثبت أن لها وقع وتأثير بالنسبة للحالات العادية كا أشرت آنفاً ، بشرط الاستماع لتلك الآيات وتدبر معانيها ، وتدبر عظمة الخالق سبحانه وتعالى 0
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض وانتزاع آيات معينة تخص السحر وأخرى للعين ، وأخرى للجان 00 ؟

فأجابت - حفظها الله - : ( تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة للنفث على المريض والجهاز لا يتأتى منه ذلك ) ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - برقم 20361 وتاريخ 17/4/1419هـ ) 0

وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم العلاج بواسطة الآلات الصوتية ، فأجاب - حفظه الله - : ( لا بأس بذلك ) ( فتوى شفهية بتاريخ 27 جمادى الثانية سنة 1420 هـ ) 0

* السؤال الثامن والثلاثون : كلمة أخيرة ولمن توجهونها ؟

الجواب : لا يسعني في نهاية الحديث إلا أن أتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يمن على الأمة الأسلامية بالرفعة والتمكين ، وأهيب بإخوتي المسلمين في كافة الدول الإسلامية بالتوكل على الله سبحانه وتعالى والتمسك بالعقيدة الصحيحة التي تنأى بصاحبها عن الانحراف والتشتت والضياع وخسران الدين والدنيا ، كما أتوجه بالنصح لكافة المسلمين سواء كانوا معالجين أو مرضى أو عامة بالمحافظة على الذكر والدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات والبعد عن المعاصي ، وكل تلك الأسباب كفيلة برد كيد الشيطان وأعوانه ووقاية المسلم من كافة الأمراض الروحية التي قد تعتريه في حياته بإذن الله تعالى ، ولا بد للمسلم الحق من الاعتقاد اليقيني بالأمراض الروحية وتأثيراتها المتنوعة ، حيث أن النصوص القرآنية والحديثية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك حصول تلك الأمراض على اختلاف أنواعها وتأثيراتها ، كما أتوجه للمسلمين في الدول الإسلامية خاصة وفي شتى بقاع الأرض عامة للحذر من السحر والسحرة ، وأنوه باخوتي على خطورة اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين ، وتأثير ذلك على العقيدة والدين ، كما أنوه على جميع طبقات المتعلمين بأن يجاهروا بالدفاع عن عقيدة الإسلام من خلال طرح القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية وإيضاحها من منظور شرعي ، كما أتوجه بالنصح لكافة الأطباء المسلمين - سواء كانوا عضويين أو نفسيين - في شتى بقاع الأرض بتقوى الله سبحانه ، كما أوجههم لدراسة كثير من النواحي المتعلقة بالأمراض الروحية دراسة علمية مستمدة من النصوص القرآنية والحديثية ومرتكزة على كتب وأبحاث وخبرات من هم أهل لهذا العلم الجليل ، كما أوصي بمنع نشر وتوزيع الكتب المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة خاصة ما يتعلق بالرقية وطرقها وعالم الجن والشياطين والصرع والعين ، وأخص بالذكر في هذا المقام تلك الكتب التي تعلم السحر وتهدي الناس إلى طريقه ، أو كتب الكهانة وتحضير الأرواح ، أو تلك المؤلفات التي أتت بهرطقات وخزعبلات عن لقاءات مزعومة مع الجن والشياطين ، أو تلك الكتب التي بحثت في ثنايا هذا العالم الغيبي من منطلق جاهلي فاعتمدت على أحاديث واهية ، أو أقاويل مزعومة أو خرافات جائرة فقدمت الغث فضلت وأضلت ، كما أتوجه إلى علماء المسلمين الأجلاء ومؤسساتهم التعليمية الإسلامية منها خاصة ، متابعة موضوع الرقية الشرعية وما يدور في فلكها والتنبيه على كل ما يخالف الأسس والقواعد الصحيحة المتعلقة بها ، ومراقبة ذلك الأمر وتوجيهه الوجهة الموافقة لمنهج الكتاب والسنة والأثر ، كما أتوجه إلى النساء المسلمات خاصة بعدم الانقياد وراء كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع فيما يتعلق بالأمور الخاصة بالرقية وعالم الجن والشياطين والعين والسحر ونحوه ، وأنصحهن بالتمسك بأهداب الشريعة ، وإنفاذ أمر الله سبحانه وتعالى القائل : ( فَاسْئلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ( سورة النحل – الآية 43 ) ، وأناشدهن بأن لا يجعلن الابتلاءات طوقا يشد على رقابهن ، ويقودهن نحو الكفر والشرك والولوج في الخطايا والآثام ، كما أنوه بكافة المسلمين في شتى بقاع الأرض بعدم التعلق بالتمائم على اختلاف أنواعها ، سواء كانت من كتاب الله أو الأدعية النبوية المأثورة ، لما قد تحدثه من هدم للعقائد وانحراف عن الفطر السوية السليمة ، كما أتوجه بالنصح لإخواني المسلمين جميعا سواء كانوا معالجين أو عامة أو خاصة من تحري فهم نصوص الكتاب والسنة في علاج كافة الأمراض الروحية سواء كانت صرعا أو سحرا أو عينا وسؤال العلماء عن كافة المسائل المشكلة ، دون الأخذ والتعويل على آراء من لا خلاق لهم ، أو تلك الفئة التي لا تملك فقها في العلم الشرعي فتكون مدعاة للضلال والانحراف ، كما أنصح إخوتي المعالجين بتحري اتباع الطرق الصحيحة في الرقية الشرعية للكشف عن الأسباب الرئيسة للحالة المرضية ، واتباع أسلوب علمي مبني على الدراسة الدقيقة المستفيضة للحالة ، لكي لا يقع الناس في الوهم والوسوسة والضياع ، وكذلك اتباع منهجية واضحة مستقاة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، في علاج الأمراض الروحية ، دون التخبط والتشتت في متاهات الضلال ، وأتوجه لهم من أعماق قلبي بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، واتخاذ طريق الرقية الشرعية مسلكا ومنهاجا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وأحذر كل التحذير من اتخاذ هذا الطريق وسيلة للتجارة والمزايدة والعبث بأعراض المسلمين وانتهاك حرماتهم ونشر الأوهام والوساوس فيما بينهم ، وليعلم كل من تصدى لهذا الأمر بأن اتباع المنهجية الواضحة المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سوف تؤتي بآثار طيبة وفائدة عظيمة بإذن الله سبحانه وتعالى ، كما أتوجه بالنصح للمعالجين والمرضى وغيرهم بضرورة توخي سلامة الناحية المرضية والاهتمام في هذا الجانب غاية الاهتمام ، ومعرفة أن عدم الالتزام بهذا الأمر قد يؤدي إلى مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، كما أتوجه بالنصح لكافة القراء الأفاضل بتحري الدقة في اختيار الكتب العلمية الموضوعية التي تبحث في مجال الرقية الشرعية والعلاج وعالم الجن والشياطين دون تقصي البحث في الكتب الأخرى التي تقوم على الهرطقات والخزعبلات والأحاديث الواهية أو الضعيفة ، أو تلك التي لا تعتمد على الأسس العلمية الصحيحة في البحث والتحقيق ولا تتخذ طريقا واضحا في اتباع مناهج البحث العلمي في البحث والدراسة ، وهذا يؤكد على الاخوة الأفاضل بالعودة للعلماء وطلبة العلم للحكم على تلك المؤلفات ومضمونها ومحتواها 0
سائلاً المولى عز وجل أن يوفق الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما اسأله سبحانه أن يهدينا لما يحب ويرضى وأن يزرع المحبة في قلوبنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أبو البراء / أسامة بن ياسين المعاني
مؤلف كتاب نحو موسوعة شرعية في علم الرقى
تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة