عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-09-2006, 11:47 PM   #2
معلومات العضو
أزف الرحيل
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

قـُوُت الـشـيـطـانِ فـي الـقـلـب

ولقد كثُر وشاع الكلام عن السِّحر والسَّحَرة والمشعوذين في هذه الديار ، وكثُرت الإصابات بذلك من الصرع ، وما يُسمى بـ ( الأمراض النفسية ) ، وغير ذلك ؛ مِمَّا لَمْ يكن يُعرف منذ حوالي ( سِتِّين ) سَنَةٍ إلا ما لا يكاد يُذكر ! .
ولَمَّا تحوَّل المسلمون منذ ذلك الوقت هذا التحوُّل المبعد لهم عن دينهم ، وهو بجملته التشَـبُّه بالكفار في كل شيء ، حيث أدخلوا الخوارق الشيطانية الممثِّلَةِ للصُّوَر والأصوات والغناء ، وغير ذلك في بيوتهم ؛ ورَبَّوْا أولادَهم وبناتهم على غير هدْيِ نبيهم  في التعليم والعمل ؛ ومَلأَتِ الأجانبُ البلدانَ من رجال ونساء .. فلذلك حَلَّتِ العقوبات الدنيوية من الصَّرْع والأمراض والسحر من خدَمٍ وخادمات وغيرهم ! .
وليس العجَب من هذا فنحن نستحقه وأعظم منه بما كسبت أيدينا لأننا غيَّرنا وبدَّلنا ، وإنما العجَب أنه لا أحد يتحصَّن منه ويحاذره ويُحذِّر منه برفع أسبابه وموجباته وجواذبه ودواعيه ليحصل شفاء القلب والبدن بإذن الله تعالى .
وكأنَّ ما سار عليه أكثر الناس في هذا الزمان لا خَلَل فيه ولا ضرَر ، ولا تَعَرُّضَ فيه للخطَر ! .
وكأنه لا بدَّ لكَ أن تُسايِرهم ولو أوْردُوكَ مواردَ الْهَلَكَة ! .
إنَّ أنفعَ عِلاَجٍ لِهَذه الأمراضِ الحادثةِ هُوَ التوبةُ الصادقة بخروج الإنسان مما دخَل فيه من هذه الظلُماتِ المخالِفة لِهَديِ المسلمين ، الدخيلة عليهم من الكفَرة كما دخَل فيها ، وبمباعدتها كما اقترب منها ، وببغضها وإنكارها كما أحَبَّها وألِفَها ، وأما مَن أحاط نفْسَه بقُوتِ الشيطانِ وجَواذبِهِ فلاَ يلومنَّ إلاَّ نَفْسَه ! .
وإليك البرهان العقلي على ما تقدَّم :
قال الإمام ابن القيم ~ في كلامـه على لَمَّةِ الْمَلَك ولَمَّةِ الشيطـان : ( والشيطان يَلِمُّ بالقلب لِمَا كان هناك من جواذب تجذبـه ، وهي نوعـان : " صفات ، وإرادات " ؛ فإذا كانت الجواذب صفات قَوِيَ سلطانه هناك ، واستفحل أمره ، ووجد موْطِناً ومَقَرًّا ، فتأتي الأذكار والدعوات والتعوذات كحديث النفس لا تدفع سلطان الشيطان ، لأن مركبه صفة لازمة ، فإذا قَلَع العبد تلك الصفات وعَمِل على التطهُّر منها والاغتسال بقي للشيطان بالقلب خَطَرَات ووساوس ولَمَّات من غير استقرار ، وذلك يُضعفه ويُقَوِّي لَمَّةَ الْمَلَك ، فتأتي الأذكارُ والدعواتُ والتعوذاتُ فتدفعه بأسهل شيء .
وإذا أرَدتَ لذلك مِثالاً مُطابِقاً فَمَثله مثل كلبٍ جائعٍ شديدِ الجوع ، وبينك وبينه لَحْمٌ أو خُبْزٌ وهو يتأمَّلَك ويراك لا تقاومه ، وهو يقرب منك ، فأنت تزجره وتصيح عليه ، وهو يَأْبَى إلاَّ التَّحَوُّم عليك والغارة على ما بين يديك .
فالأذكار بِمنْزِلة الصِّياحِ عليه والزجر له ، ولكن معلومه ومراده عندك وقد قربته عليك ؛ فإذا لَم يكن بين يديك شيء يصلح له وقد تأملك فرآك أقوى منه فإنك تزجره وتصيح عليه فيذهب ؛ وكذلك القلب الخالي من قُوُتِ الشيطان ينْزَجِر بمجرد الذِّكْر ، وأما القلب الذي فيه تلك الصفات - التي هي مركبه وموطنه - فيقع الذِّكر في حواشيه وجوانبه ولا يقوى على إخراج العدو منه ) انتهى(1) .
وقد بيَّنتُ لك قُوتَ الشيطانِ فيما تقدم - والحمد لله - ، وأعيد هنا كلامَ شيخ الإسلام ابن تيمية لأنَّ المثال السابق كالشرح له :
قال ~ : ( وإبليس وجنوده من الشياطين يشتهون الشَّرَّ ، ويلْتَذُّون به ، ويطلبونه ، ويحرصون عليه بمقتضى خُبث أنفسهم وإن كان مُوجباً لعذابهم وعذاب من يُغْوُونـه ، كما قال إبليس :  فَبِعِزَّتِـكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ  (2) ) انتهى (3) .
فالمكانُ الذي فيه ما يُسخِط الله تَقرُبُ منه الشياطين ، وتحرص عليه ، وتشتهيه ، وتلتذُّ به كحرص الكلبِ الجائعِ على اللَّحم والخبز ونحوهِ ؛ فتأمل ! .


حَـلُّ الـسِّـحْـرِ بـسِـحْـرٍ مِـثـلِـه




وحيثُ قد تبينَ ما هو قُوُتُ الشيطان الذي يجذبه ويقربه إلى قلب العبد وأنه المعاصي فإنَّ من أعظم قوته وأشهاه له أن ينصرف قلب العبد عن خالقه بتوجُّه إرادته إلى ساحِرٍ نَجِسٍ مُوَالٍ للشيطان ليحلّ عنه السِّحْرَ ونحوه .
وليعلم مَن فَعَل ذلك أنَّ الثمَن هوَ دِينه ، وأنه لَم تتحرك نيته وإرادته بالتوجُّه إلى السَّاحر إلاَّ لفساد اعتقاده وظَـنِّه بالله ظَنَّ سوء ، وإلاَّ فَلو صَدَق الله وعَلِمَ أنَّ الأمرَ كلَّه له - سبحانه - وأنَّ السَّحَرَة وشياطينهم تضُرُّ ولا تنفع لَمَا استقرَّت في قلبه إرادةُ ذلك فَضْلاً أن يفعله لورود النهي الأكيد عن ذلك ، وأنه مِن عَمَلِ الشيطان ، وحرام فِعْله حيث إنه لا يحصل إلا بالتقرب إلى الشيطان وَعَمَلِ أوْ قَوْلِ ما يُرضيه من السَّاحر ، وَمِمَّن يأتِي إليه .
أما الساحر فلم يحصل له السِّحر إلا بالكفر ، وأما مَن يأتيه لِحَل السحر فإنما أَتاه لإدباره وإعراضه عن ربه وما شَرَع له من الرقية بالقرآن والأذكار والدعاء ، ومن الأدوية المباحة إلى عدو الله الساحر الخبيث الكافر ، مع علمه أنه شيطانُ إنسٍ يتقرب إلى شيطان جِنّ ، فأي خير يُرجى بهذا الْمَسْلَك ؟! ؛ فلينظر مَن أتى الساحر بِمَن تعلَّق قلبه في الشِّفَاء ! ، فقد قال رسول الله  : ( ومَن تعلق شيئاً وُكِل إليه ) (1) ؛ قال الشيخ « عبد الرحمن بن حسَن آل الشيخ » ~ : ( أَيْ مَن تعلَّق قلبه شيئاً بحيث يعتمد عليه ويرجوه وَكَله الله إلى ذلك الشيء ) انتهى (2) .
إنَّ الذين يذهبون إلى السحرة يرجون نفعهم إنما يزدادون سوءاً ، ولو ندَر وحصل بعض النفع فهو كنفع الخمر بل أشَدّ ، وحسْبك أنه نفعٌ للبَدَن بفساد الدِّين ، وذلك خسران مبيـن ، وأنَّى لهم النفـع والله - عزَّ وجل - يقـول :  وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى  (3) ! ، فهذا خبر بشمول الضرر ! .
والتحذير هنا لِمَن قد يغتر بفتاوى قومٍ لَم يتقوا الله في المسلمين فيفتحون لهم أبواب الضلالة بفتاويهم الضالة حيث يُهَوِّنون عليهم حلَّ السحر بإتيان الساحر وهو ( الـنُّشْرة ) التي هي حل السحر بسحر مثله .
والساحر مادته شيطانيـة ، ويكفي مَن أتـاه من الخسران أنه استعان بالشيطان مُعْرِضاً عن ربه الرحمن .
وحَسْبُ مَن أتى الساحر أنه أتى مَن نفى الله عنه وعن عمله الفلاح في قوله - تعالى- :  وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى  ؛ فأيُّ خيرٍ يرجى وأيُّ شَرٍّ يُتقى بعد هذا ؟! .
وقد بوَّب الشيخ « محمد بن عبد الوهاب » ~ في كتابـه ( التوحيد ) لهذه المسألة باباً خاصاً عنوانه : ( باب ما جاء في " النُّشْرَة " ) ، وذَكَر حديث « جابر بن عبد الله »  أنَّ رسول الله  سُئل عن النشرة ، فقال : ( هي مِن عَمَل الشيطان ) (1) .
وقال : ( ورُوِيَ عن الْحَسَن " البصري " أنه قال : " لا يَحِل السِّحر إلاَّ سَاحِر" ) .
وقال : قال ابن القيم : ( " النشرة " حَلُّ السِّحْرِ عَنِ الْمَسْحُور ، وهي نوعان : أحدهما : حل بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان ، " وعليه يحمل قول الحسَـن - يعني : أنه لا يحل السحر إلاَّ ساحر - " .
فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور .
والثاني : النشرة بالرقيـة والتعوُّذَات والأدويـة والدعوات المباحة فهـذا جائز ) انتهى (2) .
وفي ( فتح المجيـد (3) ) قال الشارح ~ : ( والحاصل أنَّ ما كان منه بالسِّحْر فيَحْرُم ، وما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائز ، والله أعلم ) انتهى .
وقد جاء عن النبي  أنه قال : ( فلاَ تأتوا الكُهَّان ) (1) ، وقال رسول الله  : ( مَن أتى كاهناً فصدَّقه بِمَا يقول فقد كَفَر بِمَا أُنْزِل على محمد  ) (2) ، والساحر أخبث من الكاهن .
وقد قال « عبد الله بن مسعود »  : ( مَن أتى كاهناً أوْ ساحراً فَصَدَّقه بِمَا يقول فَقَد كَفَر بِمَا أُنزِل على " محمد "  ) (3) .
فالْحَذَر الْحَذَر مِن هذا الخطر ، فلا يجوز إتيان الساحر للرقية ، وقد بين الرسول  أنَّ الله لَم يجعل شفاء أمته فيما حرَّم عليها ، والسِّحر مُحَرَّم بالإجماع ؛ وقد قال النبي  : ( ولا تَدَاوَوْا بِحرام ) (4) .
قال ابن القيم ~ : ( وهنا سِرٌّ لطيف في كون الْمُحَرَّمَات لا يُستشفى بها ، فإنَّ شَرْطَ الشفاءِ بالدواء تلقِّيه بالقبول واعتقاد منفعته وما جعل الله فيه من بركة الشفاء ، فإن النافع هو المبارك وأنفع الأشياء أبركها ، والمبارك من الناس أينما كان هو الذي ينتفع به حيث حلَّ ، ومعلوم أن اعتقاد المسلم تحريم هذه العين مِمَّا يَحُول بينه وبين اعتقاد بَرَكَتِها ومنفعتها وبين حُسْنِ ظنه بها ، وتلقى طبعه لها بالقبول ، بل كلما كان العبد أعظم إيماناً كان أكره لها وأسوأ اعتقاداً فيها ، وطبعه أكره شيء لها ؛ فإذا تناولها في هذه الحال كانت داء له لا دواء إلا أن يزول اعتقاد الخبث فيها وسوء الظن والكراهة لها بالمحبة ، وهذا ينافي الإيمان ، فلا يتناولها المؤمن قط إلا على وجـه داء ) انتهى (1) .
قوله ~ : ( فإذا تناوَلَهَا في هذه الحال كانت داءً له لا دواء ) يعني في حال حضور إيمان العبد واعتقاده كُفْر الساحر وشُؤْمه ونفي الفلاح عَمَّا يأتيه فتزداد العِلَّة بإتيانه .
وقوله : ( إلاَّ أنْ يزول اعتقاد الْخُبْث فيها وسوء الظن والكراهة لها بالمحبة ، وهذا ينافي الإيمان ) يعني أنْ يعتقد في الساحر أنه مبارك وطيِّب ولا ضَرَر في إتيانه ، فهذا معنى قوله : ( وهذا ينافي الإيمان ) ، وهما أمران أحلاهما مُرّ - والعياذ بالله - ، ويا ويل مَن أباح إتيان السَّحَرة ، قال الله - تعالى - :  لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ  (2) .
وإنه لا يُستبعد مع هذه الفتاوى الضالة الْمُضِلّة أنْ يَرُوَّج احتراف السحر للرقية ، ويكثر السحرة ، ويروج تعلُّم السِّحْر وتعليمه والمجاهرة بذلك كلِّه ! .
أمَّا ما يـذكر عن « سعيد بن المسيب » ~ من قولـه : ( لا بأس به ) - يعني النشرة - فحاشاه أن يُريد به النشرة السِّحْرية الْمُحَرَّمة ، وإنَّما أراد ~ بالنشرة الرقية الشرعية ، وسميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامَرَه من الـداء ، أي : يُزال ويكشف (1) .
أما قول « عائشة » - رضي الله عنها - لرسول الله  : " يا رسول الله .. هَلاَّ تَنشَّـرْت ؟! " فقد أجابَها # بِما هو حجة على الْمُبطلين حيث قال  : ( أمَا واللهِ فقد شَفَانِي ، وأكْرَه أنْ أُثير على أَحَدٍ مِن الناس شَرًّا ) (2) .
فالْمُجِيزُ إتيانِ السَّحَرَةَ للنشرة يفتح على الناسِ شَرًّا بنصِّ قول الرسول  ؛ وعائشة - رضي الله عنها - ليست مُشَرِّعَة ولَم تكن تعلم حرمة ذلك ، فبين لَهَا النبِيُّ  أنَّ ذلك يفتح على الناس شَرًّا .
والعَجَب أنْ يستدل - أيضاً - مَن يُجيز الـنُّشْرة السِّحْرية بقوله : ( وإن كانوا يقصدون  وَلاَ يُفْلِحُ  بمعنى أنه لن ينجح في العلاج وحلِّ السِّحْر ، فنقول لهم : القـرآن يُكَذَّب هذا المعنى الذي يقولون بـه ، فالله - عَزَّ وَجَل - يقول :  فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ  (3) ، فيحصل منهم التفريق والواقع يؤكد أن السحرة ينجحون في حله ؛ وبالتالي لا يمكن أن نفسر تلك الآية بأن الساحر لا ينجح في حل السحر لأن هذا مصادم للقرآن وللواقع ) انتهى .
ويقال له : بل أنت بتَسْميتك التفريق بين المرء وزوجه وحلّ ذلك نجاحاً مصادمٌ للقرآن حيث قال - تعالى - :  وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ  (1) ، فَبَيَّن - تعالى - أنهم يضرون ولا ينفعون ، وإنما نفعهم بحل السحر كما أثبت - سبحانه - أنَّ للخمر نفْع ، كذلك فقد نفى الله عنهم الفلاح - كما تقدم - ، فإثبات ضررهم ونفي نفعهم ونفي الفلاح عنهم وعما يأتونه يكفي بعضه لِمَن أهَمَّه دينه للجزم بحرمة ذلك وعدم جوازه بِحَال .
والنجاح الْمَزعوم في ذلك أعظم حُرمَةً وخبثاً وقُبحاً من انتفاع البَدَن بالخمر ، لأنَّ التوجه إلى الساحر بهذا القصد يترتب عليه فساد الاعتقاد بخلاف الخمر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كلامه على ما تغلِبُ مفسدتُه على مصلحته ؛ قال ~ : ( أمَّا إذا غَلَبَتْ مفسدته فإنه لا يكون مشروعاً بل مَحْظُوراً ، وإنْ حصَل به بعض الفائدة ؛ ومن هذا الباب تحريم السِّحر مع ما لَه من التأثير وقضاء بعض الحاجات ) انتهى (2) .
أنظر قوله : ( وإنْ حصَل به بعض الفائدة ) وقوله : ( مع مَالَه من التأثير وقضاء بعض الحاجات ) ! ؛ وقال ~ : ( والسِّحْر مُحرَّم بالكتاب والسُّنة والإجماع ) (1) ؛ وقال : ( ومعلومٌ بالاضطرار من دِين الإسلام أنَّ السِّحر من أعظم الْمُحَرَّمات ) انتهى (2) .
وليعلم مَن يذهب إلى السَّحرة لِحَلِّ السِّحر أنه يُقرُّ السَّحرة على كفرهم ، بل ويعينهم على ذلك لأنهم كما قال شيخ الإسلام : ( والشيطان هو نفْسه خبيث ، فإذا تقرَّب صاحب العزائم والأقسام وكَتَبَ الرَّوْحانيات السِّحْرية وأمثال ذلك إليهم بِمَا يُحبونه من الكفر والشرك صارَ ذلك كالرِّشوة والبِرْطِيل لهم ، فيقضون بعضَ أغراضـه كَمَن يُعطي غيرَه مالاً ليقتل له مَن يُريد قَتْلـه أو يعينه على فاحشة أو ينال معه فاحشة .
ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلامَ الله بالنجاسة ، وقد يقْلبون كلام الله - عز وجل - إمَّا حروف " الفاتحة " وإمَّا حروف " قل هو الله أحد " وإما غيرهما ، إمَّا دم وإما غيره ، وإما بغير نجاسة ، أو يكتبون غير ذلك مِمَّا يرضاه الشيطان أو يتكلمون بذلك ، فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين أعانتهم على بعض أغراضهم ) انتهى (3) .
فلينظُرْ مَن يذهب إلى السَّحَرة لِحَلِّ السحر ما سوف يدخل فيه مِن الظّلُمَات التي لن ينجيه منها مَن أفتاه ! .
أمَّا قول مَن أفتى بجواز الذهابِ للسَّحَرة لِحَلِّ السِّحْر : ( والذين يأمرون الناس بالاقتصار على الرقية يُخالفون ما فعله الرسول من استخراج السِّحر وحلِّه ) فيقال له : ما أفقهك ! ، وهل استخرج الرسول  السحر بإتيان الساحر أو بإتيان الوحي إليه ؟! ، فكيف يستدل بهذا ؟! ، والرسول  قال : ( وأكره أنْ أُثير على أحدٍ من الناس شَـرًّا ) ، فالْمُحتَجُّ بالنجاح المزعوم بإتيان الساحر أقبح من المحتج بنفع الجسم بالخمر - كما تقدَّم - ، وقد فَتَح على الناس شراً ولن ينفعهم عند الله ؛ لكن إذا علِم المسحور بما رُبِط له من عُقَدٍ أو نحوها مِن مَخَارِق مَن سحَرَه فيحلّها بَحَرْقها أو إتلافها دون واسطة السَّاحر فهذا شيء آخر ولا بأس به .
ثم قد يُقال : ( قد يدَّعي مدَّعٍ الاضطرار باللجوء للساحر ) ، فالجواب : أنَّ ذلك باطل ، ولا ضرورة تُلجئ إليه إلاَّ لِمَن أيِسَ من رَوْح الله وظَنَّ بالله السوء ، وأن الاستشفاء بكلامه وذكره ودعائـه وما جعله الله سبباً للشفاء من العلاجات الطبيعيـة غير المحظورة لا ينفع ولا يفيد ، وإنما الشفاء والعافية عند الساحر ، وقد قال رسول الله  : ( إن الله لَم يَجعل شِفَاءكم في حرام ) (1) .
وبالجملة فقد تبين ما في هذا الأمر العظيم والخطر الجسيم من مخالفة الخالق الكريم ورسوله  الشفيق الرحيم ، وما يترتب على ذلك من فساد العقيدة ، فالحذَر من مُوجِبَات الخطَر وجالبات الضَّرَر .
ولا شكَّ أنَّ مَن لَم يَهُـون ويَرْخُص عليه دِينه لو ضُمِن له الشفـاء عند الساحر - الرِّجْس ، النَّجِِس ، عدوِّ ربه - فإنه لا يأتيه لِعِلْمه أن شفاء بدنه عنده ثَمَن لفساد دينه ! ، كيف وهؤلاء السحرة الأخابث يزيدون العلَّة ! ، كيف وهو لَم يُعدم من الطُّرُق الشرعية السليمة لشفائه كما تقدم بيانه - ولله الحمد والمنة - .
قال « عبد الله بن مسعود »  : ( إنكم تَرَوْنَ الكافرَ مِن أصَحِّ الناس جِسماً وأمرضهم قَلْباً ، وتلْقَوْن المؤمن من أصَحِّ الناس قلباً وأمرضهم جِسْماً ! ، وأيْمُ اللهِ لو مَرِضَت قلوبُكم وصَحَّت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الْجُعلان ! ) انتهى (1) ؛ فتأمَّل هذا الأثر حقَّ التأمل .
والله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا به .

بيان تعظيم ذكر الله

● بيان فداحة الاستهانة بذِكر الله تعالى .
● ذكر آيات قرآنية في تعظيم الله تعالى ، وبيان عظمته سبحانه وبحمده .
◙ ذِكرُ أمثلة تبين فظاعة ما يحصل في وقتنا من الاستهانة بذِكْر الله تعالى .
● الْحَثُّ على حَمْل ورَفْع الأوراق و ( الجرائد ) الْمُتَسَاقطة في الطُّرقات وغيرها
لِكَونِها لا تخلو في الغالب من ذِكْرِ الله تعالى وأسمائِهِ الحسنى .
● ذِكرُ بعض قصص السلف في تعظيمهم واحترامهم ذِكرَ الله عزَّ وجل .
◙ التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة يورث الاستهانة بِذِكر الله تعالى .
● ذِكر بعض الآثار والقصص حول عواقب التعلق بالدنيا .
● ذِكر مَشْهد من مشاهد زيـارة اللهِ ملِك الملـوك - جلَّ جلاله - في الجنـة
- الذي استهان بذِكْره كثير من الناس اليوم - .
● ذِكر بعض أقوال السلف في التحذير من النار ، وذكر بعض ما يجري لهم من
خشية الملك الجبار .


بـيـانُ وجـوبِ تـعـظـيـمِ واحـتـرامِ ذِكْـرِ اللهِ - عَـزَّ وَجَـل



حيث قد تبين - مِمَّا تقدم - بشاعة ما يحصل في زماننا من اتخاذ الرقية الشرعية حِرفةً وتجارة ؛ فإن ذلك دون شك من إهانة ذكر الله تعالى ، حيث إنَّ التعيش بكتابه الكريم - الذي هو أعظم الذِّكر - وطلب الأجْرة عليه من أعظم الإهانـة له ، ولهذا فإنه من المناسب هنا بيـان وجوب تعظيمِ واحترامِ ذِكْرِ اللهِ - عزَّ وَجَل - .
وقد تبين مِمَّا تقدم أن الشياطين يقوى تأثيرها وحضورها حيث وُجِدَت معاصي الله ورسولـه  ، وأنه تَوفَّر لَها في وَقتِنا ما ليس في غيره ، فما الظَّنُ بقربِهَا وفرحها وقوتِها عند إهانة أسمـاء الله - عزَّ وجَلَّ - ، وإهانة كلامه وكلام رسوله  ؟! .
إنَّ هذا لا يحتاج كثير كلامٍ لبيانه ، بل يكفي ذِكره ! .
ولقد انفرد وقتنـا وتَميَّز بلا منازع ولا منافس بذلك ! ، إذْ لا يُعهد من حين أهبط الله ( آدم ) - عليه السلام - إلى الأرض أن تُهان وتُمتَهن أسماء الله بل وكلامه وكلام رسوله  كما يحصل في زماننا !! .
نَعَم ، لو قيل : ( لَم تكثر وتتوفر الكتابة في مثل وقتنا حيث صارت الكتب والدروس والصحف والجرائد والأوراق في كل مكان ) ، فهذا ظاهر ، لكن مع هذا لم يحصل عدم الاكتراث والمبالاة والتمعُّر لذلك مثل ما حصل في وقتنا ، وإنها - واللهِ - مصيبة عظيمة ! ؛ ففي " المزابل " ومع ما يُستقذر وفي الطرق ترى الجرائد وغيرها مما فيه آيات وأحاديث وأسماء الله وهي في غاية الامتهان ، مع خلطها بالصور المحرمة والباطل ، وقَلَّ أن تجد من يراعي ذلك ويهتم به .
وانظر ما فعل « عبد الملك بن مروان » من تعظيم اسم الله - تعالى - ، حيث وقع منه ( فِلْـسٌ ) في بئرٍ قَـذِرَة ، فاكْتَرَى عليه بثلاثة عشر ديناراً حتى أخرجه منهـا ، فقيل لـه في ذلك ؟! ، فقال : إنه كان عليه اسم الله - عزَّ وجل - (1) .
وتأمل الآن ما جاء في هذا الحديث القدسي ، فعن « عُميرِ بنِ عبدِ اللهِ » قال : خَطَبنا « عليُّ بنُ أبي طالب »  على مِنبر " الكوفة " ، قال : كنتُ إذا سَكَتُّ عن رسول الله  أبتدئني ، وإنْ سألته عن الخير أنبئني ، وإنه حدثني عن ربه ، قال : قال الربُّ - عزَّ وَجَل - : ( وعِزَّتِي ، وجلاَلِي ، وارتفاعي فوق عَرْشي ؛ ما مِن أهل قريـةٍ ولا بيتٍ كانوا على ما كَرِهتُ من معصيتي ، ثم تحوَّلوا عنها إلى ما أحببتُ من طاعتي ؛ إلاَّ تحوَّلتُ لهم عمَّا يكرهون من عذابِي إِلَى ما يُحِبُّون مِن رحْمَتِي ) (2) .
قال « محمد بن الدينوري » : سمعت « بِشْرَ بنَ الحارثِ » وسُئل : ما كان بدءُ أمْرِك ، لأنَّ اسمك بين الناس كأنه اسم نبي ؟! ، قال : ( هذا من فَضْل الله ، وما أقول لكم ؟! ..كنت رجلاً عيّاراً (1) صاحب عصبية ، فَجُزْتُ يوماً ، فإذا أنا بقرطاس في الطريق ، فرفعته فإذا فيه :  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  ، فمَسَحته وجعلته في جيبي ، وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما ، فذهَبْتُ إلى العطَّارين ، فاشتريت بهما غالية (2) ومَسَحْته في القرطاس ، فَنمْتُ تلك الليلـة ، فرأيتُ في المنام كأن قائلاً يقول : " يا بشر بن الحارث ؛ رَفَعْتَ اسْمَنا عن الطريق وطـيَّبته ، لأُطَـيِّبَنَّ اسْمَك في الدنيا والآخرة " ، ثم كان ما كان ! ) انتهى (3) .
وإنما حصل لـ « بِشْرِ بنِ الحارث » ما حصل لأنه قام بقلبه من تعظيم ربه وحُبِّهِ ما كان سبب فضْلِ الله عليه ، فإن الجزاءَ من جنس العمل ،  وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ  (4) .


أمـثـلـة تُـبـيِّـن فـظـاعـةَ مـا يَـحـصـُل فـي وقـتِـنَـا
مِـنَ الاسـتـهـانـةِ بـذِكـر اللهِ تـعـالـى ثم انظر إلى الحاصل في زماننا من إهانـة أسماء الله - عزَّ وَجَل - وذِكره ، وإنه لشيءٌ مُخيف ! .
وقد تقدَّم الكلام على أنَّ مِن أعظم الاستهانة بذِكْر الله - تعالى - ودِينِه هو التكسُّب به واتخاذه حِرفة وتجارة كما يحصل اليوم من التكسُّب بالرُّقى وغيرها من أمور الدِّين مِمَّا لَم يحصل له في كثرته والتنافس فيه مثيل من قَبْل ! ، وقد ذَكَرْنا بعضَ ما جاء في الكتاب والسُّنة والآثار من ذَمِّ التكسُّب بالدِّين والنهي عن ذلك (1) ، لكن الكلام هنا على الاستهانة الحسية المشاهَدَة بذِكْر الله - تعالى - وأسمائـه - عزَّ وَجلَّ - ..
● فمن ذلك ما يَحصل في الدُّشوش والتلفاز والراديو والجوَّالات ونحوها من الإهانة البليغة لكلامِ الله وذِكْرِه - تعالى - حيث يُخلط مع الضلال والهذَيَان ومزامير الشيطان ، وبعضهم يجعل بعض الآيات القرآنية نغمة لجوَّاله ! ، وكلّ هذا إهانة لكلام الله - عزَّ وجل - .
● وها هي أكياس " الإسْمِنت " مكتوب عليها اسم الله ( العزيز ) وتُهان تحت الأقدام من بداية تعمير هذه العمارات الحادثة وحتى النهاية ! .
● وفي بعض المراكب والبيوت يُشرب الدخانُ الخبيث المنتن الْمُحرَّم ونحوه من الخبائث والمصحفُ بقرب الشارب ! ، كذلك الكتب والأوراق التي فيها اسم ملك الملوك العظيم الجليل - سبحانه - ، وكل هذا يحصل لقلّة المبالاة .
● ومن ذلك غير ما تقدم استعمال ( الجريدة ) سُفْرة للأكل وهذا فظيع وليس لـ ( الجريدة ) احترام وإنما الشأن بذكر الله فيها ؛ كذلك الذين يصبغون السيارات والْمَحَلاَّت ونحوها يُهينون ( الجرائد ) بجعلها حائل عن وصول أصباغهم للزجاج ونحوه ، وهذا الامتهان دليل خسران .
● وبعض البائعين يجعل ( الجريدة ) لُفَافـة لـ ( الكراث ) ، وغير ذلك مما لا يليق أن تعامل به آيات الله وذِكْرِه .
● كذلك أوراق ( التقويم ) - الذي يُسَمَّى ( الرزنامة ) - حيث يُكتب فيها الآيات والأحاديث وذِكْر الله وتُهان بِرَمْيها حيث ولَّت ! .
تنبيه : وهذه التقاويم بدعة وتشبه بأهل الكتاب لمخالفتها قوله  : ( إنا أُمَّـة أمية لا نَكتب ولا نَحْسِب ، الشهر هكذا وهكذا ، يعني مرةً تسعة وعشرين ومرةً ثلاثين ) (1) ، قال شيخ الإسلام تعليقاً على ذلك في « مجموع الفتاوى (2) » : ( هوَ خَبَرٌ تضمَّن نهياً ، فإنه أخبر أن الأمة التي اتبعته هي الأمة الوسط أمية لا تكتب ولا تحسب ، فمَن كَتب أو حَسب لَم يكن من هذه الأمة في هذا الْحُكم ، بل يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين الذين هم هذه الأمة ، فيكون قد فعل ما ليس من دينها ، والخروج عنها مُحَرَّم منهي عنه ، فيكون الكتاب والحساب المذكوران مُحَرَّمَيْن منهيًّا عنهما ) انتهى (1) .
والمراد بالكتاب والحساب هنا حِساب السنين والشهور مُسَبَّقاً دون الاعتماد على الأهِلَّـةِ في أحايينها كما يُعمل عليه اليوم في التقاويـم ؛ وهو مَنْهيٌّ عنه .
● ومن أمثلةِ ما يحصل في وقتنا من الاستهانة بذكر الله تعالى ما يفعله كثيِرٌ من الصبيان حيث يُعلِّقون حقائبهم خلْفَ ظهورهم مع أن فيها الآيات والأحاديث والذِّكْر ، مع خلْط ذلك بالصور والعلوم الدخِيلة ، وهذه إهانات بليغة .
● بل يقول لنا أحد الإخوان بأنه شاهد بعينه ووقف بنفْسه على بعض طلاب المدارس وهم يَلُفُّون بسَجَّاداتٍ دُروسَهم وفيها آيات وأحاديث وغير ذلك من ذكر الله تعالى ، وإذا أراد الواحد منهم الجلوسَ على الأرض جَلَس على تلك السجادة وهي ملفوفة بما يحتوي على ذكر الله - جل جلاله - ، وهذا - واللهِ - أمرٌ خطير وفي غاية الإهانة لذكر الله ! .
● وآخر ما بلغني من إهانة ذِكر الله - تعالى - وأنا أكتب هذا الكتاب أن ( لا إله إلاَّ الله ، محمد رسول الله ) مكتوبة على ( الكُرَة ) - التي تُركَل بالأقدام - ! .
وهذا غاية في السُّخرية والإهانة ولوْ لَمْ يُلعب بها ، أما اللَّعِب بِهَا وضَرْبِها بالأرجل - وهي بتلك الحال - فلا شَكَّ أنه رِدة ، وقد قال تعالى :  اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً  (1) .
وكل ما تقدم ذِكرُه إنما هو مجرد أمثلة لإهانة ذكر الله في وقتنا مِمَّا لَمْ يَحصل له مَثِيلٌ من قَبـْل ! ، وبعض الناس قد لا يبالي بذلك ..  وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (2) ؟! .
الاستهانة بذِكر الله تعالى ثَمَرة ضعف الإيمان بـه ، وعدم معرفته ، والجهل بعظمته :
وما الاستهانة بذكر الله - جَلَّ وعَـلاَ - إلاَّ ثمرة لضعف الإيمان به وعدم معرفته والجهل بعظمته مِمَّا يُورث عدم توقيره وقَدْره حقَّ قدره ، واللَّهُ - سبحانه وبحمده - يقول :  مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً  (3) ، وقال - تبارك وتعالى - :  وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُـونَ  (4) ، وقال - جلَّ جلاله - :  وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِـرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ  (5) .
ولَمَّا قال « موسى » - عليه السلام - :  رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقـاً ..  (1) ، قال « ابن عباس » - رضي الله عنهما - : ( مَرَّت به الملائكـة - وقد صعِق - فقالت : [ يا بن النساءِ الْحُيَّضِ ! .. لقد سألْتَ ربَّكَ أمْـراً عظيمـاً ! ] انتهى (2) ؛ فالملائكة الكرام - عليهم السلام - لِقُربهم من ربِّهِم وعِلْمِهِم بعظمته - جلَّ جلالُه - تعاظموا طلَب « موسى » - عليه السلام - الذي لا يُمكن لأحدٍ في الدنيا أن يقدر عليه لِضَعْفِ البَشَر في الدنيا ، ويوضح هذا المعنى اندِكاكُ الجبل وصَعْـق « موسى » - عليه السلام - ، فتأمل ذلك .
وإنَّ مِن عَلاَماتِ الإيمانِ بالله - جلَّ وعَلاَ - وتعظيمِهِ وإجلالِهِ وتوقيرِهِ عدم الاستهانة بذِكْره ، والإنكار على مَن يستهين بذلك ، وحَمْـل الأوراق التي لا تخلو عادةً من ذِكره إذا وُجِدَت ساقطة على الأرض ومُهَانة في الشوارع والزبائل ؛ وتعظيمُ اللهِ وذِكْرِه من علاماتِ توفيق الله لعبده .

الـتـعـلُّـق بـالـدُّنـيـا والـغَـفْـلَـة عَـن الآخِـرَةِ يُـورِثُ الاسْـتـِهَـانَـةَ بـذِكْـرِ اللهِ تـَعَـالَـى



وهذه - واللهِ - هي الحقيقة ، فإنَّ التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة من أعظم ما يورث الاستهانة بذكر الله - تعالى - ، ولاَ أعظم مما هو حاصل في زماننا من التعلق الشديد بالدنيا والغفلة عن الآخرة مع المعاصي الأخرى ، وهذا هو سِرّ تفرد زماننـا بما لَم يحصل لـه مثيل من قَبلُ أبداً في الاستهانـة بذكر الله - عزَّ وَجَل - .
وإذا كان الأمر كذلك فتأمَّل ما قال الحافظ عَلَم الدين « البرزالي » ، وقد حكى عن الشيخ « عبد الكافِي » أنه : ( شهِدَ مَرَّةً جِنَازةً ، فإذا عَبْدٌ أسود معنا ، فلمَّا صَلَّى الناسُ لَمْ يُصَلِّ ، فَلَمَّا حَضَرْنا الدَّفن نَظَرَ إليَّ وقال : " أنا عَمَله ، ثُمَّ ألقى نفْسه في قبر ذلك الميت " ، قال : فنظرتُ فلم أرَ شيئاً ! ) انتهى (1) .
وهذا - واللهِ - مِمَّا يُخيف ، لأنَّ أعمال العبد تُصَوَّر له إمَّا سارَّة وإمَّا مُحْزِنَة ، قال ابن تيمية ~ : ( وقد جاء في أحاديث حِسَانٍ أنَّ العملَ الصالِح يُصَوَّر لصاحبـه صورةً حسَنـةً ، والسَّيئ صورةً قبيحـة يُنعَّم بِهـا صاحبُها أوْ يُعذَّب ، وجاء مخصوصاً ببعض الأعمال مثل " القـرآن " وغيره ، وذلك في البرزخ وفي عرَصَاتِ القيامة ) انتهى (1) ؛ فهل من مُعتَبِر ..  أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (2) ؟! .
وبعكس ذلك تأمَّل قصةَ « يزيد بن هارون » ~ ، وما أثمره له توقيره لربه وذِكْره بتعلُّمِـه وتعليمه والعمل بـه ، فعَن « حَوْثرة بن محمد المنقري البصْري » قال : ( رأيتُ « يزيدَ بنَ هارون الواسطي » في المنام بعد موته بأربع ليالٍ ، فقلتُ : ما فعل الله بك ؟! ؛ قال : " تقبل الله مني الحسَنَات ، وتجاوز عني السَّيئات ، وَوَهَبَ لِي التَّبِعَات " .
قلتُ : وما كان بعد ذلك ؟! ؛ قـال : " وهل يكون من الكريم إلاَّ الكَرَم !! ، غفر لي ذنوبي ، وأدخلني الجنة " .
قلتُ : بِمَا نِلت الذي نلت ؟! ؛ قال : " بمجالس الذِّكر ، وقولي الحق ، وصدقي في الحديث ، وطول قيامي في الصلاة ، وصبري على الفقر " .
قلت : ومُنكَر ونَكير حَقٌّ ؟! .
قال : إِيِ واللهِ - الذي لا إله إلاَّ هو - لقد أقعدانِي وسألاَنِي فقالاَ لِي : [ مَن رَبك ، ومَا دينك ، ومَن نبيك ؟! ] ؛ فجَعَلْتُ أنفض لِحيَتِيَ البيضاء من التراب ، فقلت : مثلي يُسأل ! ، أنا « يزيد بن هارون الواسطي » ، وكنتُ في دارِ الدنيا ستين سَنة أُعَلِّم الناسَ ! " .
قال أحدهما : [ صَـدَق ، هو « يزيـد بن هـارون » ، نَمْ نوْمَة العَروس ، فلاَ رَوْعَة عليكَ بعد اليوم ! ] ) انتهى (1) .
وكان أحدُ الصالحين دائماً يدعو الله أن يرزقه الشهادةَ في سبيله من غير أن يقاسي أَلَمَ الموت ، فخرج يوماً من الأيام لِلنُّزهة ونام في بستان ، ففاجئه قومٌ من الكفار وحزُّوا رأسَه وهو نائم ، فرآه بعد ذلك بعضُ إخوانـه في المنام وسأله عن حالِـهِ فقـال : ( نِمْتُ في البستان ففتحتُ عيني فإذا أنَا في الْجَنـَّة ! ) انتهى (2) .
ويُذكَرُ أنَّ أسِيريْن من الصالحين عَرَضَ عليهما طاغية من الطغاة الرجوعَ عن دِينهما ، فلَم يَفْعَلاَ ، فألقاهما في قِدْرٍ فيها زيت قد أُغليَ عليه ثلاثة أيام ، فما هو إلا أنْ سَقَطا فيها فارتفعَتْ عِظامُهما تلوح على سطحِ الزيتِ الْمَغْلي ! ؛ فرآهما بعضُ الصالحين في المنام ، فسألهما عن حالِهِما فقالاَ : ( ما كانتْ إلاَّ تلك الغُطَيْسَة التي رأيتَ حتى خَرَجْنا إلى الفردوسِ الأعلى ! ) انتهى (3) .
فتأملْ ذلك ، وكيف يكون عُظْمُ الجزاءِ لِمَن تَمَسك بدينه وعظَّم ربَّه وذِكرَه وشعائرَه ! .
بعض ما جاء في زيارة المؤمنين لِمَلِكِ الملوك في الجنة :
وكيف لا يُعظِّم العبد شعائرَ ربه وأسمائه مع أنَّه سيَقْدُم عليه وهو يعلم أنَّ غضبـه لا يُطاق وأنَّ رضاه لا يُحَـدّ بوصف ! ، فقد فقال الإمـام الحافظ ابن القيم ~ : ( هذا وإنْ سَألْتَ عن يوم المزيد ، وزيارة العزيز الحميد ، ورؤية وجهه الْمُنَزه عن التمثيل والتشبيه كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر - كما تواتر عن الصادق المصدوق  النقل فيه ، وذلك موجود في الصِّحاح والسنن والمسانيـد من رواية « جرير » و « صهيب » و « أنـس » و « أبي هريرة » و « أبي موسى » و « أبي سعيد » - فاستَمِع يومَ يُنادي المنادي : " يا أهل الجنة .. إنَّ ربكم - تبارك وتعالى - يستزيركم ، فحيَّ على زيارته " ؛ فيقولون : [ سَمْعاً وطاعةً ] ، وينهضون إلى الزيارة مبادرين ، فإذا بالنجائب قد أُعِدَّتْ لَهُم فيسْتوون على ظهورها مسرعين ، حتى إذا انتهوْا إلى الوَادِي الأفيح الذي جُعِل لَهُم موعداً وجُمِعُوا هناك فلم يغادر الداعي منهم أحداً ، أمَرَ الربُّ - تبارك وتعالى - بكرسيِّهِ فَـنُصِبَ هناك ، ثم نُصِبَت لهم منابرُ من نورٍ ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زَبَرْجَد ومنابر من ذَهَب ومنابر من فضـة ، وجَلَس أدناهم - وحاشاهم أنْ يكون فيهم دنيء - على كُثبان الْمِسْكِ وما يروْن أنَّ أصحابَ الكراسي فوقهم في العطايا حتى إذا استقَرَّت بهم مَجَالِسُهُمْ واطمأنَّت بهم أماكنهم نَادَى المنادي : " يا أهلَ الجنة .. إنَّ لكم عند الله موعداً يُريد أن يُنجِزكُمُوه " ؛ فيقولون : [ ما هُوَ ؟! ، ألَمْ يُبيِّض وُجُوهنا ويُثقِّل موازيننا ويدخلنا الجنةَ ويزحزحنا عن النار ] ، فبينما هم كذلك إذْ سَطَعَ لَهُم نُورٌ أشْرَقَتْ له الجنةُ ، فرَفعُوا رؤوسَهم ، فإذا الجبار - جَلَّ جلالُه ، وتقدست أسماؤه - قد أشرَفَ عليهم مِن فوقهم وقال : ** يَا أهْلَ الجنةِ .. سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ** ، فلاَ تُرَدّ هذه التحية بأحسَن من قولِهِم : [ اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ] ، فيتجلى لهم الربُّ - تبارك وتعالى - يضحك إليهم ويقول : ** يَا أهْلَ الجنـةِ ؟! ** ، فيكون أول ما يسمعونه منـه - تعالى - : ** أينَ عِبادِي الذِينَ أطَاعُونِي بالغَيْبِ وَلَمْ يَرَوْنِي ! ، فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيد ** ، فيجتمعون على كلمةٍ واحدةٍ : [ أنْ قد رضينا ، فأرضَ عنا ] ، فيقول : ** يا أهْلَ الْجَنةِ .. إنِّي لَوْ لَمْ أرْضَ عَنكُمْ لَمْ أُسْكِنكُمْ جَنَّتِي ! ، هَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ ، فَاسْأَلُونِي ! ** ، فيجتمعون على كلمةٍ واحدةٍ : [ أرِنَا وَجْهَكَ ننظُرْ إليه ] ، فيكشف لهم الربُّ - جلَّ جلالُه - الْحُجُبَ ويتجلَّى لهم ، فيغشاهم من نُورِهِ ما لولاَ أنَّ الله - تعالى - قضى أنْ لا يحترقوا لاحترقوا ! ، ولا يبقى في ذلك المجلس أحَدٌ إلا حاضَرَهُ ربه - تعالى - محاضرةً ، حتى إنه ليقول : ** يَا فَلاَن .. أتَذْكُرُ يَوْمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا ** ، يُذكِّره ببعض غَدْرَاته في الدنيا ، فيقول : [ يا ربّ ، ألَمْ تَغْفِرْ لِي ؟! ] ، فيقول : ** بَلَى بِمَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ ! ** ، فيَا لَذَّة الأسْمَاعِ بتلك الْمُحَاضَرة ! ، ويَا قُرَّة عيونِ الأبرار بالنظر إلى وجه الكريم في الدار الآخرة ! ، ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة ..  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ۞ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ۞ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ۞ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ  [ سورة القيامة ، الآيات : 22 - 25 ] ) انتهى (1) .
أمَا تَـوَدّ أن تكون من أولئـك الَّذيـن يُقِرُّ الله أعينهم برؤية وجهه الكريِم ؟! ، وهل مِن صفاتهم إلاَّ إِجْلال معبودِهِمُ ( اللهِ ) وتعظيم حُرُمَاته ؟! ، فانظُرْ لنفْسِك وحاسِبْها قبل الحساب .
وتأمل ما في قلوب الصالحين من تعظيم كلام الله - عز وجل - وحديث رسوله  .
قال « حَمَّاد الحرَّاني » : سَمِعْتُ « السَّلفي » يقول : كان « الأبيوردي » - واللهِ- من أهل الدِّين والخير والصَّلاَح والثقة ؛ قال لِي : ( واللهِ ما نِمْتُ في بيتٍ (1) فيـه كتاب الله ، ولا حديث رسـول اللهِ احتراماً لَهُما أن يبدو مني شيءٌ لا يجوز ! ) انتهى (2) .
إنَّ تعظيمَ شعائرِ اللهِ من تقوى القلوب كما قال - تعالى - :  وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ  (3) ، وإن خُلوَّ القلب من خوفِ اللهِ علامة الشقاء ؛ ومَا أقبح الغرور ! .
قال « بلال بن سعد » : ( رُبّ مسرورٍ ، مغبون ، يأكل ويشرب ، ويضحك ؛ وقد حُقَّ له في كتاب الله أنه من وقود النار ! ) (4) .
وقال ~ : ( تُنادَى النارُ يوم القيامة : يا نار أحرقي ، يا نار إشتفي ، يا نار أنضجي ، يا نارُ كُلي ولا تَقتلي ! ) (1) .
لقد رحل خوف الله والآخرة من القلوب في زماننـا إلا ما شاء الله ! ، ولا عَجَب فقد قال « سفيان الثوري » ~ : ( مَن أحَبَّ الدنيا وسُرَّ بها نُزِع خوفُ الآخرة من قلبه ) انتهى (2) .
وقال « محمد بن عَبدان » ~ : ( كان القاضي « محمد بن علي » يُصلَّي بالليل في الجامع لا يعرف ذلك غيري ، فصادفته ليلةً يتلو :  وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ  (3) الآيات ؛ وكلَّما تلاَ آيةً منها ضَرَب بيدِهِ على صدره ضربةً أسمع صوتها من شدتِها ! - رحمه الله تعالى - ) انتهى (4) .
لقد خاف القوم فأدركوا الأمان ، وخلَّفوا الذِّكْرَ الجميل ! .
قال « عبد العزيز الدوري » ~ - وكان من العابدين - : ( قمتُ ذاتَ ليلةٍ أصلي ، فإذا هاتف يهتف بي يقول : " يا عبد العزيز .. كَمْ مِن حَسَن الصُّورة ، نظيف الثياب ، يتقلب بين أطباق الجحيم ! ) انتهى (5) .
ويكفي أنَّ تعلُّقنا بهذه الدنيا الفانية وغفلتنا عن الآخرة - وما أعده الله فيها من النعيم المقيم لأوليائه والعذاب الأليم لأعدائه - أنْ أوْرَثَ قلوبنا من القسوة وعدم المبالاة بذكر الله ما لَم يسبقنا إليه سابق ! .
قال « سفيان الثوري » : ( بلغني أنه يأتي على الناس زمان تمتلئ قلوبهم في ذلك الزمان من حُبِّ الدنيا فلا تدخلها الخشية ! ) ، ثم قال : ( وأنت تَعْرِف ذلك إذا ملأْتَ جِرَاباً من شيء حتى يمتلئ فأرَدْتَ أنْ تُدْخِل فيه غيره لَمْ تجد لذلك من خلاء ! ) انتهى (1) .
وتأمل الآن داءَ الطَّمَع والجشَع وحبّ الدنيا المفْرِط ماذا فعل بكثير من الخلق في زماننا ، فهذا مثَل يبين ذلك :
مَرَّ « فتح الموصلي » بصبييّن مع أحدهما كسرة عليها عسل ، ومع الآخر كسرة عليها كامخ ، فقال الذي معه الكامخ للذي معه العسل : ( أطعمني من خبزك ) ، قال : إن كنت كَلباً لي أطعمتك ، قال : ( نَعَم ) ، فأطعمه من خبزه ، وجعل في فَمِه خَيطـاً وجعل يقـوده ؛ فقال « فَتْـحٌ » : ( لوْ رَضِيت بخبزك ما كُنت كَلباً لِهَـذا ) ، قال « أبو موسى / عمران الطرسوسي » : ( فهكذا الدنيا ! ) انتهى (2) .
فتأملْ هذا ، ثم اعلَم أنـه مِن أعظم أسباب هواننا وذلّنا وخيبتنا ، وإنما هي
دنيا - كما قال الإمام ابن القيم - : ( نفَسٌ من أنفاس الآخـرة ، وساعة من ساعاتها ! ) (1) .
وقال ~ : ( بَلْ لوْ فُرِضَ أن السموات والأرض مملوءتان خردلاً ، وبعد كل ألف سَنَة يأتِي طائر ينقل خردلة ، لَفَنِيَ الخردلُ والآخرة لا تفنى ! ، فنسبة الدنيا إلى الآخرة في التمثيل كنسبة خردلة واحدة إلى ذلك الخردل ! ) انتهى (2) .
ولقد اغترَّ بالدنيا قبلنا مَنِ اغترّ ، لكن غرورنا في هذا الزمان قد تعدّى الوصف ! .
ولو صاحَ صائـحٌ من السماءِ قائـلاً : ( يا أهل الدنيـا .. خُلـودٌ ولا موْت ) لَمَا زِدنا على هذه الفرعنة والشيطنة في عمارة الدنيا وتشييدها ، والإقبال عليها ! .
وانظُرْ بعضَ نِهَايات المغرورين بالدنيا قبلنا - الذين غرَّتهم الآمال ونَسُوا الآجال - :
فَعَن « يزيدِ بن ميسرة » أنَّ رجلاً مِمَّن مضى جَمَع مالاً وولداً فأوعى ، ولَم يدَع صِنفاً من أصناف المال إلاَّ اتخذه ، وابتنى قصراً وجعل عليه بابين وثيقين وجعل عليه حرساً من غلمانه ، ثم جمع أهله وصنع لهم طعاماً وقعد على سريره ورفع إحدى رجليه على اِلأخرى وهم يأكلون ، فلمَّا فرغوا من طعامهم قال : ( يا نفْسُ انعمي لسِنِين ، قد جَمَعْتُ ما يكفيكِ ! ) .
فلم يَفْرغ من كلامه حتى أقبل عليه ملك الموت في هيئة رجل عليه خُلْقَان من الثياب ، في عنقه مخلاة ، يتشبه بالمساكين ، فقرَع البابَ قرعة أفزعته وهو على فراشه ، فوثَب إليه الغَلَمَة فقالوا : ما أنت وما شأنك ؟! ؛ قال : " أدعو لي مولاكم " ، قالوا : إليك يخرج مولانا ؛ قال : " نعم فادعوه " ، قال : فأرسل إليهم مولاهم : ( مَن هذا الذي يقرع الباب ؟! ) ، فأخبروه بهيئته ، قال : ( فهلاَّ فَعَلتم وَفَعلتم ) ، قالوا : قد فعلنا .
ثم أقبل - أيضاً - فقَرَع الباب قرعةً هي أشد من الأولى وهو على فراشـه ، فوثب إليه الحرس فقالوا : جئت - أيضاً - ؟! ، قال : " نعم فادعوا لي مولاكم وأخبروه أني « مَلَك الموت » ! " .
قال : فلمَّا سَمِعُوه أُلقيَ عليهم الذُّلُّ والتخشُّـعُ ، فجاء الحرَس فأخبروا سيِّدَهم بالذي قـال لهم « مَلَك الموت » ، فقال لهم سيدهم : ( قولوا له قوْلاً لَـيِّناً ، وقولوا له : ** هل تأخذ عنه أحداً غيره ؟! ** ) ، قال : فأتوْه ، فأخبروه بذلك ، فدَخَل عليه ، فقال : " قم ، فاصنع في مالِك ما أنت صانع ، فإني لستُ بخارج منها حتى أُخرج نفْسَك ! " .
وأحضَرَ مالَه بين يديه فقال حين رآه : ( لعنك الله من مالٍ فأنت شغَلْتني عن عبادة ربي ومنعتني أن أتخلى لربي ) ، فأنطق الله المالَ فقال : [ لِمَ سبَبْتَنِي ؟! ، وقد كنتَ وضيعاً في أعين الناسِ فرَفَعتك لِمَا يُرى عليك مِن أثري ، ألَم تكن تنفقني في سبيل الْخُبث ولا أتعاصَى ، ولوْ أنفقتني في سبيل الله لَم أتعاصـى عليك ، فأنت ألْوَم منِّي ، إنما خُلقت أنا وأنتم - يا بنـي آدم - من تراب ، فمُنطَلِق بإثم ومُنطِلِق بِبِرّ ] ؛ فهكذا يقول المال فاحذروا ؛ وقَبَضَ « مَلَكُ الموتِ » رُوحَه فمات ) انتهى (1) .
فانظر عاقبة الاغترار بالدنيا ، وقد قال « يوسف بن أسباط » : ( الدنيا دار نعيم الظالمين ! ) (2) .
إنَّ عاقبةَ الركونِ إلى الدنيا - كما قال بعض السلف - : ( مَن رَكَنَ إلى الدنيا أحرَقَته بِنَارِها ، فصار رماداً تذروه الرياح ، ومَن رَكَنَ إلى الآخرةِ أحْرَقته بنُورِها فصار سَبِيكَةَ ذَهَب يُنتفع بها ، ومَن رَكَنَ إلى الله أحْرَقَـه نورُ التوحيدِ فَصَارَ جَوهراً لا قيمة له ! ) انتهى (3) .
ولذلك فإنَّ « الحسَـن البصْري » ~ يَحلِفُ باللهِ : ( ما أَعَـزّ أحَـدٌ " الدِّرْهَمَ " إلا أذلَّه الله - عز وجل - ) (4) .
والله - سبحانـه وبحمده - قد صغَّر الدنيا وحقَّرها في القرآن الكريم ، قال « سُفيان بن عيينة » ~ : ( مَن أُعطي " القرآن " ، فَمَدَّ عينيه إلى شيءٍ مِمَّا صغَّر القرآنُ فقد خالَفَ القرآنَ ؛ ألم تسمع قوله تعالى :  وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى  (1) ) انتهى (2) .
وإنما الخوفُ علينا أن نكون قد مِتنا ونحن أحياء ، فَعَن « سُفيان بن عيينة » أنه قال : ( أوحى الله - تعالى - إلى « موسى » - عليه السلام - : [ إنَّ أوَّلَ مَن مَاتَ « إِبْلِيـسُ » ، وَذَلِكَ أنَّه أوَّل مَن عَصَانِي ، وَإِنَّمَا أعُدَّ مَن عَصَانِي مِنَ الْمَوْتى ! ] ) انتهى (3) .
تأمَّلْ موتَ « إبليسِ » مع طول حياته ، واعلم أنَّ الْمُعرِضين عن الله موتى ، وقد ملئوا الديار وكأنهم لا يُصَدِّقون بالوعْدِ والوَعيـد ! ، فَهُم - كَمَا قال « بِشْرُ بنُ الحارثِ » ~ لِمَن معه لَمَّا أرادَ أنْ يَدخل المقبَرةَ - : ( الْمَوْتى داخل السُّورِ أكثر منهم خارج السُّور ! ) انتهى (4) .
يقصد ~ سُورَ البلد ، وأنَّ موتى القلوب هم الموتى حقيقةً وإنْ كانوا أحياءً الحياة الحيوانية ، وأنهم أكثر الخلق ؛ فهذا يبين معنى الصَّرْعَ الأكبر الذي تقدم ذكره في آواخر القسم الأول من هذا الكتاب .
إنَّ مَن يُصدِّق بالوعد والوعيد تكون له حال غير حالنا كما قال « الحسن البصري » ~ : ( مَا صَدَّق عَبدٌ بالنار إلاَّ ضاقت عليه الأرض بِمَا رَحُبَتْ ! ، وإنَّ المنافـقَ لو كانت النـار خَلْفَ هذا الحائـطِ لَم يُصَدِّق بِهَا حتى يتجهَّم عليها ! ) (1) .
وقال ~ : ( إنَّ المؤمنَ ليذنب الذنب فما يزال كئيباً حتى يدخل الجنة ) انتهى (2) .
وقال ~ : ( واللهِ لا يؤمِن عبـدٌ بهذا " القـرآن " إلاَّ حَزِن وذَبـُل ، وإلاَّ نَصِبَ ، وإلاَّ ذَابَ وإلاَّ تَعِب ! ) (3) .
وقرأ « مالك بن دينار » ~ هذه الآية :  لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعـاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ  (4) ، فبكى ، وقال : ( أُقسم لكم : لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلاَّ صُدِع قلْبـُه ! ) انتهى (5) .
وهو الذي يقول : ( لَوْ كانَ لأحَدٍ أن يتمنى لتمنيتُ أن يكون لي يوم القيامة خُصّ من قصب وأنجو من النار وأرْوَى من الماء ! ) (6) .
فهذا الخوفُ كـاد أن يُعْدَم في زماننـا ، قال الله - تبارك وتعالَى - :  وَإِذَا ذُكِّرُوا لاَ يَذْكُرُونَ  (1) ، وقال - سبحانه - :  وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ  (2) ، وقال - عزَّ وجل - :  إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ  (3) الآيات ..
والإيمان نِصفه صَبْر ونصفه شُكر (4) ، فالمسلم الصادق مَن يُعظِّم ويحترم ذِكر الله - عزَّ وَجلَّ - ويصبر على ذلك ، وإذا رأى مَن يستهين بِحُرُمَاتِ الله تعالى فإنه يحمد الله ويشكره أنْ عافاه من هذا البلاء ؛ قال « سفيان بن عُيينة » : ( عَمِل رجلٌ من أهل " الكوفة " بِخُلُق دنِيءٍ ، فأعتق جاره جارية شكراً للهِ إذْ عافاه من ذلك الْخُلُق ! ) انتهى (5) .
إنَّ مَن يستهين بآيات الله - عزَّ وجل - ، وأحاديث نبيه الكريم  ، وأسماءه - سبحانه - لفي بلوى معضلـة ، وقد أصبح هذا مِمَّا لا يُلْقَى له بَالٌ ولاَ أهمية له ! .
وما ذكرته هنا من إهانة آيات الله - تعالى - وذِكْرِه لا يكاد يُذكر اليوم ! ، وما ذلك إلاَّ من علاماتِ الأمان من سخَط الجبارِ وعَذَابِه .. والله المستعان .
وجملة القول أنَّ مَن استهـان بذِكر ربـِّه وخالقه وسيِّـده ومَلِيكِه - سبحانه وبحمده - فلاَ شَكَّ أنه مخذول مرذول محروم ضعيف الإيمان إن لَم يكن عديم الإيمان جملة وتفصيلاً ! ؛ وإنما الواجب على المسلم أن يُعظِّم ذِكر الله تعالى ويحترمه أجَلَّ احترام ؛ وهذا من أسباب النجاة والأمان والفلاح في الدنيا والآخرة ، وهو من علامات إيمان العبد وتوفيق الله له .
والحمد لله رب العالمين ، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وسلّم تسليماً كثيراً .


بُريدة - شَهْرُ جُمَادَى الآخِرَة / 1427


فهرس الآيات القرآنية


1  اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً  . الأعراف 51 87
2  أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ..  . المؤمنون 115 58
3  إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ  . المؤمنون 57 102
4  إِنَّ الشِّـرْكَ لَظُلْـمٌ عَظِيـمٌ  . لقمان 13 26 / ح 2
5  أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ..  . المؤمنون 72 12
6  أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا  . محمد 24 27 ، 90
7  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  . الفاتحة 1 83
8  الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  . الفاتحة 2 7
9  رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ..  . الأعراف 134 88
10  فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ ..  . الـحـج 46 27
11  فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ • ..  . ص 82 - 83 44 ، 68
12  َفَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ  . الحديد 16 27
13  فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً  . النحل 97 15
14  فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ  . محمد 21 35
15  فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ ..  . البقرة 102 74
16  قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ..  . ص 86 11 ، 12
17  قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ..  . سبــأ 47 12
18  كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ..  . المطففين 14 27
19  لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ..  . الحشر 21 101
20  لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ  . المائدة 63 34
21  لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..  . النحل 25 73
22  مَا لَكُمْ لا تَرْجُـونَ لِلَّهِ وَقَاراً  . نوح 13 87
23  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُـمْ أَنْفُسَكُمْ ..  . المائدة 105 33
24  يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ  . النور 21 23
25  وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ  . الصافات 13 102
26  وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ  . المعارج 27 102
27  وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ  .(0) النور 15 87


م الآيــة الســورة رقم الآية الصفحة
28  وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ..  . يـس 20 - 21 12
29  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ • ..  . القيامة 22 - 25 93
30  وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ  . البقرة 105 83
31  وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى  . طـه 69 70
32  وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ ..  . آل عمران 152 29
33  وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة  . البقرة 195 49
34  وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ ..  . طـه 131 100
35  وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُـون  . الروم 60 57
36  وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ..  . الزمر 67 87
37  وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ..  . المائدة 44 95
38  وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ..  . الـحـج 32 87 ، 94
39  وَيَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً ..  . هـود 29 11
40  وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ..  . البقرة 102 75


فهرس بأطراف الأحاديث مع بيان رواتها ودرَجتها


1 أأمك أمرتك بهذا ؟! . عبد الله بن عمرو مسلم صحيح 47
2 إذهب فاطرحهما عنك . عبد الله بن عمرو النسائي إسناده حسَن 47
3 أمَـا ولله فقد شفاني .. عائشة البخاري صحيح 74
4 إنا أمة أمية .. عبد الله بن عمر متفق عليه صحيح 85
5 أنت إمامهم واقتدِ بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ .. عثمان بن أبي العاص ابن خزيمة وغيره إسناده حسَن 13
6 إنَّ أحق ما أخذتم عليه أجراً .. ابن عباس البخاري صحيح 8
7 إنَّ آخر ما عهد إلينا .. عثمان بن أبي العاص الترمذي وغيره حسَن صحيح 14
8 إنَّ الله لم يجعل شفاءكم .. هند أمُّ سلمة ابن حبان وغيره صحيح 77
9 إنَّ الله ليسأل العبد .. أبو سعيد الخدري ابن حبان وغيره حسَـن 38
10 إنَّ الناس إذا رأوا المنكر .. أبو بكر الصِّـدِّيق أحمد وغيره إسناده صحيح 33
11 إنَّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة . أبو طلحة الأنصاري متفق عليه صحيح 43 / ح 2
12 إنْ شئتِ صبرتِ ولكِ الجـنة . ابن عباس متفق عليه صحيح 56
13 إنَّ من أمتي قوماً .. ــ أحمد وغيره إسناده جيّد 38
14 إن نزلتم بقوم فأمروا ..(0) عقبة بن عامر متفق عليه صحيح 18 - 19
15 إنَّ هذه من ثياب الكفار ، لا تلبسها . عبد الله بن عمرو مسلم وغيره صحيح 45


م طرف الحديث الراوي المحدث الدرجة الصفحة
16 إياكم والدخول على النساء .. عقبة بن عامر متفق عليه صحيح 22 - 23
17 فلا تأتوا الكهان . معاوية بن الحكم مسلم صحيح 72
18 كل أمتي مُعافى إلا المجاهرين . أبو هريرة البخاري صحيح 37
19 لا يخلون رجل بامرأة .. ابن عباس متفق عليه صحيح 22
20 ما من رجـل يكـون في قـوم .. جريـر بن
عبد الله أبو داود وابن حبان إسناده حسن 32 - 33
21 ما من قوم يكون بين أظهرهم .. جريـر بن
عبد الله أحمد وغيره إسناده حسن 32
22 مَن أتى كاهنا فصدقه .. عمران بن حصين البزار وغيره إسناده جيِّد 72
23 مَن استطاع منكم أن ينفع أخاه .. جابر بن عبد الله مسلم وغيره صحيح 19
24 مَن تشبه بقوم فهو منهم . عبد الله بن عمر أبو داود وغيره إسناده حسن 45
25 مَن تعلم علماً مما يُبتغى به وجه الله .. أبو هريرة ابن حبان وغيره صحيح 13
26 مَن رأى منكم منكراً فليغيره .. أبو سعيد الخدري مسلم وغيره صحيح 38
27 مَن قال في يوم ' سبحان الله وبحمده ' .. أبو هريرة مسلم صحيح 40
28 مَن قال ' لا إله إلا الله وحده .. ' .. أبو هريرة متفق عليه صحيح 51
29 هي مِن عمل الشيطان . جابر بن عبد الله أحمد وغيره إسناده صحيح 71
- هي مِن عمل الشيطان . أنس بن مالك الحاكم صحيح 71
30 وآمركم بذكر الله كثيراً .. الحارث الأشعري ابن حبان وغيره صحيح 49 - 50
31 ولا تداووا بحرام . أبو الدرداء أبو داود وغيره إسناده حسَن 72
32 ولا يخلون أحدكم بامرأة .. عمر بن الخطاب ابن حبان وغيره إسناده صحيح 23 - 24
33 وما يدريك أنها رقية .. أبو سعيد الخدري متفق عليه صحيح 7 - 8
34 ومَن تعلق شيئاً وُكِل إليه . أبو هريرة النسائي حسَن 69 - 70






الفهرس التفصيلي للمحتويات





المقدمـة . 4
أ بيان الأدلة العقلية والنقلية في الفرق بين الرقية الشرعية والرقية التجارية .
5 – 78

◙ قصيدة حول موضوع هذا الكتاب ( بيان الأدلة العقلية والنقلية ... ) . 6
◄ أحاديث ( اللديغ ) .. والجعالة على شرط الشفاء . 7 - 8
- كلام مهم جداً لشيخ الإسلام بأن أخذ الأجرة إنما يكون على شرط شفاء المريض لا على مجرد التلاوة . 8
◄ المحترفـون ! . 9
- المحترفون يأخذون الأجرة على مجرد التلاوة لا على شرط الشفاء . 9
- أمثلة واقعية لبعض ما يفعله المحترفون من المتاجرة الباهظة بالرقية . 9
◄ القرآن والدين ليس حرفة للتكَسُّب ، وأخذ الأجرة على الرقية يورث تمني مرض المسلمين . 11 - 21
- المتاجرون بالرقية مخالفون لمنهج الأنبياء والمرسلين وسلف هذه الأمة . 11
- ذكر بعض الآيات القرآنية التي يخبر بهـا الله - تعالى - عن حـال أنبيائه وأنهـم لا يسألون الناس أجراً . 11
- أمثلة على تميز هذا الزمان باتخاذ الدِّين حرفة والاتجار فيه . 12
- حديث عظيم في الوعيد الشديد لمن طلب العلم لغير وجه الله . 13
- تحذير نبوي من اتخاذ مؤذن يأخذ على أذانه أجراً . 13
- ذكر ما قاله أمير المؤمنين في الحديث ' سفيان الثوري ' لرجل كان يصلي بالناس في ' رمضان ' بأجرة . 14
- ذكر أثر التكسُّب بالدين على الفاسق والكافر . 14
= ( حاشية ، م 2 ) : نبذة مهمة عن ' سفيان الثوري ' . 14
- مَن هم سفلة الناس ؟! . 15
- من الإساءة للدين وتشويه حسنه وجماله التكسب به . 15
- بيان جواز أخذ المال بعد الشفاء وبلا استشراف نفـْس . 15
- عدم التفريق بين المريض الطائع لله وبين العاصي . 16
● مسألة مهمة حول أحاديث ( اللديغ ) ، وأخذ الأجرة على تغسيل الموتى . 16
- بيان كيف يُورث أخذ الأجرة على الرقية تمني مرض المسلمين . 17


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
- لماذا أخذ بعض الصحابة الأجرة على رقية اللديغ ، ولماذا لم يضيفهم قومه ؟ . 18
- ذكر بعض ما في قصة ( اللديغ ) من الفوائد مما يُرد به على المتاجرين بالرقية . 18
- حديث " عقبة بن عامر " يوضح سبب إذن النبي - عليه الصلاة والسلام - لأصحابه أخذ أجرة على رقية ( اللديغ ) . 18
- ذكر أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - المسلم أن ينفع إخوانه ما ستطاع . 19
● زيـادة توضيح وبيـان لِما تقدم ذِكره من قـول النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ أحـقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) . 20
- قول نفيس لـ ' الفضيل بن عياض 'في الحكمة من نزول القرآن ومعنى العمل به . 21
◄ الخلوة بالنساء دون مَحْرَم . 22 - 25
- ذكر بعض ما يفعله بعض الرقاة التجاريين مع النساء من المنكر الفظيع . 22
- ذكر عدة أحاديث تحرم الدخول على النساء الغير محارم والخلوة بالمرأة من غير محرم . 22
- ما هو ( الحمو ) الوارد في الحديث ، ولماذا عده النبي - عليه الصلاة والسلام - كالموت ؟! . 23
- ذكر ما فعله عمر - رضي الله عنه - من مَنع النساء الاختلاط بالرجال . 24
- ذكر كلام نفيس لابن القيم في خطورة اختلاط الرجال بالنساء وأنه أصل كل شر. 24
◄ رُقية مَن ظاهره الفجور مِن علامات تلاعب الرقاة التجاريين بالدين . 26 - 27
- من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يُعصى الله تعالى . 26
- كيفية مناسِبة لمناصحة المريض قبل رقيته ولو كان فيه أشد الأمراض البدنية والنفسية . 26
◄ من علاماتِ الرُّقاةِ التجاريين عدم أمرِ المريضِ بالمعروفِ ونهيهِ عنِ المنكر. 28 - 39
- ذكر كلام نفيس لابن عقيل عن أعظم منافع الإسلام وآكد قواعد الأديان . 28
= ( حاشية ، م 1 ) : ذكر أنَّ من علامات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر نفور الناس منه ، وبعض فوائد ذلك . 28
● وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لو لَم يتركه الناس . 29
- ذكر ما قاله ' الحسن البصري 'عند قوله - تعالى - :  وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ..  . 29
● أصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله من تارك « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » ! . 30
- مِـن تلبيس إبليس تحسينه للعبد القيام بنوع من الذِكر ونحوه وتعطيله القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! . 30
- ترك الأمر بالمعروف أعظم من ارتكاب المنكر من ثلاثين وجهاً ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية ! . 30


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
- ليس الدِّين مجرد ترك المحرمات الظاهرة . 31
- أقل الناس دِيناً وأمقتهم إلى الله مَن تَرَك الأمر والنهي ونحو ذلك وإنْ زَهِد في الدنيا جميعِها ! . 31
- ذكر قول مخيف لابن عتيق بأن المداهن أخبث حالاً من الزاني والسارق وشارب الخمر ! . 31
- ذكر ما قاله الإمام ' محمد بن عبد الوهاب ' عن أناس يتعبدون بالمساجد ولا يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر . 32
- ذكر ما جاء في الأخبار أن الله - تعالى - أمَر ملَـكاً أنْ يخسف بقرية مع أنَّ فيها عابداً ! . 32
- ذكر عدة أحاديث بأن الله - تعالى - يعجل العقوبة لمن يرون المنكر وهم يقدرون على تغييره . 32
- ذكر قول ' عائشة '- رضي الله عنها - : ' غشيتكم السكرتان ' وفضل القائمين بالكتاب والسنة . 34
- ذكر قول ' مالك بن دينار ' بأن الله لا يذر تاركي الأمر والنهي من العذاب . 34
- ذكر كلام ' ابن النحاس ' على قوله - تعالى - :  لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ  . 34
- ذكر كلام ' أبي عبد الرحمن العمري ' عن بعض أسباب وآثار عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 35
- ذكر كلام نفيس لابن القيم عن حقيقة تارك الأمر والنهي وعقوبة الله له بموت القلب ! . 35
- بيان وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل مسلم ، وبيان آثار القيام بذلك . 36
- ذكر كلام نفيس لشيخ الإسلام في بيان السنة في مقارنة الظالمين ونحوهم . 38
- ذكر حديث مخيف عن سؤال الله عبده يوم القيامة عن تركه إنكار المنكر . 38
- ذكر حديث عظيم فيه بشرى لأقوام يُعطون مثل أجور أولهم لإنكارهم المنكر . 38
- ذكر رد ' عمر بن عبد العزيز ' وغيره تلبيس إبليس على العبد المذنب أن يترك الأمر والنهي . 39
- ذكر ما كان يفعله أمير المؤمنين في الحديث في ملازمته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 39
◄ مَوَانع تأثيـر الرقى والأذكار . 40
- ذكر قول ابن القيم بأن كلُّ قولٍ رَتَّبَ الشارع ما رتب عليه من الثواب فإنما هو القول التام . 40
- ذكر أثر ( الصور ) في جذب الشياطين ، ومن أعظم موانع تأثير الأذكار والأوراد والرُّقى اليوم . 40


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
◄ إقرارات من كلام الجن والشياطين تبين بعض العقوبات المعجلة على المعاصي . 41 - 51
- ذكر قول أحد الجن بأن ( الصور مغناطيس لهم ) ! . 41
- ذكر ما قاله أحد الجن عن ما تسمى بـ ' قصور الأفراح ' . 41
- ذكر ما حصل في عرس بـ ' جدة ' وإصابة العروس بالصرع بسبب الرقص والغناء . 41
- بيان بعض ما حصل لدى راقية صالحة في ' بريدة ' من إقرارات للجن تبين بعض العقوبات . 42
- ذكر ما فعله جني بامرأة تشاهد المسلسلات وبيتها مملوء بالصور ، وما قاله عن ' الصور ' . 42
- تحذير من ' الجرائد ' ، لِمَا فيها من المنكرات والصور التي تجمع الشياطين . 42
= ( حاشية ، م 1 ) : تنبيه مهم عن قول بعض الناس : ( حسبي الله عليك ) . 42
- ذكر ما قاله أحد الجن بأن مع كل صورة شيطان ! . 43
- إشارة لحديث : ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ) ، ومعنى ذلك . 43
- ذكر ما قاله جني عما تفعله الشياطين حين اشتغال ' التلفزيون ' . 44
- ذكر ما قاله ' الحسَن البصري ' حينما سئل : ( أينام إبليس ؟! ) . 44
- ذكر كلام شيخ الإسلام بأن إبليس وجنوده يشتهون الشر ويلتذون به ويطلبونه لخبث نفوسهم . 44
- ذكر ما قاله جني عن فتنة ' البناطيل ' . 44
- ذكر ما قاله ' حَسَن بن صالح ' عما قاله ' إبليس ' لـ ' المرأة ' . 44
- بيان النهي عن التشبه بالكفار ، وذكر أحاديث في ذلك مع تعليق شيخ الإسلام عليها . 45
- ذكر أقوال نفيسة لشيخ الإسلام عن الحكمة من النهي عن التشبه بالكفار . 45
- ذكر كلام نفيس لابن كثير على حديث : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) . 46
- ذكر كلام نفيس لـ ' حمود التويجري ' على إنكار النبي على عبد الله بن عمرو التشبه بالكفار في لباسهم . 46
- ذكر ما قاله بعض الجن عن امرأة متلبسين بها وتؤذيهم ببعض الطاعات . 48
- ذكر ما قاله بعض الجن عن أثر قراءة القرآن بـ ' المسجِّـل ' ، وقراءته بيقين . 48
- ذكر ما قاله أحد الشياطين عن تحسره على امرأة لا تلبـِّس أولادها ' بدلات ' . 48
- تعليق مهم للمؤلف على ما تقدم ذكره من كلام الجن والشياطين عن أثر المعاصي في جذبهم . 48
- بيان السبيل للتحصُّن من الشياطين وأذاهم . 49
- ذكر ما أوصى به الله - تعالى - نبيه ' يحي ' فيما يتضمن أثر الذكر في التحصن من الشيطان . 49
- ذكر قصة واقعية عن أثر ذكر الله في حفظ عبده من الشياطين وأذاهم . 50


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
- إشارة لما ذكره 'ابن القيم ' من فوائد الذكر ، وأنه كتب في ذلك أكثر من سبعين فائدة . 51
◄ مَقمَعَة الشيطان ! . 52 - 54
- لا بد لكلِّ أحدٍ أن يعذب شيطانه بذكر الله في الدنيا أو يعذبه شيطانه بالنار في الآخرة . 52
- ذكر قصة واقعية لرجل من أهل ' الشقة ' تبين مقارنة الشياطين لما يحتوي على علوم مفسدة . 53
- إشارة إلى منكر إدخال الكاميرات في المساجد وأن ذلك خطير موجب لسخط الله - تعالى - وحلول عقابه وعذابه . 54
- ذكر ما قاله ' أبو إدريس الخولاني ' عن فداحة وجود بدعة في مسجد لا يستطاع إزالتها . 54
◄ كَلامٌ غير حضاري ! . 55
- ذكر قول شيخ الإسلام عن الإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه . 55
◄ الصَّرْع الأصغر والأكبر ! . 56 - 60
- ذكر كلام ابن القيم بأنه لو كُشِف الغطاءُ لرأيتَ أكثرَ النفوس صرعى مع الأرواح الشيطانية . 56
- إشارة إلى أن هناك من المصروعين من يكون فيه دين وخير ، مع ذكر قصة ' المرأة السوداء ' . 56
- كيف لو رأى ابن القيم زماننا وما نحن فيه لربما قال : ( أنتم مصروعين بجن مصروعين ! ) . 57
- ردّ ابن القيم على جهلة الأطباء ونحوهم ممن ينكرون صرع الأرواح وتأثيرها في بدن المصروع . 57
- ذكر ابن القيم لِما شاهده من شيخ الإسلام في محاورته لجنية في مصروع تحبه ، وإخراجها منه . 57
● الصـرع الأكـبـر . 59
● عـلاج الصـرع الأكـبـر . 60
◄ رُقاة مِمَّن هَبَّ ودَبّ ! . 61 - 65
- ذكر ما قاله ' الأعمش ' عن رجل كان يكلم الجن بأنهم قالوا بأن أشد شيء عليهم مَن يتبع السنة . 61
- ذكر قصة ' خنافر الحميري ' مع رئيه الجني ' شصار ' ودخوله الإسلام على يديه . 62
◄ قوت الشيطان في القلب . 66 - 68
- ما هو أنفع علاج لهذه الأمراض الحادثة ؟! . 67
- ذكر كلام نفيس لابن القيم عن لَمَّة المَلـَـك ولمة الشيطان . 67


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
◄ حلُّ السِّحر بسِحر مثله . 69 - 78
- سبب وعلة توجه إرادة مَن يتوجه إلى السحرة لفك السحر عنه ! . 69
- معنى قول النبي - عليه السلام - : ( مَن تعلق شيئاً وُكِل إليه ) . 70
- الذاهبون للسحرة للعلاج يزدادون سوءاً ، وأنى للنفع والفلاح أن يأتي من السحرة ، وذكر آية قرآنية في ذلك . 70
- معنى ( النشرة ) . 70
- ذِكر مـا أورده الإمـام ' محمد بن عبد الوهـاب ' في كتابـه ( التوحـيـد ) عن ( النشرة ) ، وذكر ما أورده من كلام ' ابن القيم ' فيها وأنها نوعان . 71
- ذِكر نهي النبي - عليه السلام - وقوله بأن مَن أتى كاهناً أو ساحراً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - . 72
- بيان أنَّ السحر مُحرم بالإجماع ، وأنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرَّم التداوي بالحرام . 72
- ذِكر كلام نفيس لابن القيم في سِـرِّ لطيف في كون المحرمات لا يُستشفى بها . 72
- شرح لطيف لبعض كلام ابن القيم مما يتعلق بهذه المسألة . 73
- فداحة ضلال الإفتاء بإتيان السحرة ، وذكر بعض ما سيترتب عليها . 73
- معنى قول ' سعيد بن المسيب ' عن ( النشرة ) : ( لا بأسَ بها ) . 74
- ذكر ما ما أجاب به الرسول عائشة حينما سألته ( هلاَّ تنشرت ؟! ) . 74
- المجيز لإتيان السحرة لحل السحر يفتح على الناس شراً بنص قول النبي . 74
- ذكر قول مجيز النشرة السحرية بأن قول الله تعالى :  وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى  ليس في المعالجة ؛ والرد عليه . 74
- النفع والنجاح المزعوم من الساحر أعظم حُرمة وقبحاً وخبثاً من انتفاع البدَن بالخمر ! . 75
- ذِكر كلام نفيس لشيخ الإسلام عما تفسد مفسدته على مصلحته . 75
- ذكر قول شيخ الإسلام بأنَّ السِّحر مُحَرَّم بالكتاب والسنة والإجماع . 75
- ذكر قول شيخ الإسلام بأن السِّحر من أعظم المحرَّمات . 76
- بيان أنَّ الذاهب للسحرة لحل السحر يُقرهم على كفرهم ، بل يعينهم عليه ، وذكر كلام نفيس لشيخ الإسلام في ذلك . 76
- كيف استخرج النبي - عليه الصلاة - السحر الذي سحر به ؟ . 77
- إذا علم المسحور بمكان سحره فما هو المباح في ذلك ؟ . 77
- جواب مَن يدَّعي الاضطرار باللجوء للساحر . 77
- جملة القول في مسألة إتيان الساحر لحل السحر عن المسحور . 78
- ذكر أثر نفيس لابن مسعود - رضي الله عنه - عن الفرق الحقيقي بين مرض القلوب والأبدان . 78


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
ب بيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله - عز وجل - . 79 - 103
◙ قصيدة حول موضوع هذا الكتاب ( بيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله ) . 80
- بيان مناسبة ذكر هذا الموضوع مع موضوع القسم الأول ' الرقية ' . 81
- بيان أن زماننا لم يسبقه سابق في امتهان ذكـر الله - تعالى - والاستهانة بـه ! . 81
- ذكـر ما فعـلـه ' عبد الملك بن مـروان ' حينـمـا سقـط ' فِـلـس ' فيــه اســم الله - تعالى - في بئر قذرة . 82
- ذكر حديث قدسي فيه بشارة لمن تحول من معصية الله إلى طاعته تعالى . 82
- ذكر قصة ' بشر بن الحارث ' وسبب وضع الله له الذكر الحسن . 83
◄ أمثلة تبين فظاعة ما يحصل في وقتنا من الاستهانة بذكر الله - تعالى - . 84 - 88
- 1 / خلـط ذكـر الله - تعـالى - مع الضـلال والهذيـان ومزامـيـر الشـيـطـان في ' الفضائيات ' وغيرها . 84
- 2 / امتهان قراطيس ' الإسمنت ' مع أن فيها اسم الله ' العزيز ' . 84
- 3 / شرب ' الدخان ' ونحوه ، بينما المصحف وغيره من الذكر بجانب الشارب . 85
- 4 / استعمال ' الجريدة ' سفرة للطعـام ، واستعمالها لتكــون حائـلاً حيـن صبغ ' السيارات ' و ' المحلات ' . 85
- 5 / جعل ' الجريدة ' لـ ' الكراث ' ونحوه . 85
- 6 / رمي أوراق ' التقاويم ' . 85
- ( تنبيه ) : استعمال ' التقاويم ' تشبه بالكفار ، وذِكر حديث وكلام لشيخ الإسلام حول ذلك . 85
= ( حاشية ، م 1 ) : إشارة لكتاب نفيس للشيخ ' التويجري ' حول موضوع ' التقاويم'. 86
- 7 / تعليق بعض الصبيان ' حقائبهم ' خلف ظهورهم ، مع خلطها بالصور والعلوم الدخيلة . 86
- 8 / جلوس بعض طلاب المدارس على ' سجادات ' وقد لفوا بها دروسهم . 86
- 9 / كتابة كلمة ) لا إله إلا الله ، محمداً رسول الله ) على ' الكرة ' . 86
● الاستهانة بذِكر الله ثمرة ضعف الإيمان به ، وعدم معرفته ، والجهل بعظمته . 87
- ذكر آيات قرآنية في تعظيم الله تعالى ، وبيان عظمته - سبحانه وبحمده - . 87
- ذكر ما قالته الملائكة لـ ' موسى ' - عليه السلام - حينما سأل الله رؤيته . 88
- من علامات تعظيم الله - تعالى - ، وعلامات توفيقه - سبحانه - لعبده . 88
◄ التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة يورث الاستهانة بذكر الله - تعالى - . 89 - 103
- ذكر ما نقله الحافظ ' البرزالي ' عن الشيخ ' عبد الكافي ' وما شاهده حين دفـْنِه أحدَ الأموات . 89
- ذِكر ما قاله شيخ الإسلام بأن أعمال العبد الصالحة تصور له سارة يُنعم بها ، وأعماله السيئة تصور له قبيحة مُحزنة يُعذب بها . 89


الـمَـوضـوعـات
الصفحة
- ذكر رؤيا عظيمة لـ ' يزيد بن هارون ' ، وما أثمره له توقيره لربه وذكره من حسن العاقبة . 90
- ذكر قصة أحد الصالحين وسؤاله ربه أن يرزقه الشهادة من غير ألـم ، وما حصل له بعد ذلك . 91
- ذكر قصة أسيريْن من الصالحين ، وما قالاه في المنام من سُرعة دخولهما الفردوس الأعلى . 91
● بعض ما جاء في زيارة المؤمنين لِمَلِكِ الملوك في الجنة ، وما ذكره ابن القيم من مشاهد زيارته - جل جلاله - في الجنة . 92
- ذكر ما قاله ' الأبيوردي ' من عدم نومه في بيت فيه كتاب الله أو حديث رسوله - عليه السلام - . 94
- ذكر بعض أقوال السلف في التحذير من النار ، وذكر بعض ما يجري لهم من خشية الملك الجبار . 94
- ذكر مثال لحال الدنيا . 96
- ذكر كلام مهم لابن القيم في حال الدنيا ونسبتها إلى الآخرة . 97
- ذكر كـلام للمـؤلــف بأنـه لـو صـاح في هذا الزمـان من السمـاء صائـح قائـل لنا : ( خلود فلا موت ) لمَا زدنا على ما نحن عليه من الإقبال على الدنيا ! . 97
- ذكر قصة عجيبة ذكرها ' يزيد بن ميسرة ' وهي تبين عاقبة الاغترار بالدنيا . 97
- ذكر ما قاله بعض السلف في عواقب الركون إلى الدنيا وإلى الآخرة وإلى الله - تبارك وتعالى - . 99
- ذكر ما قاله ' الحسن البصري ' في عاقبة من يعز الدرهم والمال . 99
- ذكر ما قاله ' سفيان بن عيينة ' في أن من مدَّ عينيه إلى ما صغـَّر ' القرآن ' فقد خالفه . 99
- ذكر ما ذكره ' سفيان ' عن الله بأن أول من مات ' إبليس ' ، وأن من عصاه فإنه يعده من الموتى . 100
- ذكر ما قاله ' بشر بن الحارث ' بأن الموتى خارج المقبرة أكثر منهم داخلها . 100
- ذكر بعض أقوال السلف في عاقبة من صَدَّق بـ ' القرآن ' وآمن به حقيقة . 100
- بيان أن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر ، وبيان مناسبة ذكر ذلك . 102

الفهـارس . 104 - 117
▲ فهرس الآيات القرآنية . 105 - 106
▲ فهرس بأطراف الأحاديث ورواتها ودرجتها . 107 - 108
▲ الفهرس التفصيلي لمحتويات الكتاب . 109 - 116




فهرس الموضوعات


المقدمـة . 4
بيان الأدلة العقلية والنقلية في الفرق بين الرقية الشرعية والرقية التجارية . 5 – 78
قصيدة حول موضوع هذا الكتاب ( بيان الأدلة العقلية والنقلية ... ) . 6
أحاديث ( اللديغ ) .. والجعالة على شرط الشفاء . 7 - 8
الْمُحترفـون ! . 9
القرآن والدين ليس حرفة للتكَسُّب ، وأخذ الأجرة على الرقية يورث تمني مرض المسلمين . 11 - 21
الخلوة بالنساء دون مَحْرَم . 22 - 25
رُقية مَن ظاهره الفجور مِن علامات تلاعب الرقاة ( التجاريين ) بالدِّين . 26 - 27
مِن علاماتِ الرُّقاةِ ( التجاريين) عدم أمرِ المريضِ بالمعروفِ ونهيهِ عنِ المنكر . 28 - 39
مَوَانع تأثيـر الرقى والأذكار . 40
إقراراتٌ من كلام ( الجن ) و ( الشياطين ) تبين بعض العقوبات المعجلة على الذنوب والمعاصي . 41 - 51
مَقمَعَة الشيطان ! . 52 - 54
كَلامٌ غير حضاري ! . 55
الصَّرْع الأصغر والأكبر ! . 56 - 60
رُقاة مِمَّن هَبَّ ودَبّ ! . 61 - 65
قـُوُت الشيطان في القلب . 66 - 68
حَلُّ السِّحر بسحر مثله . 69 - 78
بيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله - عز وجل - . 79 - 103
قصيدة حول موضوع هذا الكتاب ( بيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله تعالى ) . 80
أمثلة تبين فظاعة ما يحصل في وقتنا من الاستهانة بذكر الله - تعالى - . 84 - 88
التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة يورث الاستهانة بذكر الله - تعالى - . 89 - 103
الفهـارس : 104 - 117
فهرس الآيات القرآنية . 105 - 106
فهرس الأحاديث النبوية . 107 - 108
الفهرس التفصيلي لمحتويات الكتاب . 109 - 116
فهرس الموضوعات . 117


من الكتب ( المطبوعة ) لفضيلة الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد



◄ الإتحاف بعقيدة الأسلاف والتحذير من جهمية ' السقاف ' .
◄ أحـداث صحبة الأحداث .
◄ إحسان خلـْق الإنسان .
◄ إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك .
◄ ' الأدب ' بين زخارف الأقوال وعبودية ذي الجلال .
◄ إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص من اللحية لمخالفة التنصيص .
◄ أضواء المسارج لبيان جور التعليقات على ' المدارج ' .
◄ إعانة المتعالي لرد كيد ' الغزالي ' .
◄ إقامة الحجة والبرهان على مَن زعم أن الله في كل مكان .
◄ الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار .
◄ أيها الزنادقة .. مهلاً عن الجبار مهلاً ! .
◄ بيان الأدلة النقلية والعقلية في الفرق بين الرقية الشرعية والرقية التجارية ،
وبيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله - عز وجل - .
◄ بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل .
◄ تأخير نصر الدين لطف بالمؤمنين ومكر بالكافرين والمنافقين .
◄ تـُحَـف من ذخائر السلف .
◄ التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار.
◄ ثمار يانعـة وتعليقات نافعـة .
◄ جـالب السرور لربات الخـدور .
◄ الحب في الله .
◄ الحق الدامغ للدعاوي في دحض مزاعم ' القرضاوي ' .
◄ دش ودينٌ كيف يجتمعانِ ؟! .
◄ دعوى وصول القمر .
◄ دواء العشاق .
◄ الرد الصارم على المتنبئ السوداني ' سليمان أبي القاسم ' .
◄ الشناعة على مَن رَدَّ أحاديث الشفاعة .
◄ عوائق في طريق العبودية .
◄ عيوب تشييد البناء في دار الفناء .
◄ فتوى وبيان في كتاب ' الاستنفار في محق القول بفناء النار' .
◄ الفرقان في بيان إعجاز القرآن .
◄ الـكافي في التحذير من مُضلات القوافي .
◄ المخاطر الأربع .
◄ مطالب الطالب ومثالب الناكب .
◄ مقدمات الدجال .
◄ معاول الحق تهدم بنيان الباطل .
◄ معرفة الكبير المتعال بالعظمة والجلال والجمال .
◄ معرفة المأمور به والمحذور في زيارة القبور .
◄ منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين .
◄ نور البصيرة والبصر في مسائل القضاء والقدر .
◄ هداية الحيران في مسألة الدوران .
◄ الوعيد على أهل الغلو والتشديد .




منقووول للفائدة للشيخ : - عبدالكريم بن صالح الحميد.




الله من وراااء القصد

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة