عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-05-2014, 05:11 AM   #16
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي




النوع الثاني

الحسن :

وهو في الاحتجاج به كالصحيح عند الجمهور


وهذا النوع لـمّا كان وسطاً بين الصحيح والضعيف في نظر الناظر،
لا في نفس الأمر - يعني في حقيقة السند - .
عَسُر التعبير عنه وضبطه على كثير من أهل هذه الصناعة .

قال الحافظ الذهبي في رسالته الموقظة
( ق 69 / 2 ) : « الحسن ما ارتقى عن درجة
الضعف ،ولم يبلغ درجة الصحة -----

وقال في موضع آخر في نفس رسالته

... ثم لا تطمع بأنّ للحسن قاعدة تندرج تحتها
كل الأحاديث الحسان فيها ، فأنا على إياس
من ذلك ، فكم من حديث تردّد فيه الحفّاظ
هل هو حسن أو ضعيف أو صحيح ؟
بل الحافظ الواحد يتغيّر اجتهاده في الحديث
الواحد ، يوما يصفه بالصّحّة ، ويوما يصفه
بالحسن ، وربما استضعفه ، وهذا حَقٌّ ،
فإن الحديث الحسن يستضعفه الحافظ عن أن
يرقِّيه إلى رتبة الصحيح ، فبهذا الاعتبار فيه
ضعف ما ، إذ الحسن لا ينفك عن ضعف ما
ولو انفك عن ذلك لصحّ باتفاق » ]


وذلك لأنه أمر نسبي، شيء ينقدح عند الحافظ، ربما تقصر عبارته عنه .

وقد تَجَشّم - تكلف - كثير منهم حدّه .

فقال الخطابي :
هو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله،


قلت : فإن كن المعرف هو قوله :
" ما عرف مخرجه واشتهر رجاله "
فالحديث الصحيح كذلك، بل والضعيف .


تعريف التّرمذي للحديث الحسن

قال ابن الصّلاح : ورُوِّينا عن الترمذي
أنه يريد بالحسن :

أنْ لا يكون في إسناده من يُتَّهم بالكذب،
ولا يكون حديثاً شاذاً،
[ قد ] يروى من غير وجه نحو ذلك .

- عن صحابيِّ الحديث نفسه ، أو عن غيره
من الصحابة -

وهذا إذا كان قد روي عن الترمذي أنه قاله ففي أي كتاب له قاله وأين إسناده عنه ؟!

- لقد ردّ الحافظ العراقيّ إنكاره هذا فقال :
« وهذا الإنكار عجيبٌ ! فإنه في آخر العلل
التي في آخر الجامع ، وهي داخلة في سماعنا
وسماع المنكر لذلك وسماع الناس » .


تعريفات أخرى للحسن

قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله :
وقال بعض المتأخرين :

- قال الحافظ العراقيّ في شرحه : أراد
المصنّف ببعض المتأخّرين أبا الفَرَج ابن الجوزي
فإنه قال هكذا في كتابيه : الموضوعات
والعلل المتناهية - .

الحديث الذي فيه ضعف قريب مُحتمل،
هو الحديث الحسن، ويصلح للعمل به .

ثم قال الشيخ : وكلّ هذا مُسْتَبْهم لا يشفي الغليل، وليس فيما ذكره الترمذي والخطابي ما يفصل الحسن عن الصحيح .

وقد أمعنت النظر في ذلك والبحث،
فتنقح لي واتضح أن الحديث الحسن قسمان :

أحدهما : وهو الحسن لغيره

الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور
- هوالذي لا يُعرف حاله -
- قال ابن الملقّن في المقنع ( 1 / 85 ) :
في هذا نظرٌ ، لأنّ الأصحّ أن رواية المستور
الذي لم تتحقّق أهليّته مردودة ، فكيف يُجعل
ما يرويه من قسم الحسن ، ويُنزّل عليه كلام
الترمذي ؟! وليس في كلامه ما يدلّ عليه ،
لكون الاحتجاج لم يقع به وحده - .

لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلاً كثير الخطأ، ولا هو متهم بالكذب،

ويكون مَتن الحديث قد روي مثله
أو نحوه من وجه آخر،

- مثله : يعني : إذا روى مثله من وجه آخر
تسمى متابعة وهو أن يروى نفس المتن من
طريق آخر / نحوه : يعني : إذا روي نحوه من وجه آخر يسمى شاهدا وهو أن يروى بمعناه
لا بنفس ألفاظه من طريق آخر -

فيخرج بذلك عن كونه شاذاً أو منكراً .

ثم قال ( ابن الصلاح ) : وكلام الترمذي على هذا القسم يُتنزل .

قال : " القسم الثاني " : وهو الحسن لذاته

أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة .

ولم يبلغ درجة رجال الصحيح في الحفظ والاتقان، ولا يُعد ما ينفرد به منكراً،

ولا يكون المتن شاذاً ولا معللاً .

قال : وعلى هذا يتنزل كلام الخطّابي،

قال : والذي ذكرناه يجمع بين كلاميهما .


- أورد علماء الحديث على القسم الأول :
( الحسن لغيره ) : المنقطع :
إذا ورد حديثان منقطعان ، في الأول سقط
تابعي وفي الثاني تابع تابعي .

والمرسل : إذا ورد حديثان الأول مرسل والثاني
فيه انقطاع .
وهذان المثالان يتقوى الحديث .

إذا كان في رجاله مستورٌ ويُروى مثله أو نحوه
من وجه آخر .

- وأوردوا على الثاني : ( الحسن لغيره ) :
المرسل الذي اشتهر رواته بما ذكر .
ويندفع ذلك باشتراط الاتصال مع ما تقدم .
أفاده العراقي في شرحه .

- وأفاد بعض العلماء : أن الحسن أعمُ من
الصحيح وليس قِسْماً من أقسام الصحيح .

وهو ما كان من الأحاديث الصالحة للعمل ،
فيجامِع َ الصحيح ، ولا يخالفه - .



قال الشيخ أبو عمر: لا يلزم من ورود الحديث من طرق متعددة أن يكون حسناً،

لأن الضعف يتفاوت،

فمنه ما لا يزول بالمتابعات،
يعني لا يؤثر كونه تابعاً أو متبوعاً،

كرواية الكذابين والمتروكين،

ومنه ضعف يزول بالمتابعة،

كما إذا كان راويه سيء الحفظ،

أو روى الحديث مرسلا ،
فإن المتابعة تنفع حينئذ ،

ويُرفع الحديث عن حضيض الضعف إلى أوج الحسن أو الصحة .

والله أعلم .

- وبذلك يتبين خطأ كثير من المتأخرين ،
في إطلاقهم القول بتقوية الحديث الضعيف
إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة إلى درجة
الحسن أو الصحيح .

فإذا كان الضعف لفسق الراوي أو اتهامه
بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع
ازداد ضعفا إلى ضعف .

لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في
عدالتهم بحيث لا يرويه غيرهم ،

يرفع الثقة بحديثهم ، ويؤيد ضعف روايتهم
وهذا واضح .




_ الباعث الحثيث


___________




( يتبع ) ................





    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة