،،،،،،
بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( أملي ) ، أولا : قولكم - يا رعاكم الله - :
( اقدم نصيحة للمريض الذي لا يستطيع النوم في الليل بان يقرأ سورة الملك عند الاستلقاء في الفراش وهو مغمض العينين وان يقرأها في نفسه اي لا يحرك لسانه )
قلت وبالله التوفيق :
أولاً : هذه ليست قراءة بارك الله قيكم فالقراءة لا بد أن تكون بتحريك الشقاه على أقل تقدير أما دون ذلك فهذه لا تعتبر قراءة
سئل الشيخ محمد صالح المنجد - حقظه الله - وفك الله أسره : هل عندما نريد أن نقول واحداً من الأذكار يجب أن نحرك الفم ؟ مثلا : عندما نريد دخول الحمام ونذكر الأذكار ، هل نحرك الفم أم نكتفي بالقول في العقل ؟ وكذلك عند النوم وأذكار الصباح ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله
أولاً :
ذِكر الله تعالى من أشرف أعمال المسلم ، ولا يقتصر الذِّكر على اللسان ، بل يكون الذِّكر بالقلب واللسان والجوارح .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله :
وإذا أطلق ذكر الله : شمل كل ما يقرِّب العبدَ إلى الله من عقيدة ، أو فكر ، أو عمل قلبي ، أو عمل بدني ، أو ثناء على الله ، أو تعلم علم نافع وتعليمه ، ونحو ذلك ، فكله ذكر لله تعالى .
" الرياض النضرة " ( ص 245 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
وذكر الله يكون بالقلب ، وباللسان ، وبالجوارح ، فالأصل : ذِكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم ، فالمدار على ذكر القلب ؛ لقوله تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) الكهف/ 28 ؛ وذكر الله باللسان أو بالجوارح بدون ذكر القلب قاصر جدّاً ، كجسد بلا روح .
وصفة الذِّكر بالقلب : التفكر في آيات الله ، ومحبته ، وتعظيمه ، والإنابة إليه ، والخوف منه ، والتوكل عليه ، وما إلى ذلك من أعمال القلوب .
وأما ذكر الله باللسان : فهو النطق بكل قول يقرب إلى الله ؛ وأعلاه قول : " لا إله إلا الله " .
وأما ذكر الله بالجوارح : فبكل فعل يقرب إلى الله كالقيام في الصلاة ، والركوع ، والسجود ، والجهاد ، والزكاة ، كلها ذكر لله ؛ لأنك عندما تفعلها تكون طائعاً لله ؛ وحينئذٍ تكون ذاكراً لله بهذا الفعل ؛ ولهذا قال الله تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) العنكبوت/45 ؛ قال بعض العلماء : أي : لما تضمنته من ذكر الله أكبر ؛ وهذا أحد القولين في هذه الآية .
" تفسير سورة البقرة " ( 2 / 167 ، 168 ) .
ثانياً :
والأذكار التي تقال باللسان كقراءة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل ، وأذكار الصباح والمساء والنوم ودخول الخلاء . . . وغيرها لا بد فيها من تحريك اللسان ، ولا يعد الإنسان قد قالها إلا إذا حرك بها لسانه .
نقل ابن رشد في "البيان والتحصيل" (1/490) عن الإمام مالك رحمه الله أنه سئل عن الذي يقرأ في الصلاة ، لا يُسْمِعُ أحداً ولا نفسَه ، ولا يحرك به لساناً . فقال :
" ليست هذه قراءة ، وإنما القراءة ما حرك له اللسان " انتهى .
وقال الكاساني في "بدائع الصنائع" (4/118) :
" القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف ، ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته . وكذا لو حلف لا يقرأ سورة من القرآن فنظر فيها وفهمها ولم يحرك لسانه لم يحنث " انتهى .
يعني لأنه لم يقرأ ، وإنما نظر فقط .
ويدل على ذلك أيضاً : أن العلماء منعوا الجنب من قراءة القرآن باللسان ، وأجازوا له أن ينظر في المصحف ، ويقرأ القرآن بالقلب دون حركة اللسان . مما يدل على الفرق بين الأمرين ، وأن عدم تحريك اللسان لا يعد قراءة .
انظر المجموع (2/187- 189) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجب تحريك اللسان بالقرآن في الصلاة ؟ أو يكفي بالقلب ؟
فأجاب :
" القراءة لابد أن تكون باللسان ، فإذا قرأ الإنسان بقلبه في الصلاة فإن ذلك لا يجزئه ، وكذلك أيضاً سائر الأذكار ، لا تجزئ بالقلب ، بل لابد أن يحرك الإنسان بها لسانه وشفتيه ؛ لأنها أقوال ، ولا تتحقق إلا بتحريك اللسان والشفتين " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/156) .
والله أعلم ) 0
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
فتوى رقم ( 70577 )
بتاريخ 3 / 6 : 2005 م
تحتى عنوان : ( هل يشترط في قراءة القرآن والأذكار تحريك اللسان ؟ )
ثانيا : الدين والشرع لا يؤخذ بالتجارب - يا رعاكم الله - بل بالأدلة الثابتة في القرآن الكريم والسنة المظهرة 0
ثالثا : ننصح بمن يعاني من الأرق باتباع سنة المصظفى صلى الله عليه وسلم على النحو التالي :
* أذكار الفزع من النوم :
1 )- عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا فزع أحدكم في النوم فليقل : أعوذ بكلمات الله التامة ، من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون ، فإنها لن تضره )
( السلسلة الصحيحة 264 )
( همزات الشياطين : خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان - لسان العرب - 5/426 ) 0
قال المباركفوري : ( قوله : " إذا فزع " بكسر الزاي أي خاف " في النوم " أي في حال النوم أو عند إرادته " أعوذ بكلمات الله التامة " أي الكاملة الشاملة الفاضلة وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه " وعقابه " : أي عذابه " شر عباده " من الظلم والمعصية ونحوهما " ومن همزات الشياطين " أي نزعاتهم وخطراتهم ووساوسهم وإلقائهم الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب ، وهو تخصيص بعد تعميم " وأن يحضرون " بحذف الياء وإبقـاء الكسرة عليها أي ومن أن يحضروني في أموري كالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك لأنهم إنما يحضرون بسوء " فإنها " أي الهمزات " لن تضره " أي إذا دعا بهذا الدعاء وفيه دليل على أن الفزع إنما هو من الشيطان )( تحفة الأحوذي - 9 / 356 ) 0
2 )- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله إذا تضور من الليل قال : لا إله إلا الله الواحد القهار ، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار )
( السلسلة الصحيحة 2066 )
( تضور : أي تتلوى وتضج وتتقلب ظهرا لبطن - لسان العرب - 4 / 494 ) 0
3 )- عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله : ( من تعار من الليل فقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله " ثم قـال :" اللهم اغفر لي " أو دعا استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته )
( أخرجه لإمام البخاري في صحيحه – كتاب التهجد ( 21 ) – برقم 1154 )
( التعار : بتشديد الراء : أي استيقظ – صحيح ابن ماجة - 2 / 335 ) 0
بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( أملي ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0