عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-11-2008, 05:30 AM   #10
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (10)

الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم...

أما بعد:
فهذا الدرس العاشر أسال الله القبول و أن يلهمنا الصواب و السداد...
قالت عائشة رضي الله عنها:
(فقدمنا المدينة، فاشتكيت بها شهرا....))

عندما وصلت المدينة النبويّة مع منْ وصلت أصابها ما يصيب المؤمن على قدر دينه من البلاء فإن كان في دينه قوةً و صلابةً زِيد في بلائه و هكذا...

و البلاء نوعان منه جسديّ و منه معنويّ فالاول مرض الاعضاء و الثاني يتعلق بالدّين و الاصول الخمسة...

و عندما يجتمع النوعان تُدرك قوة دين أمّنا عائشة رضي الله عنها رغم أنّها دون سنّ الثامنة عشر!!!
و كأنّي بها رضي الله عنها و أرضاها هيّئها الله تعالى لتكون زوجا يتناسب مع شخص النبيّ صلى الله عليه و سلم إذ بأمّي هو و أبي و بماريا و عبد الرحمن ولدي كان يُوعك كما يُوعك الرجلين من أمّته!!!
فكان الطيّب للطيّبة و الصابر للصابرة صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنها...

و لم تشتكِ يوما أو يومان و إنما شهرا كاملاً بحساب الأشهر القمريّة و لا يوجد بين ذه الشهور شهرٌ ناقصٌ و آخر مكتملٌ و انما كلّها كاملة سواء أكانت 29 يوما أو 30...

فعن ابن عمر رضي الله عنه قال (اعتزل النبيّ صلى الله عليه و سلم نساءه شهرا فلمّا مضى تسع و عشرون أتاه جبريل فقال:ان الشهر قد تمّ و قد بررت).

و هي اثنا عشر شهرا في كتاب الله تعالى منها اربعة حرم كما قال تعالى في سورة التوبة (إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها اربعة حرم....)
و أولاها شهر الله المحرّم
ثم صفر,
ربيع الاول
ربيع الآخر.-
جمادي الاولى ،
جمادي الآخرة ,
رجب,
شعبان,
رمضان,
شوال, ذو القعدة,
,ذو الحجة.و عليها و بها حساب أعمار النّاس إذ صلى الله عليه و سلم قال (اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين و قليل من يتجاوز ذلك...) أو كما قال..
و الستين تختلف من الاشهر القمرية الى الميلادية فكل ثلاثين سنة قمرية تعادل واحد و ثلاثين سنة ميلادية تقريبا...

فعندما قدمت المدينة رضي الله عنها كان الله تعالى يعدّها لأمر عظيم يتمنّاه كل مسلم بله كل انسانٍ...
و هذه حكمة الباري حيث سبحانه و تعالى يضع الأمور في مكانها بحكمة بالغة أدرك ذلك الانسان أو لم يدرك...

فكم مِن مرةٍ يظن الانسان أنّ الخير في أمرٍ ما و بعد حينٍ يُدرك أنّ الشرّ كان في ذاك الأمر و لنضرب على ذلك بمثالٍ رعاه قلبي و خطف بصري و سمعي...

رجل لا يتحرك فيه غير لسانه إذ أركانه لا تعرف الحراك فتأملتُ فيه كثيرا و تعجبتُ لأمره فكان عجبا...

كنتُ اشرق عنده مع بزوغ قرص الشمس و اغيب أحيانا معها حتى أيقنت يوما ما أنّه يشرب ما يسكر قليله ثم بعد برهة من الزمن رأيت الدرهم و الدينار يهرولان بين يمينه و شماله إنها مهنة التّسول و بعدها كانت مهنته و ماله سببٌ في ابتعاده عن الله رافع السماء بغير عمد...
يتسوّل ليشرب الخمر ثم يتسوّل ليُنفق بعضاً من ماله على راقصة تتمايل أمام ناظريه...
اليست حكمة الباري سبحانه و تعالى تجلّت في ذا الانسان بل رحمته دثّرته!!!
فلو كانت أركانه صحيحة سليمة لكان أشقى ممّا هو عليه الآن إذ شقي و هي معدومة...
هذا مثال و الأمثلة لا يعدّها غير الله تعالى نسأله بمنّه و كرمه أن يحفظنا حتى الممات و أن يختم لنا بعملٍ صالحٍ يحبّه و يرضاه...

يتبع ان شاء الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة القصواء ; 22-11-2008 الساعة 02:35 PM.
    مشاركة محذوفة