عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-10-2006, 12:19 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

Thumbs up ( && المصطلحات المعاصرة من منظور الاسلام && ) !!!

أخطأ بعض الباحثين المعاديين للاسلام ، عندما توهموا أن الشريعة الإسلامية ترفض استعمال المصطلحات الفكرية المعاصرة من منطلق التمسك بجمود اللغة العربية واقتصار بلاغتها ....!

وقالوا اقبح من ذلك ، في وصفهم ......................ان " التمسك بجمود اللغة يعني الاصرار على الاحتفاظ (ببحيرة الكلمات العربية ) من غير جريان للماء مما يؤدي الى تعلق الشوائب فيها....!!"

إن الشريعة الإسلامية قد بينت ضرورة العلم والفكر بيانا شافيا، ووضحت قيمة العقل ومكانته في الإسلام وأهميته وكونه مناط التكليف، وأمرت الإنسان بعمارة الأرض بالعلم والفكر واستعمال ما فيهما وفق المنهج الرباني .

قال تعالى :

**يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ** (المجادلة: من الآية11)،
**قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ** (الزمر: من الآية9)

وهذا كله يدل على تنمية الشريعة للإبداع والتفكير في حدود السياج الموصل إلى المعرفة الصحيحة .

أما ضرب العقل والفكر في أودية الباطل السحيقة واشتغاله بما لا قبل له به، فهو مما نهت عنه الشريعة، وحذرت منه، إبعاداً للعقل عن الأوهام والخرافات والظنون الكاذبة .

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان وأنزله إلى الأرض ليكون خليفة في إقامة الحق والعدل والعبودية له،. وأنزل له من الدين ما يكون موافقاً لطبيعة ذلك الإنسان وفطرته التي خلقه الله عليها . وأرسل الرسل الكرام للقيام بتذكير الإنسان بحقيقة وجوده وحكمته، وتذكيره بأن الدين الذي أنزله الله تعالى له هو أساس سعادته وفلاحه في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: ** ألا بذكر الله تطمئن القلوب** (الرعد: من الآية28)

والقيام كذلك ، بالانذار له من ترك ما أنزله الله تعالى، وبيان ما يترتب على ذلك من خراب حياته وشقاء نفسه وعذابه في معاده، يقول تعالى: **ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ** (طـه:124) .

هذه الحقيقة الكبرى لها أهمية عظيمة في بناء الإنسان والمجتمع، والتعامل مع كل ما حوله من الأفكار والمناهج والآراء والفلسفات .

وبعض المصطلحات العصرية ، يكتنفها الغموض والضبابية ولها معاني عامة مطلقة ، وهذا الغموض أدى إلى استعمال هذا المصطلح من اتجاهات متعددة لاتتفق فكرياً في كثير من القضايا الاسلامية.

فالاسلام يرفض استخدام هذه المصطلحات ككلمة عائمة لايمكن أن يتحدد من خلالها صورة معينة محددة بحيث يمكن الحكم عليها ، ورفض ايضا استخدامها كمصطلحات عرفية تتداولها الكتب العصرية والنشرات الصحفية دون تحديد دقيق لمعناها .

لان هذه المصطلحات ليست صحيحة بشكل مطلق على كل المعاني التي تحملها بل وتحمل الكثير من الايحاءات الباطلة السلبية وقد تشتمل على معانٍ باطلة مناقضةً للقرآن والسنة .

ومن الامثلة على بعض هذه المصطلحات المعاصرة الحديثة، نتيجة لعملية البحث والتفكير المتعمق ب "معاني التسميات"
والتي أقوم بها هذه الايام .

(الانفتاح الفكري ) :

حيث يدل هذا المصطلح على ايحاءات سلبية لا تتفق ومبادئ الاسلام في تصور الشريعة الاسلامية ، من خلال عدد من المعاني التي يحملها :

*منفتح، راغب في الاستماع لكل مايعرض عليه، وفي تفهمه بروح سمحة ........!!*
*تنوير العقل وجعله منفتحاً للمعرفة معبرا بطلاقة عن أفكاره ومشاعره مهما كانت بكل حرية ودون تقييد ....!!*
*منفتح ومتقبل للحجج والأفكار الجديدة مهما كانت....!!*
*و اذا اعدناه الى مصدره في علم الكلام والذي هو (انفعال) فهو يدل على المطاوعة بشكل كامل...!*
*وكلمة انفتاح تقتضي وجود كلمة انغلاق !!! فهو يعني ( ازالة الانغلاق).*

فهذه المعاني التي يحملها تعريف (الانفتاح الفكري) قد تصل ببعض الطوائف المنحرفة الى الالحاد .

ويرفض الاسلام كل هذه المعاني ، انما ، يقبل بالاستفادة من الحضارات والتطورات الاخرى دون التنازل عن القيم الاسلامية ولا التناقض مع مبادئ الاسلام ، فهناك اذن ضوابط وحدود لهذه الاستفادة.

بمعنى ،،، إذا أريد بالإنفتاح الاطلاع والعلم والمعرفة والابداع والاختراع ، فهذا ماتأمر به الشريعة الاسلامية، وتحث عليه عندما يكون صحيحاً منطويا تحت لوائها.

أما عن مصطلح (الديمقراطية ):

والتي هي كلمة يونانية تعني حكم الشعب ،
فرغم انها تعني من الخارج منع الاستبداد ومشاركة الناس في احترام عقولهم والسير جميعا نحو الافضل . الا ان لها ايضا ايحاءات سلبية تتمثل في أن حكم الشعب والذي يتضمنه معنى الديموقراطية قد لا يكون خالصا....

فقد تؤسس هذه الدول والتي تدعي (الديموقراطية) ، على الجانب الاخر كثيرا من الانظمة ، تمارس من خلالها الضغوط المختلفة عبر وسائل متعددة، مما يدفع الشعب الى قرارات تكون ناتجة عن قوى الضغط هذه ، فتكون الديموقراطية اذن ، خالية جوهريا من القيم الانسانية ومن الحق والعدالة.

وكلمة الديموقراطية ، والتي خدع بها العرب دون ان يفكروا بأطرافها السلبية والتي تحملها ايحاءات معناها واستبدلوا بها الكلمة الاصلية التي نزلت في القرآن وهي (الشورى) والتي تعني التحاور و المناقشة حول موضوع ما ، لان عدة اراء ومناقشات تؤدي حتما الى نتائج افضل من مجرد رأي واحد فالشورى فعلا وسيلة حكم لتطوير الحياة .

وانا دوما اقول ان كلمة الديموقراطية ( تقابل ) معنى الشورى (تقابله أي لا تعنيه ) .
فالتشابه بينهما ليس كالتشابه مثلا بين كلمتي ، (أجل ونعم) كما قد يعتقد البعض.

لان الديموقراطية قد تتخذ شكلا خارجيا فقط وليس جوهريا كما يتضمنه معنى الشورى.


وهكذا ،،،،

فمن رحمة الله تعالى بالإنسان أنه لم يدعه يصنع تصوره الاعتقادي ومنهجه التشريعي بنفسه، لأن الإنسان يعتريه الهوى والجهل، فهو أعجز وأضعف من عمل ذلك .

ولذا ،،،،، كان الدين بعقائده وتشريعاته منحةً إلهية من العليم الخبير لم يسندها إلى الإنسان العاجز، وكفاه مؤونة البحث والفحص في علوم ليس عنده مبادئها، ولا مقدماتها التي يبني عليها قوانينه، ليتوصل إلى حلول يستطيع بواسطتها مواجهة كل ما يجد في الحياة ،

لان هذه العقائد والتشريعات لن يستطيع العقل البشري المحدود صنعها، ولاتعمل فيها حواسه البشرية، ولا يؤدي إليها نظره وليست عنده معلوماتها الأولية .


لكن بعض الناس، لم يشكروا هذه النعمة، وأعادوا الأمر بالاستنتاجات ، وبدأوا البحث بالكلمات، وانطلقوا في رحلتهم في مناطق مجهولة لا يجدون فيها مرشداً وكانوا في ذلك أكثر ضلالاً وأشد تعباً .

قال تعالى :

(ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة