عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-03-2009, 09:10 PM   #7
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

وعن علاقة ( مرض الوهم ) بالامراض الروحية :


هو ما يقع في الذهن من الخاطر ، وتضخيم الواقعة الى عدة اضعاف غير حقيقية ، سواء أكانت الحالة ، من الظن ، اوالتخيل ، او التمثل .

والانسان المصاب بمرض الوهم هو انسان واهم . وينقسم الوهم الى خمسة اقسام :

وهي : وهم التخيل ، وهم التنبؤ ، وهم الاحساس ، وهم المرض ، وهم العظمة . والوهم هو توهم الشيء : ظنه وتمثله وتخيله ، كان في الوجود او لم يكن . يقول الله تعالى{ وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا (28) ** سورة " النجم " .

وصاحب هذا النوع من المرض يعيش معذبا في ليله ونهاره ، ففي نهاره يكثر انتقاده واتهامه بالكذب ، واحساسيسه المغرقة في اطلال الوهم التي توحي له دائما بانه انسان منبوذ ، او ليله الذي لا يخلو من القلق والارق وقلة الراحة ، والمنامات المزعجة والكوابيس والى آخره .

اقسام الوهم .
القسم الاول : فهو " وهم التخيل " ، وهو انه يخيل اليه او شبه له وهو غير صحيح ، وهذا النوع من الوهم يجمع المرض بالوهم ، والتعرض للسحر لان السحر فيه التخيل ، اي تخيله يتحرك وهو لم يتحرك . كما ذكر في قوله تعالى ** قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى (65) قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى (66) ** سورة " طه " ، بينت هذه الآية الكريمة التخيل الذي ينتج عن السحر .

وسنبين الآن التخيل الناتج عن الوهم والذي اسميناه " وهم التخيل " ، فالانسان المريض بهذا النوع من المرض سواء أكان المريض ذكرا ام انثى ، يتخيل دائما ان هناك اشخاصا موجودين حوله ، وان هناك من يمشي وراءه ، وان هناك من يتكلم معه ، وان هناك من يخدمه ، وانه يوحى اليه ، وانه صاحب شأن ، وانه يحكم ملوك الايام السبعة ، وان فلانا يحبه ، وان فلانة تكرهه ، وان فلانة تكيد له بالسحر ، ويتخيل ان فلانا قد نظر له بعين الحسد ، وان فلانا لا يحب له الخير ، وهذا كله من الوهم ، فماذا لو وجد سوء الظن " والوسواس الخناس " مع هذا النوع من الوهم ، وهو نوع من الكوارث الاجتماعية . واما اعراض وهم التخيل فهي : الصداع في الرأس ، التوتر ، المنامات المزعجة والكوابيس ، الشك ، الوسوسة ، اتهام الآخرين بالخيانة ، عدم الثقة بالنفس وبالآخرين .

القسم الثاني : " وهم التنبؤ " ، وهو منحصر على من يرى في نفسه عالما للغيب ، سواء أكان من الفتاحين ، اوالعرافين ، اوالفلكيين ، اوالمشعوذين ، اوضاربي الرمل ، اوقارئي الفناجين ، اوقارئي الكف ، اومن يقرع المندل ، اوكل من ادعى انه يعلم الغيب سواء بعلم الفلك ، اوالحساب وهو الجمع والطرح في الارقام لكشف الغالب والمغلوب سلفا ، او توقع البرج الفلكي او ال****** ، ومن باب التأكيد في هذه الايام المظلمة فلا يوجد علم بالغيب على الارض ظاهري او باطني وكل من يدعي علم الغيب فهو كاذب مخادع مضر بالناس مشرك بالله ، يقول الله تعالى : ** عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا (26) الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27) ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شىء عددا (28) ** سورة " الجن"

القسم الثالث : فهو وهم الاحساس ، ويشكل لدى بعض الناس مفخرة ، ولو عرفوا ما هو لما افتخروا به . ويسمى هذا المرض عند بعض الناس ، الحاسة السادسة ، او قوة الحدث ، او قوة الفراسة ، او الالهام ، او الايحاء . واعراضه احساس الانسان بأن شيئا سيحدث ، او احساس الانسان ان حربا ستقوم ، او احساسه بأن الطفل سيقع ، او احساسه ان فلانا سيأتي ، او احساسه ان هناك حرائق يشعلها البعض ، او الاحساس بأن فلانا سيموت ، او الاحساس ان فلانا عنده مرض خطير ، او احساس فلان بأن تجارته خاسرة ، او احساس فلان بأن له قصور في الهواء ، او احساس فلان بأن هناك ضيقا ، او احساس فلان بان هناك طاقة فرج والى ما شابه ذلك .

وهذه الاحاسيس ان كانت صحيحة او غير صحيحة فهي تسبب للانسان المتاعب والتوتر . وهذا من نزغ وهمز من الشيطان يقول الله تعالى : ** واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم (36) ** سورة " فصلت " .

القسم الرابع : فهو وهم المرض ، وهذا النوع من المرض يصيب الكثير من الناس الذين يتخيلون امراض عضوية ، منها الامراض الخبيثة ، او السكري ، او فقدان المناعة ، او ارتفاع في ضغط الدم ،

اما القسم الخامس : فهو وهم العظمة ، وهذا النوع من المرض مرتبط بتزيين الشيطان لاعمال المفسدين في الارض ، حتى يصل احد المفسدين الى قناعة بأنه لو قال ما يخالف الشرع الاسلامي سيدخل الجنة قبل الملتزمين ،

وهذه المهزلة تصيب الكثير من الناس الذين يدعون الايمان بالله وباليوم الآخر .

وصاحب مرض العظمة على قناعة بانه في الدنيا افضل الموجود ، واعظم المقصود ، ويرى في موته انه عن الدنيا ابرز مفقود ، ويخيل اليه الشيطان ان قبره مضيء ، وعاقبته حسنة ، وهو من المتقين ، ولكن حقيقة هذا المفسد ، ستبين له في اول سكرات موته ، حين يبدأ الحجاب بالانكشاف ، انه في الدنيا ، لا افضل موجود ، ولا اعظم مقصود ، وسيرى في موته انه في الدنيا ، في الدرك الاسفل بمزبلة التاريخ ، وسيعرف ان ونسه في قبره عمله القبيح ، وكبرياءه هو الذي رده اسفل السافلين . يقول الله تعالى : ** واما ان كان من اصحاب اليمين (90) فسلام لك من اصحاب اليمين (91) واما ان كان من المكذبين الضالين (92) فنزل من حميم (93) وتصلية جحيم (94) ان هذا لهو حق اليقين (95) فسبح باسم ربك العظيم (96) ** سورة " الواقعة " ،
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة