عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-04-2010, 12:14 PM   #1
معلومات العضو
إلهام
مراقبة عامة على منتدى الرقية الشرعية
 
الصورة الرمزية إلهام
 

 

افتراضي عـــواطفك `·.¸¸.·¯`··._.· أمانة

عواطفك .. أمانة



يا فتاتي الغالية ..

سهل جدا أنأتجاهل تموج الخضرة بين جنبيك .. أن أعرض عن صوت الأنوثة الصادح في وجنتيك .. أنأتجهم في وجه الصباح الضاحك في عينيك .. ثم أقول لك بصرامة : دعي أنهار العواطفالمتفجرة في دمائك ترحل عن كيانك .. واستمعي إلي بكل عقلانية .. فالإنسان بعقله فقطاستطاع أن يثبت وجوده على الأرض ..
ثم أمعن في التجاهل ، وأطالبك بأن تنسي أنكتحبين .. وتكرهين ، وأنك تميلين بطبعك إلى أمر ما .. وتميلين عن آخر بالطبع نفسه ،وأنك تحسين بأن قلبك ليس ملكك، وأنه ـ في بعض الأحيان ـ يتمرد عليك ، ويغريك بماكنت تتمنين ألا تقتربي منه ..

ولكني لن أفعل أبدا .. لن أفعل ..

فأناأعلم أن تفتح العاطفة الذي تحسين به الآن ليس أمرا عابرا ، ولا معيبا ، بل هو أمرفطري تزدهي به كل صدور البشر ، ولكنه في صدور الفتيات يبدو أكثر اخضرارا ، وأكثراشتعالا ، وأشد خطورة .. ولذلك بعثت إليك بهذه الرسالة ..

حبيبتي الغالية ..
حين أراك تحتويني حدائق الغد الجميل ، تغرد حولي عصافير الشروق ، تنشد أماميعطور المستقبل الشذية .. فأزداد لك حبا .. وعليك خوفا .. أتعلمين لماذا؟

أزداد لك حبا .. لأنني كنت ـ طوال السنوات الماضية من حياتك ـ أرقب هذاالنضج .. أنتظر الوقت الذي أراك فيه امرأة تحمل حقيبة الطفولة إحساسا ورقة وطهرا ،وترفع طرفها لتنظر إلى مستقبلها بكل ثقة ، وتضع قدمها على الطريق بكل علم واقتدار ،وهي تعلم أنها محضن الطفولة المسلمة في الغد القريب بإذن الله ..

وأزدادعليك خوفا .. لأنني خبرت الحياة قبلك ، فكما كنت أرقبك بعين الشوق الجارف ، كنتأراقب الذئاب من حولك .. استطعت أن أراهم متلبسين بجريمة التخطيط للتسلل إلى عواطفك؛ لتكون بوابتهم إلى قلب كيان حياتك .. ويلهم كم كانوا أوغادا وقحين .. كيف تجرأواأن يفكروا .. مجرد تفكير في تسلق قلعتك الشامخة ؟!

لقد عرفوا بأن القصصوالروايات والأفلام والمسلسلات من أكثر ما يشد اهتمامك ، فراحوا يغرقون وقتك بسيلجارف من مهاتراتهم ، وينسجون أحلامك بمغازلهم كما يشاء لهم المكر وسوء الطوية ،فاستطاعوا أن يجروا على ألسنة مثيلاتك عبارات الغرام المزيفة ، ليتقاذفوا بها معشباب البطالة والضياع ، ويطعنوا حياءك بالحركات المثيرة لأعصابك وإحساساتك ،ويرسموا ـ بريشتهم المغموسة في ألوان الرذيلة ـ فتى أحلامك من خلال أكثر صورالعلاقات بين الجنسين دمامة واستهتارا .. حتى سمعت عن بعض الفتيات المسلمات أنهنيهمن حبا بالممثل الفلاني ، أو المطرب الفلاني ، ويتمنين لقاءه ، أو الاقتران بمثلهعلى الأقل ؛ لأنه أصبح الأنموذج الأمثل أمامهن .. متناسيات أنهن أطهر من أن تتعلقأنظارهن ـ فضلا عن قلوبهن ـ بهذا الوسط الموبوء .

وهل تظنين أنهم وقفوا عندهذا الحد .. لا بل راحوا يحاولون أن يصلوا إلى عفافك مباشرة ، بالاتصال المباشر معفضائيات الدمار الشامل ؛ فيما يسمى برامج الصداقة ، أو برامج المسابقات المليونيةوأمثالها ، وبالاتصال البرقي مع مواقع الشبكات العنكبوتية التي حيكت بكل دهاء لتوقعقدمك الطاهرة في براثنها ، وهناك لا تسل تلك المستدرجة الغافلة عن أية هاوية سحيقةسوف تصل إليها .. فإن الذهول كفيل بأن يغيبها في عالمه .

ولكن لكل ماتتركينه من أجل الحفاظ على عفافك وكيانك ما كان ينتظرك قبل أن تخطف تلك الأضواءالكاذبة إليها نظرك ، فليس الأصل هو تلك البرامج التي لا ترقى إلى قدرك وشخصيتك ،بل هي طارئة على بيئتك ، غريبة على منهجك .. وأما أنت فها بين يديك كتاب ربك تعالى، وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، وعشرات البرامج والكتب والقصص والمواقع التيتحترم شخصيتك ، وتعرف قدرك ، وتمنحك ما أنت جديرة به من الفائدة والمتعة معا .

أبنيتي .. إن عواطفك أمانة في يديك .. فاحميها من أن تعرض عليها الفتنعلى شاشة أو مطبوعة ، واستثمري وقتك الذي هو حياتك بما فيه نفع عائد على حاضركومستقبلك .

بقلم : د : خالد بن سعود الحليبي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة