إذا عزّ أخوك فهن:
أغار رجل يسمى هزيل بن هبيرة التغلبي على قبيلة بني ضبة فغنم، ثمّ أقبل بالغنائم على أصحابه، فقالوا اقسمها بيننا الساعة، فقال: " إنّي أخاف إن تشاغلتم باقتسامها أن يدرككم القوم فلا تستطيعوا الهرب."
رفض أصحابه هذا الاقتراح، و صمموا على اقتسام الغنيمة غير مقدرين نصحه، فوقف الرجل حائرا: أيقسم بينهم الغنيمة فيتعرض للشر إذا لحقهم بنو ضبة، أم يخالف أصحابه فيتعرض لغضبهم؟، ثم فضّل الإبقاء على صداقة إخوانه، فلان أمام شدتهم، و نزل فقسم بينهم الغنائم و هو يقول: " إذا عزّ أخوك فهن."
أساء سمعا فأساء إجابة:
كان لسهيل بن عمرو ابن مضعوف، فقال له الأخنش بن شريف يوما: أين أَمُّك؟ - يريد: أين تؤم - فظنّه يقول: أين أُمُّك؟ فقال: ذهبت تشتري دقيقا. فقال سهيل: " أساء سمعا فأساء جابة "
أشرى الشرِّ صغارُه:
قدم صياد قرية و معه وعاء مملوء بالعسل، و كلب صيد، فدخل على صاحب دكان و عرض عليه العسل ليشتريه، فقطر من العسل قطرة، فأقبل زنبار عليها، و كان لصاحب الدكان ابن عرس، فوثب ابن عرس على الزنبار فالتهمه، فوثب كلب الصيد على ابن عرس فقتله، فوثب صاحب الدكان على الكلب فضربه بعصاه فقتله.
رأى الصياد ذلك كله، فوثب على الصياد فقتله، و لمّا علم أهل القرية بما حدث لصاحب الدكان اجتمعوا و هجموا على الصياد صاحب الكلب فقتلوه.
و بلغ أهل قرية الصياد ما حدث له و لكلبه، فاجتمعوا و هاجموا أهل قرية صاحب الدكان، و اقتتلوا حتى أفنى بعضهم بعضا. فكان سبب هذا الشر الكبير ذلك الشر الصغير الذي بدأ بنقطة العسل.