عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-05-2005, 07:46 PM   #7
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا الأخ المشار إليه في استفسار أخونا في الله (إسماعيل مرسي ) :

وهناك توضيح للبس وقع فيه الأخ الفاضل ووجب بيانه، فالقضية المثارة تحديدا هي: (عندما يموت الجن بعد حرقه في حال ظهوره في عالم الإنس).

فرأيي المذكور هو بخصوص مصير الجني بعد موته محترقا في حال ظهوره في عالم الإنس، ولم تدر ندوتنا بخصوص مصير الجني بعد موته في عالم الجن.

وهاهو نص استدلالي معه كاملا حسبما ورد في المنتدى المذكور:

أخي الحبيب ابن حزم الظاهري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك نقطة هامة جدا أود أن اشير إليها، القضية المثارة هنا أخي الفاضل هي هل إذا ظهر الجني في عالم الإنس وأحرق صار رمادا وتراب؟ أي هل حكمه هنا هو حكم الإنسي؟ أما عن مصيره بعد موته في عالم لجن فهذا ليس مدار الحوار هنا.
وقد يظن الجاهل بالعلوم الجنية أن مثل هذه القضية من باب التندر والتفكه، وكان العلم انتهى ولم يبقى إلا هذه القضية.

الحقيقة ان مثل هذا السؤال له أهمية بالغة، فمهمتنا كمعالجين قمع البدع والضلالات قبل علاج المرضى، ونبذ الخرافات، واثبات الحق ونفي الباطل، فعلى سبيل المثال من السحرة من يزعم علاج الناس، وأن باستطاعته حرق الجن وجمع رماده في زجاجة، ومثل هذا الكلام يتباهى هؤلاء السحرة به، واهم مواقع على النت يذكرون فيها مثل هذا الأمر، وهذا الكلام نسمعه يتردد كثرا جدا.

حتى أن هناك فيلما مصري اسمه (طاقية الاخفاء)، ومختصره أنه تم حرق حني وجمع رماده تحت ما يسمى (يودرة العفريت)، ورشوا المسحوق المذكور على طاقية، فصار من يرتديها يختفي عن الأنظار، مثل هذه الأمور التي تثيرها السينما تترك أثرا كبيرا في عقول البسطاء والسذج.

وبعضهم يتكحل بهذا الرماد فيرى الجن من حوله، حيث يأمر الساحر المريض بأن يتكحل به حتى يتم ما يسمى بالكشف البصري ويحصل منه على معلومات، تماما كما يحدث في المندل.

فقد ذكر ابن كثير في تفسيره قصة طريفة عن التكحل كوسيلة للكشف البصري (الجزء الثالث: صفحة 360) في تفسير سورة النمل، وتحديدا تفسير الآية 30 /31)، فنجده يقول: (وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي عبد الله البرزي من أهل برزة من غوطة دمشق وكان من الصالحين، يصوم الاثنين والخميس، وكان أعور قد بلغ الثمانين فروى ابن عساكر بسنده غلى سليمان بن زيد أنه سأله عن سبب عوره فامتنع عليه، فألح عليه شهورا فأخبره أن رجلين من أهل خراسان نزلا عنده جمعة في قرية برزة وسألاه عن واد بها فاريتهما إياه فأخرجا مجامر وأوقدا فيها بخورا كثيرا حتى عجعج الوادي بالدخان، فأخذا يعزمان والحيات تقبل من كل مكان إليهما فلا يلتفتان إلى شيء منها، حتى أقبلت حية نحو الذراع وعيناها تتوقدان مثل الدينار، فاستبشروا بها عظيما وقالا الحمد لله الذي لم يخيب سفرنا من سنة وكسرا المجامر وأخذا الحية فأدخلا في عينيها ميلا فاكتحلا به، فسالتهما أن يكحلاني فابيا فألححت عليهما وقلت: لابد من ذلك وتوعدتهما بالدولة فكحلا عيني الواحدة اليمنى فحين وقع في عيني نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة أنظر ما تحتها كما ترى المرآة. ثم قالا لي: سر معنا قليلا فسرت معهما وهما يحدثاني حتى إذا بعدت عن القرية أخذاني فكتفاني وأدخل أحدهما يده في عيني ففقاها ورمى بها ومضيا، فلم أزل كذلك ملقى مكتوفا حتى مر بي نفر ففك وثاقي، وهذا ما كان من خبر عيني). قصة عجيبة مثيرة جدا، تبين لنا طرفا من خبث ومكر السحرة، وانه لا أمان لهم، فيقولون تكحل، ولا تعلم أنه كحل مسحور،وافعل كذا وكذا ولا تدري انه هذا يجر عليك الخراب والدمار.

بعض الإخوة المعالجين يسمعون من المرضى روايات شبيهة بهذه القصة ولا يجدون للناس تفسيرا لها، فمهما قال لهم المعالج من أدلة شرعية فلن يقبلوا الدليل، هذا لانعدام الارتباط بين التجربة وبين النص الشرعي، والرابط هنا هو تفسير هذه التجربة وكشف سرها، فإن كشف سرها اقتنع الناس بالدليل الشرعي لوجود الصلة بين التجربة والدليل، وهذا أصل من أصول الدعوة وأدب البحث والمناظرة، وكشف حقيقة مثل هذه الأمور هنا يعطي للمعالج أفق متسع من المعلومات في ضوء الدليل الشرعي فتكون له نبراسا على الدرب يستضيء به، ويضيء به لمن حوله، فكشف ألاعيب السحرة يقي الناس فتن كثيرة لا حصر لها.

والدليل على تحول الجني بعد حرقه في عالم الإنس إلى رماد هو كالآتي:

في قصة السامري أخرج السامري لقوم موسى عجلا جسد له خوار، اي أنه كان عجلا حقيقي وليس تمثال من ذهب كما في الاسرائيليات، وقد أنكر الله عليهم هذا مثبتا أن عجلا له جسد وانه يخور كما تخور العجول، فقال تعالى: (فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار).

والشاهد على أنه لم يكن عجلا من ذهب، قال تعالى: (وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا)، فالمعلوم أن الذهب من المعادن، والمعادن تصهر إذا تعرضت للنار، فلا يصح في اللغة أن يقال حرق الذهب، ولكن يقال صهر الذهب، ولو كان عجلا من ذهب لقال (لنصهرنه) ولم يقل (لنحرقنه)، في تفسير ابن كثير ذكر: (وقال قتادة: استحال الذهب لحما ودما فحرقه بالنار ثم ألقى رماده في البحر)، وإن تحويل الذهب إلى عجل له دم ولحم هو من قبيل السحر لا المعجزة.

وإن الحلي تشتمل على الذهب والفضة والمعادن النفيسة، وكذلك تحتوي على الجواهر والأحجار الكريمة، فكيف يصح أن يصهر السامري الأحجار مع المعادن؟ فالأحجار الكريمة إذا تعرضت للنار لا تصهر، ولو صهرت المعادن مع بعضها البعض لاختلط الذهب بالفضة ولن يصير التمثال ذهبا صافيا، مستحيل لابد من فصل هذا عن ذاك، والآية تدل على أن السامري أخذ الحلي كاملة قال تعالى: (ولكن حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري)، وهذا من ظاهر النص أنه تم قذف الحلي بكاملها، معدنها مع حجارتها، وهذا في عالم السحر هو قربان للشيطان يقرب إليه في مقابل تنفيذ تكليف معين، وهو أمر يعرفه المعالجين جميعا بغير استثناء، وربما أن مثل هذه القرابين هي الكنوز المدفونة في باطن الأرض، فقد أخبرنا النبي صلىالله عليه وسلم في قصة الدجال أنه ستتبعه كنوز الأرض، وأحسب أن هذه القرابين هي من جنس هذه الكنوز التي سوف تتبع الدجال وهو ساحر لا شك في هذا، والله أعلم.

والشواهد القرآنية على هذا تثبت أنه كان عجلا حقيقيا، فمن أين أتى السامري بهذا العجل الحقيقي؟ إذا هو قام بتحويل الحلي إلى عجل، وهذا نوع من أنواع السحر اشتهر به اليهود لمن تابع تاريخ تطور السحر عبر العالم، وهذا مما يقوم به السحرة في عروضهم التلفزيونية، وربما كان وراء فعلهم هذا خدعا ما وشعوذة، على أي حال إذا كان السحر هو تداخل الجن بخصائص قدراتهم الفائقة في عالم الإنس، إذا فهذا العجل هو عجل من الجن وليس عجلا إنسيا، فلو كان عجلا إنسيا لأتى به من البداية بدون هذا التكلف ولانتهى الأمر، تماما كما تحولت العصي والحبال إلى حيات تسعى.

وقد يقال أن الحيات كانت من سحر التخييل، قال تعالى: (يخيل إليهم من سحرها أنها تسعى)، فالرد عليهم كالآتي: التخييل لا بد له من معطيات مادية ليكون تخييلا، منها الحبال، إذا فمن أي مصدر جاءت الحيات؟

إذا فالتخييل لابد وأن يكون مرتيط بحقيقة موجودة وواقع ملموس، وهذا ممكن أن يتم عن طريق عملية الاستئناس، أي انتقال الحيات من عالم الجن إلى عالم الإنس، كما ظهرت الحية للصحابي يوم حفر الخندق فقتلته.

ولو صح أن الحيات كانت مجرد خيال وليس لها حقيقة ووجود ملموس، لما قال تعالى عن عصى موسى (وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا) فماذا كانت تلتهم عصى موسى التي تحولت ثعبانا كبيرا يلقف ويلتهم ما صنعوا من سحر؟ إلا أن تكون قد التهمت حيات حقيقية وليست مجرد صور خيالية، وإلا فاين المعجزة في أن تأكل عصى موسى خيالات وأوهام؟!!!!! وبالتأكيد لأن السحر هو تداخل الجن في عالم الإنس فهذه الحيات كانت حيات جنية وليست إنسية.

وبناء على ما سبق بيانه مختصرا فالعجل كان عجلا جنيا، وقد تم حرق موسى عليه السلام العجل الجني وصار رمادا، إذا فالجني إذا أحرق في عالم الإنس استحال رمادا بإذن الله، هذا إن صح الاستنباط السابق. اما مصير الجني بعد موته في عالم الجن فهذه قضية أخرى تماما وليست مدار نقاشنا هنا على الإطلاق.

والله تعالى أعلى وأعلم بالحق

أخوك في الله

سيف الرحمن

انتهى نص الاستدلال
//////////////////////////////////////////


وأنا لا أقلل من شأن وجهة نظر أخينا الفاضل، بل أراها وجهة نظر صائبة إلى حد كبير جدا، وهي التي أيدتموها، ولأنني لم أتمكن لظروف قهرية من استكمال ندوتي مع الأخ الكريم، لذلك أريد أ ن أستكمل ما فاتني على هذا المنتدى الطيب، خاصة وأنه أثار الموضوع ها هنا، فسأشير الآن إلى دلالات مادية عقلية ندعم بها صحة وجهتي النظر، وأنه لا تعارض بينهما.

فمن المعروف أن الجن أصله من نار، والنار إذا اشتعلت واحترقت تحولت إلى دخان، والدخان ما هو إلا ثاني أوكسيد الكربون، وثاني أوكسيد الكربون الذي يتساقط نتيجة عملية الاحتراق يتجمع على هيئة مخلفات يطلق عليها (الرماد)، إذا النار ينتج عن احتراقها وفناءها ثاني أكسيد الكربون، أي تتحول النار بعد فناءها إلى (رماد)، وهذا ما ذكرته أنا، أن الجني إذا أحرق صار رمادا، ثم يتحلل الرماد ويصير ترابا، وهذا لا يتعارض مع اجتهاد الأخ أن الجني يعود إلى أصله، لكن مع ملاحظة دقيقة ربما فاتت عليه، أن النار في حال تأججها وحياتها تكون مارج من نار أي شعلة من نار، أما في حالة خمولها وموتها تصير رمادا، وأن جملة حوارنا لم يكن عن مصير الجني في عالم الجن، ولكن في عالم الإنس.

والموضع له أهميته في العلاج في حال ما إذا ظهر جني للإنسي فماذا يفعل؟ وماذا سيحدث للجني في مثل هذه اللحظة إن قتله الإنسي؟ هذا سؤال مهم جدا يقي المريض من تعرضه لصدمة أو ما شابه إن فاجأه شيء من ذلك، خاصة وأنه كثيرا ما يظهر الجني للمريض على هئة قطة أو كلب أو ثعبان، هذا إلى جانب محق الخرافات والبدع والرد عليها، وليس من باب التندر والتسلية، خاصة وأنني أتيت بالدليل الاستنباطي من سورة (طه).

والآن في ضوء ما ذكرته أترك لكم الرد وطرح وجهة النظر والبيان


وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه


التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 03-05-2005 الساعة 07:49 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة