عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 01:16 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

* تعقيب فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - :

طالعتنا مجلة الدعوة الصادرة يوم الخميس الموافق 15 صفر سنة 1416 للهجرة في عددها ( 1499 ) بمقالة لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - بعنوان ( لقد أنكرت ما كنت تمارسه وتجرأت على العلماء ) يقول فيها :

الحمد لله وحده - وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم - تسليما كثيرا 0 أما بعد فإن المسلم يقبل ويتقبل ما جاءه عن الرب تعالى وعن رسله عليهم الصلاة والتسليم ، ولو لم يدرك ذلك بعقله وأن جملة ما خلق الله في هذا الكون الأرواح المنفصلة عن الأجساد وقد كثر الكلام فيها من الفلاسفة والمتكلمين وعرفوها بتعريفات متعددة وكان الأولى أن نقول كما أجاب الله تعالى في القرآن الكريم : ( وَيَسْئلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا ) ( سورة الإسراء – الآية 85 ) ، ولا شك أنها مخلوقة محدثة لأن الله تعالى خالق كل شيء وأن من جملة الأرواح الملائكة والجن والشياطين ، يقول شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ولهذا لا تدركهم أبصارنا كما قال تعالى عن إبليس : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) ( سورة الأعراف – الآية 27 ) فهذه الأرواح حية متحركة تصعد وتنزل وتتشكل بأشكال غريبة وتبدو أحيانا لبعض البشر وقد سخر الله الجن لسليمان ( كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وءاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ) ( سورة ص – الآية 37 ، 38 ) ولما توفي استمروا يعملون ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) ( سورة سبأ – الآية 14 ) وقد ذكر في أحاديث البرزخ أن أرواح المؤمنين تنعم وأرواح الكفار تعذب حتى تعاد إلى أجسادها وكل هذا دليل على أن هذه الروح تنفصل عن الجسد ، وأن هذا هو الموت الذي كتب عليها وأما الجن والشياطين والملائكة فلا شك أيضا أنهم يموتون بكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى وحيث أن هذه الروح بهذه الخلقة فإن الله تعالى قد يسلط بعضها على البشر فتلابسه وتغلب على روحه وتتمكن من التغلب على جسده أو تجري في عروقه دون تغلب على روحه ، فالشيطان الرجيم يجري من ابن آدم مجرى الدم ويصل إلى كل جزء وعرق منه وقد يتغلب على قلبه فيملؤه بالأوهام والتخيلات والوساوس المحيرة ولا ينخنس إلا بذكر الله والاستعاذة منه وأما شياطين الجن فقد يسلطهم الله على بعض الأشخاص وذلك هو الجنون والصرع والمس الذي يحصل لبعض الأفراد بحيث أنه يصرع في اليوم مرارا فتراه يقوم ويسقط كما أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : ( لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) والغالب أنه يحصل بتسليط السحرة والكهنة الذين يتقربون إلى الشياطين بما تحب حتى يتملكوا كثيرا من الجن فإذا عمل الساحر العمل الشيطاني سلط بعض من تحت تصرفه على ذلك الفرد فلابسه فيصعب تخليصه إلا بالقراءة والتعويذات والتحصن بذكر الله تعالى ، وقد يتمكن الجني من الإنسي فلا يخرج حتى يقتل ذلك الإنسان وقد يتمكن من بعض الأفراد فيعالج بالضرب والإيلام والتهديد حتى يخرج ويشاهد خروجه من أحد الأصابع بحيث ينغمس في الأرض ثم ينجذب من الجسد ، وكثيرا ما يموت تحت الضرب أو تحت القراءة ويحترق بالأدعية والأوراد التي تشتد عليه حتى يموت ويشاهد أنه يجتمع في جزء من البدن كورم يسير يجرح فيخرج قطعة دم وكل هذا معلوم بالمشاهدة والعيان لا ينكره إلا جاهل أو معاند 0

ويسترسل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين – حفظه الله – في تعقيبه على الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري فيقول :

ولقد عجبت لما نشر في بعض الصحف عن الشيخ علي بن مشرف العمري من إنكاره تلبس الجني بالإنسي رغم أنه بقي أكثر من عشر سنين يعالج المس والصرع ويضيق على الجني الذي يلابس المرأة حتى يخرج بالضرب والخنق والقراءة والتعهد ، ثم فجأة أعلن إنكاره لذلك وتناسى ما كان يحصل على يديه من الوقائع التي لا تنكر 0 ثم جرأته على العلماء الذين أثبتوا هذا التلبس 0 أمثال الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير في التفسير ورميهم بالجهل وعدم الاطلاع على الحقائق ولا شك أن هذا من الانتكاس وإنكار الشيء المحسوس المشاهد بالعيان 0 فحوادث الصرع موجودة بالعشرات أو المئات والقراء المعالجون بالقرآن يشاهدون من ذلك الشيء الكثير حتى أن المصروع متى خرج القارئ سقط على جنبه من الفزع وحتى أن الجان يتكلم على لسان المصروع قبل أن يبدأ القارئ متعوذا منه خائفا من قراءته ، ولا سيما إذا كان القارئ من أهل الورع والعلم والصلاح فلا يتحمل الجان البقاء أمامه بل يكاد أن يحترق من رؤيته قبل قراءته ويعطي العهود ألا يعود إليه ما دام هذا القارئ في الوجود ، وبعد أن يخرج يفيق المصروع وكأنه قد استيقظ من نوم ولا يحس بما حصل له من الضرب أو التهديد ونحوه 0
وبعد ذلك نقول أن على الإنسان التحصن من شر الجن وشياطينهم وذلك بكثرة الأوراد والأدعية المأثورة فإنها تطرد الشياطين وتحفظ المسلم من شرهم ، وهكذا بالاستعاذة من شرهم كما قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة الأعراف – الآية 200 ) وهكذا بالحسنات والأعمال الصالحة وهكذا بإخراج آلات اللهو والأغاني والصور والأفلام الخليعة فإنها تجذب الشياطين التي تألف الأماكن المستقذرة ومتى تحصن المسلم بذلك حماه الله تعالى وحفظه والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم0

* تعقيب الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن السدحان :

طالعتنا مجلة الدعوة الصادرة يوم الخميس الموافق 24 محرم سنة 1416 للهجرة في عددها (1496) بمقالة للشيخ عبدالله السدحان - حفظه الله - ، بعنوان ( حول تلبس الجني بالإنسي 00 والرقية 00 والعين 00 وعلاج السرطان بالقرآن 00 وتلبس الشيطان بالإنسان ) ، يقول فيها :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد 00 قرأت حوارا مع القارئ علي بن مشرف العمري في إحدى الصحف فوجدت فيه جرأة على انتقاص قدرة القرآن الكريم الشفائية للأمراض وتكذيب للعلماء الأفاضل ولا يوجد مسلم يجهل مثل هذا من دينه وقرآنه فضلا عن رجل قارئ مطلع وأستاذ سابق للحديث !! وهذا الموضوع أراني مضطرا أن أعالجه برفق وإن كان هو في ذاته مما ينبغي ألا يعالج إلا بحزم لأن حسن النية لا يكفي وحتى لا تتخذ ذريعة للتقليل من شأن القرآن وعلماء الدين 0

ويقول الشيخ عبدالله السدحان – حفظه الله - :

ولكن فيما قرأت وسمعت من مشايخي - لم أجد واحدا من الناس متقدمهم ومتأخرهم من رمى العلماء بسوء بدءا بالإمام أحمد - رحمه الله - وأصحابه ومرورا بابن تيمية وتلميذه ابن القيم وحتى علماء الأمة وعلى رأسهم فقيهها مفتي المملكة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز أطال الله في عمره من رماهم بالكذب فيما يحكون أو ينقلون أو بالوهم والتخيل فيما يرون ويسمعون ويقولون وأنا واثق كل الثقة أنه لا يستطيع شخص أن يرميهم بالكذب صراحة لسبب واحد وهو أن لعلماء هذه الأمة من يغضب لهم ويقلي شانئيهم ومبغضيهم 0 فما حكاه ابن القيم عن شيخه أنه شاهده يرسل المصروع من يخاطب الروح التي في الجسد ويقول لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا 0

وما صح عن الإمام أحمد في كتاب ( طبقات أصحاب الإمام أحمد ) أنه أرسل نعلي خشب بشراك من خوص إلى الجارية التي فيها مس من الجن وأمره أن يخاطب الجني قائلا له : " أيهما أحب إليك أن تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذا النعل سبعين " فقال المارد : السمع والطاعة لو أمرنا أحمد ألا نقيم في العراق ما أقمنا به إنه اطاع الله ومن أطاع الله أطاعه كل شيء 0 وما وقع لشيخنا سماحة المفتى الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز من إسلام الجني البوذي عام 1407 هـ شعبان والذي كان متلبسا بجسد امرأة 0

ويسترسل الشيخ عبدالله السدحان – حفظه الله – فيقول :

فهذه الحالات وغيرها التي وقعت أحداثها عند أكابر العلماء لا يعترف بها العمري ويعتبرها محض افتراء ! ما معنى هذا الكلام ؟ وليس لهذا إلا تعبير واحد هو الاستخفاف بعلماء الأمة مما يؤدي إلى أمر خطير أقل أحواله طرح أقوالهم ونبذها جانبا وأخذ كلام الغرب المبني على التخمينات حتى لا نرجع إلى العصور الوسطى كما أخبر العمري بهذا وما علم هذا المسكين أن أزهى عصور الإسلام هي العصور الوسطى بينما كانت أوروبا تسبح في ظلام وجهل عظيم !!

يزعم العمري أن من الجهل القول بوجود الجن في الإنسان فهو ينكر دخول الجن إنكارا واضحا بل يتحدى من يثبت له هذا وفسر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم " ( متفق عليه ) بأنه حالة خاصة وحادثة معينة للنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال للصحابيين على رسلكما إنها صفية يقول العمري : إنه يجري فيوسوس في نفسه وليس يركبه كما يتوقع البعض !

والصحيح أن معنى الحديث كما يفهم السلف وفهمه الخلف أن جريان الشيطان في دم الإنسان هو تلبسه فإذا كان يتلبس الإنسان فمن باب أولى أن يوسوس له لا ما فهمه العمري من قصر ذلك على الوسوسة فقط فهو ناقص 0

قال عبدالله ابن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي إن أقواما يقولون إن الجني لا يدخل بدن المصروع فقال يا بني " يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه " ( أنظر مختصر آكام المرجان في أحكام الجان - الشبلي ) وعلق على ذلك ابن تيمية فقال : وهذا الذي قاله أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسانه لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله فهذا رد على مقولة العمري من أئمة ثقات 0

وينتقل الشيخ عبدالله السدحان – حفظه الله – في تعقيبه على الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري لاستعراض بعض النقولات الصحيحة التي تثبت صرع الجن للإنس فيقول :

ولنستعرض بعض الأحاديث الصحيحة لقضية مس الجن للإنسان وتلبسه به :

عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال :" لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :" ابن أبي العاص " قلت نعم يا رسول الله قال " ما جاء بك " فقلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فقال :" ذاك شيطان أدنه " فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال " أخرج عدو الله " ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال :" الحق بعملك " وقال عثمان :" فلعمري ما أحسبه خالطني بعد " ) ( صحيح ابن ماجة 2858 ) ، فيفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أخرج عدو الله " هو دخول الجن الجسد وكذلك قول عثمان " ما أحسبه خالطني بعد " والمخالطة وجوده داخل الجسد فهل يفهم من الحديث غير هذا وهل نشبه عثمان الصحابي الجليل بالحمام – حاشاه عن ذلك – لأن الجن لا تسكن إلا الحمامات كما زعم أو يلزم من قولنا دخول الجن الإنسان إنه كالحمام والقاذورات – استغفر الله – وأن ما اعترى هذا الصحابي من مضايقة الجن والتلبيس فإنه كذب وافتراء على لسان العمري مستدلا بقوله تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ( سورة الرعد – الآية 28 ) فأين منه حديث يعلى بن مرة قال : رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا : لقد خرجت في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة – أي يتلبسه جان – قال : ناويلنيه فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال :" بسم الله أنا عبدالله اخسأ عدو الله " ثم ناولها إياه فقال : " ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل " قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال : " ما فعل صبيك " قالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة 0 واجتزر هذه الغنم فقال : " انزل خذ منها واحدة ورد البقية " ( السلسلة الصحيحة – 1 / 874 ، 877 ) وذكر الحديث بطوله قال الهيثمي رواه أحمد بإسنادين والطبراني بنحوه واحد إسناده أحمد رجاله رجال الصحيح أنظر مجمع الزوائد 419 0

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لما صور الله آدم عليه السلام في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف – أي فتحة فمه وفرجه – عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك " ( السلسلة الصحيحة 2158 ) رواه مسلم ومعنى لا يتمالك أي باستطاعة الشيطان تلبسه لأنه أجوف ولقد حكى الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاويه 24 / 276 حيث يقول " دخول الجان بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة " ويقول : " وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك " أنظر 19 / 23 ، 19 / 42 ، 19 / 55 الفتاوى والعمري يقول :" أنا أتحدى من يقول أن هناك شيطانا يخرج من الإنسان " بل لا يعترف باللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي سئلت في فتوى رقم 8693 وفتوى 9645 عن بعض الإخوة أنهم يستخرجون الجن من المرضى عن طريق تلاوة القرآن الكريم فأجابت : يجوز علاج المريض بمس الجن بقراءة آيات من القرآن عليه لثبوت الرقية بالقرآن شرعا 0

ويعقب الشيخ عبدالله السدحان حول كلام الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري حول موضوع ( العين والرقية ) فيقول :

وسئل العمري : هل كل حالة مرضية تعالج بالقرآن ؟

فأجاب : لا ! واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين " وقال أنه حدد أن الرقية تكون من العين فقط! وهذا جزء من الحديث والاستدلال به ناقص وبقية الحديث : " أو حمة " وهي سم العقرب 0

وفي حديث آخر صحيح عن أنس : ( رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة – أي سم العقرب - والنملة – قروح تخرج في الجنب - ) ( صحيح الترمذي 1678 ) ، فهو لم يذكر بقية الحديث حتى لا يثبت أن القرآن خاصية شفائية حسب زعمه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0

أما معنى الحديث : أن تخصيص العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأمراض لأنه ثبت أنه رقى أصحابه من غيرهما وإنما معناه : لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم كما قيل في المثل : لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار قال النووي : " لم يرد به حصر الرقية الجائزة فيهما ومنعهما فيما عداهما وإنما المراد لا رقية أحق وأولى من رقية الحمة لشدة الضرر فيها " أنظر شرح السنة 12 / 162 وزاد المعاد 4 / 135 وأنظر إلى فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم 8016 تقول : تجوز الرقية بالقرآن والأذكار والدعوات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم للحفظ والوقاية ولدفع ما أصيب به الإنسان من الأمراض 0

كيف فاتت عليك تلك الأحاديث وأنت كنت أستاذا للحديث ويبدو أن غيابك عن الجامعة اثنتي عشرة سنة قد أثر في فهمك للأحاديث وإلا ما معنى كلامك أنك عرفت بعد التجربة أنه ليس هناك أي شيطان يتلبس الإنسان وأن كل من يزعم ذلك فهو كاذب !! 0

وأظن أن ليس بعد هذا الكلام كلام إلا في الاستخفاف صراحة وهي لا تحتمل تأويلا ولا مجازا وليته تأنى وتثبت قبل أن يخوض فيما لا علم به أو سأل أحدا من أهل هذا الشأن حتى لا يقع في هذا التخليط العجيب ولقد صدق ابن حجر العسقلاني في كتابه الموسوم فتح الباري ج 3 / 466 حيث يقول " إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب 0

ويعقب الشيخ عبدالله السدحان – حفظه الله – على كلام الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري حول مواضيع متعلقة بالرقية فيقول :

ومن عجائب العمري : لما سئل عن كيفية القراءة ؟ أجاب أنها على قسمين : الأول أن يقرأ وينفث على الشخص والثاني : يقرأ على مادة وينفث عليها أما سماع المسجل فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ! لما سئل عن القراءة عبر الميكرفون قال إنه لم يثبت شرعا ! سبحان الله ما هذا التخريف ! وهل وجد المسجل والميكرفون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورفضهما ؟! ثم يا أخي أنحن بصدد إثبات حكم شرعي نتطلب الدليل عليه من الكتاب والسنة أم نحن بصدد تجارب معينة أثبتت جدواها وأقرها علماء الأمة !! ألا يعرف وهو عالم الحديث سابقا الفرق بين الأحكام والقواعد واستنباطها وبين الوقائع والتجارب وثبوتها !!

ويعقب الشيخ عبدالله السدحان حول كلام الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري حول موضوع ( علاج السرطان بالقرآن ) فيقول :

ولما سئل عن علاج السرطان بالقرآن ؟ أجاب : هذا لم يثبت لأن مستشفى التخصصي " وكأنه من مصادر التشريع عند العمري ! " عنده قاعدة أنه إذا جرب مائة حالة فهو ناجح وإلا يحكم بفشله والسرطان مرض عضوي لا يعالج بالقرآن ! وقد ينجح في حالات نادرة لكن لا يحكم بنجاحه !! هكذا عياذا بالله وإن كان أحد يزعم أن القرآن يشفي من السرطان فعليه أن يتجه إلى المستشفى – أي التخصصي كمصدر للتشريع - وتعرض عليه مائة حالة حتى نصدق أن القرآن يشفي !

أيقول هذا الكلام عاقل فضلا عن أستاذ حديث أما علاج القرآن الكريم للأمراض بجميع أنواعها فثابت ومعروف وحقيقة لا يخالجها شك بل القرآن الكريم الأصل في التداوي ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية لا كما زعمه العمري ومن شاكله على أن من كان مرضه عضويا فليذهب إلى المستشفيات ومن كان نفسيا فليذهب إلى العيادات النفسية والمنتدى النفسي ومن كان مرضه روحيا فعلاجه القراءة !

فمن أين لهم هذا التقسيم ؟ فالقرآن طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ) ( سورة الإسراء – جزء من الآية 82 ) 0

وأنظر إلى كلمة شفاء ولم يقل دواء لأنها نتيجة ظاهرة أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي قال ابن القيم في كتابه القيم " زاد المعاد " فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة – إلى أن قال – فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله " ( زاد المعاد - 4 / 98 ) 0
وصدق والله ويكفيك قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل على عائشة وامرأة تعالجها فقال :" عالجيها بكتاب الله " ( السلسلة الصحيحة 1931 ) ، ولا يفهم من هذا الكلام ترك الأسباب الدوائية كالذهاب إلى المستشفيات مثلا لعلاج الأمراض العضوية ولكن الأساس في علاج أي مرض هو القرآن الكريم ويضم إليه السبب الدوائي - كأن ينفث بالرقية في المضاد الحيوي مثلا لأنه لا بد من اليقين بأن الشفاء من الله وإذا نزل الشفاء نفع الدواء بإذن الله وليس العكس - كما فهمه العمري 0

لأن الله تعالى يقول على لسان إبراهيم : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) ( سورة الشعراء – الآية 80 ) فالدواء بحد ذاته لا يشفي بل هو سبب من الأسباب الشفائية لا غير ولقد أثبت الدكتور أحمد القاضي رئيس المركز الاعلامي بمؤسسة العلوم الطبية الإسلامية بمدينة " بنما سيتي " القوة الشفائية للآيات القرآنية بالتجارب المعملية والكمبيوتر في تلك المؤسسة أعرض لها ولنتائجها في وقت لاحق ولي عودة مع العمري في قضية علاج السرطان بالقرآن وعودة أخرى إن شاء الله لنناقش ظاهرة العلاج بالقرآن الكريم وحماية هذا النشاط النبيل من المشعوذين والمنتفعين وعلاقة علم النفس بالقرآن الكريم 0

وبعد فهذه كلمة عابرة لإزالة شبهة أحدثها العمري أما علماؤنا الأفاضل فإنهم أرفع منزلة من أن يصلهم تكذيب مكذب أو شك في مصداقيتهم فيما يحكى عنهم أو ينقل فآمل من العمري إحقاقا للحق ورفعا للشبهة وهو - مدرس الحديث سابقا - الرجوع إلى الحق وهو أحق أن يتبع 0
تولانا الله وإياه بهدايته وجنبنا مواقع الفتن ومزالق الزلل والسلام عليكم : ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) ( سورة الأعراف – الآية 89 ) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ) ( انتهى كلام الشيخ عبدالله السدحان في تعقيبه على القارئ الشيخ علي بن مشرف العمري ) 0


* تعقيب الشيخ علي بن حسن عبدالحميد :

عقب الشيخ علي بن حسن عبدالحميد على آراء الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري حيث يقول :

( إن إنكار الشيخ العمري وما اعقبه - منه - من اعتراضات إنما ( تبلورت ) وظهرت ، و ( نضجت ) بعد قراءته - كما اعترف هو ! - في كتب علم النفس ، وهو علم تجريبي قائم على نظريات أسسها مجموعة من الكفار ، يهودا أو نصارى أو غيرهم ، وعنهم تلقي هذا العلم من كتب فيه من المسلمين 0
لذا ، فإن تفسيرات أولئك ( النفسانيين ) لكثير من الأمور الغائبة عنهم إنما تكون صادرة من منطلق انعدام الصفة الأولى من صفات المؤمنين فيهم ، وعدم التزامهم بمقتضياتها ، ألا وهي الإيمان بالغيب ، كما قال الله سبحانه : ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ 000 ) ( سورة البقرة – الآية 1 ، 2 ) 0
فعلم النفس إذن - ( علم محدود ، وليس علما مطلقا ، وهذه حقيقة يقرها ويؤكدها العلم ) ، وذلك لأنه ( علم حديث نسبيا ) 0
أقول هذا بالجملة ، وإلا فإن جوانب متعددة من علم النفس لا تعارض الشرع ، ولا تخالفه ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 188 ، 189 ) 0

قلت : وكلمة حق لا بد أن تقال في شخص الشيخ القارئ علي بن مشرف العمري ، فالرجل مشهود له بالعلم والخير نحسبه كذلك والله حسيبه ، وله أيد بيضاء على كثير ممن عالجهم بالرقية الشرعية ، فالواجب الشرعي يحتم علينا جميعا أن ندعوا لأنفسنا أولا ثم للشيخ الفاضل - وفقه الله للخير - فيما ذهب إليه - سائلا المولى عز وجل أن يعفوا عنه وأن يوفقه ويسدد خطاه للخير والحق والصراط المستقيم 0

سائلين المولى عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة