عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-12-2012, 10:43 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

Exclamation ( && حكم الرقية الشرعية بنية الهداية أو الشفاء أو الطرد أو الحرق && ) !!!

الرقية الشرعية بنية الهداية أو الشفاء أو الطرد أو الحرق

موضوع تم نقاشه وأردت توضيحه حسب فهمي القاصر وأتمنى مشاركتكم بالإيضاح لهذه المسألة


الرقية الشرعية بنية الهداية و الشفاء أو الطرد و الحرق

مصطلحات رددها المهتمين بالرقية الشرعية سواء معالجين أو متعالجين وهذا الأمر غير صحيح وهو من التوسع الغير مشروع والذي أنتهجه بعض المعالجين
ولذا سنأتي إلى توضيح هذه الأمور للوقوف على مفهومها
أولاً تعريف الرقية الشرعية فقد عرفها العلماء

المعنى الشرعي للرقية :

الرقية هي العوذة في اللغة أي الملتجأ ( القاموس المحيط - مادة " عوذ " ( 428 ) 0 فالمرقي يلتجئ إلى الرقية لكي يشفى مما أصابه وسواء تلك الرقية كانت مشروعة أو ممنوعة هذا في اللغة
تعريفها

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الرقية : هي العوذة بضم العين أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء ) ( عون المعبود شرح سنن أبي داوود - 10 / 370 )

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) ( مجموع الفتاوى - 1 / 182 ، 328 - 10 / 195 )

قال سعد صادق محمد : ( والرقى في الحقيقة دعاء وتوسل يطلب فيها الله شفاء المريض وذهاب العلة من بدنه ) ( صراع بين الحق والباطل - ص 147 )


ثانياً / تعريف النية

وهي في اللغة : القصد ، وهو عزم القلب على الشيء ، يقال : نواك الله بخير أي : قصدك به .

وفي الشرع : العزم على فعل الشيء تقربا إلى الله تعالى ، ومحلها القلب ، والتلفظ ليس بشرط ، إذ الغرض جعل العبادة لله تعالى ، وذلك حاصل بالنية

إذا كان هذا تعريف النية فإنها تخص أعمال البشر

وإذا نظرنا إلى مفاهيم الهداية ، الحرق ، الطرد نجد أنها لا تنفع بها النية لأنها مفاهيم لا تخص البشر

فالهداية الموكل بها الله عز وجل ** إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ** ** إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ** .

يخبر تعالى أنك يا محمد -وغيرك من باب أولى- لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.

وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى: ** وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ** فتلك هداية البيان والإرشاد، فالرسول يبين الصراط المستقيم، ويرغب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له، وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، فحاشا وكلا


فالهداية لا تطلب بالنية وإنما بالعمل وبالدعاء الخاص بطلب الهداية
ونجد أن الهداية مفهوم شامل نصل إليه بالعبادات وليست عمل يستوجب النية

وإذا كانت الهداية تطلب بالنية لكان الرسول صلى الله عليه وسلم رقى عمه أبو طالب ليهديه للإسلام


كذلك الحرق والطرد يأتي المعالج إلى أقتباس الآيات المذكور فيها الحرق والطرد ويكررها على المصاب بنية أنه يحرق أو يطرد الجني

إذا أتينا إلى شرح بعض الآيات لوجدنا أنها
القول في تأويل قوله تعالى : ** قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) **

يقول تعالى ذكره لإبليس فَاخْرُجْ مِنْهَا ) يعني من الجنة ( فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) يقول: فإنك مرجوم بالقوم، مشتوم ملعون.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) قال: والرجيم: اللعين.
حُدثت عن المحاربيّ، عن جُوَيبر، عن الضحاك بمثله.
...

فهذه الآية يقرأها المعالج بنية الطرد ليخرج بها الجن من جسد الإنس

فهل يعقل هذا والآية التالية بنية الحرق

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (6) ] ** [النساء:53 -55]
قال: ** أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ** يعني بذلك: حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة، ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له؛ لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل.
قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، عن السدي، عن عطاء، عن ابن عباس قوله: ** أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ [عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه] (2) ** الآية، قال ابن عباس: نحن الناس دون الناس، قال الله تعالى: ** فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ** أي: فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل -الذين هم من ذرية إبراهيم-النبوة، وأنزلنا عليهم الكتب، وحكموا فيهم بالسنن (3) -وهي الحكمة-وجعلنا فيهم الملوك، ومع هذا ** فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ ** أي: بهذا الإيتاء وهذا الإنعام ** وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ** أي: كفر به وأعرض عنه، وسعى في صد الناس عنه، وهو منهم ومن جنسهم، أي من بني إسرائيل، فقد اختلفوا عليهم، فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل؟.
وقال مجاهد: ** فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ ** أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم ** وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ** فالكفرة منهم أشد تكذيبا لك، وأبعد عما جئتهم به من الهدى، والحق المبين.
ولهذا قال متوعدا لهم: ** وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ** أي: وكفى بالنار عقوبة لهم على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله.
** إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا (57) ** .



إذا أتينا لتطبيق مفهوم الرقية الشرعية وهى العوذة وتطبيق مفهوم النية وهى القصد على الآيات التي تقرأ بقصد الطرد والحرق لوجدنا عدم التوافق

أولاً / هذه الآيات لم ترد في الرقية الشرعية الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم

ثانياً / ليس لها مدلول الرقية الشرعية

ثالثاً / تفسيرها مخالف تماماً لما يراد به لأجل الرقية

رابعاً / من الذي يقوم بعملية الطرد والحرق ...؟

عندما ينوي المعالج فإنه سيقوم بعمل وعندما يقرأ بنية الحرق أو الطرد فإنه يستعمل الآيات لهذه الخاصية

فهل نية الطرد والحرق من المعالج بواسطة الآية تحرق الجني ..؟

أم أن سراً وضعه الله عز وجل في كل آية تتكلم عن الطرد والحرق ليستعملها المعالج لهذا الغرض ..؟!

أم هى دعاء لله عز وجل يحرق أو يطرد به الجن وليس بالآيات لجوء أو توسل لله عز وجل ..؟!

إذا صح هذا الأمر لأصبح كل راقي سوبرمان يحرق الجن بل ويتعداهم إلى خصومه من الإنس

ليس الأمر بهذه السهولة وليس بإطلاق الخيالات السوبرمانية فنحشر تحت كل مصطلح مناسب ما يدور بخلدنا من بنات الافكار دون رجوع إلى الشرع وأهل العلم


والله عز وجل قال ** كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ ** [سورة ص: 29]
** وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ** [الإسراء: 82]
فالقرآن الكريم ليس للحرق والطرد


والرقية الشرعية ينفع بها الله تعالى للإستشفاء بأقوال وآيات محددة

المقصود بالرقية هى رجاء ودعوة إلى الله أن يشفي

أم سلمى


 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°

التعديل الأخير تم بواسطة أسامي عابرة ; 14-12-2012 الساعة 10:50 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة