عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-07-2009, 06:10 AM   #11
معلومات العضو
( الباحث )
(مراقب عام أقسام الرقية الشرعية)
 
الصورة الرمزية ( الباحث )
 

 

افتراضي

ثم اخوتى الاعزاء ...
حتى ذلك الشيطان الذى يتلاعب باحلامنا .....
والذى قد يوحى لنا انه يهاجم من الداخل .... ارجو الاطلاع على هذا البحث
اعتقد انه فائده على فائده ..... عسى ان ننتهى من مسئله القرين والقرائن داخل ام خارج !!!
فهم الحلم و الرؤيا من منظور علمي بهدي القرآن و السنة
د. زيد قاسم محمد غزاوي
مقدمة:
اختلط على الكثير من الناس الفهم الصحيح لماهية مايرونه في منامهم مما يسمعون و يشاهدون، و من أسباب هذا الاختلاط و التشويش هو اتباع غالبية الناس لأهوائهم و أهواء أناس يدعوا المعرفة و الدين. فنجد في هذا أن الله عز و جل يعظنا في القرآن أن نلجأ اليه و الى علمه في القرآن كما في آية 103 من سورة آل عمران:
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
فاتباع الناس لأهواء أناس يأخذوا معارفهم من اجتهادات و مراجع غير مستندة على القرآن فيه خطورة كبيرة، لأن الاجتهاد من الممكن أن يصيب و يخطأ علما بأن حياة الانسان اغلى و اثمن من أن تضيع في اتباع اهواء من الممكن في غالبية الأحيان أن تكون خاطئة و غير مستنده على أية مرجعية معرفية. أما علم الله في القرآن فهو صحيح بدون أسلوب التجربة و الخطا الذي يضيع الوقت و الجهد.
فالطريقة التي سأتبعها هنا إن شاء الله هو التفكر في القرآن و السنة لمعرفة الحقيقة بشأن ما يراه الانسان في منامه.
ما يراه الانسان في منامه بهدي القرآن و السنة:
يبين لنا المولى في القرآن الكريم كل ما يمكن للإنسان أن يراه في منامه، و يمكن تعلم ذلك من التفكر في الآيتين التاليتين:
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً **الإسراء64
فيمكن الاستنتاج من هذه الآية الكريمة أن من طرق تأثير الشيطان على الانسان أن يجلب عليه بخيله (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ) و من معاني هذا هو توليد الشيطان بالتخيلات للإنسان و يخيل له أمور وهمية و من هذا ما يراه الانسان في منامه من تخيلات بأن يقول و يفعل الانسان أمور معينه في بيئة خيالية – وهمية حوله. يرى في منامه أمور من الشيطان و هذه تسمى بالحلم. ويخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف التالي:
حدّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَ إِسْحَـٰقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ. جَمِيعاً عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (وَاللَّفْظُ لاِبْنِ أَبِي عُمَرَ). حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،. قَالَ: كُنْتُ أَرَىٰ الرُّؤْيَا أُعْرَىٰ مِنْهَا. غَيْرَ أَنِّي لاَ أُزَمَّلُ. حَتَّىٰ لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ. فَذَكَرْتُ ذٰلِكَ لَهُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللّهِ. وَالْحَلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ. فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْماً يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثاً. وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللّهِ مِنْ شَرِّهَا. فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ» (صحيح مسلم)
و قبل الذهاب الى الشيء الآخر الذي يراه الانسان في منامه يجب علينا توضيح كيفية تأثير الشيطان على الانسان و لآن الكثير من الناس عندما يسمع بأن الشيطان هو سبب الأحلام في المنام يخطر له بأنه ملبوس و مرصود و غيرها من التفاهات التي الاسلام منها بريء. فيعلمنا المولى كيفية تأثير الشيطان على كل واحد منا في القرآن كما يلي:
يمكن التعلم من القرآن بأن لكل شخص منا صوت نفس و هو الصوت الذي ينطق به الانسان و له نبرة، لغة، و اسلوب مميز لكل شخص فينا مثل تمايز البصمة من شخص لآخر و هو ذات الصوت الذي يسمعه الانسان في عقله عندما يفكر مع نفسه بهدوء وهذا طبيعي. و يمكننا أيضا التعلم من القرآن بأن لكل إنسان قرين أي شيطان موكل به من لحظة الولادة الى لحظة الوفاة، فالسؤال الآن هو كيف يؤثر على كل إنسان هذا القرين؟
تكمن الأجابة في التفكر في الآيتين التاليتين، الأولى هي قول الحق:
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً **الإسراء64
حيث يبين الحق بأن هذا القرين (أي شيطان الانسان) يستفزه (أي يخدعه بالتدريج) بصوته و بالأفكار المحتواه في هذا الصوت (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ)، وهنا يسأل سائل بأنه يسمع فقط صوت نفسه فأين هو صوت هذا القرين الذي يحاول خداعي بأفكاره؟ يجيبنا الحق على هذا السؤال في القرآن:
{مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ **الناس4
فيبن لنا المولى أن هذا القرين يوسوس لنا (الْوَسْوَاسِ) ولكنه في ذات الوقت خناس أي مستتر و متخفي (الْخَنَّاسِ) اي يحاول أن لا يشعرك بوجودة، فالطريقة الوحيدة لكي يتحدث اليك هذا القرين مثل ما إنسان يتحدث اليك و لايشعرك بوجودة هو أن يقوم بمطابقة صوته من حيث النبرة، السرعة، و اللغات التي تعرفها لصوت نفسك التي تسمعه في عقلك و تسمع أفكار في عقلك و تعتقد بأن نفسك تحدثك بها و لكن في الحقيقة هو قرينك الذي يسمعك هذه الأفكار، و تستطيغ التفريق بين افكار نفسك و قرينك عن طريق تحليل محتوى الفكرة التي خطرت في عقلك فإذا كانت الفكرة فيها سوء (بأن تؤذي نفسك و غيرك)، الفحشاء (تصورات بذيئة)، و القول على الله بما لايعلم الانسان (أي الاساءة لله و للقيم الدينية) فإن جميع هذه الأفكار هي من قرينك (شيطانك) و ليست من نفسك ولكنك لأنك تسمعها بصوت مطابق لصوت نفسك تعتقد بأن نفسك تحدثك بها.
وهذا هو واحد من أمرين يراهما الانسان في منامه، و الشيء الآخر يخبرنا عنه المولى في الآية الكريمة التالية:
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ **يوسف4
فنستطيع أن نتعلم من هذا أن الشيء الثاني الذي يراه الانسان في منامه هو رؤيا من الله مثل الذي رآها يوسف عليه السلام في منامه، فالسؤال الآن هو كيفية التفريق بين الحلم من الشيطان و الرؤيا من الله عز و جل؟
تكمن الاجابة على هذا السؤال في تدبر الآية الكريمة التالية:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ** البقرة168-169
يبين لنا الحق بأن الشيطان يوسوس للإنسان بأفكار السوء (أي ايذاء الانسان لنفسه و لغيره)، الفحشاء (تصورات بذيئة و بعيدة عن طهارة نفس الانسان)، و القول على الله بما لا يعلم الانسان. فنتعلم من هذا بأنه إذا رآى الانسان في منامه الأمور التالية و ما شابهها فهي من الشيطان و ليست رؤيا و رساله من الله:
1. أنه في مكان يبعث له على الرهبة و الخوف (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ)
2. أنه يقوم بأعمال فيها فاحشة (وَالْفَحْشَاء)
3. أنه يرى أشياء فيها اساءة للقيم الدينية (وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
4. أنه يرى أمور غير مفهومة و مشوشة له
5. انه يرى الوحوش المرعبة و المناظر التي تبعث على الرعب
6. أن يعارك أشخاص و يتبادلوا الشتائم و الأمور السيئة
7. أنه يفعل أمور سيئة لا يفعلها في اليقظة
كل ما سبق و ما شابهه هو من قرين الانسان (شيطانه) و هو ذات القرين الذي يؤثر على الانسان في اليقظة عن طريق مطابقة صوته للصوت الذي يفكر به الإنسان من نفسه، و في منام الانسان يري الشيطان هذه الأمور للإنسان. و يعلمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم كيفية التعامل مع هذه الأحلام كما في الحديث التالي:
وحدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ. أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي. إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي». وَقَالَ: «إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يُخْبِرْ أَحَداً بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ» (صحيح مسلم)
فيخبرنا حبيبنا محمد بأن لا يخبر الانسان الآخرين بالأحلام التي يراها في منامه من الشيطان و أهمية هذا تكمن فيما يلي:
1. إذا أخبر الانسان الآخرين بأنه رآى ثعبان و رآى دم و غيرها من الأمور المرعبة فسيعتقد الناس بأن هذا الانسان مجنون و الذي يجلب له التعب و الألم النفسي، و من هنا نرى رحمة حبيبنا محمد في قوله (إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يُخْبِرْ أَحَداً بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ)
2. المفروض على الانسان أن لا يعير وساوس الشيطان اهتماما لآنها موجهة لتشويش الانسان و التسبب بالألم النفسي له فعندما يخبر الانسان الآخرين بهذه الأكاذيب فإن الآخرين سيتذكروا هذه الأكاذيب و تكون مصدر تشويش لهم و له.
3. لأن اخبار الانسان للآخرين بما رآه في المنام يؤدي الى خطورة تصديق الآخرين أفكار و أكاذيب الشيطان.
و في هذا نجد تصوف خاطىء لدى الكثير من الناس في اخبار الآخرين مايرونه من أحلام في المنام و طلبهم لتفسيرها، فالأحلام لا تفسر و ليس فيها رسالة للإنسان و ليس فيها فائدة له و تحليلها يضيع وقت الانسان و الآخرين.
الآن بالنسبة للرؤيا من الله فنستطيع تعلم ماهيتها عن طريق التفكر في الآية رقم 4 من سورة يوسف و التي يخبرنا فيها الله عن رؤيا حدثت ليوسف عليه السلام و من التفكر فيما رآى يوسف عليه السلام نستطيع أن نستنتج بأن مواصفات الرؤيا هي التالي:
1. لا تشعر فيها بالخوف و الرهبة من البيئة التي تكون فيها.
2. يعطي الله فيها صبرا للإنسان الصالح لشيئ سيصيبه في المستقبل مثل وفاة شخص يحبه أو عسر سيصيبه، فيهيء الله الانسان لهذا الأمر.
3. يعطي الله عز و جل فيها صبرا للإنسان الصالح لشيئ أصابه في الماضي مثل رؤية شخص متوفى في الرؤيا يطمئنه على وضعه.
4. يمكن أن يكون فيها تحذير لشيء يفعله الإنسان و يعظه الله و يبين له الصواب و الحق في الرؤيا.
5. يمكن أن يرى الانسان في الرؤيا أناس صالحين يحملوا رسالة معينه له.
فكل ما سبق هو رؤيا من الله عز و جل و هذه الرؤى يمكن تفسيرها لأنها تحمل رسالة الى الانسان و يريد الله عز و جل أن يفهم الانسان الرسالة الموجهه له فيها. و علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم كيفية التعامل مع الرؤى كما في الحديث التالي:
حدّثنا سعيدُ بن الرَّبيع حدَّثنا شعبة عن عبد ربهِ بن سعيد قال: سمعت أَبا سلمة يقول «لقد كنتُ أَرى الرُّؤيا فتُمرضني حتى سمعتُ أبا قَتادةَ يقول: وأَنا كنتُ أَرَى الرُّؤيا تمرضني حتى سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله، فإِذا رأى أحدكم ما يُحبُّ فلا يُحدِّثْ به إِلا من يحبّ. وإِذا رأَى ما يكرَه فلْيَتعوَّذ بالله من شرِّها ومن شرِّ الشيطان، ولْيَتْفِلَ ثلاثاً ولا يُحدِّثْ بها أحداً، فإنها لن تضرَّه» (صحيح البخاري)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة