عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-08-2012, 04:55 AM   #5
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

وأما من خلفي فيخوفني الضيعة على من أخلفه فأقرأ{ومامن دابة إلا على الله رزقها**هود6ومن قبل يميني يأتيني من قبل النساء فأقرأ {والعاقبة للمتقين **الأعراف 128ومن قبل شمالي فيأتيني من قبل الشهوات فأقرأ {وحيل بينهم وبين ما يشتهون**سبأ 54...)اهـ
فائدة/قال ابن القيم (1/95) وصحّ عن ابن عباس –رضي الله عنهما-أنه قال :"وصح عن ابن عباس –رضي الله عنهما-أنه قال :"ولم يقل –الشيطان-من فوقهم لأنه علم أن الله من فوقهم...".
-أجناس المعاصي ومراتبها:
قال ابن القيم في "المدارج"(ص256) ولايستحق العبد التائب حتى يتخلص منها:وهي اثنا عشر جنسا مذكورة في كتاب الله –عزوجل-هي أجناس المحرمات :1-الكفر،2-الشرك،3-النفاق،4-الفسوق،5-العصيان،6-الإثم ،7-والعدوان،8-والفحشاء،9-والمنكر،10-والبغي،11-القول على الله بغير علم ،12-واتباع غير سبيل المؤمنين
فهذه الإثنا عشر جنسا عليها مدار ماحرّم الله وإليها انتهاء العالم بأسرهم إلا أتباع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وقد يكون في الرجل أكثرها وأقلها أو واحدة منها وقد يعلم ذلك وقد لايعلم ،فالتوبة النصوح هي بالتخلص منها لمن عرفها ونحن نذكرها ...)اهـ
ثم شرع ابن القيم في تفصيلها وقال (1/257):وهذا الفصل من أنفع فصول الكتاب والعبد أحوج شيء إليه فمن شاء فليراجع المداج .
-كيد الشيطان وتدرّجه في الإغواء والمكر:
(الكفر) العقبة الأولى فأول ما يراود الشيطان عليه العبد الكفر والشرك فهي أعظم الغاية عند الشيطان ولا يرضى من العبد إلا ذلك كما قال تعالى:{كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إنّي بريء منك**الحشر
قال ابن القيم في المدارج(1/171) فإنه –أي الشيطان-إن ظفر بها في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح) اهـ.
(البدعة)العقبة الثانية: قال ابن القيم في المدارج(1/172)وهي عقبة البدعة والبدعة حقيقتها الطعن في النبوة والقول على الله بغير علم ،قال الإمام مالك :°من ابتدع بدعة في الإسلام يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة وقرأ {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا**المائدة .فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها ّ°،قال ابن تيمية في "الإستقامة": °جنس البدع والأهواء أعظم من جنس المعاصي الشهوانية بالكتاب والسنة والإجماع°
قال ابن القيم (1/172) فإن قطع –أي العبد السالك-هذه العقبة وخلص منها بنور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ،وهيهات أن تسمح الأعصار المتأخرة بواحد من هذا الضرب )اهـ ،وهذا فيه دلالة على غربة أهل السنة.
(الكبائر)العقبة الثالثة:قال ابن القيم (1/172) وهي عقبة الكبائر فإن ظفر به فيها زينها له وحسّنها في عينه وسوّف به وفتح له باب الإرجاء ،...فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها طلبه على العقبة الرابعة)اهـ
(الصغائر)العقبة الرابعة: قال ابن القيم في المدارج(1/173) وقال الشيطان :ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم أَوَمَاعَلمت بأنها تكفر باجتناب الكبائر أو بالحسنات ،ولايزال يهون عليه أمرها حتى يصير عليها ،فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل أحسن حالا منه ،فالإصرار على الذنب أقبح منه .ولاكبيرة مع التوبة والاستغفار...فإن نجا العبد من هذه العقبة بالتحرّز والتحفظ ودوام التوبة والاستغفار وأتبع السيئة الحسنة طلبه على العقبة الخامسة)اهـ
(المباحات)العقبة الخامسة: قال ابن القيم في المدارج (1/173) وهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها فشَغَلَه بها عن الاستكثار من الطاعات وعن الاجتهاد في التزّود لمعاده ،ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات ،وأقل ما ينال منه-أي في هذه العقبة-تفويته للأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية ولو عرف السعر لما فوّت على نفسه شيئا من القربات ولكنّه جاهل بالسّعر فإن نجا من هذه العقبة ببصيرة ،بنور هاد ومعرفة بقدر الطاعات والاستكثار منها...طلبه العدّو على العقبة السادسة)اهـ
(الأعمال المرجوحة –الأقل فضلا-):قال ابن القيم في المدارج (1/173) وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات ،فأمره بها وحسنها في عينه وزيّنها له وأراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عمّا هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا لأنه لما عجز عن تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية ،فشغله بالمفضول عن الفاضل وبالمرجوح عن الراجح وبالمحبوب لله عن الأحب إليه ،وبالمرضي عن الأرضى ،...فإن نجا منها بــ:فقه الأعمال ومراتبها عند الله ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها ،...فإن الأعمال والأقوال سيّدا ومسودا ورئيسا ومرؤوسا وذروة ومادونها...فإن نجا لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو –أي الشيطان - سوى واحدة لابد منها ) (1)وهي العقبة السابعة:
(تسليط أولياء الشيطان)العقبة السابعة: قال ابن القيم –رحمه الله- وهي عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى على حسب مرتبته في الخير –أي نبي أو صديق أو صالح- فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله ..وهذه العقبة لا حيلة له –أي العبد-في التخلص منها فأنه كلما وجد العبد في الاستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره :جدّ العدّو في إغراء السفهاء به...ولاشيء أحب إلى الله من مراغمة وليّه –أي العبد-لعدّوه وإغاظته له ،...فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر ،وهذا الباب من العبودية لايعرفه إلا القليل من الناس...)اهـ

ـــــــــــ
(1)قال – صلى الله عليه وسلم-°لكل شرة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها سادّ أو قارب فارجوه –أي فارجوا منه خيرا-وإن أشير عليه بالأصابع فلا تعدوه –أي هلك-°رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ له .صحيح الترغيب .
نصيحة: العقبة السادسة لا يتجنبها العبد إلا بمعرفة مراتب الأعمال وطرق أفضليتها وقد عقد ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين فصلا ماتعا يحقق المقصود بين فيه أصناف الناس في تقدير أفضل العبادات والقاعدة الصحيحة في ذلك ،ثم انتهى رحمه الله بقوله :"أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته" فمن شاء فليراجعه وقال –رحمه الله –في الداء والدواء ص 171 "العارف ابن وقته".


 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°

التعديل الأخير تم بواسطة أسامي عابرة ; 05-08-2012 الساعة 04:58 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة