عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-05-2012, 03:36 PM   #10
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

رجل عاش لأمته وأراد لها أن تعيش من بعده ، مع سكون الليل وظلمته الحالكة

يقف ليصلي صلاة التائب الخاضع ، يا محمد أليس الله قد غفر لك ما تقدم من

ذنبك وما تأخر ، بلى ولكن ألا أكون عبداًً شكورا ، تلك كلماته وتلك أحاسيسه ،

في ذلك الليل يتذكر أمته ويسكب عليها الدموع وتتطاير من قلبه شرر من شجنه

، يبكي ( أمتي ، أمتي ) ، دموع غالية وقلب مفعم بالمحبة ، هكذا عرفناك وهكذا تذرف العيون في ذكرى فراقك.

علمتنا أن نحب قبل أن نرى على الوجود من نحب ، أحببتنا وما لقيتنا فأحببناك

وشكونا إلى الله ألم فراقك ، أترانا نلتقي يوماً عند حوضك ونشرب من كأس

تُقدمه يداك ، تلك أمنية تحيا بها نفوسنا لكنك علمتنا أن المرء يحشر مع من أحب

، ونحن نرجو من الله أن نُحشر معاك يا حُبنا الخالد.

تمضي عليك الأيام والليالي ونفسك تتوق إلى عقب يخلفك ، يموت أبناءك

فيتطاول عليك الكفار وينادونك بالأبتر ، ويدافع عنك الخالق سبحانه قائلاً

( إنّ شانئك هو الأبتر ).

عرفناك زوجاً محباً ، ورفيقاً مخلصاً ، فكيف تراك تكون وأنت اليوم أب ووالد ، يولد

لك الولد وتسميه ابراهيم ، لعل نفسك تذكرت أبيك ابراهيم الخليل وتقت إلى

أن يكون لابنك عقب بعدد عقب ابراهيم ، ها هي الابتسامة تعلوك ،

أي وجه تعلو الابتسامة كوجهك الشريف ؟

مضى من العمر طويلاً ، وكبر السن وولد صغير يعني شباب جديد لرجل

مفعم بشباب الروح ، لكن الاختبار الجسيم لا يكتمل يا محمد في هذه النهاية

، إنّ الله عز وجل الحكيم كتب في كتابه أمراً غير ذلك.

مات ابراهيم ، مات بكل ما حمله مجيئه من معاني ، ترقبه وهو في لحظات

الموت وتبكي عليه ، إنّّ العين لتدمع وإنا يا ابراهيم على فراقك لمحزنون.

أترى ابراهيم يموت في داخلك ، كيف يموت ؟ وما ماتت خديجة في

داخلك رغم الأيام والسنين

أترى الحب الذي في داخلك يقف حائراً مع من يحب ومن يذكر ، إنّ حبك

امتد لأمتك فكيف يقف اليوم باب ابنك الذي هو قطعة منك.

تحزن ويحق لك أن تحزن ، لأنّ الذي لا يحزن على فراق ابنه ما عرف للحياة

حباً وللرحمة معناً في قلبه ، لكن حبك لا ينسيك أنّك مبلغ عن الله وأنّ أمانة

الرسالة أعظم الأمانات.

حينما ينادي المنادي أن الشمس انكسفت لموت ابنك ، تقف بكل قوة

وصلابة لتقول ( إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا تنكسفان لموت أحد أو حياته ).

أي معنى للحب تعطينا ، عندك الكثير ونحن أشوق للمزيد
00000000000000000
مسح دموع صفية (رضي الله عنها)
_______________
تحكي صفية بنت حيي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حج بنسائه، فلما كان في
بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي كذلك، سوقك بالقوارير –
يعني النساء – فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي جملها، وكانت من
أحسنهن ظهرًا، فبكت وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين أخبر بذلك،
فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها.
إنه لموقف جميل من الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) مع زوجته حين مسح
دمعتها بيده، ثم أمر الناس بالوقوف والنزول، علما بأنه لم يكن يريد أن
ينزل.

ففي هذه القصة فوائد جمة وكثيرة، يستطيع كل زوجين أن يتعاملا مع هذا
الموقف كدستور، ومنهج لحياتهم الزوجية، حتى تصبح سعيدة وجميلة.
فمسح الدموع بيد الزوج نفهمه نحن مواساة ودعما لعواطف ومشاعر الزوجة،
علما بأن سبب البكاء قد ينظر إليه الزوج من ناحيته على أنه سبب تافه،
فالدموع والبكاء من أجل بروك جمل يعد من أحسن الجمال، هذا هو السبب،
ومع ذلك لم يحقر النبي (صلى الله عليه وسلم) مشاعر صفية وعواطفها، بل
احترمها ودعمها وأنزل القافلة كلها من أجلها.

إن النبي (صلى الله عليه وسلم) مسح الدمعة بيده، ولكنا نعرف أثر تمرير
اليد على الخد، ففيه معان كثيرة على الرغم من أنه مسافر، وذاهب إلى
الحج، ونفسية المسافر دائما مستعجلة حتى يصل إلى مراده، ومع ذلك تريث
النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع عواطف المرأة ومشاعرها .

أما الثانية: عن أنس (رضي الله عنه) قال: خرجنا إلى المدينة "قادمين من
خيبر" فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يحوي لها (أي لصفية) وراءه
بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى
تركب عليها..
ففيه بلاغة عظيمة في الاحترام، وإن الغرب اليوم يتفاخرون في احترام
المرأة، فيفتح لها الرجل باب السيارة، بينما حبيبنا محمد (صلى الله عليه
وسلم) وضع ركبته لزوجته، وهو أعظم من تصرفهم وأبلغ.

فحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يعلم البشرية أسس الاحترام وآدابه،
وليس هذا خاصا بالإنسان، بل حتى مع الحيوان. فالاحترام منهج وسلوك يعمل
به الشرفاء

يتبع000
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة