4- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإرسالِهِ إلى الثَّقلينِ:
كان الأنبياءُ من قبله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يُرسَلُ كلُّ نبيٍّ إلى قومِهِ خاصَّة،وأُرسِلَ رسولُنا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- إلى الثَّقلينِ (الجنِّ والإنس)،وهذه من خصائصِهِ التي اختصَّه اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-بها.
قالَ اللهُ–تعالى-لنبينا مُحمَّدٍ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : {قل يا أيها النَّاس إني رسولُ الله إليكم جميعاً** الأعراف: 158. وفي حديث جابرٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-:قال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ من النَّاس– وذكر منها-وكان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يُرسَلُ إلى قومِهِ خاصَّة, وبُعثتُ إلى النَّاس عامَّة). انظر تخريجه في الحديث السابق ’في الخاصية الثالثة. وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-مُبيِّناً أنَّ الرَّسُولَ مُحمَّداً-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-قد أُرسِلَ إلى العالمين،وهم الجِنُّ والإنسُ,فقالَ –تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً**. الفرقان: 1. قالَ الإمامُ القرطبيُّ-رَحِمهُ اللهُ-عن هذه الآيةِ والمراد بالعالمين هنا الإنسُ والجنُّ؛لأن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ --كانَ رَسُولاً إليهما ونذيراً ,وأنَّهُ خاتمُ الأنبياءِ،ولم يكنْ غيرُهُ عامَّ الرِّسالة إلا نوح فإنه عمَّ برسالته جميعَ الإنس بعد الطوفان؛ لأنه بدأ به الخلق).
راجع: الجامع لأحكام القرآن"( 13/2)
يتبع