عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-07-2005, 09:50 AM   #2
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

الحديث:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلاءِ وَالْفَاجِرُ كَالارْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ

الشرح:
قوله: (حدثني أبي) هو فليح بن سليمان.
قوله: (عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي) كذا فيه، وليس هو من أنفسهم وإنما هو من مواليهم واسم جده أسامة وقد ينسب إلى جده، ويقال له أيضا هلال بن أبي ميمونة وهلال بن أبي هلال، وهو مدني تابعي صغير موثق، وفي الرواة هلال بن أبي هلال سلمة الفهري تابعي مدني أيضا يروي عن ابن عمر، وروى عنه أسامة بن زيد الليثي وحده، ووهم من خلطه بهلال بن علي.
وفيهم أيضا هلال بن أبي هلال مذحجي تابعي أيضا يروي عن أبي هريرة، وهلال بن أبي هلال أبو ظلال بصري تابعي أيضا، يأتي ذكره قريبا في " باب فضل من ذهب بصره " وهلال بن أبي هلال شيخ يروي عن أنس أفرده الخطيب في المتفق عن أبي ظلال وقال إنه مجهول، ولست أستبعد أن يكون واحدا.
قوله: (من حيث أتتها الريح كفأتها) بفتح الكاف والفاء والهمز أي أمالتها، ونقل ابن التين أن منهم من رواه بغير همز ثم قال: كأنه سهل الهمز، وهو كما ظن والمعنى أمالتها.
قوله: (فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء) قال عياض: كذا فيه، وصوابه فإذا انقلبت، ثم يكون قوله: تكفأ رجوعا إلى وصف المسلم، وكذا ذكره في التوحيد.
وقال الكرماني: كان المناسب أن يقول فإذا اعتدلت تكفأ بالريح كما يتكفأ المؤمن بالبلاء، لكن الريح أيضا بلاء بالنسبة إلى الخامة، أو لانه لما شبه المؤمن بالخامة أثبت للمشبه به ما هو من خواص المشبه.

قلت: ويحتمل أن يكون جواب " إذا " محذوفا.
والتقدير: استقامت، أي فإذا اعتدلت الريح استقامت الخامة، ويكون قوله بعد ذلك " تكفأ بالبلاء " رجوعا إلى وصف المسلم كما قال عياض، وسياق المصنف في " باب المشيئة والارادة " من كتاب التوحيد يؤيد ما قلت، فإنه أخرجه فيه عن محمد بن سنان عن فليح عاليا بإسناده الذي هنا وقال فيه: " فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء".

(تنبيه) : ذكر المزي في " الاطراف " في ترجمة هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة حديث " مثل المؤمن مثل خامة الزرع خ في الطب عن محمد بن سنان عن فليح وعن إبراهيم بن المنذر عن محمد عن أبيه عنه به " قال أبو القاسم - يعني ابن عساكر - لم أجد حديث محمد بن سنان ولا ذكره أبو مسعود فأشار إلى أن خلفا تفرد بذكره.
قلت: ورواية إبراهيم بن المنذر في كتاب المرضى كما ترى لا في الطب، لكن الامر فيه سهل، وأما رواية محمد بن سنان فقد بينت أين ذكرها البخاري أيضا، فيتعجب من خفاء ذلك على هذين الحافظين الكبيرين ابن عساكر والمزي، ولله الحمد على ما أنعم.
قوله: (والفاجر) في رواية محمد بن سنان " والكافر".
وبهذا يظهر أن المراد بالمنافق في حديث كعب بن مالك نفاق الكفر.
قوله: (صماء) أي صلبة شديدة بلا تجويف.
قوله: (يقصمها) بفتح أوله وبالقاف أي يكسرها، وكأنه مستند الداودي فيما فسر به الانجعاف، لكن لا يلزم من التعبير بما يدل على الكسر أن يكون هو الانقلاع، لان الغرض القدر المشترك بينهما وهو الازالة، والمراد خروج الروح من الجسد.

الحديث:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ
الشرح:
قوله: (عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة) هكذا جرد مالك نسبه، ومنهم من ينسبه إلى جده، ومنهم من ينسب عبد الله إلى جده.
ووقع في رواية الاسماعيلي من طريق ابن القاسم عن مالك " حدثني محمد بن عبد الله، فذكره.
قوله: (أبا الحباب) بضم المهملة وموحدتين مخففا.
قوله: (من يرد الله به خيرا يصب منه) كذا للاكثر بكسر الصاد والفاعل الله، قال أبو عبيد الهروي: معناه يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها.
وقال غيره: معناه يوجه إليه البلاء فيصيبه.
وقال ابن الجوزي: أكثر المحدثين يرويه بكسر الصاد، وسمعت ابن الخشاب يفتح الصاد، وهو أحسن وأليق.
كذا قال، ولو عكس لكان أولى، والله أعلم.
ووجه الطيبي الفتح بأنه أليق بالادب لقوله تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين).
قلت: ويشهد للكسر ما أخرجه أحمد من حيث محمود بن لبيد رفعه " إذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع " ورواته ثقات، إلا أن محمود بن لبيد اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رآه وهو صغير.
وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي وحسنه.
وفي هذه الاحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن، لان الادمي لا ينفك غالبا من ألم يسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر، وأن الامراض والاوجاع والالام - بدنية كانت أو قلبية - تكفر ذنوب من تقع له.
وسيأتي في الباب الذي بعده من حديث ابن مسعود " ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه " وظاهره تعميم جميع الذنوب، لكن الجمهور خصوا ذلك بالصغائر، للحديث الذي تقدم التنبيه عليه في أوائل الصلاة " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن، ما اجتنبت الكبائر " فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على هذا المقيد، ويحتمل أن يكون معنى الاحاديث التي ظاهرها التعميم أن المذكورات صالحة لتكفير الذنوب، فيكفر الله بها ما شاء من الذنوب، ويكون كثرة التكفير وقلته باعتبار شدة المرض وخفته.
ثم المراد بتكفير الذنب ستره أو محو أثره المرتب عليه من استحقاق العقوبة.
وقد استدل به على أن مجرد حصول المرض أو غيره مما ذكر يترتب عليه التكفير المذكور سواء انضم إلى ذلك صبر المصاب أم لا، وأبى ذلك قوم كالقرطبي في " المفهم " فقال: محل ذلك إذا صبر المصاب واحتسب وقال ما أمر الله به في قوله تعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة) الاية، فحينئذ يصل إلى ما وعد الله ورسوله به من ذلك.
وتعقب بأنه لم يأت على دعواه بدليل، وأن في تعبيره بقوله: " بما أمر الله " نظرا إذ لم يقع هنا صيغة أمر.
وأجيب عن هذا بأنه وإن لم يقع التصريح بالامر فسياقه يقتضي الحث عليه والطلب له، ففيه معنى الامر.
وعن الاول بأنه حمل الاحاديث الواردة بالتقييد بالصبر على المطلقة، وهو حمل صحيح، لكن كان يتم له ذلك لو ثبت شيء منها، بل هي إما ضعيفة لا يحتج بها وإما قوية لكنها مقيدة بثواب مخصوص، فاعتبار الصبر فيها إنما هو لحصول ذلك الثواب المخصوص، مثل ما سيأتي فيمن وقع الطاعون ببلد هو فيها فصبر واحتسب فله أجر شهيد، ومثل حديث محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ولده أو ماله ثم صبر على ذلك حتى يبلغ تلك المنزلة " رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات، إلا أن خالدا لم يرو عنه غير ابنه محمد، وأبوه اختلف في اسمه لكن إبهام الصحابي لا يضر.

وحديث سخبرة - بمهملة ثم معجمة ثم موحدة وزن مسلمة - رفعه " من أعطي فشكر، وابتلي فصبر، وظلم فاستغفر، وظلم فغفر، أولئك لهم الامن وهم مهتدون " أخرجه الطبراني بسند حسن، والحديث الاتي قريبا " من ذهب بصره " يدخل في هذا أيضا، هكذا زعم بعض من لقيناه أنه استقرأ الاحاديث الواردة في الصبر فوجدها لا تعدو أحد الامرين، وليس كما قال، بل صح التقييد بالصبر مع إطلاق ما يترتب عليه من الثواب، وذلك فيما أخرجه مسلم من حديث صهيب قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [عجبا لامر المؤمن، إن أمره كله خير] وليس ذلك [لاحد] للمؤمن إن أصابته سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير " وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ " عجبت من قضاء الله للمؤمن، إن أصابه خير حمد وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد وصبر، فالمؤمن يؤجر في كل أمره " الحديث أخرجه أحمد والنسائي.

وممن جاء عنه التصريح - بأن الاجر لا يحصل بمجرد حصول المصيبة، بل إنما يحصل بها التكفير فقط - من السلف الاول أبو عبيدة بن الجراح، فروى أحمد والبخاري في " الادب المفرد " وأصله في النسائي بسند جيد وصححه الحاكم من طريق عياض بن غطيف قال: " دخلنا على أبي عبيدة نعوده من شكوى أصابته فقلنا: كيف بات أبو عبيدة؟ فقالت امرأته نحيفة: لقد بات بأجر.
فقال أبو عبيدة: ما بت بأجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة " وكأن أبا عبيدة لم يسمع الحديث الذي صرح فيه بالاجر لمن أصابته المصيبة، أو سمعه وحمله على التقييد بالصبر، والذي نفاه مطلق حصول الاجر العاري عن الصبر.

وذكر ابن بطال أن بعضهم استدل على حصول الاجر بالمرض بحديث أبي موسى الماضي في الجهاد بلفظ " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما " قال: فقد زاد على التكفير، وأجاب بما حاصله أن الزيادة لهذا إنما هي باعتبار نيته أنه لو كان صحيحا لدام على ذلك العمل الصالح، فتفضل الله عليه بهذه النية بأن يكتب له ثواب ذلك العمل، ولا يلزم من ذلك أن يساويه من لم يكن يعمل في صحته شيئا.

وممن جاء عنه أن المريض يكتب له الاجر بمرضه أبو هريرة، فعند البخاري في " الادب المفرد " بسند صحيح عنه أنه قال " ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى.
لانها تدخل في كل عضو مني، وإن الله يعطي كل عضو قسطه من الاجر " ومثل هذا لا يقوله أبو هريرة برأيه.
وأخرج الطبراني من طريق محمد بن معاذ عن أبيه " عن جده أبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله ما جزاء الحمى؟ قال: تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق " الحديث، والاولى حمل الاثبات والنفي على حالين: فمن كانت له ذنوب مثلا أفاد المرض تمحيصها، ومن لم تكن له ذنوب كتب له بمقدار ذلك.
ولما كان الاغلب من بني آدم وجود الخطايا فيهم أطلق من أطلق أن المرض كفارة فقط، وعلى ذلك تحمل الاحاديث المطلقة، ومن أثبت الاجر به فهو محمول على تحصيل ثواب يعادل الخطيئة، فإذا لم تكن خطيئة توفر لصاحب المرض الثواب، والله أعلم بالصواب.

وقد استبعد ابن عبد السلام في " القواعد " حصول الاجر على نفس المصيبة، وحصر حصول الاجر بسببها في الصبر، وتعقب بما رواه أحمد بسند جيد عن جابر قال: " استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها إلى أهل قباء، فشكوا إليه ذلك فقال: ما شئتم، إن شئتم دعوت الله لكم فكشفها عنكم، وإن شئتم أن تكون لكم طهورا.
قالوا: فدعها " ووجه الدلالة منه أنه لم يؤاخذهم بشكواهم، ووعدهم بأنها طهور لهم.
قلت: والذي يظهر أن المصيبة إذا قارنها الصبر حصل التكفير ورفع الدرجات على ما تقدم تفصيله، وإن لم يحصل الصبر نظر إن لم يحصل من الجزع ما يذم من قول أو فعل فالفضل واسع، ولكن المنزلة منحطة عن منزلة الصابر السابقة، وإن حصل فيكون ذلك سببا لنقص الاجر الموعود به أو التكفير، فقد يستويان، وقد يزيد أحدهما على الاخر، فبقدر ذلك يقضى لاحدهما على الاخر.
ويشير إلى التفصيل المذكور حديث محمود بن لبيد الذي ذكرته قريبا، والله أعلم.

باب شِدَّةِ الْمَرَضِ
الشرح:
قوله (باب شدة المرض) أي وبيان ما فيها من الفضل.
الحديث:
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الاعْمَشِ ح حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ الاعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الشرح:
قوله: (وحدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله) هو ابن المبارك.
قوله: (عن الاعمش) كذا أعاد الاعمش بعد التحويل، ولو وقف في السند الاول عند سفيان وحول ثم قال كلاهما عن الاعمش لكان سائغا، لكن أظنه فعل ذلك لكونه ساقه على لفظ الرواية الثانية وهي رواية شعبة، وقد أخرجها الاسماعيلي من طريق حبان بن موسى عن ابن المبارك بلفظ " ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم " وساقه من رواية أبي بكر بن أبي شيبة عن قبيصة شيخ البخاري فيه بلفظ " ما رأيت أحدا كان أشد عليه الوجع " والباقي سواء، والمراد بالوجع المرض، والعرب تسمي كل وجع مرضا.

الحديث:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الاعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً وَقُلْتُ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً قُلْتُ إِنَّ ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ أَجَلْ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى إِلا حَاتَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ
الشرح:
قوله: (حدثنا محمد بن يوسف) هو الفريابي، وسفيان هو الثوري.
حديث ابن مسعود الاتي في الباب الذي يليه، وقوله في آخره: " إلا حات الله " بحاء مهملة ومد وتشديد المثناة أصله حاتت بمثناتين فأدغمت إحداهما في الاخرى، والمعنى فتت وهي كناية عن إذهاب الخطايا.

باب أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الانْبِيَاءُ ثُمَّ الامْثَلُ فَالامْثَلُ
الشرح:
قوله: (باب أشد الناس بلاء الانبياء، ثم الامثل فالامثل) كذا للاكثر، وللنسفي " الاول فالاول " وجمعهما المستملي، والمراد بالاول الاولية في الفضل، والامثل أفعل من المثالة والجمع أماثل وهم الفضلاء.
وصدر هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه الدارمي والنسائي في " الكبرى " وابن ماجه وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم كلهم من طريق عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الانبياء، ثم الامثل فالامثل، يبتلى الرجل على حسب دينه " الحديث وفيه: " حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة"، أخرجه الحاكم من رواية العلاء بين المسيب عن مصعب أيضا.
وأخرج له شاهدا من حديث أبي سعيد ولفظه " قال: الانبياء، قال: ثم من؟ قال العلماء قال: ثم من؟ قال: الصالحون " الحديث، وليس فيه ما في آخر حديث سعد.
ولعل الاشارة بلفظ " الاول فالاول " إلى ما أخرجه النسائي وصححه الحاكم من حديث فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة قالت: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نعوده، فإذا بسقاء يقطر عليه من شدة الحمى، فقال: إن من أشد الناس بلاء الانبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة