عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-01-2006, 09:39 AM   #5
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



الأخت الفاضلة ( بنت مكة ) حفظها الله ورعاها

كما بينت لك فمصطلح ( محدث ) يطلق على علماء أهل الحديث ، وأبين لك بعض ما يؤيد ذلك ويؤكده :

1)- يقول العلامة الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة - حديث ( 57 ) : ( إختلاف أمتي رحمة . ( لا أصل له ) - ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند ، فلم يوفقوا ، ( انظر شرحا مطولا في الكتاب ، عن قضية الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب ) 0

2)- ويقول - رحمه الله - في كتابه ( تمام المنة ) - حديث ( 22 ) : ( من قضاء الحاجة : قوله تحت رقم 10 - : روي عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سباطة قوم فبال قائما ...رواه الجماعة ) . قلت : الحديث صحيح بلا شك ، فتصديره بقوله : روي يشعر بأنه ضعيف كما اتفق عليه المحدثون ، فكان الواجب أن يقال : ورد . أو نحو ذلك مما يشعر بثبوت الحديث ) 0

3)- ويقول - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة - حديث (1527 ) : ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة ؛ فإن صلاتكم معروضة علي . قالوا : كيف تعرض عليك وقد أرمت ؟ قال : إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ] . ( صحيح ) . ( فائدة ) : قوله : أرمت قال الحربي : كذا يقول المحدثون ولا أعرف وجهه ، والصواب أرممت أي صرت رميما ، كما قال الله تعالى ** من يحي العظام وهي رميم ** . وانظر التعليق على صحيح الترغيب والترهيب 293/1 ) 0

5)- ويقول - رحمه الله - في كتابه " تمتم المنة " - حديث ( 67 ) : ( ومن الأغسال المستحبة : قوله تحت رقم 3 - : لما روي عن عمر قال : كنا نغسل الميت ، فمنا من يغتسل ، ومنا من لا يغتسل . رواه الخطيب بإسناد صحيح ) . قلت : لا شك أن إسناده صحيح ، ولكن تصديره بقوله : روي ، لا يتفق مع ما اصطلح عليه المحدثون من أن هذه الصيغة ونحوها إنما يصدر بها الحديث الضعيف .... *

أما بخصوص سؤالكم عن حديث عمر ، فإليكم الإجابة :

يقول الحافظ بن حجر العسقلاني عن كلمة ( محدَثون ) : ( ‏بفتح الدال جمع محدث , واختلف في تأويله فقيل : ملهم , قاله الأكثر قالوا : المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن , وهو من ألقي في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى فيكون كالذي حدثه غيره به , وبهذا جزم أبو أحمد العسكري . وقيل من يجري الصواب على لسانه من غير قصد , وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة , وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه " قيل يا رسول الله وكيف يحدث ؟ قال تتكلم الملائكة على لسانه " رويناه في " فوائد الجوهري " وحكاه القابسي وآخرون , ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة . ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام , وفسره ابن التين بالتفرس , ووقع في مسند " الحميدي " عقب حديث عائشة " المحدث الملهم بالصواب الذي يلقى على فيه " وعند مسلم من رواية ابن وهب " ملهمون , وهي الإصابة بغير نبوة " وفي رواية الترمذي عن بعض أصحاب ابن عيينة " محدثون يعني مفهمون " وفي رواية الإسماعيلي " قال إبراهيم - يعني ابن سعد رواية - قوله محدث أي يلقى في روعه " انتهى , ويؤيده حديث " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر , وأحمد من حديث أبي هريرة , والطبراني من حديث بلال , وأخرجه في " الأوسط " من حديث معاوية وفي حديث أبي ذر عند أحمد وأبي داود " يقول به " بدل قوله " وقلبه " وصححه الحاكم , وكذا أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث عمر نفسه ) ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري ) .

يقول المباركفوري في شرحه لسنن الترمذي (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ) ، تعقيباً على حديث : أبو هريرة – رضي الله عنه - ‏قال : قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي قال فشق ذلك على الناس فقال لكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة ‏) 0

يقول - رحمه الله - في قوله : ( فقال لكن المبشرات إلخ ) ‏:

( ‏قال المهلب : ما حاصله : التعبير بالمبشرات خرج للأغلب , فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه . وقال ابن التين : معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث في مناقب عمر : قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون . وفسر الحدث بفتح الدال بالملهم بالفتح أيضا , وقد أخبر كثير من الأولياء على أمور مغيبة فكانت كما أخبروا والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادر , فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه كذا في الفتح ) ( تحفة الأحوذي في شرح صحيح الترمذي ) 0

يقوا الأمام النووي – رحمه الله – في شرحه لصحيح الإمام مسلم : ( ‏هذا الإسناد مما استدركه الدارقطني على مسلم , وقال : المشهور فيه عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأخرجه البخاري من هذا الطريق عن أبي سلمة عن أبي هريرة . واختلف تفسير العلماء للمراد بمحدثون , فقال ابن وهب : ملهمون , وقيل : مصيبون , وإذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشيء فظنوا , وقيل : تكلمهم الملائكة , وجاء في رواية ( متكلمون ) وقال البخاري : يجري الصواب على ألسنتهم , وفيه إثبات كرامات الأولياء ) 0

وقال صاحب كتاب " المنتقى شرح الموطأ مالك " : ( وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قد كان فيمن مضى قبلكم من الأمم محدثون فإن كان في أمتي منهم فإنه عمر بن الخطاب يريد صلى الله عليه وسلم أعلم من يلقى في روعه الشيء ويلهم إليه حتى كأنه يخبر به فلا يخطئ ظنه ) 0

وشتان ما بين معنى الحديث وما ذهبتم إليه أختنا الفاضلة ( بنت مكة ) ، بارك الله فيكم أختي الفاضلة ( بنت مكة ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 ‏‏
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة