بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيبنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
أختي في الله العفراء
أقول أولاً واجب على كل أحد أن يتعلم الرقية الشرعية ليرقي أهل بيته.
ثانيًا، رقية النساء للنساء هي جائزة كما رقت السيدة عائشة المرأة التي كانت عندها حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وقال لها: عالجيها بكتاب الله.
ثالثًا، فيه من أمن الفتن الكثير والكثير التي تحدث من المشعوذين والمعالجين، الذين لا يرقبون في المسلمين إلاًّ ولا ذمة.
فالأخت إذا كانت متفقهة في دينها وتعلم مداخل الشيطان لبني الإنسان، وتعلم حقيقة المس والسحر، فلها أن ترقي أخواتها المسلمات، فإن هذا الأمر جائز، وليس في الشرع ما يمنع من ذلك.
وإذا كانت الأخت الراقية مخلصة في رقيتها وفي نيتها، فإن الله عز وجل قادر على أن يسبب على يديها شفاءً لا يحدث على يد كثير من الراقين.
اسألي الله الثبات ، واعملي بالأسباب المعينة على الثبات .. فأنت في نعمة لو أدركتها النساء الأخريات لعدن سريعاً إلى الإسلام منهاجاً وتطبيقاً .
ان إعداد المرأة الراقية نفسها جيداً لهذا الدور يعد أمراً عظيماً وقد يكون غاية في حد ذاته , ولا يتأتى ذلك إلا بتوافر الشروط اللازمة لها للقيام بذلك الدور ,أخيتي أيقني أنك إذا أعددت نفسك جيداً لمهمة الرقية فهذا يعني أنك أنجزت نصف المهمة .
إن القضية ترجع كلها إلى قوة الإيمان وقوة اليقين في القلب لله جل وعلا وإخلاصك لله جل وعلا فعلى قدر إيمانك تفر الشياطين منك .الم تسمع إلى عمررضي الله عنه كلما رآه الشيطان في فج سلك فجا غيره بل في بعض الروايات إذا رآه الشيطان خر على وجهه من شدة إيمانه ومن شدة قوة يقينه بالله جل وعلا و من توحيده بالرب جل وعلا ما يتوجه إلى غيره لا يستعين بسواه ولا يتوكل على غيره حسبه الله جل وعلا .يا اختي!القضية قضية إيمان وإخلاص وتوجه القلب لله وتبرأ من الذنوب والمعاصي .أتعرفين من هو الله الذي تعبدينه؟ أتعرفين من الذي تتوكلين عليه ؟أتعرفين من الذي تستعينين به ؟
فضلاً على أن ّ قراءة القرآن الكريم الذي هو زاد الراقي أو الراقية الأول ، يشرح الصدور، ويبدد الغموم، ويزيد في الإيمان: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) . يونس 57
إنه يقص عليك حقيقة الصراع الذي بين الحق والباطل، و يبشرك بالنصر القريب ، ويثبتك في المحن، ويعدك الخير والمثوبة: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف
فإذا قرأتيه تمثليه في نفسك وعيشي آياته لحظة بلحظة، تجدين نفسك فيه، وتستشعرين معانيه، وتوجهين خطابه إلى ذاتك .
حاولي تدريجياً ،رقيةالقريبين منك ، ثم كل من حولك ، ثم العامة ..وأكثري من ترديد هذا الدعاء : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه 25 ، 26 ، 27 ، 28
أكثري من قول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، فإنها تحمل عنك كأمثال الجبال، ولتعلمي أنك لا تعملين بقوتك وحيلتك، فلولا إعانة الله لك لما حركت حجرا من مكانه، ولا خطوت خطوة ، ولارقيت أحدا.
وليكن شعارك : " يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " .
أختي الغالية العفراء،أمـا وقد عرفتِ المسؤوليـة الملقــــاة على عــاتقك ، نعم تستطيعين ..وفيك كل الخير،وكلماتك تدل على ان ايمانك بالله قوي،لا يمكن أن تزعزعه وساوس الشياطين، الوسوسة وأحاديث القلب لا يؤاخذ بها المسلم لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ** إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به** .أخيتي أنصحك بترك الوساوس و الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها ومحاربتها وعدم الركون إليها و الإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة واللجوء إلى الله والتضرع إليه والإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ودعائه سبحانه أن يرفع عنك كيد الشيطان ويثبتك على الحق .
فهيـّـا انفضي الغبار ، وابدئي منذ اللحظة ، فقد تأخرنا كثيراً ..
نسأل الله لنا ولك ِ الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
إن أصبت فمن الله عز وجل ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
والله من وراء القصد .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .