عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-05-2005, 04:32 PM   #12
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الملاحظة الخامسة:

خامساً :


تقول فضيلتكم حفظك الله ورعاك:

(قلت وبالله التوفيق : لم ننكر المسميات التي ذكرها الأخ الحبيب ( جند الله ) أما الشواهد التي ذكرها فأعتقد أنها جانبت الصواب ، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان : هل ذكر مثل هذا القول أحدٌ من أهل العلم ، ولا بد أن نعي وندرك أن مسألة القياس والاستنباط والاجتهاد لها شروط وقواعد وأحكام لا تنطبق علينا البتة ، فلا بد من معرفة تامة في التنفسير وعلم الحديث واللغة العربية والناسخ والمنسوخ ، أما نحن فنسأل الله السلامة والمعافاة ، وأتحدث عن نفسي فلا نملك من العلم إلا أدناه ، والله تعالى أعلم 0

والأصل أن ما ذكره الأخ الحبيب هو عين الحق أما التأويلات الخاصة بالقرين والاجتهادات والاستنباطات فلا أعتقد أنها قد وافقت الصواب والله تعالى أعلم 0

هذا من ناحية ، أما من الناحية الأخرى ، فلم يذكر أحد من أهل العلم أن تلك الشواهد التي ساقها الأخ الحبيب ( جند الله ) هيَّ شاهد على نطق الجني على لسان الإنسي ، بل الأصل أنه لا يوجد دليل واحد لا في الكتاب ولا في السنة يؤكد ذلك ، إنما هيَّ أقوال لأهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله - وجمع من المتأخرين من علماء الأمة ، وكذلك ما أثبتته التجربة بواقع لا يمكن أن نتجاهله بأي حال من الأحوال ، وهذا يكفي على أن نأتي بشواهد لم تذكر من قبل أهل العلم ، والله تعالى أعلم )0




قد أكون لم أشرح النصوص التي أستشهد بها على نطق الجني على لسان الإنس بصورة كاملة فوصلت ناقصة مشوهة، ولم أبين معطيات هذا التأويل، على أي حال لست بهذا ارفع من شأني فوق علماء الأمة، أو أزعم أني من أهل الاجتهاد، ولا أزكي نفسي على الله، ولكن هناك فرق بين أنني أجتهد في الوصول إلى دليل، قد أصيب وأخطئ، ثم يرفع الأمر لأهل الذكر من الأئمة المجتهدين ليفصلوا في قولي، وبين أنني أجتهد في التأويل ذاته، وفق شروط وضوابط معينة، فهذا أمر آخر، وقد عرضت المسألة على أحد كبار أساتذة قسم الحديث بأصول الدين والدعوة فاجاز الدليل، ولا زلت بصدد عرض الدليل عسى أن أصل إلى قول فصل جامع في هذا الدليل، إذا أنا لم أتجاوز القنطرة في حدود ما هو متاح أمامي من أبواب شرعية.

وأضيف أن كلام العلماء ليس مصدرا تشريعيا يحتج به ما لم يقم له دليل، إنما يحتج بتأويل العلماء لرجوعهم إلى نص شرعي ثابت، إذا لا بد في قول العالم من الرجوع إلى نص من الكتاب أو السنة، ثم يأتي الإجماع على هذا التأويل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)، والضلالة هي كل ما جاء من خارج مصدري التشريع الكتاب والسنة.

فهناك وأنت تعلم تمام العلم من قال من العلماء بفناء النار ورد عليهم العلماء في ذلك، إذا فلا عصمة للعلماء من الوقوع في خطأ التأويل، فكيف نأخذ من العلماء قولا لم يرد فيه نص صريح؟ إلا إذا أجزنا التجربة والخبرة كوسيلة لإثبات أمر غيبي لم يرد بخصوصه نص شرعي صريح، وإجازة الخبرة والتجربة بحاجة إلى دليل يجوز الاعتبار بها حجة، فهل هناك دليل شرعي يجيز اعتماد التجربة في أمر غيبي حتى أصدق ما تراه عيني وتسمعه أذني من غيبيات لم يرد فيها نص شرعي؟ فربط كلام المريض بالجن، هو ربط أمر حسي بأمر غيبي، فكيف نقيم الحجة على الأطباء النفسيين في هذا الموضوع بدون مسوغ شرعي يجيز اعتبار التجربة دليلا يحتج به؟.

فابن تيمية كان يضرب المصروع بالعصى، والإمام أحمد أرسل نعله لتضرب به امرأة مصروعة، ولم يكن لهما دليل شرعي يجوز لهما هذا الفعل، وكان هذا اجتهادا خاطئا منهما، والشاهد أن المرأة التي أرسل لها الإمام أحمد نعلها ليصفع به الشيطان، قد عاود الشيطان الظهور بعد موت الإمام، إذا فنعل الإمام لم يكن علاجا ناجعا، ولو أن أحدا ضرب اليوم بالعصى أو بالنعل فأنت تعلم تمام العلم ماذا سيكون مصيره (السجن)، وإن ماتت المريضة فمصيره الشنق بإذن الله تعالى.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب بيده الشريفة على الصدر تارة، وعلى الظهر تارة اخرى، فهناك فارق بين الضرب والجلد، فالضرب يكون باليد، بينما الجلد يكون بشيء ممسوك في يد الضارب كسوط، أو سيف، أو نعل، أو عصى، لذلك يسمى ضارب السيف جلادا، وراجع معاجم اللغة لتتاكد من هذا الفارق، إذا هل أصاب الشيخين في ـاويل النص أم لا؟



يتبع في وقت لاحق بإذن الله تعالى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة