_ الترمذيُّ أصلٌ في معرفة الحديث الحسن
قال ابن الصلاح : وكتاب الترمذيُّ أصلٌ في معرفة الحديث الحسن،
وهو الذي نَوَّهَ - شَهّرَهُ - بذكره،
ويوجد في كلام غيره من مشايخه،
كأحمد، والبخاري، وكذا من بعده،
كالدراقطنيِّ .
- تعبير المؤلِّف مُوهمٌ أن الترمذي من تلاميذ الإمام
أحمد وهو ليس كذلك لأنه لم يلقه ولم يَروِ عنه
رغم أنه من طبقة تلاميذ الإمام أحمد ..
_ أبو داود من مظان الحديث الحسن
قال : ومن مَظانِّهِ « سنن أبي داود »،
رُوِّينا عنه أنه قال :
ذكرتُ الصحيح وما يشبهه ويقاربه
- أي : الحسن -،
وما كان فيه وَهَنٌ شديدٌ بَيّنته - كأن يكون الراوي
متروك أو متهم أو كذابا أو يضع الحديث -،
وما لم أذكر شيئاً - أي : الحديث الضعيف -
فهو صالح - أي للاستشهاد والاعتبار به - ،
وبعضها أصح من بعض .
قال وروي عنه أنه يذكر في كل باب
أصحّ ما عرف فيه.
قلت : ويروى عنه أنه قال : وما سكتُّ عنه هو حسن .
قال ابن الصلاح : فما وجدناه في كتابه مذكوراً مطلقاً وليس في واحد من الصحيحين، ولا نص على صحته أحد، فهو حسن عند أبي داود .
- ولا يصح إلزام أبي داود بهذا وإلزامه
بهذا فيه نظر -
قلت : الروايات عن أبي داود بكتابه
" السنن " كثيرة جداً،
ويوجد في بعضها من الكلام، بل والأحاديث،
ما ليس في الأخرى .
ولأبي عبيد الآجري عنه أسئلة في الجرح والتعديل، والتصحيح والتعليل، كتاب مفيد .
- طُبِعَ قسمٌ من هذا الكتاب بعنوان سؤالات
أبي عُبيد الآجري لأبي داود .. -
_ كتاب « المصابيح » للبغوي
- البَغَويُّ هو أبو محمد الحسين بن مسعود الفَرّاء
توفي سنة 516 هـ وكتابه المشار إليه هو
مصابيح السّنّةِ -
- ويوجد بغويٌ آخر اسمه محمد ابن عبد العزيز
البَغَويُّ من تلاميذ الإمام أحمد والرواة عنه
له كتاب اسمه « الجعديات »
وبين هذان البغويان أكثر من مائتين عام -
قال : وما يذكره البغوي في كتابه
« المصابيح » ،
من أن الصحيح ما أخرجاه أو أحدهما،
وأن الحسن ما رواه أبو داود الترمذي
وأشباههما :
فهو اصطلاح خاص، لا يعرف إلا له !
وقد أنكر عليه النووي ذلك ،
لما في بعضها من الأحاديث المنكرة .
- يوجد كتب جوامع تروي الأحاديث ولها
في ذلك طريقتان :
1) أن تجمع بأسانيد المصنفين مثلا : قال :
أبو داود حدثنا فلان وتأتي بإسناده كله
2) لا يذكر فيها الإسناد وإنما تكتفي بذكر
متن الحديث والصحابي والمخرج مثل البخاري
وغيره .
والبغوي اقتصر على هذه الطريقة الثانية في
كتابه .
وله كتاب آخر « شرح السنة » ذكر فيه الأحاديث
بأسانيد لنفسه وله كتاب في التفسير
« معالم التنزيل » أثنى عليه ابن تيمية
وقد ألف الخطيب التبريزي كتابا سماه
« مشكاة المصابيح » وحذف منه التقسيمات
التي اعتمدها البَغَويُّ -
_ الباعث الحثيث
___________
( يتبع ) ................