عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-08-2010, 02:44 PM   #11
معلومات العضو
@ كريمة @
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

فإن من علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها ،ومن علامات ردها العودة إلى المعاصي بعد الطاعات ،وقد ضرب الله عز وجل في كتابه مثلاً لمن حسن عملُهثم انقلب على عقبه بعد ذلك ، وبدل الحسنات بالسيئات عياذاً بالله ،قال سبحانه: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ** ( البقرة 266) ،فمثله كمثل شيخ كَبُرَ سِنُّه وضعف جسمه ولم يعد قادراً على العمل والتكسب ولديه صبية ضعفاء يحتاجون إلى رعايته، ولا يملك سببا للرزق إلا بستاناً من أجمل البساتين خضرة وبهاء ، وفيه من النخيل والأعناب والثمرات والماء الجاري وغير ذلك مما يُمتع الأنظار، وتُسرُّ له النفوس ، وفي الوقت الذي اشتدت حاجته إليه وتعلق قلبه به أتى بستانه إعصار فيه نار فأحرق ما به من زرع وثمار ،قال ابن عباس : " ضُربت لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم بعث الله له الشيطان ، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله " رواه البخاري .إن من خالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يهجر الطاعات ، بعد أن ذاق حلاوتها وشعر بأنسها ولذتها ، ولما سأل هرقل أبا سفيان عن المسلمين ، هل يرجعون عن دينهم بعد أن دخلوا فيه ؟ ، قال أبو سفيان : لا ، قال هرقل : وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .فيا من أَلِف الحق .. تمسك به هُديت ..، واستمر عليهعلامة قبول رمضانأن تصل بعد الطاعة إلى رضا المعبود ،و علامة الصدود أن تبعد- بالمعصية- عن المقصود .من علامات قبول العمل المواصلة فيه ، والاستمرار عليه .. فاحكم أنت على صيامك ..أمقبولٌ أممردود؟!!!وقد سئلت عائشة رضي الله عنها كما في البخاري عن عمل رسول الله ؟ فقالت : " كان عمله ديمة " أي مستمراً ، كالمطر الدائم الذي لا ينقطع ،وتذكر أن عمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله ،وللحسنة أولاد .. وللسيئة أولادما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة .ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها .النكسة أصعب من المرض الأول .ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة وما أفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة . {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما.**من تكرر منه نقض العهد أيوثق بمعاهدته؟!قال الحسن البصري رحمه الله : " إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ قوله عز وجل (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ** ( الحجر 99) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة