بسم الله الرحمن الرحيم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..... اخي سأحاول ان افيدك.... الحمد لله انا تخرجت هذه السنة من الكلية... بدأت قصتي في المرحلة الاولى في الكلية...حيث عزمت حينها ان ابدء الالتزام وان اكون طائعا لله منقادا له بكل المعاني...على الرغم من اني كنت قبلها اصلي لكن في البيت غالبا وبدون خشية وكانت معلوماتي في العقيدة وغيرها ضعيفا..... فعزمت على ان التزم بصورة جدية وفعلا بدءت اشق الطريق الى الله وانا اتنقل بين الطاعات والايمان يرتفع والدعوة الى الله في مكانها...ويوميا محاضرات اسمع...الحويني وخالد الراشد ويعقوب وحسان ونبيل وغيرهم....وكنت اقول دائما في نفسي( يا لها من حياة سهلة وجميلة اذا بقيت هكذا)...وبقيت هكذا الى ان وصلت المرحلة الاخيرة في الكلية... في يوم كنت في المسجد انتظر الصلاة بعد الصلاة ...اذ جائني الشيطان وبدء ينفذ وساوسه في صدري وعقلي...ويخوفني ببعض الذنوب التي ارتكبتها في الماضي...فاستعذت بالله لكن لم يتركني...فبدأت اشعر بضيق في صدري....وبعد ايام بدء يوسوس لي بأني قد مسست(اصابني المس)......وخصوصا بعد ان اشتد الضيق وبدئت اشعرر بالملل...لكن الذي كان يصبرني هو يقني بالله وعلمي بأن الدنيا دار اختبار ولا مكان للجبناء والمنهزمين...فصارعته فترة وكنت احتسب اجري على الله....ولكن ازدات الحالة في غضون ايام...حتى استفحلت....ففي يوم كنت راجعا من المسجد...وفي لحظة معينة...جائني الملعون بأفكار ما خطرت لي في حياتي...فبدء يشككني في ديني وفي ربي...فاستعذت تكرارا ومرارا فما تركني...وبعد فترة تضاعف الامر ففقدت اي لذة للحياة...لا اكل لا اشرب....لا استطيع النوم....حتى اتذكر اني كنت اتمنى الموت.......و قد كدت أياس واستسلم...لولا الله ثم العزيمة التي اختلقتها في نفسي ....فبدأت رحلة جديدة في حياتي وهي رحلة البحث عن اليقين.....وفي اثناء هذا كله..كنت احافظ على صلاتي ...واحيانا كنت اضجر جدا...لكن كنت ارغم نفسي الخبيثة حينها على الصلاة والاذكار...واخر ساجا لله باكيا راجيا داعيا ان يريني الحق ويثبتني على دينه...الله يشهد انا جربت انواع البلايا .....لكن ثق يا عبدالله كل المصائب تهون...الا مصيبة الدين....اقسم بالله العظيم واشهدكم يا عباد الله .... انا مستعد ان انخلع من اهلي ومالي وعيالي وبيتي وكل شيئ فقط لو حافظ الله لي على سلامة ديني...فاهلي دون ديني واموالي دون ديني بل ونحري دون ديني.... والحاصل...مرت الايام...وبدئت اسيطر على نفسي وبحول الله ...بدء الشيطان يخنس ... بعد ان قمت بنسف الافكار التي كان يلقيها علي...بالعلم والدعاء....وبدء يضعف...والان هو خانس...ولا اقول لكم انه تركني لا ....لكنه ضعيف جدا ...ويتهيج احيانا ....لكني دائما ما القمه حجرا فيعود لجحره اخواني....اريد ان اقدم نصيحة في غاية الاهمية ...وخصوصا لاخواني الرقاة ... يجب التمييز بين امرين هما في غاية الخطورة والاهمية في مراحل العلاج: الا وهو التمييز بين الشبهات والوسوسة.. فعلى سبيل المثال حالتي...انا كانت 80% من وساوسي هي شبهات...فبعد الدراسة والبحث والدعاء...دحضتها علميا وعمليا فولى الشيطان هاربا ولم يعقب.. وبقي ال20% وهذه خملت بالدعاء والمحافظة على الاذكار والصلوات.. وقد كنت حينها اسمع محاضرات لبعض دعاتنا من اهل السنة والجماعة في علاج الوسوسة...لكنها لم تنفعني كثيرا لان كان عندي شبهات....وبصراحة الذي يؤاخذ على بعض دعاتنا حفظهم الله ....ان الشاب اذا اتاهم بشبهات من الشبهات المعاصرة واراد ان يفنده له...قال الشيخ له هذه خزبلات وانت اقرء القران...ووو....فلا يقدرون ان يشفوا غليل الشاب وذلك لانهم اصلا لا يعلمون شيئا عن شبهاتهم ولا يفهمونها ابدا(بس لا احد يسئ الظن بي فانا احبهم واجلهم جميعا). اما عن حالتك انت ...فاعذرني ان قلت لك بأنك ساذج....انت اذا كنت ذا عقل وايمان سليمين...فكيف تفكر هكذا؟؟؟؟لا بأس بأن تضجر وتمل ويكون عندك هموم...لكن لا زال ايمانك واسلامك موجودين..فلا يجب ان يستحكم عليك الهموم..طبعا الا اذا كان هناك خلل او جهل في علمك بالله..(كما كنت انا في فترة من الفترات لكن عندما قمت بدحضها زالت عني بفضل الله).. يا اخي لا تفكر ابدا ابد ابد ان يكون هناك حياة بلا بلاء....انا دائما اغرس في نفسي قدوم البلايا...وقد زرعت في عقلي قول الله تعالى: أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون*ولقد فتنا الذين من ققبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.....فاعددت النفس لاستقبال البلايا...لكن الذي ادعوه فقط (وارجوا ان تأمنوا عليه) ان لا يجعل الله مصيبتي وبلائي في ديني...والباقي تهون... فكيف تفكر هكذا وانت تعلم بأن هناك جنة تنتظرك!!!!!!!!!! والله ان هذا لشيئ عجاب.... يا اخي لا تكن سطحيا ساذجا......حتى لو عشت طول حياتك (ولتكن 100 سنة) في هم وغم وكدر لكن عشتها محافظا على اسلامك..فستنساها مع اول غمسة في الجنة....الامر اعظم من الهم والكدر ....انها اما خلود في جنة ما لارزاقها من نفاد....او في نار كلما خبت زيدت سعيرا...اخي فكر بعمق....ركز...انتبه....اين انت....لا يغافلك الشيطان....كن فطنا....اغلبه...فهو جبان ....لو علم ان عندك عزيمة وهمة...اقسم بالله بأنه سيهرب ....لكنه يراك الان جبانا منهزما فيشد الوثاق عليك ... وينتفخ و تقوى شأفته..... والنصيحةالتي أأكد عليها هي....ان تزيد علمك بالله واليوم الاخر.... وكذالك تزيد علمك بالشيطان ومداخله... نعم ادرس شخصية الشيطان....انظر الى حذيفة ابن اليمان ماذا يقول: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني....رواه البخاري وغيره.... وهل هناك شر اعظم من الشيطان.... وقال القائل: عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ... ومن لا يعلم الشر من الخير يقع فيه واخيرا احب ان اقول لكم معلومة في غاية الغرابة..ولا اعتقد انكم سمعتموها من قبل: الا وهي ان الشيطان كان سببا في هدايتي :ma rsa123: نعم....وذلك لاسباب منها: عند دراستي لشخصيته و قدراته زاد يقيني بالله الجن كان لهم الفضل الكبير بأذن الله في رد الكثير من الشبهات من فكري وذلك بعد ان تأكدت عقلا ونقلا ونضريا وعمليا من وجودهم حولنا وانهم يدخلون في بدن الانسي...فعندما درست وتفكرت بخصائصهم زاد ايماني بالله ويقيني به وبعظمته...واستطت بواستطهم الرد على بعض شبهات الغربين من الملاحدة والدارونيين(واهل الاختصاص يفتهمون هذه الفقرة جيدا)...دعواتكم لي بالثبات والهداية..والسلام عليكم