عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-04-2007, 01:44 PM   #3
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

عا لم الجن من العوالم التى سترها الله عنا ، وأخبرنا عنهم بالقدر الذى يكفينا فى كتابه وسنة رسوله، والمسلم الكَيِّس هو الذى يكتفى بذلك ولا يضيع وقته فى الجرى وراء المدَّعِين والمستعينين والكهنة والمشعوذين فيكون على شفا حفرة من النار،

وليعلم أن الله سخَّر له مخلوقاته وأنه بإيمانه بربه والتوكل عليه وعلمه بيقين أنه لا نافع ولا ضار إلا الله عز وجل وحده يكون من أولياء الله ولا سلطان لمخلوق عليه فهو فى معية الله.

فالغيب لله وحده، لا يعلمه إنس ولا جن ، وما يخبر به الجن من يتعاملون معه إنما هو مما غاب عن الحاضرين مما قد وقع بالفعل ، وما وقع وحدث لا يسمى غيبا ، وإنما يسمى إخبارا بما حدث ويجهله الآخرون ، علاوة على ان هذه الاخبار قد تكون كاذبة لدأبهم الكذب ،أما الغيب المستقبلي فلا يعلمه إلا الله تعالى .

وقد حاول الإنسان أنْ يَبحَث عن المجهول المستقبل منذ خُلِقَ ،وفيه غرِيزةُ حُبِّ الاستطلاع، وبَذَل في ذلك جهودًا كبيرة، واتَّخَذ وسائلَ متعددة، وكان مِن هذه الوسائل ما عُرِف باسم الكَهانة والتنجِيم والعِرَافَة والطِّيَرَة والطَّرْق وضَرْب الرَّمْل وقِراءة الفِنجان وقِياس الأثَر وما يُبتكر غير ذلك.

يستهوى البعض معرفة الغيب لعوالم سترها الله تعالى عنا وأخبرنا ما يفيدنا فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وما أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بوحى من ربه وما أخفى علينا من شئ.

ليحذر المرء من المشعوذين والسحرة الذين يدعون أنهم يعرفون الغيب،أوأنهم يتصلون بالجن بأي شكل من اشكال الاتصال والاستعانة ، وينسبون إلى الجن النفع والضرر،
فهؤلاء عصاة لله وللرسول، ويريدون أن يلعبوا بعقول السذج من الناس، وأن يستولوا على المغفلين ضعفاء الإيمان ليضلوهم، وليجعلوا من الشعوذة أوالسحر أوالتعامل بالجن مهنة ومصلحة تدرُّ لهم الأموال الطائلة

وليعلم كل امرئ أنه لا ضارَّ ولا نافع إلا الله سبحانه وتعالى، وأن الجن لا يضرون ولا ينفعون إلا أن يشاء الله، ويأذن قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ** [المجادلة: 10].

وليحذر تتبع المتاهات مع امثال هؤلاء الذين يدعون الاتصال بالجن الصالح، وربما جرته إلى السحر الذي هو من الكبائر ، والذي يجر إلى الكفر ، لأن هذا الأمر غيبي ، ونحن لا نعلم حقيقة هذا الجن الذي يدعي الإسلام ،
فالكذب شيء ملازم لهم ، ولا تكون المساعدة غالبا بدون مقابل ، كما لا تكون غالبا إلا بتلبس الجن الذي يدعي المساعدة بالإنسي ، مما يسبب له إرهاقا ، قال تعالى : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)

وقد خلق الله تعالى الإنس عالما ، والجن عالما آخر ، وإن كان الناس يستعينون بالجن فيما غاب عن بعض الناس ، ويعرفه غيرهم ، فما الداعي للالتجاء إلى الجن للمعرفة؟!
ولماذا لا يستعين الجن بالإنس أيضا فيما يخصهم من أمور؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إن في إحداث علاقة بين الإنس والجن بنوع من التعامل فيما بين الفريقين خرق لسنة الكون ،وهو أمر لم يألفه السلف ، وما أقره الخلف،
كما أنه هروب من الواقع ، والإغراق في الغيب بغير حق وترك الأخذ بقانون السببية ، وهو مما بني عليه كثير من الأمور في حياة الناس، كما قضت سنة الله في الكون.

فالمسلم الحق يعتقد أن ما يجري في الدنيا هو من قدر الله تعالى، وأن الذي خلق الداء خلق له الدواء، وأن المشعوذ او الساحر او المستعين او الجن او أي من الانس لا يملك الشفاء،
وهذا المُشَعْوِذُ قد ارتكب أكثر من خطأ، فهو قد تطفَّل على الطب وصنع دواء وهذا ليس من اختصاصه، و ردَّد ألفاظ الشعوذة على الدواء، مُتوهِّمًا أن تلك الألفاظ هي التي تُعطيه قوة الشفاء.
وأوهم الناس بالخرافات، ولا يجوز لمسلم أن يعتقد في هذه الشعوذة وعليه أن يبحث عن دواء ناجع ورقية مأثورة.


الإسلام هو دين العقل والفهم والإدراك، والنافع والضار هو الحق جل جلاله وفي سورة آل عمران يقول قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ) (الآية: 26)

ويقول القرآن في سورة الشعراء على لسان إبراهيم: (الذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. والذِي يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ. وإذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)

إن الشريعة الغرَّاء كما حافظت على الأبدان بوِقايتها من المُحرمات التي تُضعفها، أو تهدمها كالمُخدرات والمُسْكرات، حافظت على العقول ممَّا يُوهنها أو يُفسدها، ومن ذلك منعها من الجرْي وراء هذا السَّرَاب، حتى يبقى ميزان الفهم ومدار العلم سليمًا من الآفات، وكم يكون الإنسان سعيدًا إذا أخذ في أمره كله بالأسباب الطبيعية، وفكر بعقله مُهتديًا بتجاربه واستشارته ذوي الرأي الناضج، ثم أقدم على ما يريد مُعتمدًا على الله ـ تعالى ـ: (ومَنْ يَتَوَكَّلْ علَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). (الطلاق: 3).

وكم يكون شقيًّا إذا ظلَّ حياته عبد الأوهام والخُرافات، حليف الشعوذة والتكهنات، يقلد الخادعين، ويجري وراء الدجَّالين، ويُلغي عقله الموهوب له للتفكُّر والتبصر.

قال تعالى" وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " آية 102 البقرة .
قال تعالى " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله " آية 79 يونس

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة