إنّ من البيان لسحرا:
وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجال من بني تميم، فيهم عمرو بن الأهتم، و الزبرقان بن بدر، فسأل الرسول عمرو بن الأهتم عن منزلة الزبرقان، فقال عمرو: " إنّه رجل مطاع في قومه، قوي الحجة، سريع البديهة، حام لحماه " فقال الزبرقان غاضبا: " يا رسول الله، إنّه ليعلم مني أكثر من هذا، و لكنه حسدني " فقال عمرو: " أما و الله إنه لقليل المروءة، أحمق الوالد، لئيم الخال "
فعجب الرسول كيف غيّر عمرو رأيه، فقال عمرو: " و الله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، و لقد صدقت في الأخرى "، ثمّ فسّر هذا التناقض الظاهر قائلا: " و لكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، و سخطت فقلت أقبح ما وجدت "
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنّ من البيان لسحرا "