عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:42 PM   #29
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/181)

لغير الله ، فيجب عليه التوبة من ذلك ، والرجوع إلى الله ، والندم ، ومن تاب تاب الله عليه ، فالعبادة حق الله يجب إخلاصها لله .
أما النساء فلا يجوز لهن التبرج بين الرجال الأجانب وإظهار الزينة ، فهذا من المنكرات ، ومن أسباب الفتن ، وظهور الفواحش ، فالواجب إنكار ذلك .
فالخلاصة أن عليك يا عبد الله أن تنصح أهل هذه القرية ، وأن تطلب لهم العلماء ولو من بلاد أخرى يأتون إليهم ، حتى يرشدوهم ، وحتى يعلموهم ، وحتى ينصحوهم ، ولا يجوز تركهم على هذه الحالة السيئة ، بل يجب أن يوجهوا إلى الخير ، وينصحوا ، وأن يطلب لهم العلماء من الأقطار الأخرى التي بقربهم من أهل التوحيد حتى ينصحوهم ، وحتى يوجهوهم . وإذا كنتم في السودان ، فإن عندكم أنصار السنة اطلبوا منهم من يأتي إليكم ، وينصحكم ، ويوجه هؤلاء إلى الخير ، وهكذا في أي البلاد اطلب الذين يعرفون التوحيد ، ويدعون إلى التوحيد حتى يحضروا إلى هذه القرية وحتى ينصحوهم ، ويرشدوهم ، ويعلموهم ، فالدين النصيحة ، والله يقول عز وجل : ** ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ** (1) [النحل : 125] . « ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر ، قال : ادعهم إلى الإسلام - يعني اليهود - وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيه » (2) ثم قال : « فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » (3) أي خير لك من جميع النوق
__________
(1) سورة النحل الآية 125
(2) صحيح البخاري المناقب (3498),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).
(3) صحيح البخاري المناقب (3498),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).

(1/182)

الحمر ، والمعنى خير لك من الدنيا وما عليها ، فدل ذلك على عظم شأن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس ، وأنها قربة عظيمة ، فلا يجوز إهمال القرى الجاهلة التي يقع فيها الشرك والمعاصي الظاهرة ، بل يجب إرشادهم وتوجيههم إلى الخير ، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم حتى يزول الشرك ، وحتى تختفي المعاصي . رزق الله الجميع التوفيق والهداية .

(1/183)

الائتمام بمن يستعين بالتيجاني ويسأله ويحمده
س82: يقول السائل : إذا كان هناك إمام يفعل البدع أثناء الليل ؛ فإذا سأل يسأل باسم الشيخ أحمد التيجاني ، وإذا استعاذ يستعيذ به ويحمده . فهل يجوز اتباعه والاقتداء به ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : مثل هذا لا يصلى خلفه إذا كان بهذا الوصف ، فمن كان بهذه المثابة يدعو التيجاني ويستعيذ بالتيجاني ، أو بالحسين ، أو بالبدوي ، أو بغيرهم من الأنبياء ، أو الأموات ؛ فهذا شرك أكبر ، فالذي يقول : يا سيدي أحمد التيجاني أنا في حسبك أو في جوارك ، أو أنا مستجير بك ، أو يا سيدي الحسين ، أو يا سيدي البدوي ، أو يا ست زينب ، أو يا فلان ، أو يا فلان ، فهذا من الشرك الأكبر ، والله يقول سبحانه وتعالى : ** ادعوني أستجب لكم ** (1) [غافر : 60] ، ويقول عز وجل : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (2) [الجن : 18] ، ويقول سبحانه : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (3) [يونس : 106] ، يعني المشركين .
__________
(1) سورة غافر الآية 60
(2) سورة الجن الآية 18
(3) سورة يونس الآية 106

(1/183)

فالله أمر عباده أن يدعوه ، كما قال سبحانه : ** ادعوني أستجب لكم ** (1) [غافر : 60] ، وقال سبحانه : ** وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ** (2) [البقرة : 186] ، وقال عز وجل : ** ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (3) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ** (4) [فاطر : 13 ، 14] فسمى دعاءهم إياهم شركا .
قال جل وعلا : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (5) [المؤمنون : 117] سماهم كفرة لدعوتهم غير الله من الأموات والملائكة والجن ونحو ذلك ، فالعبادة حق الله ، هو الذي يدعى سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه : ** يا أيها الناس اعبدوا ربكم ** (6) [البقرة : 21] وكما قال سبحانه : ** وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ** (7) [الذاريات : 56] ويقول سبحانه : ** ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ** (8) [النحل : 36] وقال سبحانه : ** فاعبد الله مخلصا له الدين ** (9) ** ألا لله الدين الخالص ** (10) [الزمر : 2 ، 3] وقال سبحانه : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ** (11) [البينة : 5] .
ونهى عن عبادة غيره فقال : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (12) [الجن : 18] ، والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ، ويشمل دعاء العبادة ؛ فلا يدعى مع الله أحد ، لا بالصلاة ، ولا بالصوم ، ولا بالضراعة إليه وسؤاله ، ولا بالنذر والذبح ، ولا بالسجود ، ولا بغير هذا ، بل هذا حق الله وحده سبحانه وتعالى .
__________
(1) سورة غافر الآية 60
(2) سورة البقرة الآية 186
(3) سورة فاطر الآية 13
(4) سورة فاطر الآية 14
(5) سورة المؤمنون الآية 117
(6) سورة البقرة الآية 21
(7) سورة الذاريات الآية 56
(8) سورة النحل الآية 36
(9) سورة الزمر الآية 2
(10) سورة الزمر الآية 3
(11) سورة البينة الآية 5
(12) سورة الجن الآية 18

(1/184)

فالذي يدعو التيجاني أو يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم أو يدعو أحد الصحابة كعلي رضي الله عنه ، أو الحسين ، أو الحسن رضي الله عنهم جميعا ، أو يدعو البدوي ، أو المرسي ، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو فلان ، كل هذا شرك أكبر يجب تركه ، والحذر منه ، ولا يتخذ هذا إماما ، ولا يعتمد عليه في فتوى أو في غيرها ؛ لأن الشرك أعظم الذنوب وأكبرها فالواجب تحذيره ونصيحته ودعوته إلى الله عز وجل ، لعله يتوب فيتوب الله عليه .
يقول سبحانه : ** ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ** (1) [الأنعام : 88] ويقوله سبحانه يخاطب نبيه عليه الصلاة والسلام : ** ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ** (2) [الزمر : 65] ويقول سبحانه : ** إن الشرك لظلم عظيم ** (3) [لقمان : 13] ويقول عز وجل : ** إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ** (4) [النساء : 48] فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه ، أما ما دونه من المعاصي فتحت مشيئة الله جل وعلا ، من مات على المعاصي كالزنا أو الخمر ، أو نحو ذلك ، فهذا تحت مشيئة الله ولا يكفر إذا لم يستحل ذلك ، لكن هو تحت مشيئة الله إذا مات على ذلك ، إن شاء الله سبحانه غفر له بأعماله الصالحة وتوحيده وإسلامه ، وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها ، ثم منتهاه إلى الجنة بعد التطهير والتمحيص إذا كان مات على التوحيد والإيمان والإسلام .
__________
(1) سورة الأنعام الآية 88
(2) سورة الزمر الآية 65
(3) سورة لقمان الآية 13
(4) سورة النساء الآية 48

(1/185)

الصلاة خلف من يجوز دعاء الأموات
س83: هل تجوز الصلاة خلف من جوز دعاء الأموات ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : الذي يبيح دعاء الأموات يكون مشركا ؛ فالذي يبيح أن يدعى الميت ، وأن يطلب منه المدد يعتبر مشركا ، ولا يصلى خلفه ولا خلف من يعمل عمله ، ولا خلف من يرضى عمله أيضا ، بل هذا من الشرك الأكبر ، ومن عمل الجاهلية ، من مثل عمل أبي جهل وغيره من المشركين ؛ لأن الله يقول : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (1) [الجن : 18] ويقول سجانه : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (2) [يونس : 106] يعني من المشركين . ويقول الله عز وجل : ** ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (3) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ** (4) [فاطر 13 ، 14] سمى دعاءهم إياهم شركا بالله ، وقال عز وجل : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (5) [المؤمنون : 117] وهكذا من يدعو الأصنام أو الأحجار أو الكواكب أو الأشجار أو الجن ، ويستغيث بها ، أو ينذر لها يسمى مشركا ، فلا يصلى عليه ، ولا يصلى خلفه ، ولا يتخذ صاحبا بل يبغض في الله ، ويعادى في الله سبحانه وتعالى ، ولكن ينصح ويوجه ويعلم لعل الله أن يهديه .
__________
(1) سورة الجن الآية 18
(2) سورة يونس الآية 106
(3) سورة فاطر الآية 13
(4) سورة فاطر الآية 14
(5) سورة المؤمنون الآية 117

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة