ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا" عبده ورسوله أما بعد:
( التوبة النصوح ) كثيرا" ما نسمعها من علمائنا ونقرئها في كتبهم وربما البعض منّا لا يدرك ما المقصود منها فلذا أحببت أن أنقل اليكم بعضا" من معانيها وأقسامها وأجناسها راجيتا" النفع للجميع ...
وأهم النقاط التي سأتناولها في هذه الرسالة هي الآتي :
1_ ما المقصود بالتوبة النصوح وما حكمها
2_ أقسام الذنوب
3_ أجناس ما يتاب منه ولا يستحق العبد اسم التائب حتى يتخلص منها
فأسأله أن يوفقني لما فيه مرضاته ...
وأذكر الاخوة أني اعتمدت على كتاب حادي الروح
_________________
------------------------------
التوبة النصوح :
****************
قال صاحب كتاب حادي الروح :
التزوبة النصوح هي توبة تخلوا من كل غش ونقص وفساد ضمن شروط القبول وهي كالتالي :
1_ تعميم جميع الذنوب < فهو يتعلق بما يتوب منه >
2_ اجماع العزم والصدق بكليته < يتعلق بذات التائب ونفسه>
3_ اخلاصها لله < يتعلق بمن يتوب اليه >
وهي واجبة بالاجماع وعلى الفور وتأخيرها يستلزم توبة أخرى , والتوبة كما هي من فعل السيئات فهي أيضا" من ترك الحسنات
____________________
-----------------------------------
أقسام الذنوب :
****************
الذنوب تنقسم الى قسمين : كبائر وصغائر
الصغيرة : وقد تتحول الى كبيرة من الكبائر بعدة أمور منها :
1_ الاصرار عليها
2_ استصغار الذنب
3_ المجاهرة بها
4_ اشاعتها بين المؤمنين
الكبائر (1): قال الضحاك : هي ما أوعد الله عليه حدا" في الدنيا أو عذابا" في الآخرة
............................
1) ولمعرفة الكبائر عدة أمور منها :
_ كل عمل يترتب على صاحبه اللعنة أو الخروج عن الاسلام ....
__________________
--------------------------------
أجناس ما يتاب منه ولا يستحق العبد اسم التائب حتى يتخلص منها :
**************************************************
*********************
1_ الكفر:وهو نوعان : أكبر وأصغر
فالأصغر : موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود في النار
أما الأكبر : موجب للخلود في النار وهو ستة أنواع :
_ كفر تكذيب : يعتقد بكذب الرسل
_كفر استكبار واباء مع التصديق : ككفر ابليس
_ كفر اعراض : تعرض سمعك وقلبك عن الرسل
_ كفر شك : عدم الجزم بصدق المرسل أو تكذيبه
_ كفر نفاق : اظهار ما يبطله القلب
_ كفر الجحود : وهو نوعان : مطلق ومقيد
المطلق :أن يجحد با أنزل الله جملة
المقيد : أن يجحد فرضا" من فروض الاسلام أو صفة وصف الله به نفسه ......
ومن جحد جهلا" أو تأويلا" بعذر فلا يكفّر كالرجل الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ....
2_ الشرك وهو نوعان :أكبر وأصغر
فالشرك الأكبر : لا يغفره الله الا بالتوبة منه وهو أن يتخذ لله ندا" يحبه كما يحب الله
الأصغر : كالرياء ....
3_ النفاق : وهو نوعان : أكبر وأصغر
الأكبر : يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل وهو اظهار الايمان واخفاء الكفر
الأصغر : كالكذب واخلاف الوعد والخيانة وغيرها
4_ الفسوق وهو نوعان :
فسوق يخرج عن الاسلام
فسوق لا يخرج عن الاسلام
5_ الاثم والعدوان : فهما قرينان اذا اجتمعا لفظا" اختلفا معنا" واذا افترقا لفظا" اجتمعا معنا"
والاثم : ما كان محرم الجنس كالكذب والزنا..
والعدوان : تعدد ما أبيح منه الى القدر المحرّم والزيادة وهو نوعان:
عدوان في حق الله
وعدوان في حق العبد
6_ الفحشاء والمنكر :
الفحشاء : ما ظهر قبحها لكل أحد واستفحشه كل ذي عقل سليم
المنكر : هو الذي تستنكره العقول والفطر
7_ القول على الله بلا علم :
وهو أشد هذه المحرمات تحريما" وأعظمها اثما" ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة في قوله تعالى (( قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا" وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون))
فأصل الشرك والكفر هو القول على الله بلا علم فكل مشرك قائل على الله بلا علم وليس العكس
بعض التوضيحات
_ الكفر منه عملي ومنه قلبي فالأول يندرج تحت الكفر الأصغر في الغالب والثاني كفر أكبر وهو أنواع كما ذكرت سابقا"
_والكفر الأصغر كالرياء والحلف بغير الله وشرب الخمر والزنى بشرط من دون استحلال لذلك والا فهو كبيرة من الكبائر والتي تخرج من الملة
_ كفر التكذيب : كتكذيب ما يعلم من الدين بالضرورة مثلا" تكذيب ما تواتر نقله كالصلاة والصيام...
_كفل اعراض : وذلك كقوله تعالى عن قوم نوح (( واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثبابهم..))
_النفاق الأصغر : ذكره الرسول في أحاديث كثيرة منها :
((أربع من كن فيه كان منافقا" خالصا" ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر
وهناك كثير من الناس لا يحسنون التميز بين النفاقين الأصغر والأكبر ولأجل ذلك أردت التنبيه على عدة أمور منها:
1_ النفاق الأكبر والذي يخرج من الملة هو نفاق قلبي وقد تكلم المولى عن هذا النفاق وأهله في أوائل سورة البقرة حيث صنف الناس الى ثلاثة أصناف :
اما مؤمن واما كافر أو منافق
وحقيقة هذا النفاق يعتمد على المخادعة : مخادعة الله أولا" ومحادعة المؤمنين ثانيا" ومخادعة أنفسهم ثالثا" وتتضح الصورة في كلامه تعالى (( ومن الناس من يقول آمنا بالله ...))
وعاقبة هذا النفاق الدرك الأسفل من النار قال تعالى (( ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار))
2_ ما عدا ذلك من النفاق هو نفاق أصغر لا ينقل عن الملة الا اذا استحله قائله وعند ذلك يسم كفرا" أكبر
_ الفسوق : هو الخروج عن طاعة الله اما أن يكون خروجا" كليا" أو جزئيا" ومثال ذلك:
تارك الصلاة هو فاسق لأنه خرج بفعله هذا عن طاعة الله حيث أمر الله تعالى بها في غير موضع من كتابه ولسان رسوله الكريم وهو بين حالتين :
تاركا" لها جاحدا" بها : فقد كفر كفرا" أكبر وفسق فسوقا" أكبر
تاركا" لها تكاسلا": فقد كفر كفرا" عمليا" أي كفر أصغر وفسق فسوقا" أصغر وهكذا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته