عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-04-2014, 05:08 AM   #14
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي




مسألة

قال الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر
رحمه الله تعالي :

« اختلفوا في الحديث الصحيح :
هل يوجب العلم القطعي اليقيني ، أو الظن ؟
وهي مسألة دقيقة تحتاج إلي تحقيق .

أما الحديث المتواتر لفظاً أو معني ،
فإنه قطعي الثبوت ،
لا خلاف في هذا بين أهل العلم .

وأما غيره من الصحيح ، فذهب بعضهم إلي أنه لا يفيد القطع ، بل هو ظني الثبوت ،

وهو الذي رجحه النووي في "التقريب" ،

وذهب غيرهم إلي أنه يفيد العلم اليقيني ،

وهو مذهب داود الظاهري ، والحسين بن علي الكرابيسي ، والحارث بن أسد المحاسبي ،
وحكاه بن خويز منداد عن مالك .

وهو الذي اختاره وذهب إليه ابن حزم ،
قال في " الإحكام " : « إن خبر الواحد العدل عن مثله إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجب العلم والعمل معاً » .

ثم أطال في الاحتجاج له والرد علي مخالفيه ،
في بحث نفيس .

واختار ابن الصلاح أن ما أخرجه الشيخان البخاري ومسلم في " صحيحَيْهِما "
أو رواه أحدهما مقطوع بصحته ، والعلم اليقيني النظري وقع به ، واستثني من ذلك أحاديث قليلة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ ، كالدارقطني وغيره ،
وهي معروفة عند أهل هذا الشأن .

هكذا قال في كتابه " علوم الحديث " .

ونقل مثله العراقي في شرحه علي ابن الصلاح عن الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن يوسف المتوفى 574 هـ ،
ونقله البُلْقيني عن أبي إسحاق وأبي حامد الإسْفْرَائينيين والقاضي أبي الطيب والشيخ أبي إسحاق الشيرازي من الشافعية " .

وعن السرخسي من الحنفية ، وعن القاضي
عبد الوهاب من المالكية ، وعن أبي يعلى وأبي الخطاب وابن الزّاغوني من الحنابلة .

وعن أكثر أهل الكلام من الأشعرية .

وعن أهل الحديث قاطبة ، وهو الذي اختاره
الحافظ ابن حجر والمؤلف .

والحق الذي ترجحه الأدلة الصحيحة ما ذهب إليه ابن حزم ومن قال بقوله ،

من أن الحديث الصحيح يفيد العلم القطعي ،

سواء أكان في أحد الصحيحين أم في غيرهما ، وهذا العلم اليقيني علم نظري برهاني ،

لا يَحصل إلا للعالم المتبحر في الحديث ،
العارف بأحوال الرواة والعلل ،

وأكاد أوقن أنه هو مذهب من نقل عنهم البُلقيني ممن سبق ذكرهم ،

وأنهم لم يريدوا بقولهم ما أراد ابن الصلاح من تخصيص أحاديث الصحيحين بذلك .

وهذا العلم اليقيني النظري يبدو ظاهراً لكل من تبحر في علم من العلوم ،

وتيقنت نفسه بنظرياته ، واطمئن قلبه إليها .

ودَعْ عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحاتهم بين العلم والظن ،

فإنما يريدون بهما معني آخر غير ما نريد .

ومنه زعم الزاعمين أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ،

إنكاراً لما يشعر به كل واحد من الناس من اليقين بالشئ ثم ازدياد هذا اليقين .

** قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي ** سورة البقرة 260

وإنما الهُدَى هُدَى الله » . اهـ






_ الباعث الحثيث .




___________




( يتبع ) ................



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة