[فاديا]

إن هناك سوء فهم خطير لمشاعرنا يترتب عنه خوف من هذه المشاعر الغامضة الاسباب التي تنتابنا فجأة
وخشية عدم قدرتنا على السيطرة عليها

لكي نحدد مصدر سوء الفهم ، علينا ان نفهم أولا من أين تأتي المشاعر على اختلاف انواعها
ان مصدر المشاعر هو عقلنا الباطن ، ولكي نفهم أكثر كيف يعمل عقلنا الباطن باختصار
فإنه يقوم بجمع المعلومات ، التدقيق فيها ، تفنيدها ، ثم تقرير نوع المشاعر المناسبة لها ، ثم ارسالها الينا

وكل هذا لا يحدث فجأة
وإنما لا نكون واعين لعملية تحميضها وتحضيرها في عقلنا الباطن الا عندما يرسلها الينا

ولكي نفهم كيف يمكننا السيطرة على مشاعرنا والتخلص من المشاعر غير المرغوب بها ، علينا ان نفهم أيضا كيف تأتي هذه المشاعر وتسبب لنا مزاجا سيئا

تأتي المشاعر السيئة عادة بسبب فشلنا في تفسير الرسائل والتي هي عبارة عن مشاعر قادمة من عقلنا الباطن

لكي نستطيع تصوّر العملية ، فتصور ما يحدث عندما يعلن هاتفك الخلوي ان الشحن منخفض
ما هو التصرف الذي ستقوم به عندها ؟
لا شك انك ستشبك جهازك بالشاحن ليتم شحنه
تصور لو انك ( استجابة لهذه الرسالة ) قمت بتنظيفه
هل سينهي هذا مشكلة هاتفك ؟

هذا ما يحدث لدينا فيسبب لنا مزاجا سيئا
نحن لا نقوم برد الفعل المناسب للرسائل او المشاعر التي يرسلها لنا عقلنا اللاواعي

فإذا كنت تشعر بقلق ، تجاه امر ما
عليك ان تفهم مصدر القلق ، وعادة ما يكون بسبب عدم التحضير المتقن لهذا الأمر !
إذن استجب لهذه الرسالة بتحضير نفسك جيدا

واذا كنت تشعر بيأس
فكر بالطرق التي بواسطتها تستطيع استدعاء الأمل

وان كنت تشعر بالغيرة
فكّر كيف يمكن ان تبني ثقتك بنفسك بشكل ثابت

وما يحدث عادة اننا نستجيب للمشاعر السيئة بالتصرفات غير الملائمة لها ، مما يجعلنا دوما في حالة قلق ، او يأس ، او غيرة

الطريقة الوحيدة للتخلص من المشاعر السلبية هي في فهم مصدرها والتصرف بشكل يلائمها

والمشاعر لا تأتينا بغتة
انها في الحقيقة رسائل من عقلنا الباطن، فبدل ان نتساءل من اين جاءت هذه المشاعر
علينا ان نفكر في الغرض الذي جاءت بسببه هذه الرسالة والشروع في علاجه

سنكون أفضل ، واحسن ، وأسعد
ان فهمنا مشاعرنا وأدركنا ان كل ما نشعر به يأتي بسبب شيء ما ، وليس فجأة .
هذا الفهم سيعزز شعورنا بقدرتنا على التحكم في عواطفنا
وسيجعلنا نشعر بالثقة والأمان في محيط أنفسنا ، ومحيط الآخرين