عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-04-2005, 08:51 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( أم حمدان ) حول سحب أموال من البنك بالربا فاعلمي يا رعاك الله أن الأدلة النقلية الصريحة من الكتاب والسنة تؤكد على حرمة التعامل بالربا ، والربا يعتبر من أكبر الكبائر ، قال تعالى في محكم كتابه : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ) ( سورة البقرة – الآية 278 ، 279 ) ، وقال تعالى في محكم كتابه : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما قد سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ) ( سورة البقرة – الآية 275 ، 276 ) 0

وقد ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لعن الله أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، وقال : هم سواء ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – المساقاة – برقم 1598 ) 0

وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفه في أكبر جمع للمسلمين وقال : ( ألا وإن ربا الجاهلية موضوع – أي مهدر – فالربا الذي تم عقده قبل الإسلام وضعه النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – الحج – برقم 1218 ) 0

وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( " اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله 0 والسحر 0 وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق 0 وأكل الربا 0 وأكل مال اليتيم 0 والتولي يوم الزحف 0 وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) ( متفق عليه ) 0

وقد ثبت من حديث عبدالله بن حنظلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( درهم رباً يأكله الرجل ، وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، والطبراني – حديث صحيح – صحيح الجامع 3375 ) 0

وقد ثبت من حديث أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الربا سبعون حوباً أيسرها أن ينكح الرجل أمه ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه – حديث صحيح – صحيح الجامع 3541 ) 0

وقد ثبت من حديث سمرة بن جندب – رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه نهراً من دم فيه رجل قائم ، وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة ، فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رماه الرجل الذي على شط النهر بحجر قي فمه فرده حيث كان ، فجعل الرجل الذي في نهر الدم كلما جاء ليخرج رماه الرجل الذي على شط النهر بحجر في فمه فرده حيث كان ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل الذي في نهر الدم فثيل له : هذا آكل الربا ) ( مشكاة المصابيح – كتاب الرؤيا – برقم 4621 ، وصحيح الترغيب والترهيب – كتاب البيوع – برقم 1845 – والحديث صحيح بتخريج الألباني ) 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن مسألة حساب الودائع وحسابات التوفير الذي يعامل بها في البنوك الرسمية ، وما حكمها ؟؟؟

فأجابت : ( لا شك في تحريم أخذ الفوائد وحساب التوفير لعموم الأحاديث في تحريم ربا الفضل والنسيئة 0
ولا شك أن فوائد الأموال المودعة في البنوك حرام ، وهي من ضروب الربا ، لا يجوز أخذها ، ولا الدخول مع البنك عند الاستيداع في اشتراطه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه مسلم عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه - : ( الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل سواء يداً بيد ) 0
ولا يخفى أن العملات الورقية حلت محل الذهب والفضة في الثمنية فصار لها حكمها ، ويجري فيها من ربا الفضل وربا النسيئة ما يجري في الذهب والفضة ) ( فتوى رقم 2725 – باختصار - تاريخ 2 / 12 / 1399 هـ ) 0

يقول العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ( إن الربا من أكبر الكبائر التي حذر الله عنها في كتابه ، وحذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته ، وأجمع المسلمون على تحريمه 0 فما من أحد من علماء المسلمين قال إن الربا حلال ، بل لو أن أحداً من الناس قال إن الربا حلال لكان مكذباً لله عز وجل ) ( حول الأسهم زحكم الربا – ص 8 ) 0

ومن هنا اعلمي يا رعاكِ الله أن الربا محرماً تحريماً قطعياً معلوماً من الدين بالضرورة لدى خاص المسلمين وعامهم ، لما جاء بشأن بيانه وتحريمه والنهي عن أكله والوعيد الشديد لمن أخذه أو أعان عليه بعد علمه بحكمه من الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق ذكره ، وكذلك الإجماع من الأمة المعصومة من أن تجتمع على ضلالة ، أما قولك بأنني استكرهت على هذا الأمر أو أحببت أن أقف مع زوجي فهذا لا يعطيك مسوغاً لفعل ما هو كبيرة من الكبائر ، بل هو من أكبر الكبائر كما سبق ذكره ، وكما هو معلوم لديك : ( فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، أما الآن وقد حصل ما حصل فعليك بكثرة الدعاء والاستغفار والصدقة ، والتوبة النصوح ، وفق الله الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه ، ونسأله أن يباعد بيننا وبين الحرام كما باعد بين المشرق والمغرب 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة