[أبو البراء]

الأخ المكرم ( شاهين ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

من خلال استعراض نقولات أهل العلم يتبين أن الإصابة بداء العين قد يؤثر على عبادة المسلم ، وذلك بقدر الله الكوني لا الشرعي 0

قال تعالى في محكم كتابه : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ) ( البقرة – 109 ) 0

قال ابن كثير يحذر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك الكفار من أهل الكتاب ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 146 ) 0

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله تعالى في هذه الآية : ( فذم اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم 0
وقد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله بعلم نافع أو عمل صالح ، وهو خلق مذموم مطلقا ، وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم ) ( اقتضاء الصراط المستقيم – 1 / 70 ، 71 ) 0

قال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ( سورة الفلق ) 0

( من المعلوم أن الحاسد هو الذي تشتدّ محبته لإزالة نعمة الغير إليه ، ولا يكاد يكون كذلك إلا ولو تمكن من ذلك بالحيل لفعل ، فلذلك أمر الله بالتّعوّذ منه ، وقد دخل في هذه السورة كل شر يتوقّى كمه ديناً ودنيا ، فلذلك لما نزلت هذه السورة فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزولها ، لكونها مع ما يليها – يعني سورة الناس – جامعة في التعوّذ لكل أمر ) ( التفسير الكبير – 32 / 195 ) 0

ومما لا شك فيه أن نعمة الدين من أفضل النعم على الإطلاق ، ولذلك فقد يقع تأثير العين على عبادة العبد ونشاطه في هذا الجانب 0

ولو نظرنا في حديث جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( السلسلة الصحيحة – 774 ) 0

فيتضح أن العين قد تقتل ، فمن باب أولى أن تؤثر على العباداة كما نقل ذلك أثبا أهل العلم كما مر آنفاً ، والله تعالى أعلم 0

ولكن لا بد من الانتباه لمسألة في غاية الأهمية ، حيث لا نريد مطلقاً أن نجعل من الأمراض الروحية ( الصرع ، السحر ، العين ) الشماعة التي نعلق عليها المشاكل التي تواجهنا في الحياة ، ومن هنا كان أهمية الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، والله تعالى أعلم 0

وتقبل تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0