عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-05-2005, 06:46 AM   #19
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الدليل الثاني لنطق الجن على لسان الإنس:


في قصة يوسف عليه السلام، وتحديدا في لحظة الخلوة بها معلوم أن الشيطان كان ثالثهما، وحسب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، فأين كان الشيطان في هذه اللحظات؟ ومع من كان الشيطان إذا كان الله مع يوسف عليه السلام (بالنصرة والتثبيت) ؟ إذا فالشيطان كان مع امرأةالعزيز وليس مع يوسف عليه السلام، وكيف نعرف أن الشيطان كان معها؟ وما دلالة ذلك من النص؟

أقول وبالله التوفيق:

من المعلوم بالنص القرآني أن امرأة العزيز قد بلغت شهوتها الذروة بدلالة قولها ليوسف عليه السلام من قول الله تعالى: (وقالت هيت لك)، ومعلوم لدى المتزوجين ممن يطالع هذه الندوة أن المرأة إذا بلغت ذروتها وانتشت خارت قواها، وانسابت أعصابها، فلا تكاد تتمالك نفسها، هذا الاستسلام من المراة لا يكون منها إلا في حالة استعدادها لقبول الفحل واتمام الممارسة الجنسية، وهذا هو الطبيعي بالنسبة لحال أي امرأة، أي أن هذا هو نفس الحال الذي ينطبق على امرأة العزيز هنا في هذا الموقف.

أما الرجل فعلى العكس من المرأة، فإذا بلغ الذروة من شهوته انتفخت أوداجه، وتتدفق الدم في عروقه، وزادت قوته، وهذا لم ينطبق على يوسف عليه السلام، لأن يوسف عليه السلام لم يصل إلى لحظة الذروة كما يكون من حال الرجل، والشاهد أنه كان في حالة استقرار نفسي وعصبي أنه قال من قوله تعالى: (قال معاذا الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)، فرجل يذكر الله ويستعيذ به محال أن يكون قد بلغ الذروة من شهوته، وهذا شاهد على سلامة نيته وسريرته، وأنه كان مالكا لزمام نفسه تماما.

ثم إن امرأة العزيز همت به جنسيا تبعا لرغبتها في الفاحشة، أما يوسف فتبعا لاستعاذته كان همه الفرار منها لآية من الله جعلته يفر منها، فلم يغتر بكونه نبي معصوم، قال تعالى: (وهمت وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)، والشاهد هنا في لحظة الفرار، قال تعالى: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر)، والسؤال الذي يجب ان يتبادر للذهن هنا، كيف لامرأة في حالة الذروة والنشوة الجنسية خائرة القوى، منسابة الأعصاب، غير متمالكة لنفسها، أن يكون لها القدرة على مسابقة نبي شاب قوي؟ ليس هذا فقط، ولكن كيف وهي في هذه الحال من الانتشاء والمرأة بطبيعتها ضعيفة البنيان أن تمسك بقميص يوسف عليه السلام بشدة وتشق القميص من دبر؟

من المعلوم فزيائيا أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فيوسف عليه السلام يجري في اتجاه، بينما امرأة العزيز تشد قميصه في الاتجاه الآخر، وحسب النظرية الفزيائية أنه يجب ان تتساوى قوة امرأة العزيز مع قوة يوسف عليه السلام لتعطيله عن الجري، بل يجب ان تزيد قوة شدها للقميص عن قوة اندفاع يوسف عليه السلام في الاتجاه المعاكس لكي يتم شق القميص، وإلا لتفلتت يدها من القميص فلم ينشق.

وهذا كله شاهد قوي على أن امرأة العزيز وهي معها الشيطان كانت في حالة قوة جسدية فوق القدرة البشرية للمرأة، وهذا لا يتم إلا في حالة استحواذ الشيطان على جسدها، إذا فالذي كان ينطق على لسانها ويقول ليوسف عليه السلام (هيت لك)، والذي شد قميص يوسف عليه السلام وقده من دبر كان هو الشيطان نفسه حاضرا على جسد امرأة العزيز، لذلك قالت من قوله تعالى: (وما أبرأ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)، وهذا شاهد على حضور الجن على جسد الإنس، وشاهد أيضا على نطق الجن على لسان الإنس.

فمن الملاحظ في هذا الموقف أن يوسف عليه السلام تعرض لسحر شديد قوي، ومكر مكر به الشيطان، هذا لما علم الشيطان برؤيا يوسف عليه السلام، وقد حذره أبوه من قص رؤيته على إخوته خشية كيد الشيطان، قال تعالى: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسن عدو مبين)، فكيف كان سيكون الحال بيوسف لو أنه وقع في المحذور، خاصة وأن زوجها كان لدى الباب عند هذه اللحظة؟ طبعا سيفضح متلبسا بجريمته وبكل تأكيد لن ينصب حاكما على مصر، وبهذا يكون الشيطان قد آذى يوسف بسحره ليصده عن تحقيق الرؤيا، لكن لم يستطيع أن يضره بسحره، فضرر السحر لا يقع إلا بإذن الله تعالى، قال تعالى: (وما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله).

ومما أحب إضافته وليس له دليل شرعي، أن الجن الموكل بالأسحار المتعلقة بالأمور الجنسية كالاغتصاب والاعتداءات الجنسية وهتك العرض، يتشكل على صورة (غوريلا)، وأنت تعلم مدى شدة قوة الغوريلا وانها تفوق قوة البشر، وهذا أمر أعتقد يعلمه جميع المعالجين وكثير من المرضى في بعض الحالات وليس كلها.


يتبع في وقت لاحق بمشيئة الله تعالى باقي الأدلة على نطق الجن، وحضوره على الجسد، وعلى الكشف البصري أيضا من الكتاب والسنة المطهرة.




أدعوا لي الله أن يوفقني في توضيح الدليل وأن يلهمني الصواب والرشد هذا

وفقكم الله تعالى أجمعين


.


التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 08-05-2005 الساعة 07:53 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة