عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-06-2005, 02:25 AM   #7
معلومات العضو
ناصح أمين
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية ناصح أمين
 

 

افتراضي

( مع الرعيل الأول )
أخي رعاك الباري ..
ما أجمل أن نقلب صورا أشرقت بالحب والوئام .. واتسمت بالصفاء والنقاء ..
صفحات بيضاء حملها التاريخ إلينا ليعلن للجميع أن الأخوة والمحبة انبثقت من قلوب مخلصة حققت أسمى معاني الأخوة الصادقة .. نعم.. إنهم رعيلنا الأول .. وسلفنا الصالح .. فهيا إلى بعضا من أخبارهم الزاخرة لنعلن للجميع أنهم قدوتنا بعد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
1. اسمع رحمك الله إلى قول أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب يوم عرف قيمة الأخوة في الله فقال : "إذا رزقكم الله ـ عز وجل ـ مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها " [أخرجه ابن أبي الدنيا ص81 ] .

2. وكان ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ إذا خرج إلى أصحابه قال :" أنتم جلاء حزني " [أخرجه ابن أبي الدنيا ص135 ] .

3. ولما أتى عمر الشام استقبله أبو عبيدة بن الجراح , وفاض إليه ألما ، فالتزمه عمر ، وقبل يده وجعلا يبكيان " [ أخرجه البيهقي ، ج 7 / 101 ] .

4. ولقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ بعد قتل الزبير ـ رضي الله عنه ـ فقال : كم ترك أخي من الدَّين؟ قال : ألفي ألف . قال : عليَّ منها ألف ألف " [ رواه البخاري ، ح 2961 ] .

5. ورئي على علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ثوب كأنه يُكثر لبسه , فقيل له فيه , فقال : " هذا كسانيه خليلي وصفيي " [ أخرجه ابن أبي الدنيا ص 248 ] .

6. وكان بلال بن سعد الأشعري يقول : " أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا " [ أخرجه أبو نعيم في الحلية ، ج 5 / ص 17 ] .

7. وهذا خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل فيقول ياطولها من ليلة ، فإذا صلى المكتوبة غدا إليه ، فإذا التقيا عانقه " [ رواه أحمد في مسنده 123 ] . وكان يُقبِّل رأس أبي بكر [ أخرجه ابن أبي الدنيا ص 199 ] .

8. وكان المحدث القارئ طلحة بن مصرف إذا لقي مالك ابن مغول يقول له : "لَلُقياك أحب إلي من العسل "[ رواه أبو نعيم في الحلية ج 5 / 17 ] .

9. وقال أبو خلدة : دخلنا على ابن سيرين أنا وعبد الله ابن عون فرحبَّ بنا وقال : ما أدري كيف أتحفكم ؟ كل رجل منكم في بيته خبز ولحم ، ولكن سأطعمكم شيئا لا أراه في بيوتكم ، فجاء بشهدة وكان يقطع بالسكين ويطعمنا [ أخرجه أبو نعيم في الحلية ج 4/ 269 ] " الشهدة جمع شهد والشهد: العَسَل لـم يُعْصَرْ من شَمعه " [ لسان العرب ج 3 / 243 ] .

فأين واقعنا الذي لا يخلو من المشاحنات والخلافات والبحث عن الزلات من واقع سلفنا الصالح رضي الله عنهم " هيا بنا نؤمن ساعة " وهيا بنا نبك من خشية الله ، فإن لم نجد بكاء تباكينا علَّ الله أن يرحمنا " ولذلك تجد أن هذه الأخوة مشاعر موحدة وعلاقة ممتدة..! ولو تأملت حق التأمل في معنى الأخوة والمحبة في الله يجد أنها علاقة ممتدة حتى الخلود ..!
قد تقول كيف .؟ فأقول لك :
من المعلوم أن المسلم تمتد علاقته بإخوانه عند الموت ، فهو يودع الدنيا بإعلان التوحيد كما دخلها " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " [ رواه مسلم ، ح 916 ] وتمتد علاقته بإخوانه أيضا بعد الموت ، فيصلي المسلم على أخيه المسلم صلاة الجنازة ، ولو كان بعيدا غائبا ولو لم يره في حياته ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما صلى على النجاشي قال :" إن أخا لكم قد مات فقوموا فصلوا عليه "[ رواه مسلم ، ح 952 ] . ورغم أن دفن الميت يكفي في القيام به نفر قليل ، إلا أن إخوانه المسلمين لا يتركونه بعد موته يذهب وحيدا إلى أول منازل الآخرة بل يشيعونه إلى قبره كما يشيع الضيف العزيز الراحل .
ولا تقف العلاقة إلى هذا الحد ، بل تمتد حتى لما بعد البعث ، وهناك في يوم القيامة تبرز المشاعر والعلاقات بين الناس فــ " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلى المتقين " [ الزخرف : 67 ] والمرء مع من أحب ، وتستمر مشاعر الأخوة وعلاقتها حتى بعد المستقر في الجنة " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " [ الحجر :47 ] .. فما أجل هذه الأخوة وما أعظمها .. حقا إنها مشاعر موحدة وعلاقة ممتدة ..

سلمان بن يحي المالكي
http://www.saaid.net/rasael/154.htm

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة