عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-07-2014, 11:37 AM   #2
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

التنبيه الثالث:
قال البخاري في صحيحه [ 1902 ]:
(
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)
.

أقول:
وأعظم الجود، الجود بالعلم.
قال ابن رجب
في لطائف المعارف [ ص171]:
(
فدل هذا على أنه - صلى الله عليه وسلم - أجود بني آدم على الإطلاق.
كما أنه أفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة.
وكان جوده بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم، ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ).
اهـ
وما قاله ابن رجب متجه فالصحابي قال (أجود بالخير) ولم يقل (أجود بالمال)، والألف واللام للاستغراق فتفيد العموم، والمناسبة بين الجود بالعلم ومعارضة جبريل بالقرآن، أظهر وأبين من المناسبة بين الجود بالمال ومعارضة جبريل بالقرآن وإن كان كلاهما واقعاً منه صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن القيم
في مدارج السالكين (2/292):
(الجود بالعلم وبذله وهو من أعلى مراتب الجود والجود به أفضل من الجود بالمال لأن العلم أشرف من المال)
.اهـ

وقال شيخ الإسلام
كما في مجموع الفتاوى (4/42):
(كما أن لله ملائكة موكلة بالسحاب والمطر فله ملائكة موكلة بالهدى والعلم هذا رزق القلوب وقوتها وهذا رزق الأجساد وقوتها قال الحسن البصري في قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ** [البقرة: 3] قال إن من أعظم النفقة نفقة العلم أو نحو هذا الكلام وفي أثر آخر نعمت العطية ونعمت الهدية الكلمة من الخير يسمعها الرجل فيهديها إلى أخ له مسلم)
.اهـ

أقول:
فإقامة مجالس للعلم تسد شيئاً من حاجة الناس إلى الوحي، من أعظم ما يحصل به الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جوده في شهر رمضان.

بل حاجة الناس إلى العلم أعظم من حاجتهم إلى المال قال شيخ الإسلام
كما في مجموع الفتاوى (22/ 402):
فَتَبَيَّنَ أَنَّ حَاجَةَ الْعِبَادِ إلَى الْهُدَى أَعْظَمُ مِنْ حَاجَتِهِمْ إلَى الرِّزْقِ وَالنَّصْرِ بَلْ لَا نِسْبَةَ بَيْنَهُمَا؛ فَلِهَذَا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ هُوَ الْمَفْرُوضُ عَلَيْهِمْ.اهـ

التنبيه الرابع:
نجد بعض الناس يتركون مجالس العلم في شهر رمضان، وربما أنكروا على من يحضرها في هذا الشهر، والحجة اتباع السلف!، ثم نجده حريصاً حرصاً عظيماً على إعطاء كلمة بعد الركعات الأربع الأولى من صلاة التراويح ولم يثبت هذا عن أحدٍ من السلف فأين اتباعهم؟!

التنبيه الخامس:

قال الذهبي
في ترجمة يحيى بن محمد بن يحى الذهلي من سير أعلام النبلاء (12/ 288) وهو من رجال ابن ماجه:
(وسمعت محمد بن صالح يقول: حضرنا آخر مجلس للإملاء عند يحيى بن محمد الشهيد في شهر رمضان من سنة سبع وستين ومئتين، وقيل في شوال).
اهـ
وهذا - إن صح
- يدل على شهرة تلك المجالس عند السلف في شهر رمضان.

وجاء في سند كتاب الأمالي في آثار الصحابة لعبد الرزاق
ما يلي:
(
بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدنى علما أخبرتنا المسندة الخيرة الكاتبة أم عبد الله نشوان بنت عبد الله بن على الكنانية سماعا عليها في تاسع جماد الأول سنة 865 ه.... وذكر سند الكتاب إلى أن قال: نا أبو عبد الله الحسين بن عبد الجبار السكرى قراءة عليه في يوم السبت 15 شهر رمضان سنة 415 ه...)
وأكمل السند.اهـ

وجاء في السماعات الموجود في مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم (3/151):
(
وكتب يوسف بن خليل بن عبد الله
سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الأوحد الحافظ شيخ الإسلام شمس الدين أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الدمشقي مد الله تعالى في عمره سماعه فيه بخطه بقراءة الإمام العالم تقي الدين أبي محمد إدريس بن محمد بن أبي الفرج بن بدير الحموي الجماعة العلماء الإمام العالم عماد الدين أبو محمد عبد الحميد بن علي بن الحسن بن عبد الله الدخاني وشمس الدين أبو الحسن علي بن محمود بن علي وشمس الدولة بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر السهروارديان والمقري مجد الدين أبو محمد عبد الله بن الحسين بن علي وأبو البنا محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأزبكيان والفقيه رشيد الدين أبو محمد عبد الواحد بن محمد بن علي بن مروان بن أبي بكر الفهري الطرطوشي وشرف الدين أبو سليمان داود بن أبي بكر بن أبي القعنبي بن قتيبة الفرضي وبهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن الإمام العالم أقضى القضاة محي الدين أبي المكارم محمد بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي ونجم الدين أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن شبلي الأربلي وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن خليل المؤذن الخضري وعبد الرحمن بن صالح بن هاشم بن العجمي وابو الحسن علي بن عبد بن عسكر الحلبي ومحمد بن أبي الفتح بن ياقوت الأدمي أبوه وفيا المسمع ابن مو بن عبد الله الكرخي قطب التشريع عبد الصمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بكران التريحاني وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وستمائة بدار المسمع بحلب حماها الله تعالى والسماع الصحيح والحمد لله على كل حال الحمد لله وحده
)

وجاء في سند كتاب فضائل الصحابة للدارقطني
:" خْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعُوَيْسِ النَّيَّارُ الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ....وذكر السند إلى أن قال:
قال: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني الحافظ، قراءة عليه وأنا أسمع يوم الثلاثاء لست بقين من شهر رمضان من سنة خمس وثمانين وثلثمائة).
اهـ

أقول:
فأملى الدارقطني هذا الكتاب في شهر رمضان.
وجاء في أمالي ابن سمعون لأبي الحسن البغدادي المتوفى عام 387 هـ:
وأول المجلس الخامس عشر: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون إملاء يوم الثلاثاء النصف من شهر رمضان
سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.اهـ

وجاء في أمالي المحاملي (1/ 271):
(مجلس يوم الأحد لأحد عشر بقين من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة).
اهـ

وجاء في العمدة لفخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري:
الشيخ الثالث والعشرون:
[102] أخبرنا الشيخ الصالح والدي أبو نصر أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري رحمه الله بقراءة البونارتي في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة تسعين وأربعمائة.اهـ
وجاء في سند كتاب الغيلانيات لأبي بكر الشافعي:
[1] (
أخبرنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد بن يوسف قراءة عليه فأقر به، وأنا أسمع وهو يسمع وذلك في جمادى الأولى من سنة أربع وتسعين وأربعمائة قال: أنبأ أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءة عليه في شهر ربيع الأول من سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال:
ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله البزاز المعروف بالشافعي إملاء في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وهو أول سماعي منه).
اهـ

أقول:
فأملى كتابه هذا في شهر رمضان.
وجاء في كتاب المجالس العشرة للحسن الخلال [ 30 ]:
(حدثنا الحسن بن محمد الشيخ الحافظ إملاء في يوم الجمعة بعد الصلاة لست خلون من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة بجامع المنصور.. وأكمل السند)
.اهـ
والمتأمل في سماعات أهل الحديث يجد كثيراً من هذا، وقد وقعت هذه السماعات في تلك العصور ولم ينكرها أحد فتأمل.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة