عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:35 AM   #12
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الحادية عشر :

يقول الدكتور الصغيّر عن الهستيريا التحولية بعد أن ضرب مثلاً لإمرأة تصرّ على زوجها بطلب خادمة فيرفض ، وتصرّ فيرفض مراراً رغم إرهاقه إياها في أعمال المنزل فتصل بها الاستشارة الداخلية إلى تراكم مشاعر القلق وحنق وغيظ لا تستطيع إخراجها فما يكون منها إلا أن تقع على الأرض في حالة شبه إغماء وتتعطل يدها عن الحركة بعد أن تحولت الطاقة النفسية إلى مؤثر على الصحة العضوية :

" إذا كانت الإصابة في أجهزة الحس فإن المريضة قد تُضرب ضرباً مبرحاً خلال هذه المدة فلا تحس بالضرب أبداً لأن مركز الإحساس في الدماغ صار معطلاً " عطلاً مؤقتاً " فلا يستجيب للنبضات العصبية الواردة إليه من الأعصاب الطرفية في الأعضاء التي يقع عليها الضرب 0 وبعد فترة ينتهي هذا العطل ويعود الإحساس 0
هذه الحالة مشاهدة في الإسعاف بكثرة وهناك أدوية لعلاجها تساعد على عودة الوظائف الجسدية إلى عملها في وقت قصير 0
كثيراً ما ينسب الرقاة هذه الحالة إلى المس ويسترسلون في ضرب المريض " أو المريضة " وإيقاع أنواع كثيرة من الإيذاءات الجسدية به " كالخنق والحرق والكهرباء " وقد يفيق المريض بعدها ولا يشعر بشيء من ذلك " للسبب المشروح آنفاً " فيجزم هؤلاء أن المريض ممسوس وأن المس قد زال وانتهى بينما في الواقع ليس الأمر كذلك بدليل أن الحالة تعاود الشخص متى عادت عليه الظروف النفسية المسببة للحالة 0
هذه الحالة موجودة في المجتمع بكثرة وتزداد مع زيادة الخلافات الأسرية ويتطلب علاجها فهماً من المريض وأهله وتعاوناً وإرشاداً علاجياً يقوم به المعالج لتوجيه المريض بالطريقة المناسبة للتعبير عن المشاعر والدوافع النفسية وطريقة تحملها والتعامل معها بالصورة المقبولة " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 92 ، 93 ) 0

1)- أما قول الدكتور : " كثيراً ما ينسب الرقاة هذه الحالة إلى المس ويسترسلون في ضرب المريض " أو المريضة " وإيقاع أنواع كثيرة من الإيذاءات الجسدية به " كالخنق والحرق والكهرباء " وقد يفيق المريض بعدها ولا يشعر بشيء من ذلك " للسبب المشروح آنفاً " فيجزم هؤلاء أن المريض ممسوس وأن المس قد زال وانتهى بينما في الواقع ليس الأمر كذلك بدليل أن الحالة تعاود الشخص متى عادت عليه الظروف النفسية المسببة للحالة " 0

أنا شخصياً لا أتصور مطلقاً أن يقوم العلاج بالرقية الشرعية على استخدام الأساليب والممارسات الجاهلة والمخطرة على صحة وسلامة المرضى ، فالرقية الشرعية علم قائم له قواعد ومرتكزات وأصول عامة قد أُسيئَ فهمه من قبل الآخرين ، وقد يكون ذلك نتيجة التصرفات غير المسؤولة من قبل بعض المعالجين لأسباب عديدة أهمها التكسب وطلب الشهرة والسمعة ونحو ذلك من أمور أخرى ، فالحديث عن بعض الأساليب والوسائل الحسية المتبعة في العلاج ينبغي أن يضبط بكافة الضوابط الطبية التي تكون عوناً في الأخذ بيد المرضى إلى بر الأمان وشفاءهم بإذن الله سبحانه وتعالى ، أما أن تؤدي مثل تلك الاستخدامات إلى خطر على حياة وصحة المرضى فهذا لا ينبغي مطلقاً ، وقد تعرضت إلى هذه المسألة بالتفصيل الدقيق في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( استخدام السبل والوسائل الكفيلة برد ظلم الأرواح الخبيثة ) ، كما تعرضت له في كتابي ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) ، ( المبحث الثامن : تساؤلات الطب العضوي والنفسي حول الرقية الشرعية ) ( التساؤل العاشر : إنكار استخدام الأساليب والوسائل الحسية في العلاج ) ، وأعيد فأوكد على الإخوة المعالجين بالرقية الشرعية من التزام جانب الحيطة والحذر في التعامل مع المرضى وعدم التسبب بأي إيذاء بدني أو نفسي قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً عدم لجوء المعالج إلى استخدام بعض الأساليب والوسائل الحسية في العلاج، إنما لا بد من الحرص على السلامة العامة للمرضى 0

2)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر من الناحية الطبية في تعليله لمرض ( الهستيريا التحويلية ) ، وما نقله عن جزم بعض المعالجين لمثل هذا النوع من الاضطراب النفسي ، بأن الحالة تعاني أصلاً من المس ، ومن ثم اللجوء إلى استخدام أسلوب الضرب واعتقاد أن الحالة شفيت ، ومن ثم تعود الأعراض إلى سابق عهدها 0

إن كان المقصود فعلاً من كلام الدكتور الفاضل تعرض المريض لهذا النوع من أنواع الاضطراب النفسي فما ذكر هو عين الحق ، ولا يجوز مطلقاً أن تبنى أحكام عامة بناء على تصرفات غير مسؤولة لبعض المعالجين ممن يعتقدون أن كل مريض به مس أو سحر أو عين ، وبالتالي استخدام كثير من الوسائل المخطرة على حياة المرضى وهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال ، فالمسألة علم ودراسة وبحث ، أما إن كان المقصود أن كافة الحالات المرضية تعاني من مثل هذا النوع من المرض النفسي أو نحوه من الاضطرابات النفسية الأخرى ، فهذا الكلام مجانب للصواب ، فكما أن هناك علل وأمراض نفسية فهناك كذلك علل وأمراض روحية ، والمسألة المهمة في كل ما ذكر هيّ اتباع أساليب الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية للوصول إلى أصل المعاناة والألم ، وليعلم الدكتور الفاضل أن هناك بعض حالات المرض الروحي التي قد تتعرض لإيذاء الجن والشياطين ويستخدم معها أسلوب الضرب المنضبط فتخرج بإذن الله ثم تعود ثانية ، فهل تقاس كل حالة من حالات المرض بصفة عامة على أساس أنها تعاني من ( الهستيريا التحويلية ) أو ( الاقتران الشيطاني ) ، والجواب بطبيعة الحال لا يمكن ذلك مطلقاً ، فالأساس في ذلك كله هو اتباع الأساليب العلمية الموضوعية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، والله تعالى أعلم 0

3)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر حول موضوع الإيذاءات الجسدية وما تؤدي إليه من تفاقم المشكلات العائلية حيث قال : " هذه الحالة موجودة في المجتمع بكثرة وتزداد مع زيادة الخلافات الأسرية ويتطلب علاجها فهماً من المريض وأهله وتعاوناً وإرشاداً علاجياً يقوم به المعالج لتوجيه المريض بالطريقة المناسبة للتعبير عن المشاعر والدوافع النفسية وطريقة تحملها والتعامل معها بالصورة المقبولة " 0

وهذا الأمر أصبح في الآونة الأخيرة مطلباً ملحاً ، فكم نحن بحاجة إلى التوعية الدينية والعقدية وكذلك التوعية الصحية ، ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتكاتف من قبل الجميع سواء كانوا مرضى وذويهم أو معالجين أو أطباء ، ولا بد من التدخل وبشكل قوي من قبل العلماء وطلبة العلم لإرشاد الناس وتثقيفهم بكافة المتطلبات التي يحتاجونها خاصة ما يتعلق بالرقية والعلاج ، وهذه الحاجة أصبحت ماسة في العصر الحاضر ، وما يدعو لذلك كثير مما يرى على الساحة اليوم من انتشار كثير من الأساليب والممارسات والمؤلفات التي اتسع فيها الخرق على الراقع ، وأصبحت تعتبر عند كثير من الناس شرعاً يتّبع ، فنسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة