عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-09-2006, 11:49 AM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

Thumbs up ( && نبذة تاريخية عن الموجات فوق الصوتية && ) !!!

بدأت المساعي الأولى للبحث في الموجات الصوتية عام 1822 عندما سعى عالم الفيزياء السويسري دانيل كولادين لحساب سرعة الصوت عن طريق جرسه المائي في مياه بحيرة جنيف، والتي مهدت لوضع ( نظرية الصوت ) في عام 1877 بجهود العالم ( لورد ريليه ) والتي شرحت الأساسيات الفيزيائية لموجات الصوت وانتقاله وارتداده.

وتوالت الأبحاث حتى كان تصميم وانشاء أول نظام (Sound Navigation & Ranging ) Sonar عامل في الولايات المتحدة عام 1914 على يد العالم فسندن لأغراض الملاحة البحرية ولتحديد أماكن المارينز الألماني في الحرب العالمية الأولى.

ولم توظف الموجات فوق الصوتية لخدمة الأغراض الطبية حتى بداية الأربعينات على يد دكتور الأعصاب والطبيب النفسي النمساوي كارل ثيودو والذي يعتبر أول طبيب استخدم الموجات فوق الصوتية في التشخيص الطبي، وقد واجه في ذلك صعوبات بسبب امتصاص عظام الجمجمة لمعظم طاقة الموجات فوق الصوتية.وبعد حصيلة جهود مكثفة للفيزيائيين والمهندسين الميكانيكيين والكهربائيين والبيولوجيين بالتعاون مع الأطباء ومبرمجي الكمبيوتر والباحثين ودعم الحكومات، ابتدأ التشخيص بالموجات فوق الصوتية ليأخذ محله في عيادات الأعصاب والقلب والعيون ولتتطور الموجات من A-Mode محدودة الاستخدام الى B-Mode والتي سعى العالم دوغلاس هوري كفني أشعة لاستغلالها في التشخيص لقدرتها على اختراق الأنسجة بهدف الدراسة التشريحية لأعضاء الجسم في جامعة كولورادو في دنفر بالتعاون مع زميله أخصائي الكلى جوزيف هوملس الذي تبنى بدوره الأبحاث الطبية على هذا الصعيد وقام بتوجيهها وبتعاون العلماء والمهندسين بيلز وبوساكوني كان أول جهاز ألتراساوند ثنائي الأبعاد يعمل بنظام B-Mode عام 1951.

وتوالت الأجهزة التي تعمل في هذا النظام الا أنها جميعا كانت كبيرة الحجم وعلى المريض أن ينغمس كليا أو جزئيا في الماء في وضعية السكون لفترة زمنية طويلة الأمر الذي جعله غير عملي ويستحيل وجوده في عيادات الاختصاص.





وفي أواخر عام 1955 بدأ العالم بتطوير هذه الأجهزة لتصبح أكثر حساسية وأقل حجما وأكثر سهولة في طريقة الفحص حتى توصلوا للذراع المعدنية المتحركة والتي توضع على المكان المخصص للفحص ، كما تم تطوير جهاز الألتراساوند المهبلي والشرجي عام 1955 والذي يعمل بنظام A-Mode بجهود العالمين وايلد وريد إلا أنه في هذه المرحلة لم يحقق الغرض الفعلي حتى تم تطويره لاحقا، كل هذه التطورات والتي مرت بنجاح باهر وأخذت محلها في جزء كبير من العالم كالولايات المتحدة الأمريكية، والنمسا، واليابان، والمملكة المتحدة ، مهدت الطريق وفتحت المجال لدخول جهاز “الالتراساوند” إلى تخصص النسائية والتوليد وهكذا كانت الانطلاقة.

ومن رواد تسخير “الالتراساوند” لخدمة هذا التخصص الدكتور الانجليزي ايان دونالد والذي له مساع رائدة على هذا الصعيد حيث ابتدأ طريقه بتشخيص التكتلات البطنية سواء أكانت أليافاً أم أوراماً أم حتى أكياساً وخرج بورقة عمل كانت من أعظم الاشراقات الطبية في عهده بتعاونه مع العالم الفني توم براون والدكتور جون ماكفيكار في 7/6/1958 وعام 1959 استطاع أن يلتقط أصداء واضحة لرأس الجنين ومن بعدها أصبحت أبعاد محيط رأس الجنين هي الوسيلة المعتمدة لدراسة نمو الجنين . وبعد مرور سنوات قليلة كان بالامكان دراسة الحمل منذ البداية حتى النهاية ، وتشخيص كثير من المشاكل كتعدد التوائم والتشوهات الخلقية والمشاكل التي تصاحب المشيمة.

ولم يكن قبل عام 1972 بالامكان رؤية ودراسة الحويصلات بنظام B-Mode على يد العالم النمساوي (Kratochwil) وهكذا أصبح التصوير بالموجات فوق الصوتية في مجال الأمراض النسائية والتوليد مضمارا للتنافس بين الاختصاصيين وتزايدت الأبحاث وأوراق البحث من ورقة بحث واحدة للدكتور (ايان دونالد) عام 1958 الى 296 ورقة عمل في عام 1978.

وبهذه الجهود المكثفة استطاع الأطباء تشخيص كيس حمل بعمر 5 أسابيع في عام ،1963 وتحديد نبض الجنين بعمر 7 أسابيع عام 1965 وفي السبعينات أصبح بالإمكان قياس محيط رأس الجنين ومحيط صدره والتي لعبت دورا جوهريا في متابعة نمو الجنين وتطوره واكتشاف أي إعاقة في النمو، وحساب طول الجنين ومحيط البطن الذي استطاع العلماء من خلاله أخذ فكرة عن وزن الجنين وظروف تغذيته.

كما تم تشخيص فتحات الظهر Spina Bifida واختفاء جمجمة الرأس في الأجنة Anencephaly في الأسبوع السابع عشر من الحمل. كل تلك التطورات لم تكن لتحدث لولا إيجاد B-Mode ودخول درجات اللون الرمادي على أجهزة الالتراساوند بعد أن كانت في اللون الأبيض والأسود، وهذا التدرج في اللون أعطى وضوحاً في الصورة وأصبح تركيز العلماء على زيادة هذا التدرج لزيادة الدقة في الفحص.

ومع الثمانينات حدثت ثورة حقيقية في عالم الموجات فوق الصوتية وهي ما يسمى Real time scanner أي التصوير الحي (ثنائي الأبعاد B-Mode) والذي عن طريقه تم التعرف إلى حياة الجنين الفعلية، وحركاته، وتصرفاته، ونبضات القلب، والتنفس في رحم الأم. وكان أول جهاز فعال في هذا المجال عام 1985 في ألمانيا، وكانت الثمانينات هي ميدان التنافس للشركات المصنعة لأجهزة الالتراساوند لتقديم أدق الصور وأوضحها. وهكذا اتضحت معالم علم جديد في تخصص النسائية والتوليد (تشخيص وسلامة الجنين).

كما تم تطوير جهاز “الالتراساوند” المهبلي والشرجي، والذي صمم لأول مرة على يد ريد ووايلد عام ،1955 وقد استغرق هذا التطوير حوالي العشرين عاما ليصبح فعالا وليحقق طموحات العلماء في كشف الأعضاء الداخلية للحوض ولينتشر بين الأوساط الطبية.

وكان عام 1985 هو العام الذي احتضن أكثر أجهزة “الالتراساوند” المهبلي فاعلية وأعظمها فائدة، وقد تزامن تطويره مع أولى تقنيات أطفال الأنابيب في النمسا.

ومن التقنيات التي استغرقت زمنا طويلا حتى سخرت للاستعمال الفعلي “الدوبلار” Doppler وM-Mode، فمبدأ “الدوبلار” كان أول وصف وضع له بجهود العالم النمساوي كريستيان دوبلار عام 1842 وبدأ بتطبيقه اليابانيون عام 1955 لدراسة حركات وصمامات القلب. وفي عام 1962 وباستخدام “الدوبلار” تتبع العلماء تدفق الدم ونبضات الجنين وتطورت الأجهزة في تقصي التدفقات الدموية لتصبح ثنائية الأبعاد وتمكن من المتابعة الحية الملونة لسير الدم.

وكانت الثمانينات ومطلع التسعينات مسرحا للتقدم العظيم الذي أحرزته الشركات المصنعة لأجهزة “الالتراساوند” ثنائية الأبعاد كما أصبحت تلك الأجهزة عماد التأسيس لأي عيادة نسائية وتوليد، وساعد في ذلك الحجم المعقول وأذرعة الفحص والتي تشغل حيزا ضيقا على الجسم وتعطي مجالا واسعا للرؤية إضافة إلى الحركة الحرة لهذه الأجهزة.

والأهم من كل ذلك التفاصيل الدقيقة التي تمحصها تلك الأجهزة بوضوح الصورة وتحديد الملامح والتشخيص الدقيق بحيث احتلت أجهزة الالتراساوند المرتبة الأولى من بين وسائل التشخيص، والتي لم تقتصر على تشخيص الجسم فحسب بل تجاوزتها لفحص الأجهزة الداخلية للأجنة في أرحام أمهاتهم لتصبح علما بل وتخصصا قائما بذاته.

وبعد هذه المراحل العريقة في تاريخ الموجات فوق الصوتية وبعد ثورات العلم المتأججة على كل صعيد ومتطلبات العصر المتجددة مع دنوّ الألفية الثانية وارتباط الكمبيوتر الوثيق بكل التحركات البشرية مهما صغرت ، غدت أجهزة “الالتراساوند” ثنائية الأبعاد غير مرضية - بالرغم من كل النجاح الذي حققته - وشخصت أعين العلماء نحو البعد الثالث الذي عجزت الأجهزة ثنائية الأبعاد عن سبر غوره وان كانت الفكرة تلوح في الأفق منذ السبعينات، إلا أنها بدأت تتمحور وتأخذ أبعادها مع مطلع الثمانينات وأعظم ما ساند وجودها الثورات التكنولوجية في برمجة الكمبيوتر.

وفي اليابان في جامعة طوكيو كان أول تقرير حول نظام الأبعاد الثلاثية (الطول، العرض، العمق أو الارتفاع ) عام 1984 وأول محاولة ناجحة في الحصول على صورة جنين ثلاثية الأبعاد من صورة ثنائية الأبعاد عن طريق الكمبيوتر كانت عام 1986.

وبعد تطوير أجهزة “التراساوند” مستقلة ثلاثية الأبعاد كانت المشكلة في الفترة الزمنية التي يستغرقها التقاط كل مقطع حيث تتجاوز العشر دقائق وهو ما يستحيل معه العمل سواء للطبيب المعالج أو المريض وبالتالي يستحيل معه التسويق. ومع الجهود المكثفة والتطوير المستمر كان أول جهاز الالتراساوند ثلاثي الأبعاد يأخذ محلا تجاريا في الأسواق في عام 1989 Combison-330 في النمسا واستمر العالم وخصوصا في اليابان، والنمسا، وبريطانيا، وكندا وحتى الصين في دفع عجلة التطور هذه حتى بدأت الأبحاث حول رباعي الأبعاد في لندن عام 1996 عندما بزغت فكرة التصوير ثلاثي الأبعاد الحي وليكون للبعد الرابع وهو البعد الزمني، دوره في إعطاء صورة حقيقية حيّة بأسلوب عملي ، وما كان ذلك ليحدث لولا التطورات الهائلة في علم الكمبيوتر والسرعة الهائلة في إجراء العمليات الحاسوبية، ومن هنا كانت قصة البداية.

المصدر: موقع الدكتور نجيب لويس

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة