عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-04-2007, 01:43 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

Thumbs up ( && تكريم الله للانسان واهانة الانسان لنفسه && ) !!!

(ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)

(سخّر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)

الأمانة التي عجز الكون كله عن حملها، تمكن الإنسان من حملها

(إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً)

تكريم الانسان هو موضوع يشكل زاويةً مهمةً في رأي الإسلام ونظرته إلى الإنسان
فالخطوة الأولى في طريق تربية الإنسان ورفع مستواه في جميع حقول التكامل،
هي في جعله يشعر بكرامته، ويهتم بشؤون نفسه،
وإلا فسوف لا يولي لنفسه أي اهتمام، ولا يبذل لإصلاح وضعه أي نشاط، مهملاً حاضره ومستقبله وحتى ماضيه، فتُفقد في هذه الحالة إمكانية إقناعه بالسعي والعمل،
وإمكانية التأثير عليه في دعوته لتحسين أموره وأوضاعه، والتحرك نحو الأفضل.
و يبقى خاملاً جامداً لا مبالياً، مفضلاً استمراره في وضعه، على تحمل عناء الحركة وأعباء السعي والنشاط.

نحن لا ننكر أن حبّ الإنسان لنفسه، غريزة ثابتة فيه، تفرض عليه الدفاع عنها والسعي لجلب الخير لها. ولكن نقول إن هذه الغريزة تبقى نشيطة حسب مستوى الوعي البشري، فتعمل للخير الذي تجده متناسباً معها، وتصدّ ما تعتبره منافياً لها.

فحبّ النفس هو القوّة الدافعة للإنسان، ولكن الشعور بالكرامة فقط يحدد مقام الإنسان،
ويرسم الخطوط العريضة لسيره، وتعيين أهدافه السامية، ويميز الخصوم وطريقة الدفاع.

إن الإنسان في رأي الإسلام خليفة الله على الأرض، عالم بالأسماء كلها، مسجود له من جميع ملائكة الله.
( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا)

ومفهوم الخليفة، يوضح تمام الوضوح، استقلال البشر وحريته في التصرّف على الأرض.
أما السبل المرسومة له والخطوط المكتوبة عليه، فهي النصائح التي قررها الله لخليفته الإنسان.

التعليم هذا والتأكيد، يعكسان في الذهن إمكانيات الإنسان الهائلة، وتمكنه من معرفة جميع الموجودات والقوة المتفاعلة في دائرة خلافته، والتي جعلت تحت تصرفه في حياته.

وسجود الملائكة، وهم نخبة الموجودات، تأكيد صريح لخضوع كافة الموجودات للإنسان وإطاعتها له،
فالاستقلال بالتصرف، والإمكانات الكبيرة، وخضوع عامة الموجودات،

فتكريم الله له بالخلافة على الارض وتهييئه لها بالعقل والعلم والارادة والتكليف
وتكريمه تعالى للانسان في خلقه في احسن تقويم وتصويره بأحسن الصور
وسجود الملائكة له اكراما
وتسخير ما في الكون له فيه تعريف وتكريم ويدل هذا على ان
الإنسان في نظر الإسلام مخلوق متميز مكرم ، ميزه الله ، وكرمه ، وفضله على كثير من خلقه ،
وأن الإنسان هو واسطة العقد في هذا العالم ، وإن صغر حجمه بالنسبة إلى المكان ، أو قصر عمره بالنسبة إلى الزمان

ومن تكريم الإسلام للإنسان أنه اعترف بكيانه كله جسماً ، ونفساً ، وعقلاً ، وقلباً ، ووجداناً ، وإرادةً ، لهذا أمره بالسعي في الأرض ، والمشي في مناكبها ، والأكل من طيباتها ، والاستمتاع بزينة الله التي اخرج لعباده ، وحثه على النظافة ، والتجمل ، والاعتدال ، ونهاه عن المسكرات ، والمفتِّرات ، وكل ما يضره تناوله وفاءً بحق جسده .
وأمره بعبادة الله وحده ، والتقرب إليه بأنواع الطاعات من صلاة وصيام ، وصدقة ، وزكاة ، وحج ، وعمرة ، وذكر ، ودعاء ، وإنابة ، وتوكل ، وخوف ، ورجاء ، وبر ، وإحسان ، وغير ذلك من أنواع العبادات وفاءً بحق نفسه وأمره بالنظر والتفكر في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وفي مصير الأمم وسنن الله في المجتمعات ، كما أمره بطلب العلم والتماس الحكمة ، وأنكر عليه الجمود وتقليد الآباء والكبراء كل ذلك وفاءً بحق عقله .
ولفته إلى جمال الكون بأرضه وسمائه ، ونباته وحيوانه ، وما زانه الله به من الحسن والبهجة ليشبع حاسة الجمالية في نفسه ، وليشعره في أعماقه بعظمة ربه ، الذي أحسن كل شيء خلقه ، وذلك رعاية لجانب الوجدان والعاطفة فيه ، لقد اعترف به ، بكيانه كله ، جسماً ونفساً وعقلاً وعاطفة .
حق الحياة ، وحق الكرامة الإنسانية ، وحق التفكير ، وحق التدين ، وحق الاعتقاد ، وحق التعبير ، وحق التعلم ، وحق التملك ، وحق الكفاية ، وحق الأمن من الخوف .
حفظ الإسلام حق الحياة ، وحماه بالتربية والتوجيه وبالتشريع والقضاء ، وبكل المؤيدات النفسية والفكرية والاجتماعية ، وعد الحياة هبة من الله تعالى لا يجوز لأحد كائناً من كان أن يسلبها منه
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة