عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-03-2008, 03:29 PM   #2
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

شيخنا الفاضل علي سليم ،


لو قدّر لنبعة الماء أن تحس، إذن لأحسّت ذلك الشعور،
العطاء المحض الذي يولد من جديد..... كلما شرب عابر من مائها..
عطاء لا يشوبه أي ندم..

أحب ان انظر دوما الى ( مستعمرة المواليد الجدد ) في المستشفيات من خلف الزجاج...

كلّ في غطائه الأبيض،
يعني للمستشفى رقما مربوطا إلى زنده ،
ليميزه من بين عشرات المواليد الذين يشاطرونه الغرفة..

صورهم متشابه تقريبا......

عينان شبه مغلقتان... أمامهما الكثير لترياه..
وفم يرتعش..... عليه أن يمضغ طويلاً،
وكفان صغيرتان.... لا يدري أحد أهما للعطاء أم للأخذ أم لكليهما؟

وفي الغرفة الأخرى، أم ملقاة فوق سرير المستشفى.
وقد نسيت كل الآلام التي اجترعتها، في سبيل أن يولد،
نسيت كل الدموع التي أهرقتها ،
نسيت كل شيء، كأن الحب الجديد الذي ملأها فجأة،
حين قالوا لها إنها وضعت،
الحب الغزير الذي لا يمكن أن يحمله إنسان لإنسان إلا الأم لابنها..
كأن هذا الحب قد غسل كل شيء بيد أسطورية..

ثمة شيء أفكر به .....
موقف ومشاعر الاباء في هذه اللحظات....

يقفون.. عاجزين ، ضئيلين..
لا يعرفون حقيقة المستقبل المجهول الذي يطوق هذا المولود ....
يتمنون أن يعطوه ماء أعينهم، أو أن يهبوه نبض شرايينهم..

اتمنى ان ترى الثمرة الغضّة ماريّة ، مشرقة دوما بأنوار الاسلام وعلوم القرآن.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة