عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-05-2005, 08:37 PM   #5
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ الحبيب ( جند الله ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

قرأت ما كتبته بتمعن شديد ، وأحببت أن أقف بعض الوقفات مع ما ذكر تحت هذا العنوان :

أولاً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( فالعلوم الجنية وأسرار الجن المكتشفة في ازدياد كل يوم ، وأساليب السحرة والشبهات تثور كل يوم ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا أحبذ مثل هذا المسمى ، حيث أن الحديث يتعلق بعالم غيبي عن الإنسان ، ومصادر التشريع هيَّ التي وضعت بين أيدينا كل ما نحتاجه عن هذا العالم ، لذا الأولى أن نسمي هذا العلم ( بعلم الرقى والأمراض الروحية ) ، وحيث أننا نبحث في هذا العلم فالمقصود هو التأثيرات التي تنجم عن عالم الجن والشياطين وتؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على عالم الإنس ، ودراسة ذلك وعمل الأبحاث اللازمة هو مطلب ملح ، وأمانة في عنف المعالجين والباحثين المتخصصين في هذا العلم ، والله تعالى أعلم 0

ثانياً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - :
( الكشف البصري clairvoyance ) 0
( الكشف السمعي clairaudience) 0
( الكشف الحسي clairsentience) 0
فيرى المريض أو يسمع أو يحس بأشياء لا يمكن للإنسان في الحالة العادية ان يحدث منه هذا، فهو أمر فائق على قدرات البشر ) 0

قلت وبالله التوفيق : تلك مسميات تعتمد على خبرة المعالج ، ولا يجوز الاعتراض عليها ، كما أنها قد تختلف من معالج لآخر كما هو الحال في مسميات وأنواع السحر ، وكذلك العين ، وهيَّ ما تمثل الواقع العملي لكثير من الحالات المرضية التي تعاني من الأمراض الروحية ، والله تعالى أعلم 0

ثالثاً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( وهذا لا يتم إلا في حالة استحواذ الجن على مخ الإنسان، وهناك فارق كبير بين العقل والمخ ، فالعقل هو المسؤول عن عملية التفكير واتخاذ القرار، أما المخ فهو أحد أجهزة الجسم التي تشرف على عمليات الجسم كله الحسية والحركية وغير ذلك، وكما سبق وشرحت فهناك قرين لجسم الإنسان خلاف الشيطان المقترن به ، فأجهزة المخ الداخلية لها قرين جني ، أو مثيل جني ) 0

قلت وبالله التوفيق : بارك الله فيكَ على هذه الملاحظة الجيدة والجديرة بالفهم الصحيح حيث أن كثير من المعالجين يخلط بين القرين والجني أو الشيطان ، ولذلك تراني متوقف في مسألة ( القرين ) فأثبت ما ثبت عنه في الكتاب والسنة ، ولا أدخل في تفاصيل ما دون ذلك ، والله تعالى أعلم 0

رابعاً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( فهناك قرين لجسم الإنسان خلاف الشيطان المقترن به، فأجهزة المخ الداخلية لها قرين جني، أو مثيل جني، فالعظام مثلا نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء بها، وأخبر بانها تصير أوفر ما كانت لحما، وان هذا اللحم هو طعام اخواننا من الجن، ومن هذا يستنبط أن الجن لا يأكلون العظم نفسه، ولكن يأكلون ما نبت عليه من لحم غير منظور لنا، اي أنه لحم جني، وهذا اللحم الجني مستحيل أن ينبت على عظم إنسي لاختلاف الطبيعتين الإنسية والجنية، ما لم يكون هناك وسيط بينهما، وهذا الوسيط هو قرين مادة العظام. ومن خلال قرين مادة المخ الجنية يتم حدوث اشتراك في وظائف المخ بين قرين المريض أو الشيطان في حالة حضوره على جسد المريض وبين مخ المريض، وبهذه الطريقة يحدث اتصال سمعي وبصري وحسي ) 0

قلت وبالله التوفيق : الأولى عدم الخوض في تلك المسألة من أساسها ، فكلنا يعلم كما أشار أخونا الحبيب ( جند الله ) أن للجن القدرة على التحكم في العقل وتوجيهه وهذا لا يكون إلا بقدر الله الكوني لا الشرعي ، أما الخوض فيما دون ذلك فأعتقد أن ذلك يختص بعالم غيبي لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أقحام أنفسنا في الحديث عنه ، حيث أنه لا يقدم أو يؤخر في مسألة العلاج والاستشفاء ، ويكفينا أن نعلم تلك القدرة للجن والشياطين دون الدخول في التحليل والتفصيل ، والله تعالى أعلم 0

خامساً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( والشاهد على هذا من القرآن الكريم أن السامري بصر بما لم يبصر به بني إسرائيل، فرأى فرس جبريل عليه السلام، والإنسي لا يرى الملائكة، قالت تعالى عن إبليس قوله : ( إني أرى ما لا ترون ) ، هذا لما رأى الملائكة في موقعة بدر، وهذا يؤكد أن الذي كان ينطق على لسان السامري هو قرينه من الجن، وليس السامري الإنسي، وهذا دليل على نطق الجن على لسان الإنس ، وكذلك ابن صائد وهو في شبه الجزيرة العربية رأى عن بعد عرش إبليس على البحر حوله الحيات ، إذا لم يكن ينطق على لسان ابن صائد إلا قرينه من الجن، فهذان نموذجان للكشف البصري ) 0

قلت وبالله التوفيق : لم ننكر المسميات التي ذكرها الأخ الحبيب ( جند الله ) أما الشواهد التي ذكرها فأعتقد أنها جانبت الصواب ، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان : هل ذكر مثل هذا القول أحدٌ من أهل العلم ، ولا بد أن نعي وندرك أن مسألة القياس والاستنباط والاجتهاد لها شروط وقواعد وأحكام لا تنطبق علينا البتة ، فلا بد من معرفة تامة في التنفسير وعلم الحديث واللغة العربية والناسخ والمنسوخ ، أما نحن فنسأل الله السلامة والمعافاة ، وأتحدث عن نفسي فلا نملك من العلم إلا أدناه ، والله تعالى أعلم 0

والأصل أن ما ذكره الأخ الحبيب هو عين الحق أما التأويلات الخاصة بالقرين والاجتهادات والاستنباطات فلا أعتقد أنها قد وافقت الصواب والله تعالى أعلم 0

هذا من ناحية ، أما من الناحية الأخرى ، فلم يذكر أحد من أهل العلم أن تلك الشواهد التي ساقها الأخ الحبيب ( جند الله ) هيَّ شاهد على نطق الجني على لسان الإنسي ، بل الأصل أنه لا يوجد دليل واحد لا في الكتاب ولا في السنة يؤكد ذلك ، إنما هيَّ أقوال لأهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله - وجمع من المتأخرين من علماء الأمة ، وكذلك ما أثبتته التجربة بواقع لا يمكن أن نتجاهله بأي حال من الأحوال ، وهذا يكفي على أن نأتي بشواهد لم تذكر من قبل أهل العلم ، والله تعالى أعلم 0

سادساً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( إذا هناك شرط هام جدا وهو حضور الجني على مخ المريض، سواء حضورا جزئيا أي على المخ فقط، أو حضورا كليا خارجيا أو داخليا على الجسد كله، المهم هو الاشتراك مع المخ في وظائفه، وهناك طريقة أخرى وهي أكثر تعقيدا ويقوم بها الشيطان عن طريق قرين المريض، فيحضر الشيطان القرين على الجسد، ثم يتكلم فيسمع المريض كلام الجني داخل رأسه وجسده، ويسمع بكاؤه أو ضحكه ولهجته الساخرة، على أي حال هذا النوع من التواصل لا يعلمه إلا خاصة المعالجين والسحرة، ولا يقوم به الجني إلا مع من يعي مثل هذا النوع من طرق التواصل ) 0

قلت وبالله التوفيق : نعم كلنا يعلم أن الشيطان يدخل بدن الإنسي وقد يتحدث على لسانه وهذا مما لا شك فيه ، ويكفينا أن نقف عند هذا الحد دون الدخول في الكيفية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وحده ، أما الحديث عن القرين فلا زلت أقول بأن التوقف في المسألة أولى واتقى وأورع للمريض والمعالج ، حيث أن الموضوع برمته لن يقدم أو يؤخر في مسألة العلاج ، والله تعالى أعلم 0

سابعاً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( لأن هناك معالجين لا يفرقون بين هذا النوع من التواصل وبين الوسوسة، وإن كان يعد نوعا متقدما من الوسوسة ) 0

قلت وبالله التوفيق : نحن لا نتحدث بالعموم عن جهلة المعالجين ، بل نقصد منهم أصحاب العلم الشرعي الحاذقين المتمرسين الذين أخذوا هذا العلم بأصوله وقواعده وأحكامه ، وهؤلاء حتماً لا بد أن يفرقوا بين الوسوسة والاقتران ، من حيث دراستهم للحالة المرضية دراسة تاريخية مستوفية للوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، أما جهلة المعالجين فإننا لا نعنيهم مطلقاً 0

ثامناً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : (حيث يتم هذا الكشف عن طريق القرين الذي أنهكه الدعاء والقرآن ، فتدفعه الشياطين إلى ذلك، أو أن القرآن عمل حجابا بين القرين والشياطين، وهذا هو الأرجح، فضعف القرين فحضر على مخه فرأى وسمع وتم التواصل السمعي والبصري ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا زال الحديث يدور حول مسألة القرين والتي أرى أن التوقف فيها أسلم وأتقى وأورع ، وقد يتبادر سؤال للقارئ الكريم : هل هناك دليل واحد على أن القرين يتأثر بالقرآن والذكر والدعاء ، كافة الأدلة تؤكد أن كل ذلك يؤثر على شياطين الجن ، أما القرين فلم أقف على دليل واحد يؤكد هذا الأمر ، ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل ، والله تعالى أعلم 0

تاسعاً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( وتمكنت بخاصية الكشف البصري من استرجاع الذهب المفقود والتعرف على مكانه ) 0

قلت وبالله التوفيق : أرجو من أخي الكريم إيضاح هذه المسألة ، وكيف أنها استطاعت بخاصية الكشف البصري من استرجاع الذهب المفقود والتعرف على مكانه ؟؟؟

عاشراً : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( بل أخذوا أيضا مصحفا، وصنعوا عليه سحرا لهذه الأسرة ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا أعلم حسب علمي المتواضع أن الجن والشياطين يستطيعون التوصل إلى مثل هذا الأمر ، أيعقل أن يصلوا إلى ذلك ، وأن يعقدوا سحراً على كتاب الله عز وجل ، وهو الذي نحاربهم به ، ونستطيع النيل منهم بإذن الله عز وجل وكتابه الحكيم ، والله تعالى أعلم 0

حادي عشر : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( ومن فوائد الكشف البصري أنه يكشف للمعالج عن أحوال ومتغيرات الجن على الجسد، ولكن بشرط أن يكون له من الخبرة ما يميز به التصويرات الخداعية، وحتما ولا بد سيقع في مثل هذه الخدع كثيرا، فهي تحدث بين الجن أنفسهم، حتى أن (الجن المسلمين الصالحين) يقومون بهذا التخييل لتضليل الشياطين وخداعهم، والخداع في الحرب له أصل في الشريعة ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا زلنا في الحديث عن ( الكشف البصري ) والذي تبين من سياق ما ذكر آنفاً وما سوف يذكر لاحقاً ونصه : " المهم هنا في هذا الموضوع أن خاصية الكشف البصري هذه يستخدمها السحرة شر استخدام، فهناك ما يسمون (قلب الحائط) فيجلس الساحر على كرسيه، وينشق الجدار ويرى ما يحدث خلفه، وطبعا الموجود على الناحية الأخرى لا يعلم أن هناك من ينظر إليه من خلف الجدار، وعلى هذا فالكشف البصري له استخداماته في التجسس والتصنت بين الدول، ويستخدمه رجال الأعمال والمجرمين بل ورجال الشرطة في تتبع المجرمين، وله استخدامات عسكرية معروفة عن الروس وامريكا، وكذلك في الأبحاث الضائية، ويستخدم أيضا في الكشف على الكنوز والخبايا، ومنه فتح المندل، طبعا هذا النوع من التواصل كما نرى له خطورته على أسرار الناس وخصوصياتهم، شيء مزعج ومؤرق أن يدخل الإنسان الحمام أو يتجرد من ثيابه، أو يبيت مع زوجته وهو يعلم أن هناك من يراه عن بعد ويتابعه، لذلك يجب عند عقد الجلسات أن يحصن المعالج المكان ضد أسحار (التجسس والتصنت) وإلا صار مكشوفا لسحرة الإنس والجن معا، وبالتالي ستخفق الجلسة ولن تجني ثمارها، بل يجب تكرار عملية التحصين عدة مرات وليس مرة واحة ضد أسحار التجسس " 0

كل هذا يؤكد بأن السحرة يلجأؤن لمثل هذا الأسلوب في تعاملهم ، وهذا يؤكد لنا على حقيقة في غاية الأهمية حيث تبين معنا من خلال ضوابط الاستخدامات الحسية أنه لا يجوز الأخذ بأمر فيه مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذون ، والله تعالى أعلم 0

ثاني عشر : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( وهذا يسمى " سحر التصوير " وليس " سحر التخييل " كما هو دارج ) 0

قلت وبالله التوفيق : كل ذلك مسميات لا يقدح في المعالج لا من قريب ولا من بعيد ، فالهدف والقصد بيان تلكَ الأنواع وتأثيراتها على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم 0

ثالث عشر : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( فالمعلومات الواردة عن طريق الكشف البصري يغلب عليها الظن ، ولا يصح بحال أخذها بمحمل الجزم واليقين، وإن حملناها على محمل الظن، فسوء الظن من حسن الفطن، بغرض أخذ الحيطة والحذر، لا بغرض اثبات الاتهام وقيام البينة ) 0

قلت وبالله التوفيق : إن كان الأمر يتعلق بالكشف البصري عند المريض نفسه ، فقد وفقت بالوصف والرسم أخي الحبيب ( جند الله ) ، أما إن كان القصد من قبل المعالج ، فقد بينت أن ذلك يشابه ما يقول به السحرة والمشعوذون وبالتالي فيجب تركه والعزوف عنه ، ويكتفى بالقرآن والسنة ففيهما خير عظيم بإذن الله عز وجل 0

رابع عشر : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( وهناك نوع من الرؤى الرحمانية تكون في أثناء الجلسة إبان إغماض المريض عينيه، قد يكشف الله من خلالها شخصا معينا هو موضع الشك والاتهام، فأجد المريض يصف لي رؤى أجدها حسب خبرتي أنها تقع تحت قائمة الرؤى الرحمانية ولا صلة لها مطلقا بالكشف البصري وخداع الجن، وهذا مجرب كثيرا ويعرفه إخواني المعالجين ذوي الخبرة والاطلاع، صحيح لم أبحث عن دليل شرعي على وجوده، لكنه واقع لا أملك إنكاره أو التكتم عليه ) 0

قلت وبالله التوفيق هذا ما كنت أؤكد عليه في عدة مواضع ، وأذكر الإخوة والأخوات ببعض الوسائل الشرعية في استخراج مادة السحر حيث قلت :

إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) ( سورة النمل – الآية 63 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( 000 بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم 0 ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا 0 وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) 0 قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك 0

وقال - رحمه الله - : ( سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة - يعني قصة السحر - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري - 10 / 228 ) 0

ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :

* الأول : الدعاء : أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا 0

* الثاني : الرؤى والمنامات : كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

قصة واقعية : أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم 0

وهذا ما أكده الأخ الحبيب ( جند الله ) من خلال سياق كلامه 0

خامس عشر : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( إذا أستطيع أن أقول بأن هناك أثناء الجلسة كشوفات بصرية تفضح العائن أو الساحر وغير ذلك، لكن بشرط مقيد لها وهو أنها تتم رغم أنف المعالج، ورغم أنف المريض، باستثناء أنه في بعض الأحيان قد يفر الشيطان من المعالج أثناء الجلسة، أو يرى المريض في منامه شيطانا ما، فيأمر المعاجل المريض بالتركيز في صورة هذا الشيطان ومحاولة تصوره أمامه، فيراه المريض واقفا أمامه، وبالفعل يتم حضور الشيطان للتعامل معه، وهذه الطريقة تفيد جدا في سقوط الجن الطيار على وجه الخصوص 0 طبعا كما هو واضح أن للجن صلة وثيقة بالكشف البصري، خاصة وأنه لا بد وأن يتم من خلالهم، والأمر لا يسلم من تلاعبهم بعين المريض كما سبق وبينت، لذلك فالمعلومات الواردة عن طريق الكشف البصري يغلب عليها الظن، ولا يصح بحال أخذها بمحمل الجزم واليقين، وإن حملناها على محمل الظن، فسوء الظن من حسن الفطن، بغرض أخذ الحيطة والحذر، لا بغرض اثبات اللاتهام وقيام البينة ) 0

قلت وبالله التوفيق : أرجو توضيح الكيفية المشار إليها ، فلا زالت الصورة غير واضحة بالنسبة لي 0

سادس عشر : ذكرتم – وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( أما طلب المعالج من المريض أن يتخيل من الذي فعل السحر او أصابه بالعين، فهذا ولا شك رجم بالغيب، وسبيل من سبل العرافة والكهانة كان موجدا ومتعارف عليه في المعابد الوثنية الفرعونية والبابلية واليونانية، وكان يوجد ما يعرف بالبصارة أو العرافة تغمض عينيها أو تتبع ما شابه ذلك من طقوس يطول سردها، ثم عن طريق شيطانها المقترن بها تسرد ما تراه من معلومات مراد الاطلاع عليها، ولا يزال مثل هذا الإسلوب متبعا بين السحرة فيما يعرف بفتح المندلوقياس الأثر وغير ذلك من سبل استلاع المغيبات ) 0

قلت وبالله التوفيق : هذا ما أكدته من خلال بحثي في الموضوع سابق الذكر بتفصيلاته الكلية والجزئية ، ولا داعي لتكرار ذلك 0

هذا ما تيسر لي من تعقيب على هذا الموضوع ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب الدعاء ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة