عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-02-2007, 07:01 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( محمود العرود ) ، هو ما قاله الإخوة الأفاضل - وفقهم الله لكل خير - ، فالدال على الخير كفاعله والعكس بالعكس ، ولذلك نسعى من خلال هذا الموقع والمنتدى إلى تأصيل العقيدة النقية الصافية في النفوس ليس ذلك فحسب بل تحري وتتبع أقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً في المسائل والأمور المشكلة دون التخبط والضياع ، وإن كانت لديكم أية استفسارات لأشياء خاصة كتلك فيمكنكم الاتصال بي على الهاتف رقم :

( 00971599653111 )


ولماذا تذهب بعيداً أخي الحبيب ( محمود العرود ) ، فقد كفانا رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤونة في ذلك ، وإيكم بحث محقق حول هذه المسألة تحت عنوان ( طريقة لعلاج الاستحاضة ونزيف الدم ) ذكرتها في كتابي الموسوم ( الفواكه الدواني للطب النبوي والقرآني ) :

عن حمنة بنت جحش - رضي الله عنها - قالت : ( كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم استفتيته فقلت : يا رسول الله إني استحيض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصيام ؟ فقال : أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم 0 قالت : هو أكثر من ذلك 0 قال : فاتخذي ثوبا 0 قالت : هو أكثر من ذلك 0
قال : فتلجمي0 قالت : إنما أثج ثجا0 فقال لها : سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم 0 فقال لها : إنما هذه ركضة من ركضات الشياطين فتحيضين ستة أيام أو سبعة في علم الله الحديث بطوله ) ( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح أبي داوود 267 ، صحيح الترمذي 110 ، صحيح ابن ماجة 510 ) 0


قال المباركفوري : ( قوله " كنت أستحاض حيضة " بفتح الحاء وهو مصدر أستحاض على حد أنبته نباتا ولا يضره الفرق في اصطلاح العلماء بين الحيض والاستحاضة إذ الكلام وارد على أصل اللغة " كبيرة " وفي بعض النسخ كثيرة وكذا في رواية أبي داوود " شديدة " قال القاري :
كثيرة في الكمية شديدة في الكيفية " أستفتيه وأخبره " الواو لمطلق الجمع وإلا كان حقها أن تقول أخبره وأستفتيه" فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش " أم المؤمنين " فما تأمرني " ما استفهامية " فيها " أي في الحيضة يعني في حال وجودها " فقد منعتني الصيام والصلاة " أي على زعمها " أنعت " أي أصف " الكرسف " أي القطن " فإنه " أي الكرسف " يذهب الدم " من الإذهاب أي يمنع خروجه إلى ظاهر الفرج أو معناه فاستعمليه لعل دمك ينقطع " هو أكثر من ذلك " أي الدم أكثر من أن ينقطع بالكرسف " قال فتلجمي " أي شدي اللجام يعني خرقة على هيئة اللجام كالاستثقار " قال فاتخذي ثوبا " أي تحت اللجام ، وقال القاري : أي مطبقا " إنما أثج " بضم وتشديد الجيم " ثجا " من ثج الماء والدم لازم ومتعد أي أنصب أو أصبه ، فعلى الثاني تقدير أثج الدم وعلى الأول إسناد الثج إلى نفسها للمبالغة على معنى أن النفس جعلت كان كلها دم ثجاج وهذا أبلغ في المعنى " سآمرك " السين للتأكيد " بأمرين " أي بحكمين أو صنعين " وإن قويت " أي قدرت " فأنت أعلم " بما تختارينه منهما فاختاري أيهما شئت " فقال إنما هي " أي الثجة أو العلة " ركضة من الشيطان " قال الجزري في النهاية : أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها كما تركض الدابة وتصاب بالرجل أراد الأضرار بها والإيذاء لمعنى أن الشيطان قد وجد بذلك طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأنه ركضة بآلة من ركضاته انتهى " فتحيضي " أي اجعلي نفسك حائضا يقال تحيضت المرأة أي قعدت أيام حيضها من الصلاة والصوم " ستة أيام أو سبعة أيام " قال الخطابي : يشبه أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم على غير وجه التحديد من الستة والسبعة لكن على معنى اعتبار حالها بحال من هي مثلها وفي مثل سنها من نساء أهل بيتها 0 فإن كانت عادة مثلها أن تقعد ستا قعدت ستا وإن سبعا فسبعا وفيه وجه آخر وذلك أنه قد يحتمل أن تكون هذه المرأة قد ثبت لها فيما تقدم أيام ستة أو سبعة إلا أنها قد نسيتها فلا تدري أيتها كانت فأمرها أن تتحرى وتجتهد وتبني أمرها على ما تيقنته من أحد العددين ، ومن ذهب إلى هذا استدل بقوله في علم الله أي فيما علم الله من أمرك ستة أو سبعة انتهى ) ( تحفة الأحوذي - 1 / 335 - 336 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " أما هذه ركضة من ركضات الشيطان " الركضة بفتح الراء وسكون الكاف : ضرب الأرض بالرجل حال العدو كما تركض الدابة وتصاب بالرجل ، أراد بها الإضرار والأذى ، يعني أن الشيطان قد وجد به طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأنه ركضة نالتها من ركضاته 0 قاله الخطابي ) ( عون المعبود – 1 / 326 ، 327 ) 0

قال الشبلي : ( وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم فإذا ركض ذلك العرق وهو جار سال منه الدم وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك باب النزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم ) ( آكام المرجان في أحكام الجان - ص 45 ، 46 ) 0

يقول الشيخ عبدالله السدحان : ( فيحاول الشيطان أن يطيل فترة الحيض إما بحجز بعض الدم ثم يسمح بنزوله بعد انتهاء العدة حتى لا تصلي المرأة ولا تقرأ القرآن ! وإما أن يجرح المكان حتى يوهم المرأة فلا تستطيع أن تميز الدم فتتوقف عن الصلاة ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 31 ) 0

قال الأستاذ عبدالعزيز القحطاني : ( وهذه أدلة صريحة من تدخل الشيطان في الاستحاضة التي تصل عدد أيامها في بعض الأحيان إلى سبعين يوماً أو أقل ، ثم لا يكون هناك انتظام لموعد الدورة الشهرية ، فيصبح الحمل أمراً شاقاً ، ومستبعد وقد استفاد من عالج بكلام الله ، ممن اتضح بها مس من الجن ورقيت وخرج منها عادت وحملت حملاً طبيعياً وتوقفت الاستحاضة ) ( طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين - ص 105 ) 0

ويستفاد من حديث حمنة – رضي الله عنها - الأمور التالية :

1)- إن استخدام ( الكرسف ) - القطن- نافع بإذن الله تعالى- لمن تعاني من مرض الاستحاضة ونزيف الدم ، ولا يمنع ذلك الاستخدام من الذهاب للطبيبة المعالجة وإجراء كافة الفحوصات اللازمة ، وفي كلا الأمرين خير وسبب مباح للشفاء بإذن الله تعالى 0

2)- إذا أثبتت كافة الفحوصات سلامة المرأة من الناحية الطبية ، وتبين لدى أهل الدراية والخبرة أن الاستحاضة أو النزيف ناتج عن إيذاء الجن والشياطين ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما هذه ركضة من ركضات الشياطين ) ، وذلك بتلبيس الشيطان عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأنه ركضة بآلة من ركضاته ، أو أن يكون قد ركض ذلك العرق وهو جار فسال منه الدم ، وللشيطان فيه تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها كما مر معنا من شرح النصوص السابقة ، عند ذلك يلجأ للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، ولو تبين أصلا أن المعاناة ناتجة عن مرض عضوي ، فلا يمنع ذلك من اللجوء للرقية الشرعية للاستشفاء والعلاج 0

قال البغوي : ( روي أن عمر بن الخطاب شكا إليه رجل ما تلقى امرأته من إهراقها الدم ، فقال رجل : لو كان يحل لي منها ما يحل لك ، لقطعته ، فقال عمر : بأي شيء ؟ فقال : هو ذا عرق ، فلو كوي ، ذهب ، فبرأت ، فقال عمر : ولا يذهبه غيرها ؟ قال : لا ، قال عمر : ألبسوها ثوبا ، وشقوا عليها الموضع الذي يريد ، وعالجها ) ( شرح السنة - 12 / 152 ) 0

ويستفاد من كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الأمور التالية :

1)- إن الضرورات تبيح المحظورات ( قول عمر ولا يذهبه غيرها ) 0

2)- إن الضرورة تقدر بقدرها ( قول عمر ألبسوها ثوبا وشقوا عليها الموضع ) 0

3)- قد يكون العرق الذي ذكره الإمام البغوي في الأثر وأدى إلى إهراق الدم لدى المرأة ، نفس ما ذكره صاحب آكام المرجان حيث قال : " فإذا ركض الشيطان ذلك العرق وهو جار سال منه الدم ، وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك باب النزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم ، والله تعالى أعلم 0

وحتى تكتمل الصورة فأحب أن أقدم بحثاً في الفلارق بين الحيض والاستحاضة حيث أن كثير من النساء لا يعلمن ذلك ، وهو على النحو التالي :

بعض المريضات ممن تعرضن لمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية كالصرع والسحر والعين والحسد ونتيجة لذلك يعانين من آثار عضوية ظاهرة وذلك بحصول نزيف مستمر للدم ، ولأهمية هذا الموضوع بالنسبة للمرأة المسلمة وتعلقه مباشرة بعبادتها كالصلاة والصوم والحج والعمرة ونحوه ، كان لا بد من التفريق بين أنواع الدماء خاصة هاذين النوعين : دم الحيض والنفاس ، ودم الاستحاضة والنزيف ، وتكمن أهمية هذا الأمر في معرفة أن دم الاستحاضة بالنسبة للمرأة لا يؤثر بشكل قريب أو بعيد على عبادتها وتأديتها لفرائضها المتنوعة ، أما دم الحيض والنفاس فان هذا الأمر يعذرها عن تأدية فرائضها المتنوعة ، ومن هنا فانني أقدم بين يدي هذا الموضوع الفروقات الخاصة بين النوعين كما أوردها الأخ الفاضل " أحمد عبدالعزيز الحمدان " في كتابه " المختصر في فقه العبادات " حيث يقول :-

* تعريف الحيض والاستحاضة والنفاس :

الحيض : دم طبيعة وجبلة يخرج من قعر الرحم يعتاد الأنثى إذا بلغت في أيام معدودة 0

الاستحاضة : سيلان الدم في غير أوقاته من مرض وفساد من عرق في أدنى الرحم يسمى العرق العاذل 0

النفاس : دم يرخيه الرحم للولادة وبعدها إلى أمد معلوم 0

* الفروق بين هذه الدماء :

1)- اللون : دم الحيض والنفاس أحمر يغلب عليه السواد ، ودم الاستحاضة أحمر 0

2)- الكثافة : دم الحيض والنفاس غليظ ، ودم الاستحاضة رقيق 0

3)- الرائحة : دم الحيض والنفاس له رائحة كريهة منتنة ، ودم الاستحاضة لا رائحة له 0

4)- المخرج : دم الحيض والنفاس يخرج من قعر الرحم ، ودم الاستحاضة يخرج من أدنى الرحم من عرق يقال له العاذل 0

5)- وقت خروجه : دم الحيض يخرج في أوقات العادة ، ودم النفاس يخرج للولادة ، ودم الاستحاضة لا وقت له معلوم 0

6)- مدته : دم الحيض أقله يوم وليله وأكثره خمسة عشر يوما ، وغالبه ستة أو سبعة أيام، والنفاس لا حد لأقله وأكثره أربعون يوما، والاستحاضة لا تحد بمدة 0

7)- السن : دم الحيض ترخيه الرحم إذا بلغت الأنثى ، ودم النفاس يخرج بعد الحمل ، والأنثى لا تحمل حتى تبلغ ، ودم الاستحاضة لا يتعلق بسن معينة 0

8)- السبب : دم الحيض والنفاس دم صحة ، ودم الاستحاضة دم علة وفساد ) ( المختصر في فقه العبادات - 21 - 22 ) 0

فواجب المرأة المسلمة التفقه في الدين ، والتفريق بين تلك الدماء بأنواعها الثلاث، خاصة المرأة التي تعرضت للإصابة بتلك الأمراض، وغاية الشيطان وهدفه أن يبعد المرأة المسلمة عن خالقها سبحانه وتعالى ، لكي تكون خاوية الوفاض ضعيفة الإيمان قليلة العزم والجد في العبادة والمثابرة ، والذي دفعني لبحث وتوضيح هذه المسألة أن بعض المسلمات اليوم ممن ابتلين بالإصابة بنوع من الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد وأثرت تلك الأمراض بحصول أعراض النزيف والدم ، تركن العبادة كالصلاة والصوم والحج والعمرة جهلا واعتقادا بأن ذلك الدم دم حيض أو نفاس 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الفرق بين الحائض والمستحاضة في الحكم الشرعي ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( الحيض هو الدم المعتاد الذي يأتي النساء غالبا كل شهر ستة أيام أو سبعة أيام ، وقد يزيد وقد ينقص ، وأقله يوم وليلة ، وأكثره خمسة عشر يوما ، وتعرفه النساء بلونه أو بكثرته أو بآلامه أو بغلظه وكذا بوقته المعتاد ، وهو الذي تترك له الصلاة والصوم ومس المصحف والقراءة والطواف ، ولا يطؤها زوج في الفرج حتى تطهر ، أما الاستحاضة فهي دم عرق يخرج من بعض النساء في غير وقت العادة وتطول مدته ، وتعرفه النساء بخفته وقلته ورائحته وكونه في غير الوقت المعتاد واستمراره ، فعليها أن تجلس أيام عادتها ثم تغتسل وتصلي ، فإن لم تكن لها عادة عملت بالتمييز الصحيح إذا كانت تعرف الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة ، وإلا جلست غالب الحيض من كل شهر أو عادة نسائها ، أما في أيام الاستحاضة فإنها تستنجي وتتحفظ وتتوضأ لكل صلاة وتصلي في الوقت فروض ونوافل ولا توطأ إلا مع خوف الفتن ، والله أعلم ) ( الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية – ص 22 – 23 ) 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( محمود العرود ) ، وأحمد الله أن توجهكم وعغقيدتكم صحيحة أحسبكم كذلك ولا أزكي على الله أحدا 0

ويمكنكم للتوفير أن تتصلوا بي رنة واحدة وأنا سوف أتصل بكم بإذن الله عز وجل ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة