عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-04-2005, 08:28 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله السائلة والمجيب ونسأل الله أن ينور قلوبنا بما يحبه الله ويرضاه
أخي الفاضله ، لاشك أن أباك قد ظلمك وأنه لم يرعى رعيته الشرعيه ، لحديث النبي صلى الله عليه فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [كلكم راعٍ، ومسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، الرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته] ، قال: فسمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: [والرجل في مال أبيه راعٍ، ومسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ، ومسؤول عن رعيته] .
وقال النووي (12-454) :" قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته .... " ا.هـ
وقال الغزالي في رسالة أنجع الوسائل: "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم؛ شقي وهدك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه]. " ا.هـ
وقال ابن القيم "قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم ال قيامة، قبل أ، يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللإبن على أبيه حق، فكما قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً) (العنكبوت:7) وقال أيضاً: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) (التحريم:6)، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبتِ إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً " ا.هـ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت].
وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق إبنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إبنه وأنبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زوجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
وهناك من الأدلة ما تبن أثم الأب بذلك لتضيعه الأمانة وعدم رعايتها لاسيما وأن هذه الأمانة هي أمرأة ، كان من الواجب عليه أن يصونها ويحفظها كما يحفظ ماله وجواهره ..
لكن سا أختاه ـ سواء اعتذر أو لم يعتذر ـ تقبلي أباك ولعله رجع وتابه ، ولا يجوز لك فعل ما فعلتي وعليك بالتوبه رحمك الله ، وقولنا هذا يرجع للأدلة التالية :
1- لو كان الواليدن من الكفار ، ففي الدنيا على الأبناء أن يصاحبهما بالدنيا معروفاً ومن المعروف أن يعطي الوالدين حقهما وإن ضرباه وظلماه مالم يكن في معصيه ، فلا طاعة
2- طلب منا الرسول صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة للإمام الجائر وإن ظلم الرعية وضربهم ، فطلب منا السمع والطاعه ، فكيف بأباك جاءك تائب يرضيك ، أفلا تطيعيه مع أن هذا ليس فيه معصية

وأنصحك أن ترجعي لأباك وتستسمحيه وتبيني له عظم تركه للأمانه التي تركها ، وأشرحي له حالتك ووضعك لعله يرجع لجادة الصواب ةيتحسن أمره
وأسأل الله لكم التوفيق والصلاح في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين

أخوكم / أبو تيمية

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة